من سباقات السيارات إلى ريادة الأعمال.. مها الشامسي تكشف لـ"هي" أسرار النجاح في إدارة المواقف الصعبة
مها الشامسي Maha Al Shamsi، رائدة أعمال إماراتية بارزة وقائدة في مجال الأعمال ذات خلفية مهنية متنوعة. منذ عام 2012، كانت مها شخصية مؤثرة في مجالات الموارد البشرية وريادة الأعمال، حيث شاركت في تأسيس شركة وساطة تجارية ناجحة، وقادت العديد من المشاريع في الأسواق المحلية والدولية. تتميز مها بعلاقاتها القويّة وروحها الريادية وشغفها بسباقات السيارات، مما يجعلها قائدة فريدة وملهمة.
لا شكّ أنكِ تتساءلين كيف تتألق مها تحت الضغط؟ وكيف تتميّز القيادات النسائية في البيئات العالية المخاطر والضغوط؟. في هذا الحوار الخاص مع "هي"، نكتشف مع مها أساليبها في إدارة المواقف الصعبة، بدءاً من المفاوضات الكبرى وصولاً إلى الحفاظ على ثقة العملاء. إضافة إلى نجاحاتها المهنية، تؤمن مها بأهمية تطوير الذات المستمر للمرأة، حيث تراه أداة أساسية لتحقيق التفوق وتخطي التحديات في مختلف المجالات.
لقد كنتِ شخصية مؤثرة في مجالات الموارد البشرية والأعمال وريادة الأعمال منذ عام 2012. هل يمكنكِ أن تشاركينا بعض التفاصيل عن مسيرتكِ المهنية وكيف بدأتِ في تطوير قدرتكِ على النجاح تحت الضغط؟
لقد كانت رحلتي عبارة عن مزيج من التغييرات والتخطيطات المحسوبة، والقدرة على التكيف، والفضول الذي لا هوادة فيه. لقد بدأت العمل في الموارد البشرية ضمن التصنيع العسكري، حيث كانت الدقة واتخاذ القرارات عالية المخاطر أمرًا ضروريًا. مع مرور الوقت، انتقلت إلى ريادة الأعمال، حيث أسست العديد من الشركات في مختلف الصناعات مثل الوساطة المالية، والأغذية والمشروبات، والأزياء، والعقارات، والخدمات القانونية. جاءت القدرة على النجاح تحت الضغط من خلال سنوات من العمل في بيئات ديناميكية حيث يكون لكل قرار أهمية. لقد كان تعلم الحفاظ على الهدوء والتركيز على الحلول والثقة بغرائزي أمرًا أساسيًا طوال الوقت.
ما هو أهّم قرار اتخذته في مسيرتك المهنية، وكيف تعاملتِ مع الضغوط في تلك اللحظة؟
كان أحد أهم القرارات هو إنشاء شركة الوساطة التجارية الخاصة بي. نظرا لتعقيد الصفقات على الصعيدين الوطني والدولي. كان عليّ أن أقرر بشأن الشراكات ونموذج العمل المناسبين. لقد كان الأمر شاقًا لأن خطأً واحدًا يمكن أن يُعرّض كل شيء للخطر. لقد تمكنت من حل المشكلة من خلال تحليل المشكلة، وطلب المشورة من شبكتي، والتركيز على القيمة طويلة المدى بدلاً من المكاسب السريعة. ان التحلي بالصبر في مواقف الضغط العالي أمرًا ضروريًا.
برأيك، ما هي الصفات التي تميّز القائدات الناجحات عند مواجهتهن للمواقف عالية الضغط؟
أعتقد أن الذكاء العاطفي والقدرة على التكيف والحسم هي ما يميز القيادات النسائية الناجحة. غالبًا ما تتمتع النساء في المناصب القيادية بقدرة فريدة على التعاطف مع الحفاظ على ثباتهن. من المهم أيضًا أن تظل فضوليًا وتستمر في التعلم سواء من الأخطاء أو النجاحات. تساعدنا المرونة، جنبًا إلى جنب مع القدرة على التركيز بسرعة عند الضرورة، على النجاح في المواقف الصعبة.
كيف تحافظين على الوضوح والتركيز أثناء المفاوضات أو في لحظات التوتر الشديد؟
أتعامل مع المفاوضات بالتحضير والانضباط العقلي. قبل الدخول في أي موقف شديد التوتر، أقوم بتخطيط السيناريوهات المحتملة ومواءمة أهدافي وتوقع التحديات. أثناء المفاوضات، أركز على الاستماع الفعال، مما يسمح لي بالرد بهدوء واستراتيجية. إذا كانت المشاعر مرتفعة، أذكر نفسي بالرجوع خطوة إلى الوراء وإعادة ضبط عقليتي.
خلف كل قائد ناجح يوجد غالبًا نظام دعم قوي. من أو ما كان مصدر الدعم الأكبر لكِ في مواجهة المواقف ذات الضغط العالي؟
كان مصدر إلهامي الأكبر هو أطفالي وعائلتي. فهم يعطونني القوة للتغلب على التحديات ويذكرونني بهدفي. إن وجودهم يبقيني ثابتًا ويحفزني على المضي قدمًا. بالإضافة إلى ذلك، قدمت شبكتي من شركاء العمل والموجهين توجيهات ودعمًا لا يقدر بثمن، مما ساعدني على الحفاظ على تركيزي والتعامل مع مواقف الضغط العالي بثقة.
هل لديك طرق أو روتين معين تتبعينه للحفاظ على الهدوء والتركيز قبل اجتماع أو مفاوضات مهمة؟
قبل أي اجتماع أو مفاوضات كبيرة، أركز على تصور أفضل النتائج الممكنة وتذكر النجاحات السابقة المماثلة لتعزيز ثقتي بنفسي. أتأكد من أنني مستعدة تمامًا، وأعرف كل التفاصيل من الداخل إلى الخارج. هذا التحضير هو أقوى أدواتي عندما أعلم أنني أنجزت العمل، أشعر بطبيعة الحال بالهدوء والتماسك.
هل يمكنكِ مشاركة موقف كان فيه الضغط الخارجي شديداً، لكنك تمكنتِ من تحويله إلى فرصة ناجحة؟
من خلال صفقات ووساطات معقدة شملت العديد من أصحاب المصلحة عبر بلدان مختلفة، واجهت ضغوطًا متزايدة مع اقتراب المواعيد النهائية. وبدلاً من الذعر، قمت بإعادة صياغة الموقف كفرصة لإظهار قدرة فريقنا على إتمام الصفقات عالية المخاطر بكفاءة. لقد تمكنا من تأمين شراكات فتحت لنا أبوابًا جديدة، وحولنا ما بدا في البداية ساحقًا إلى فوز كبير.
ما النصيحة التي تقدمينها للنساء اللواتي يجدن صعوبة في تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة المهنية والحياة الشخصية؟
كأم عازبة، أعرف ما هو الشعور بالإرهاق عند الموازنة بين القيادة والمسؤوليات الشخصية. نصيحتي لكل ام هي تقبل حقيقة الموازنة وأنه ليس عليكِ أن تفعلي كل شيء على أكمل وجه. أعط الأولوية لما يهم حقًا وامنحي نفسك النعمة على طول الطريق. إن طلب المساعدة أو التفويض ليس علامة ضعف؛ إنها قوة تسمح لك بالتركيز على المكان الذي يمكنك من خلاله تحقيق التأثير الأكبر. ضعي حدودًا ثابتة، واحمي طاقتك، ولا تشعري أبدًا بالذنب لتأخدي قسطا من الراحة. تذكري أن النجاح لا يتعلق بسرعة وصولك إلى خط النهاية. يتعلق الأمر بالرحلة وأن تصبحي أفضل نسخة من نفسك على طول الطريق.
بصفتك شريكة مؤسسة لشركة وساطة تجارية ناجحة وقائدة لعدة مشاريع، كيف تساهمين في تعزيز ثقافة تدعم فريقكِ في التعامل مع التوتر والضغط؟
أنا وشريكي التجاري نعزز ثقافة التواصل المفتوح والتمكين. نحن نشجع فريقنا على التعبير عن التحديات مبكرًا وإعطاء الأولوية للصحة النفسية. لقد قمنا معًا ببناء أنظمة دعم لتوزيع أعباء العمل بكفاءة والتأكد من أننا نحتفل بكل فوز، بغض النظر عن حجمه. إن القيادة بالقدوة أمر ضروري بالنسبة لنا عندما تظل القيادة هادئة تحت الضغط، فهي تخلق بيئة هادئة ومركزة حيث يمكن للفريق أن يزدهر.
شغفكِ برياضة سباق السيارات هو جانب فريد في حياتك. هل تجدين أوجه تشابه بين الضغط في عالم الأعمال ودرجة التوتر التي تواجهيها في السباقات؟
طبعا... يتطلب كل من السباق والأعمال التركيز، واتخاذ القرارات السريعة، والقدرة على البقاء هادئًا تحت الضغط. في السباق، ليس هناك وقت للتردد. عليكِ أن تثقي بمهاراتك وغرائزك. وبالمثل، في مجال الأعمال، تتحرك الفرص بسرعة، ويجب أن تكوني مستعدة لاغتنامها بثقة. كلا العالمين يتطلبان الانضباط والتسامح العالي مع عدم اليقين.
كيف أثرت رياضة سباق السيارات على طريقة تفكيرك في التعامل مع التحديات؟
لقد علمني السباق أن أبقى حاضرة والتكيف مع اللحظة الحالية. بغض النظر عن مدى نجاحك في التخطيط، تظهر تحديات غير متوقعة على المسار، تمامًا كما هو الحال في العمل. لقد عزز ذلك قدرتي على البقاء هادئة حتى عندما لا تسير الأمور كما هو متوقع. يعزز السباق أيضًا أهمية المثابرة لأن كل انتكاسة هي فرصة للتعلم والتحسين للسباق التالي.
ما النصيحة التي تقدمينها لرائدات الأعمال الطموحات اللواتي يسعين للتميز في بيئات العمل عالية المخاطر؟
تقبلي كل تحدٍ باعتباره فرصة للنمو، ولا تدعي الخوف من الفشل يعيقكِ، فهو ببساطة نقطة انطلاق على طريق النجاح. قومي ببناء شبكة قوية من الأشخاص الذين يرفعونك ويلهمونك، ويثقون في غرائزك، ويلتزمون بالتعلم المستمر. في البيئات عالية المخاطر، تعد المرونة حليفك الأكبر، لذا اكتشفي ما يبقيك ثابتة سواء كان نظام دعم، أو شغفًا، أو طقوسًا شخصية. والأهم من ذلك، أن تؤمني برؤيتك بثقة، ولا تقللي أبدًا من القيمة الفريدة التي تقدمينها للعالم. قد يكون الطريق صعبًا، لكن كل خطوة تخطيها تقربك من العظمة.