كيف تستخدم عيد الحب كفرصة لنشر الإيجابية في حياتك وحياة الآخرين؟
إن عيد الحب ليس يوما في العام فقط، إذ أنه أكثر من مجرد يوم لتبادل الهدايا والورود، إنه احتفال عالمي بالحب في جميع أشكاله، الرومانسي العائلي والأخلاقي، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإيجابية، حيث يُعتبر الحب في جوهره قوة إيجابية تساهم في سعادة الفرد والمجتمع، كما يعد بناء العلاقات الصحية والحفاظ عليها مع الآخرين جزءًا مهمًا من العناية بصحتنا العقلية والنفسية، حيث إن البشر عبارة عن مجموعة علاقات اجتماعية، ونحن نزدهر كنوع من خلال الحفاظ على علاقات الإيثار المتبادلة مع البشر الآخرين من حولنا، ومن المحتم أن نتعامل مع الآخرين بشكل يومي، فليكن في الفصل الدراسي أو مكان العمل أو المجتمع، ومع بشائر شهر فبراير شهر الحب والعاطفة، نتناول تأثير عيد الحب والايجابية في علاقتنا مع الآخرين.
وللأسف، تختلف القدرة على بناء علاقة جيدة من شخص لآخر، فقد لا يحتاج بعض الأشخاص إلى بذل جهد كبير لجعل الآخرين ينجذبون إليهم، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى بذل المزيد من الجهد للتواصل مع أشخاص آخرين، ولذلك، سيكون من المفيد أن نتعلم هذه المهارة الحاسمة: كيفية التحدث مع الناس، وكيفية التواصل بشكل أفضل، وكيف تكوني صديقة جيدة، وكيفية الحفاظ على العلاقة، وكيف تكوني مرتاحة مع الناس، والقائمة تطول، وهذا مفيد لأنه لا يمكن إنكار أن حياتنا ستكون أكثر متعة إذا استمتعنا بوجود الأشخاص الذين نعمل معهم، والعكس صحيح.
علاقة وثيقة بين الحب والإيجابية
عيد الحب هو فرصة لنشر الإيجابية والحب في حياتنا وحياة الآخرين، فالحب هو قوة عظيمة قادرة على تغيير العالم، وعندما نحتفل به ونعبّر عنه بصدق، فإننا نساهم في بناء عالم أكثر سعادة وسلامًا، لأن الحب يولد شعورًا بالانتماء والارتباط بالآخرين، ويقلل من الشعور بالوحدة والعزلة.
أيضا الحب يعزز التفاؤل والأمل في المستقبل، ويمنحنا القوة لمواجهة التحديات، ويزيد من مستوى السعادة والرضا عن الحياة، ويقلل من التوتر والقلق، هذا إلى جانب أن الأشخاص الذين يحبون ويحترمون يعيشون حياة أطول وأكثر صحة، وفقا لدراسات طبية كثيرة.
عيد الحب والايجابية نصائح مهمة لتحسين علاقتك بالآخرين
تعرفي على نفسك
من أجل استغلال عيد الحب لبناء علاقات إيجابية وصحية، خذي الوقت الكافي لتقدير نفسك والتواصل مع مشاعرك لتتمكني من التعبير عن نفسك بوضوح وأكثر فعالية، حيث إن عدم معرفة كيفية تنظيم مشاعرك والتعبير عنها بشكل صحي يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتك العقلية.
ابدئي العمل
العلاقات الصحية لا يتم العثور عليها بل يتم بناؤها، وتحتاج العلاقة الإيجابية الصحية إلى الالتزام والرغبة في تلبية احتياجات بعضنا البعض.
ضعي الحدود واحترميها
لا يقتصر وضع الحدود على ما لا تريده أو لا يعجبك في علاقاتك فحسب، بل يتعلق أيضًا بإعلام الأشخاص من حولك بما تقدره، أي فكري في الأمر ودعِ الآخرين يعرفون أين تقع حدودك، وقد يؤدي القيام بذلك إلى تخفيف الضغط عن علاقتك للالتزام بأي شيء غير واقعي.
تحدثي واستمعي
جميع العلاقات بها خلافات وهذا أمر طبيعي، إيجابية العلاقة لا تعني الانصياع التام أو القبول الأعمى، لكن ما يهم هو كيف تتحدثون وتستمعون لبعضكم البعض، لذلك استمعي لتفهمي، بدلاً من الاستماع للرد، ولا تخافي من التعبير عن مشاعرك أو نقاط ضعفك مع الأشخاص الذين تثقين بهم.
ترك السيطرة
يدور جزء كبير من الحياة حول كيفية تفاعلنا مع تجاربنا ولقاءاتنا، حيث إن معرفة أنه يمكنك فقط التحكم في ما تفعليه وليس ما يفعله أي شخص آخر سيوفر لكِ الوقت والتوتر.
فكري وتعلمي
إذا كانت لديكِ طريقة صحية للتعبير عن مشاعرك، فستكونين قادرة على التفاعل مع الآخرين بطريقة صحية، وغالبًا ما يأتي الغضب من شخص ما من مكان يشعر فيه بالألم والانزعاج، وإذا تمكنتِ من إدراك ذلك، فيمكنك التواصل معه وبناء علاقات أفضل مع الآخرين، يمكنك أن تختاري عيد الحب للانطلاق في بناء علاقات تتميز بالإيجابية والصحة.
حددي احتياجات علاقتك
قد لا ترغبين في الارتباط بكل شخص تقابليه، وهذا أمر طبيعي تمامًا، ويعد تحديد ما تريديه من العلاقة مع الآخرين أمرًا مهمًا، ويمكن استخدامه كأداة لبناء علاقة جيدة، فقط اسألي نفسك ماذا تريدين من الآخرين، وماذا يريدون منكِ، ولماذا تحتاجين إلى علاقة جيدة معهم ولأي غرض تخدم علاقتك.
التعاطف
غالبًا ما يتضمن التعاطف الكثير من الأحكام، وينشأ التعاطف من وجهة نظرك الخاصة، مثل "أنا آسف لسماع ذلك"، بينما ينشأ التعاطف من تغيير وجهة نظرك ومحاولة فهم ما يشعر به الآخرون "لا بد أنك تشعر بالحزن حقًا الآن"، وهذان الأمران مهمان حتى تكون أكثر وعيًا ومساعدة في أثناء التعامل مع الآخرين.
تحفيز الآخرين
لكي نكون قادرين على العمل معًا لخدمة غرض ما، يجب أن نكون قادرين على فهم دوافع الشخص للعمل معنا، وهذا هو المكان الذي يكون فيه تحديد احتياجات علاقتك مفيدًا لأنه عندما نعرف ما يتوقعه الآخر من بناء علاقة معنا، يمكننا بعد ذلك تحفيزه، حيث إن تحفيز الآخرين سيدعم تغيير السلوك ليكون أكثر ملاءمة لتحقيق الأهداف، وتطوير الكفاءات، وتنمية المواهب، والإبداع بأفكار جديدة.
نقدر الآخرين
ابدئي بإعطاء تقدير حقيقي وإطراء للأشخاص الذين يستحقون ذلك، ويحب الجميع أن يتم الاعتراف بهم وتقدير عملهم، ومع ذلك، احذري، لأنه لا يحب الجميع أن يتم الثناء عليهم علنًا، فقد يفضل البعض الثناء الخاص، ويعد التواصل الجيد وفهم الأشخاص الذين تعمل معهم أمرًا مهمًا لضمان تلبية تفضيلاتهم وعدم جعلهم غير مرتاحين.
إعطاء ردود فعل صادقة
لزرع روح الإيجابية في علاقاتنا يجب أن نكون قادرين على تقديم تعليقات مفيدة وبناءة ومرحبة للآخرين، إلا أنه ولسوء الحظ، يعتقد الكثير من الناس أن أفضل طريقة لتوجيه النقد هي أن تكون "صادقًا للغاية"، وقد يكون هذا مفيدًا في بعض الحالات، ولكن بشكل عام، قد يؤدي ذلك إلى إغلاق الأشخاص الذين نعمل معهم بدلاً من الترحيب بملاحظاتنا ومواصلة التحسين، ويجب أن تكون ردود الفعل مباشرة وصادقة، ولكن هذا شيء مختلف عن الوقاحة والإهانة، لذلك تأكدي من أنهم يشعرون بالدعم وامنحيهم مساحة للنمو في المساحة المريحة لهم.