لا تجعلي للخوف من الفشل مكانًا في حياتكِ عند مواجهة مشكلاتكِ وتغلبي عليه بهذه الإستراتيجيات
إذا كنتِ من اللواتي يشعّرن الخوف من الفشل، أو بالإحباط، وفقدان الأمل في مراحل معنيّة من حياتهن، سواءً في العمل أو الدراسة. فأنتِ بحاجة إلى مساعدتكِ على تحفيز ذاتكِ والتخلص منه؛ لتحدي الصعوبات ومواجهة المشكلات التي تتعرضّين لها في جميع أمور حياتكِ.
لذا دعينا نتطرق عبر موقع "هي" إلى تفسير الخوف من الفشل من وجهة نظر علماء النفس، وكيفية التغلب عليه؛ بناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة.
الأتيكيفوبيا تمنع تجربة الأشياء الجديدة
وبحسب دكتورة لبنى، الأتيكيفوبيا أو الخوف من الفشل أو الرّهاب؛ جميعها مسميات ارتبطت علميًا بشعور الشخص بخوف شديد من الفشل. والذييُمكن أن يؤدي إلى تأجيل أو تجنب أي نشاط أو امتحان أو وظيفة أو مقابلة عمل أو مقابلة عمل تنطوي على احتمال عدم النجاح. قد يخشى الشخص المصاب بهذه الحالة من تجربة أشياء جديدة والمجازفة خوفاً من الفشل. وقد يعني أيضًا الخوف من علاقة فاشلة أو مهنة فاشلة أوأن يكون مخيبًا لآمال الآخرين. وعادةً ما تُستخدم تقنيات العلاج النفسي في علاجها.
علاوة على ذلك، يُمكن أن يؤدي الخوف من الفشل إلى العديد من المشاكل العاطفية والنفسية مثل: "الخجل، والاكتئاب، والقلق، ونوبات الهلع، أو تدني احترام الذات". وقد يؤدي إلى فشل الشخص في الحياة العملية أو التعليمية وإلى تعرضه لسلبيات في علاقاته العائلية وعلاقاته مع أصدقائه.
الأتيكيفوبيا مرتبطة بهذه الأسباب
وتابعت دكتورة لبنى، قد يشمل الخوف من الفشل العديد من العوامل المتسببة في الإصابة به؛ أبرزها:
التاريخ العائلي
عندما يكون هناك تاريخ طبي عائلي لاضطرابات نفسية مثل: "الرهاب، أو القلق، أو الاكتئاب"، يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالات.
السلوك المكّتسب
قد تنشأ هذه الحالة نتيجة للنشأة في بيئة تغرس فكرة أن الفشل غير مقبول، أو أن أي شيء أقل من الكمال هو فشل.
التجارب المؤلمة
الأشخاص الذين يتعرضون لعقاب أو مواقف صادمة مختلفة نتيجة للفشل، قد يخافون من التعرض لهذا الموقف مرة أخرى، ونتيجة لذلك قد يكون لديهم هذا النوع من الرهاب.
الخوف من الفشل مرتبط بهذه الأعراض
ووفقًا للدكتورة لبنى، قد تخاف كل امرأة من الفشل في بعض المواقف. عندما تكون بعض الوظائف أو المهام مهمة جدًا بالنسبة لها. قد يرتفع مستوى الإثارة والخوف قليلًا ومع ذلك، عندما يصل إلى مستويات يمكن أن تؤثر سلبًا على حياتها، فإن هذه الحالة تعتبر رّهابًا أو المعرفة باسم مرض " رّهاب الأتيكيفونيا" الذي يمكن أن يؤدي إلى تغيرات عاطفية وسلوكية في حياتنا بصفة عامة. عمومًا، قد تُعاني المرأة أو الفتاة التي لديها خوف من الفشل، من عدد من العلامات والأعراض؛ أهمها:
- الغضب أو التهيج.
- الشعوور بالاكتئاب أو الحزن.
- النظرة السلبية إلى الحياة والتشاؤم.
- الخوف والقلق من الحكم عليها من قِبل الآخرين.
- الميل إلى تأجيل مهمة أو نشاط ما أو تجنبه إذا بدا صعبًا.
- عدم القدرة على الحفاظ على العلاقات والحفاظ عليها.
- عدم الرغبة في قبول النقد البناء أو المساعدة البناءة
- الخوف من أداء المهام البسيطة في العمل أو المنزل أو المدرسة.
الجدير بالذكر، يمكن أن يسبب الخوف من الفشل أيضًا بعض الأعراض الجسدية التي تحدث في معظم حالات الرهاب. وتشمل هذه الأعراض "الرعاش، والدوخة، والتعرق المفرط، وخفقان القلب، والغثيان، وضيق التنفس، والرعشة، واضطراب المعدة أو عسر الهضم.
رّهاب الأتيكيفوبيا ليس له تشخيص
ووفقًا للدكتورة لبنى، لا يوجد اختبار يمكن إجراؤه لتشخيص الخوف من الفشل؛ ونتيجة للشكاوى والأعراض التي تظهر في هذا الموضوع، يجب الحصول على دعم متخصص ومقابلة خبراء الصحة النفسية، إذ يتم تشخيصه بالمقابلات والفحوصات والتواصل المباشر، وليس غير ذلك. فقد يطرح الخبراء عدداً من الأسئلة لمعرفة التاريخ الطبي للشخص والعائلة بالتفصيل. يتم الاستفسارعن وقت بدء الشكاوى، والأعراض والعلامات ومدة استمرارها. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من بين الأسئلة المطروحة مدى تأثير هذه الشكاوى على حياة المرأة أو أي شخص بصفة عامة. ومن أجل الحصول على معلومات مُفصلة عن الموضوع، يمكن طرح الأسئلة التالية من قبل الخبراء؛ وذلك على النحو التالي:
- منذ متى وأنتِ تخافين من الفشل؟
- كيف يؤثر خوفكِ على حياتكِ في المنزل والمدرسة والعمل؟
- هل عانيتِ من قبل من مشاعر الغضب أو التهيج أو الاكتئاب أو اليأس بسبب خوفكِ من الفشل؟
- هل سبق لكِ أن تجنبتي أو أجلتّي مهام أو أنشطة لأنك اعتقدتِ أنكِ لن تتمكنِ من إكمالها بنجاح؟
- هل تُعانين من مشاكل مثل: "الأرق أو اضطراب النوم نتيجة لهذه المخاوف؟.
إستراتيجيات شحن ذاتكِ والتغلب على الخوف من الفشل عند مواجهة مشكلاتكِ
أكدت دكتورة لبنى، أن هناك طرق مختلفة لعلاج الأتيكيفوبيا. بالإضافة إلى ذلك، قد تختلف هذه الطرق من قبل المتخصصين حسب حالة المريض، وتاريخه الطبي، وسلوكه، ووجود مشاكل نفسية مختلفة، أبرزها " العلاج السلوكي المعرفي لتغيير الأفكار السلبية التي استوطنت في الذهن، العلاج بالتعرض إلى حدث تم الفشل فيه عن طريق الكتابة ولكن في بيئة آمنة وداعمة ومختلفة عن البيئة التي حدث فيها الفشل بالفعل".
من ناحية أخرى، أوضحت دكتورة لبنى، أن تقوية مهارات التحفيز الذاتي تتطلب قيام أي امرأة أو فتاة بخطوات شحن مشاعرها وأحاسيسها الداخلية، والتي تلعب دورًا مهمًا في مواجهة مشكلاتها، أو في نجاح أو فشل أي عمل تُقدمّ عليه؛ وذلك على النحو التالي:
- كوني دومًا على دارية كاملة، بأنه لا يمكن تحقيق أي نجاح من دون وضع هدف معين صوب أعينكِ. ويتحتم عليكِ أن تعبري عن ذلك الهدف في قرارة نفسكِ عدة مرات أو بصوت مرتفع كأن تقولي: "أريد أن أنجح في هذا الامتحان"، أو "أريد الحصول على تلك الوظيفة"، أو "أريد أن أترقى في منصبي". فمع مرور الوقت تصل تلكِ العبارات إلى اللاوعي الذي يقوي إرادتكِ وعزيمتكِ.
- قبل بداية عملكِ على الأهداف أنتِ ملزمة بالتفكير في الوسائل الأكثر أهمية لتحقيق النجاح، وترتيبها حسب أهميتها. فالعديد من الأمور الثانوية في حياتكِ هي التي تقتل التحفيز فيكِ.
- اختاري الوقت المناسب والتخطيط لذلك مسبقًا، وعدم ترك الأمور للصدفة، لأن ذلك سيُسبب الضغط والارتباك. وإلتزمي بوضع خطط عمل لليوم، للأسبوع وللشهر، وأيضًا المواعيد في مفكرة خاصة.
- ارسمي الأهداف والواجبات كصور أو أشكال هندسية على الورق، لأن من شأن ذلك أن يجعلها مجردة وليس فقط أفكار نظرية وذهنية.
- لتتجنبي الخوف من الفشل عند مواجهة مشكلاتكِ، تخلّصي من الأفكار السلبية"كالاعتقاد بأن العمل سيفشل أو أن النتيجة ستكون سلبية". ولا يجب عليكِ أن تقولي: "لا أستطيع عمل ذلك" أو "سأفشل".
- قبل شروعكِ في أي عمل مهم يجب عليكِ التركيز على ما ستقومين به والاسترخاء قبل بداية العمل. فغياب التركيز هو الذي سيُسبب الارتباك والأخطاء؛ ويُمكنكِ تحقيق نسب عالية من التركيز عبر النوم لساعات كافية، الأكل الصحي، وأخذ قسط من الراحة بين فينة وأخرى.
وأخيرًا، أشارت دكتورة لبنى، إلى أنه يمكنكِ التغلب على الخوف من الفشل فكريًا وسلوكيًا، بهذه الطرق:
- اكتبّي الأشياء التي تشعرين بالامتنان لوجودها.
- قدّري شجاعتكِ في المواقف المختلفة مهما كانت بالنسبة لكِ. الشجاعة الذاتيّة.
- افهمي مخاوفكِ، فأحيانًا فهم المخاوف والتصريح عنها يعطيكِ قوة للتغلب عليها.
- حددّي ما إذا كان خوفكِ حقيقيًا؛ فكثير من المخاوف تكون عبارة عن مخاوف غير عقلانية وتخيلات.
- فكّري بشكل بعيد الأمد؛ فرغم أن التفكير بشكل بعيد الأمد بالخوف قد لا يحل المشاكل الموجودة حاليًا، إلا أنه يساعدكِ بالتفكير بشكل منطقي أكثر.
- ثقفّي نفسكِ؛ فعندما يكون القلق سببه الخوف من المجهول، فالتثقيف يساعدكِ على الرؤية اعتمادًا على معلومات وحقائق ثابتة بدلًا عن التخمين.
- تدرّبي وتقمّصي الأدوار، وخصوصًا إذا كان الخوف سببه الكائنات أو المواقف أو الأحداث المستقبلية؛ فمثلًا إذا كان خوفكِ من التحدث أمام حضور، فإن تقمُّص دور المُتحدّث والتدرّب يساعدكِ لتتجنبي الخوف من الفشل عند مواجهة مشكلاتكِ.
- تصوّري النجاح؛ فتصوّر نجاح خطوة ما قبل القيام بها يسهّل تحقيقها؛ لأن التخطيط الذَهني يساعدكِ على اتباع المسار المرسوم مسبقًا.
- معرفة حجم خوفكِ من أبرز الطرق لتتجنبي الخوف من الفشل عند مواجهة مشكلاتكِ. فأحيانًا الخوف من المشكلة يكون أكبر من المشكلة نفسها.
- سيّري على خطى الآخرين؛ فإذا كان خوفكِ من شيء تم تحقيقه من قبل، فإن اللجوء إلى شخص حققه قد يساعدكِ على التخلص من الخوف بشكل أسرع.
- حافظّي على الإيجابية؛ لأنها ستساعدكِ على الاستمرارية حتى بعد الفشل الأولي.
- كوني مرنّة؛ فعند فشل طريقة ما يجب عليكِ أن تكوني مرنّة بما فيه الكفاية لتجربة طريقة أخرى.