انفعالاتكِ قد تُعيق تقدمكِ.. كيف تُسيطرين عليها في ظل تحديات عصر التكنولوجيا المتطورة؟
ربما عليكِ وضع إجابات محددة لبعض التساؤلات، قبل البحث عن الأساليب الفعّالة للسيطرة على انفعالاتكِ؛ وأولها هل أنتِ مستعدة لذلك؟، وهل لديكِ المقدرة على معرفة عيوبكِ ومميزاتكِ؟، وهل يُمكنكِ التخلي عن بعض العادات السلبية التي من شأنها أن تقودكِّ للانفعالات المستمرة من دون سابق إنذار؟.
وبالتالي، ابدئي معنا الآن تحديد إجاباتكِ، ثم قراءة السطور القادمة عبر "هي" كي تستطيعي السيطرة على انفعالاتك وتدريب نفسكِ على اتباع سلوكيات جديدة تقودكِ إلى الثبات الانفعالي والحكمة في حل المشاكل والأمور الحياتية المتنوعة في ظل عصر التكنولوجيا المتطورة؛ بناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتور لبنى عزام من القاهرة.
السيطرة على انفعالاتكِ مرتبطة بشخصيتكِ مهما كان الجيل الذي تنتمين إليه
وبحسب دكتورة عزام، إن انفعالات الشخص بصفة عامة مرتبطة بالنموذج المتشعب الذي يدور في مخيلاته وتتحكم فيه الظروف المحيطة ورغبته في التغيير والتطوير بصفة عامة، وبالتالي فكرة السيطرة على الانفعالات في حد ذاتها مرتبطة بشخصية الفرد وتراكماته النفسية المؤثرة على حياته.لذا يصعب وضع طريقة محددة للسيطرة على انفعالاتكِ من دون معرفة شخصيتك الحقيقة وكيفية التعامل معها.وبالتالي أنتِ المسؤول الأول والأخير عن تغيير مجّريات حياتكِ للأفضل، فهل أنت مستعدة؟.
استعيدّي توازنكِ في عصر التكنولوجيا المتطورة بتطبيق هذا الاختبار
وأضافت دكتورة لبنى، حتى تتمكنِ من معرفة مدى قدرتكِ على الثبات الانفعالي في المواقف المختلفة، والتحكم في ضبط نفسكِ؛ يمكنكِ الإجابة عن هذه الأسئلة:
- هل تُعانين من شكوى الآخرين من تعصبكِ وتوتركِ الدائم؟
- هل أنتِ من الأشخاص المُتسرعين وتريدين تحقيق أهدافكِ بسرعة؟
- هل تتعرضّيندومًا إلى بعض أعراض وجع الرأس والصداع؟
- هل أنتِ من الأشخاص الذين يفتعلون المشاكل مع الآخرين حتى أقرب الأشخاص لكِ؟
- هل يمكنكِ الهدوء بشكل مفاجئ وسريع إن تعرضت لموقف مستفز؟
إذا كانتِ إجابتك "لا" فهذا يعني أنكِ تُحاولين الهروب من الحكم على نفسكِ بأنكِ شخصية عصبية وتنفعلين بسرعة. أما إذا كانتِ إجابتك "نعم" على جميع الأسئلة السابقة؛ فأنتِ تعاني من شخصية عصبية، ولكنكِ تُحاولين التغيير بقدر المستطاع.في حال كانت إجابتك أحيانًا فهذا يدل على أنكِ شخص يتمتع بالثبات الانفعالي ولكنكِ تحتاجين إلى الهدوء.وفي حالة تساوي إجاباتكِ فأنتِ لن تنجحي في هذا الاختبار لأن إجابتك مذبذبة وبعيدة تمامًا عن الواقع، وعليكِ إعادة الاختبار مرة أخرى.
أساليب بسيطة للسيطرة على انفعالاتكِ
وتابعت دكتورة لبنى، كي تتمكّن أي فتاة أو امرأة من السيطرة على انفعالاتها قدر المستطاع في ظل الصعوبات والتحديات التي نشهّدها جميعًا في عصرنا الحالي، يُمكنها اتباع الأساليب البسيطة التالية:
- حددّي ما هي المجالات الموجودة في حياتك.
- حددّي الأشياء التي لا تستطعي السيطرة عليها، سواءً في العمل أو المنزل.
- تعرفي على مشاعركِ التي لا تمتلكِ السيطرة عليها كالغضب، الشعور بالتعاسة، الخوف وما شابه ذلك.
- حددّي المبادئ والأفكار التي تدفعك إلى التصرف بطريقة انفعالية وخارجة عن السيطرة.
- قومي بتكرار بعض العبارات المحفزة على مدار يومك على سبيل المثال " أنا قادرة على السيطرة على نفسي، أنا أمتلك القوة على اختيار مشاعري وأفكاري" كي تسيطري على انفعالاتك بالشكل الإيجابي.
- تخيلّي نفسكِ وأنتِ تُظهري قدرتكِ في السيطرة على نفسكِ وعلى انفعالاتكِ، وذلك من خلال تذكّركِ لمواقف معينة تتصرفي خلالها في العادة بتسرع ومن دون سيطرة على انفعالاتك، وتخيلي نفسكِ وأنتِ في ذات الموقف، ولكن وأنتِ تتصرفي بهدوء وبسيطرة أكبر على انفعالاتك.
- طورّي إرادتكِ وقدرتكِ على تهذيب نفسكِ من خلال التمارين المناسبة لكِ، فهذا الأسلوب أهم خطوة للسيطرة على ذاتكِ وانفعالاتكِ المُتكررة.
تخلّصي من انفعالاتكِ وعززّي سلوكياتكِ الإيجابية بهذه الحيّل
ووفقًا للدكتورة لبنى، لاشك أن تحديات عصرنا الحالي، حيث التكنولوجيا المتطورة في أوجها، مع الذكاء الاصطناعي والأدوات الذكية المختلفة التي نستخدمها في حياتنا اليومية، لا بدَ أن ينعكس ذلك كله على جيل زد وجيل ألفا وغيره من الأجيال التي ستتلي. وهو ما نراه بأم العين مع جيل زد Gen Z حاليًا، الذي يدخل في مقارنةٍ دائمة مع جيل الألفيةMillennialsكونه الأقرب له ويُمثَل امتدادًا له. ما يتطلب ذلك، إيجاد حلول سهلة وسريعة في نفس الوقت تتمشى مع لغة العصر؛ وهنا نؤكد أنه مهما تطورت الأجيال ستظل هذه الحيّل راسخة ومستهدفة من الجميع لتقليل التوتر والانفعالات؛ وذلك على النحو التالي:
فهّم المشكلة
يُعد فهم جذور المشكلة وسبب الانفعال خطوة أساسية نحو التغلب عليه، ومن أمور يجب القيام بها في أثناء الشعور بالانفعال. يتم ذلك من خلال تخصيص بعض الوقت لاستكشاف الأفكار والمشاعر الشخصية. توفر كتابة اليوميات على سبيل المثال فرصة رائعة لتتبّع أوقات الانفعال مهما كانت التحديات والصعوبات التي تواجهكِ في عصرنا الحالي.
أخذ استراحة
يُعد اتخاذ استراحة خطوة مفيدة لكسر دائرة القلق والانفعال عبر الأجيال، حيث يُمكن تحقيق ذلك من خلال التأمل والتخيّل، فهما فرصة لتحرير الذهن من مجموعة الأفكار المقلقة التي تتوارد إلى البال بعد المرور بموقف مثير للانفعال. وهنا يمكن ضبط المؤقت لبضّع دقائق، ثم إغلاق العينين وتخيل النفس في مكان يبعث على السلام والهدوء.
دفتر الملاحظات
ففي حالة الشعور بالقلق والانفعال الذي يسبب مشاكل النوم والأرق ليلًا قد يكون من المفيد الاحتفاظ بدفتر ملاحظات بجانب السرير لتدوين كل ما يزعج الذهن. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تكون المحادثة مع صديق وسيلة أخرى فعالة لفهم الأحاسيس المقلقة والمواقف التي تسبب الانفعال.
المشاركة مع صديقة
تمثل مشاركة مشاعر الانفعال مع شخص موثوق به خطوة مهمة نحو التغلب عليها، إذ يتيح الحديث عن هذه الأفكار مع صديق أو فرد من العائلة فرصة لرؤيتها من منظور أوسع، إذ توفر المحادثة مع الآخرين وسيلة لتفسير وتحليل الموقف الذي أدى إلى الانفعال، ومن خلال مشاركة ما يجول في الذهن مع شخص آخر يُمكن الحصول على نصيحة جيدة قد تساعد في التعامل مع الانفعال بشكل أفضل، كما يُمكن أن توفر المحادثة دعمًا عاطفيًا يساعد في تخفيف الشعور السلبي الذي يرافق الانفعال.
الاستماع إلى الموسيقى
يُعد اللجوء إلى الاستماع للموسيقى الهادئة خيارًا ممتازًا، وحيلة رائعة لن تندثر عبر الأجيال، ومن الأمور التي يجب القيام بها في أثناء الشعور بالانفعال، حيث يتميز الاستماع إلى الموسيقى بتأثير مهدئ على الجسم والعقل، إذ قد تُنشط الموسيقى أجزاء معينة في الدماغ؛ مما يزيد من الشعور بالمتعة، ويخفف من الضغط والقلق بصفة مستمرة.
وأخيرا، يُمكنكِ عزيزتي الاستعانة بالطبيب المختص، فربما لا تدركِ معظم مفاهيم السيطرة على الذات وكيفية تقوية إرادتكِ في ظل تحديات عصر التكنولوجيا المتطورة، وبالتالي لا تخجلّي من طلب المساعدة للسيطرة على انفعالاتكِ في جميع أموركِ الحياتية.