نمّي حسّ المسؤولية لديكِ باتباع طرق فعالة لتعزيزه وتطويره مدى حياتكِ

حسّ المسؤولية مهارة مُكتسبة..إليكِ طرق تضعكِ على الدرب الصحيح لتقودي نفسكِ إليها

رحاب عباس

عندما تتحمّلين مسؤولية حياتكِ فأنتِ ستكونين قادرة على أن تتقبّلي حقيقة أنك أنتِ من يصّنع حياتكِ، بدلًا من أن تكّوني مجرّد شخص يتأثر بما حوله من الظروف المحيطة، ويالتالي، ستصبحين أنتِ متخذة القرار، وأنتِ من يختار وأنتِ من يخوض التحدّيات ويتغلّب عليها بدلًا من أن يُسحق تحتها. إنّك ببساطة ستُصبحين قائدة حياتك.

وللوصول إلى ذلك، يجب عليكِ تنمية حس المسؤولية لديكِ. وفي الواقع، إنه أمرعظيم بحقّ، أن تكّوني مسؤولة، لتنتقّلي من عيّش دور الضحية إلى قمّة سلّم النجاح.

لذا دعينا نٌطلعكِ عبر موقع "هي" على طرق تضّعكِ على الدرب الصحيح لتقودي نفسكِ إلى مهارة حسّ المسؤولية؛ وذلك بناءً على توصيات استشاري التنمية البشرية الدكتور مصطفى الباشا من القاهرة.

حسّ المسؤولية مهارة مكتسبة حالها كحال أي مهارة آخرى

حسّ المسؤولية مهارة مكتسبة ولكن تنبع من داخلكِ في المقام الأول
حسّ المسؤولية مهارة مكتسبة ولكن تنبع من داخلكِ في المقام الأول

أوضح دكتور مصطفى، أن بعض النساء يعّشن في حالة من اليأس والإحباط لعدم قدرتهن على السيطرة على حياتهن؛ وبالتالي سيجدن كلّ شيء ينهار أمامهن من دون أن يكون لهن حيلّة في تغيير أيشيء. التواجد في مثل هذا الوضع لا يعني أنهن ضحايا الظروف الراهنة، على العكس، بل إنهن ببساطة يُسيئن استخدام مسؤوليتهن، ما يجعلهن يشعرن بالدمار النفسي. فإذا كنتِ إحداهن، فقد حان الوقت لتبدأي بالتغيير، ولتمسكّي زمام أموركِ وتُصبحي مسؤولة 100% عن نجاحكِ. ولحسن الحظ، فالمسؤولية مهارة مكتسبة حالها كحال أي مهارة أخرى، وقابلة للتطوير والتعزيز بالتدريب والتمرين.

طرق فعّالة لتعزيز وتطوير حسّ المسؤولية لديكِ

داومي على اتباع الطرق المقدمة كأسلوب حياة لاكتساب مهارة حسّ المسؤولية
داومي على اتباع الطرق المقدمة كأسلوب حياة لاكتساب مهارة حسّ المسؤولية

وتابع دكتور مصطفى، حان الوقت لتنمية حسّ المسؤولية لديكِ اتباع هذه الطرق الفعّالة؛ وذلك على النحو التالي:

تقبّلي شخصيتكِ كما هي

الخطوة الأولى تكمن في تحمّل مسؤولية أفكاركِ ومشاعركِ وكلماتكِ وأفعالكِ. لأنّ هذه العناصر هي التي تبني خبرتكِ في الحياة. أنتِ تخلقي حياتكِ من خلال ما تفكّرين فيه، وما تقوليه وما تفعليه.

لا تلومي الآخرين

لتصبحي مسؤولة حقًا، فيجب عليكِ أولًا أن تتخلى عن دور الضحية. توقّفي عن لوم شريك حياتكِ، والديكِ، اقتصاد بلدكِ، أو حتى حيوانكِ الأليف على سوء حظكِ.
في اللحظة التي تتوقفي فيها هذه العادة السيئة، ستخرجي على الفور من دور الضحية لتصبحي صاحبة القرار. ويمكنكِ في هذه اللحظة أن تغيّري الأمور من حولكِ. في كل مرّة تشعري فيها أنكِ على وشك إلقاء اللوم على أحدهم، توقّفي في الحال واسألي نفسكِ: "ما الذي فعلته يا تُرى وأدّى إلى حصول هذا الأمر معي؟".

تخلّي عن الشكوى

تخلي عن الشكوي وكوني قوية باكتساب طرق مهارة حسّ المسؤولية
تخلي عن الشكوي وكوني قوية باكتساب طرق مهارة حسّ المسؤولية

تُعتبر الشكوى نوعًا آخر من أنواع اللوم، إلاأنها في الغالب غير موجّهة على شخص أو جهة محدّدة. وحالها كحال إلقاء اللوم، تجعل منكِ ضحية للظروف. ليس هذا وحسب، بل تدفعكِ أيضًا للتفكير في كل النواقص، والأمور التي لا تسير كما يجب، ما يُشعركِ ذلك بمزيد من الإحباط واليأس ويدخلكِ في حلقة مفرغة من الأفكار السلبية التي لا مفرّ منها؛ لذا، جربي أن تلتزمي بالصمت للحظات عند التعرض لأي مشكلة، وحاولي التفكير في المستقبل، واسألي نفسكِ هل شكواك هذه ستكون ذات أهمية بعد يوم، شهر أو سنة؟، كذلك ابتعدي عن المواقف السلبية والأشخاص السلبيين كثيري الشكوى، واختلطي أكثر مع المجموعات الإيجابية، ولا تنسي أن تتجنّبي الشكوى والتذمّر على وسائل التواصل الاجتماعي وحاولي بدلًا من ذلك أن تشاركي مشاعركِ مع صديقة مقرّبة لكِ أو من خلال كتابتها ضمن يومياتك.

لا تأخذي المواقف على نحو شخصي

لا تعتقدي أن الكون بأكمله يدور حولكِ أنتِ فقط. ولا تعتقدي أن أي خلاف أو تباين في الآراء هو هجوم شخصي عليكِ. وتذكّري دومًا أنكِ لا تملكّي السيطرة على الآخرين وردود أفعالهم،  ولكنكِ قادرة على التحكّم في ردّة فعلكِ أنتِ بشكل كامل.

ركّزي على اللحظة الراهنة

ركزي عى اللحظة اراهنة لاكتساب مهارة حسّ المسؤولية دومًا
ركزي عى اللحظة اراهنة لاكتساب مهارة حسّ المسؤولية دومًا

تحمّلي مسؤولية وقتكِ، وتذكّري أنّ اللحظة الحقيقية الوحيدة هي اللحظة الراهنة:"الآن". فالماضي قد ولّى والمستقبل لم يأتِ بعد. لا تفكّري كثيرًا فيما حصل بالأمس أو ما سيحصل في الغد، واحرصي على عيش اللحظة الراهنة كما هي واستمتعي بها قدر الإمكان، كي تُحقيقي أكبر قدر من الإنجاز فيها.

ابنّي ثقتكِ بنفسكِ

الثقة والمسؤولية أمران مرتبطان ببعضهما ارتباطًا وثيقًا، ويكمّل أحدهما الآخر. عندما تكوني واثقة من نفسكِ، سترّين في نفسكِ شخصًا قادرًا على اتخاذ القرارات السليمة بشأن حياتكِ، الأمر الذي ينمّي حسّ المسؤولية لديكِ، وكلّما تنامى هذا الإحساس، زادت ثقتك بنفسكِ. ويمكّنكِ تعزيز ثقتك بنفسكِ من خلال المثابرة على القيام بمدح نفسكِ على إنجازاتكِ ولا تقلّلي من قيمة ما تفعليه، وتجنّبي جلّد الذات، ولا تقارني نفسكِ بالآخرين، كذلك اعتنِّي بنفسكِ من الداخل من خلال "المحافظة على نظام غذاء صحي والحصول على قدر كافٍ من النوم"، ومن الخارج من خلال "الاهتمام بمظهركِ، وارتداء الثياب المناسبة التي تريحكِ والاعتناء بنظافتك الشخصية". وأيضًا لا تنسي أن تهتمي بقرأة الكتب، ومشاهدة البرامج التي تتناول موضوع الثقة بالنفس، وتدرّبي على وضعيات القوّة ولغة الجسد المناسبة التي تعزز ثقتك بنفسكِ.

ضعّي هدفًا، وبدأي بخطوات فعلية لتصبحّي أكثر تحملًا للمسؤولية

بعد أن تقبّلتي حقيقة أن أفكاركِ ومشاعركِ وحياتكِ هي مسؤوليتكِ وحدكِ؛ حان الوقت لتبدأي بالتنفيذ وبتطبيق الأمر على حياتك اليومية، حيث يمكنكِ القيام بأمور بسيطة تجعل منكِ شخصًا مسؤولّا على المدى البعيد، وعلى سبيل المثال: "رتّبي أي فوضى تُسببيها بنفسكِ، ولا تتركيها لأحد غيرك، تحكّمي بأموركِ المادية، أنجزّي بعض المهام من دون أن يُطّلب منكِ القيام بها،اعتذري عن أخطائكِ، وبادري بإصلاحها بدلًا من الشعور بالغضب والتهرّب منها أو تبرير سبب ارتكابها.

تحمّلي مسؤولية تحقيق سعادتكِ ولا تنتظري من أحد أن يُحققها لكِ
تحمّلي مسؤولية تحقيق سعادتكِ ولا تنتظري من أحد أن يُحققها لكِ

وأخيرًا، تحمّلي مسؤولية تحقيق سعادتكِ، ولا تنتظري من أحد أن يُحققها لك أيًا كان، وتذكّري قبل كل شيء أن السعادة تنبع من الداخل ولا تأتي من الخارج أبدًا. إنّها ليست مسؤولية والديكِ أو أصدقائكِ أو أطفالكِ، وإنمّا مسؤوليتك أنتِ وحدكِ.