الرعاية الذاتية تجعلك قادرة على دعم من حولك لذا انتبهي للعلامات التي تخبرك بتقصيرك في حق ذاتك

الرعاية الذاتية.. 7 إشارات خفية تخبرك أنكِ تهملين ذاتك وتحتاجين لإعادة التوازن

ريهام كامل

إن رعايتك لذاتك ليست أنانية؛ بل هي ضرورة أساسية للحفاظ على صحتكِ النفسية والجسدية. قد تشعرين بالذنب حيال أسرتك، أطفالك، زوجك، أو المقربين إليك بصفة عامة، وقد تعتقدين أن رعايتك لذاتك ستؤثر على رعايتك لهم. والحقيقة أن هذا اعتقاد خاطئ، وجلد غير مبرر لذاتك. أنتِ بحاجة إلى رعاية ذاتية في المقام الأول، لأنها ستعزز من قدرتك على المنح والعطاء والتسامح والدعم. ويعد ذلك أمرًا منطقيًا للغاية لأنه عندما تهتمين بصحتك العقلية والجسدية وتمنحين نفسك وقتاً كافيًا للتأمل والاسترخاء، والاستمتاع بممارستك للهوايات المفضلة عندك. فإنكِ تصبحين أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط والتحديات اليومية.

وبمعنى آخر ستصبحين غاليتي في حالة نفسية أكثر استقرارًا، وستكونين أكثر حضوراً وأكثر إيجابية في علاقاتك وأدوارك الاجتماعية والمهنية. لذا، اعلمي أن العناية بالذات ليست رفاهية؛ بل هي أداة لتجديد طاقتك وتحقيق التوازن بين احتياجاتك واحتياجات الآخرين.

يعد هذا الموضوع من الموضوعات المهمة التي يجب أن تهتمي بها كامرأة تريد أن تحقق التوازن والنجاح في حياتها في مختلف الاتجاهات. من أجل ذلك سأقدم لكِ اليوم مفهوم الرعاية الذاتية، وأهميتها، والعلامات التي تخبرك صراحة بأنكِ مقصرة في حق ذاتك، إضافة إلى أي أسئلة شائعة أخرى تتعلق بهذا الموضوع. لذا، تابعي معي القراءة، وانتبهي إلى ذاتكِ. ولا تنسي "إن لنفسكِ عليكِ حق".

الرعاية الذاتية تعيد التوازن إلى حياتك وتساعدك على الشعور بالرضا والسعادة احذري التقصير في حق ذاتك
الرعاية الذاتية تعيد التوازن إلى حياتك وتساعدك على الشعور بالرضا والسعادة احذي التقصير في حق ذاتك

ما هي الرعاية الذاتية؟

يقصد بالرعاية الذاتية التركيز مع الذات ومعرفة احتياجاتها وبذل الجهد لتلبيتها، وبمعنى آخر وبحسب تعريف الخبراء لها، هي كل عمل إيجابي وجيد تقومين به تجاه نفسك للحفاظ على صحتك الجسدية والعقلية والعاطفية وتعزيز مزاجك.

ما هي أهمية الرعاية الذاتية؟

عندما تمنحين نفسك التعاطف والاهتمام سيمكنك منحهم للمقربين إليكِ. لذا، وما يجب أن تعلميه غاليتي، هو أن التركيز على الرعاية الذاتية يعني الالتزام بسعادتكِ وصحتكِ. عندما تعتنين بنفسكِ، تصبحين مجهزًة بشكل أفضل للتعامل مع تحديات الحياة ودعم الآخرين، وتحقيق الشعور بالرضا والسعادة.

إليكِ أهم ما تحققه الرعاية الذاتية لنفسك ولمن هم في دائرة أدوارك الاجتماعية:

  • تحسين الصحة النفسية، لأن العناية بالذات تساعدك في تقليل التوتر والقلق، وتساهم في تعزيز الشعور بالراحة والسعادة.
  • زيادة الطاقة والإنتاجية حيث أن تخصيص وقت للرعاية الذاتية يساعد في تجديد الطاقة وتحسين التركيز، مما يزيد من الإنتاجية في الحياة الشخصية والعملية.
  • تعزيز الصحة الجسدية، لأن رعايتك لذاتكِ وممارسة الرياضة، وتناول الغذاء الصحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم يعزز الصحة العامة ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض. وسيمكنك من رعاية المقربين منكِ.
  • الرعاية الذاتية تساعد في تعزيز الاستقرار العاطفي وتحسين التعامل مع الضغوط والتحديات اليومية.
  • الرعاية الذاتية تساعدك في تعزيز علاقاتك الاجتماعية لأن كل اهتمام بذاتك يقابله قدرة على الاهتمام بالآخرين.
  • الرعاية الذاتية المنتظمة تساعد في تجنب الإجهاد المزمن والاحتراق النفسي الذي قد يؤدي إلى فقدان الشغف والاهتمام.
  • الرعاية الذاتية تحقق تحسين احترام الذات، لأن الاهتمام بالصحة يعزز الثقة بالنفس ويعزز الشعور بالقيمة الشخصية.
  • تعزيز القدرة على العطاء لأنكِ أصبحتِ مشبعة بحبكِ ورعايتك لذاتكِ.
  • تعتبر الرعاية الذاتية فرصة جيدة للتأمل الذاتي وتطوير المهارات الشخصية والقدرات.
  • تساعد في تحقيق توازن صحي بين الحياة الشخصية والمهنية وكافة الأدوار الاجتماعية.

ما هي مهارات الرعاية الذاتية؟

تتعدد مهارات الرعاية الذاتية والتي يقصد بها وبمعنى أبسط، الطرقة التي يمكنك من خلالها العناية بذاتك، أو ما يطلق عليها مهارات الرعاية الذاتية وهي مثل، اعتماد نمط حياة صحي للأبد، بحيث يقوم على ممارسة الرياضة، والتأمل، والاسترخاء، وممارسة الهويات المحببة إليكِ، ومقابلة الأصدقاء والفضفضة معهم إضافة إلى كل فعل ذاتي يصدر منكِ بهدف تحقيق رفاهيتكِ وسعادتكِ.

الرعاية الذاتية ليست أنانية لاحظي العلامات التي تخبرك بأنكِ مقصرة في حق ذاتك وحققي التوازن من جديد
الرعاية الذاتية ليست أنانية لاحظي العلامات التي تخبرك بأنكِ مقصرة في حق ذاتك وحققي التوازن من جديد

ما هي العلامات التي تخبرك بأنكِ مقصرة في حق ذاتك؟

يحدث وأن تتجاهلين نفسك واحتياجاتك الشخصية لصالح المسؤوليات الأخرى. فيما يلي بعض العلامات التي تشير إلى تقصيرك في حق ذاتك، وتخبركِ بأنك بحاجة إلى التركيز على الرعاية الذاتية لنفسكِ، وهذه العلامات هي:

  • الشعور المستمر بالإرهاق والتعب

إذا كنتِ تشعرين بالتعب والإرهاق بشكل دائم على الرغم من حصولك على قدر كافٍ من النوم، فقد يكون ذلك إشارة إلى حاجتك للاسترخاء والاهتمام بنفسكِ. قد يكون الإجهاد المستمر ناتجاً عن عدم منح نفسكِ وقتًا كافيًا للراحة الجسدية والنفسية.

  • تقلبات المزاج والتهيج

عندما تشعرين بالعصبية والتهيج تجاه الأمور التافهة التي لا تستحق ذلك، فهذا مؤشر قوي على أنكِ تحتاجين إلى التوقف وإعادة تقييم حالتكِ النفسية. لأن ما يحدث معكِ يدل على زيادة شعوركِ بالتوتر والضغط النفسي اللذان يؤثران على توازنك العاطفي ويزيدان من ردود أفعالك السلبية التي تضر بكِ أنتِ في المقام الأول.

  • صعوبة التركيز في أداء ما عليك من مهام

إذا كنتِ تجدين صعوبة أكبر في التركيز أو اتخاذ القرارات، فإن هذا قد يكون نتيجة تراكم الضغط الذهني. ما يؤدي إلى إصابتك بالتشتت الذهني، مما يعيقك عن أداء مهامك اليومية بكفاءة. وهذه من العلامات التي تخبركِ بأنكِ مقصرة في حق ذاتكِ.

  • تجاهل الاحتياجات الأساسية

ومن العلامات التي تخبركِ صراحة بتقصيرك في حق ذاتكِ، البدء بتجاهل احتياجاتك الأساسية مثل تناول الطعام بشكل منتظم، أو ممارسة الرياضة، أو الحصو ل على قدر كافٍ من النوم بالإضافة إلى إهمال كل الاحتياجات المهمة التي تجعلك في أفضل حالات مقابل الاهتمام بالآخرين.

  • العزلة الاجتماعية

تحدث العزلة بانفصالكِ على العلاقات الاجتماعية وفقدان الرغبة في التواصل مع الآخرين، سواء كان ذلك مع الأصدقاء أو العائلة، ما يعني معاناتك مع الإرهاق العاطفي. وذلك بسبب اهمال ذاتكِ لدرجة عدم منحها الفرصة لشحن طاقتها واستعادة التوازن بين الرعاية الذاتية لذاتكِ ورعاية الآخرين.

  • الشعورالاستنزاف العاطفي

لا تتجاهلي شعوركِ بأنكِ مستنزفة عاطفيًا، وأنكِ لا تستطيعين تقديم المزيد من الدعم للآخرين، لأن ذلك يخبركِ بأنكِ مقصرة في حد ذاتك. فقد يكون الوقت قد حان لإعادة تقييم احتياجاتكِ. لذا، امنحي نفسك فرصة للراحة وإعادة شحن مشاعرك مرة أخرى من خلال ممارسة التعاطف مع ذاتكِ، وعبر منحها الوقت الكافي للتفكير فيها، ولاشباع احتياجاتها الأساسية.

  • تدهور الحالة الصحية

يعني بدء شعوركِ ببعض التأثيرات الجسدية والأعراض غير المرغوب فيها، مثل الإصابة بالصداع المتكرر، وآلام الظهر، أو المعاناة من مشاكل في الجهاز الهضمي، أنكِ مقصرة في حق ذاتكِ. وهذه علامة قوية يخبرك بها جسمك لتبدأين بروتوكول الرعاية الذاتية الذي تستحقينه أنتِ.

خلاصة القول:

إن تجاهل العلاملات التي تخبرك بأنكِ مقصرة في رعاية ذاتكِ يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، وحدوث مشاكل أكبر قد تكون سببًا في طول معاناتكِ معها مثل الاحتراق النفسي، وتدهور علاقاتك الاجتماعية، وتدهور حالتكِ الصحية أيضًا. لذا لا تهملي هذه العلامات وامنحي نفسك الرعاية الذاتية التي تليق بها من خلال منح نفسك ِالوقت اللازم للاهتمام  بها. لأن رعايتك لذاتك إجبارية وليست للرفاهية. فاستمعي إلى جسدك وعقلك وامنحي نفسك ما تستحقه في سلام وأمان.