لمحبي السفر والترحال.. كيف استبدل زوجان بريطانيان منزلهما بقارب؟
لا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يستبدلون وسائل الراحة في بيت حقيقي من الطوب بالحياة في منزل قارب عائم، ولكن بالنسبة للزوجين البريطانيين الرُحل، آدم ليند ولورين كولي، كانت هذه هي الخطوة المثالية.
يعيش صانع المحتوى البريطاني آدم داخل قارب ضيق narrowboat يبلغ طوله 59 قدمًا والذي يشاركه مع زوجته لورين وكلبهم شانتي، المنزل القارب الذي يطلق عليه The Ramen Rose أو زهرة الرامن.
القوارب الضيقة narrowboats هي نوع من قوارب القناة تم تصميمها خصيصًا لتناسب الأهوسة الضيقة في المملكة المتحدة "ومن هنا جاءت تسميتها"، والتي عادة ما تكون بعرض ستة أقدام و 10 بوصات ، على عكس السفن الأخرى، والتي يمكن أن يصل عرضها إلى ضعف هذا العرض.
التقيا آدم ولورين، 30 عامًا، لأول مرة عندما كانا طالبان في السنة الثانية في جامعة ليدز متروبوليتان البريطانية.
ومن قبيل الصدفة، اتضح أنهما كانا يعيشان في نفس الشارع في هايد بارك، حيث ظلا حتى التخرج، قبل الانتقال إلى منزل معًا في قرية بورلي في مقاطعة هامبشيرْ بجنوبي إنجلترا.
عاشا في ليدز لمدة 3 سنوات قبل مغادرتهم لاستكشاف العالم، إذ أراد كلاهما السفر، لذلك حزما حقائب الظهر وركبا حافلة إلى هولندا، وقالا: "سنعود يومًا ما"، ليمضيا سنوات في السفر والتجوال.
وبعد سنوات من السفر والترحال، بدأ الزوجان يتوقان إلى إقامة منزل معًا ووجدا نفسيهما يعودان لإنجلترا.
ولحسن الحظ، تمكنا من الانتقال للعيش مع العائلة وخلال هذا الوقت أسس الزوجان أعمالهما الخاصة، إذ عمل آدم بالأحجار الطبيعية ولورين كصانعة مجوهرات.
ومن خلال صديق للعائلة، تعرّف الزوجان على مفهوم العيش في منزل قارب houseboat، ومن هنا بدأ الأمر، إذ بدأ آدم في البحث ومشاهدة مقاطع فيديو للمنازل القوارب، فانجذب للفكرة بشدة.
ولكن بسبب التكلفة المرتفعة لشراء منزل، وبالإضافة إلى أن الزوجان لم يرغبا في الاستئجار لأنهما لم يكن يعرفان في أي بلد يريدان أن يعيشا أو يستقرا.
ولم يكن الجانب المالي فقط هو الذي شجع الزوجين على اتخاذ هذه الخطوة الكبيرة والمصيرية، بل جذبهما أيضاً حبهما للسفر.
ومن هنا قررا تنفيذ خطوة "المنزل القارب"، بأخذ قرض مصرفي بمبلغ 25 ألف جنيه إسترليني، وشراء القارب في سبتمبر 2020، بعد استأجر قارب مشابه لمدة 3 أشهر لاختبار نمط الحياة المختلف، الذي وقعا في حبه على الفور.
بخطوة العيش والاستقرار في المنزل المركب أو القارب، لا يزال بإمكان آدم ولورين التحرك ورؤية جميع الأماكن التي يريدان زيارتها، وفي الوقت نفسه تأتي معهما جميع ممتلكاتهم "بالمعنى الحرفي للكلمة".
المنزل القارب من الداخل
يحتوي بيت الزوجين آدم ولورين على تخطيط عكسي، مما يعني أن الدخول للمنزل القارب يبدأ من خلال المطبخ، الذي يتضمن باكسبلاش من الفسيفساء والكثير من الأرفف المعلقة للقدور والمقالي والتوابل وغيرها من أدوات تحضير الطعام.
تؤدي خطوة عبر المدخل الضيق للمطبخ إلى غرفة النوم، حيث يوضع السرير في مواجهة المدخل من أجل ملاءمته.
وخلف باب منزلق مجاور يقع الحمام، مع لافتة تشير بمزح إلى أنه "حمام من الدرجة الأولى first-class toilet"، الغرفة الوحيدة التي قام آدم ولورين بتجديدها بالكامل، والطلاء فوق بلاط القارب الخشبي، وإضافة مرحاض سماد " عبارة عن أنظمة بدون ماء تستخدم التحلل والتبخر لإعادة تدوير النفايات البشرية"، وحوض، ودش للاستحمام.
وينتهي المنزل القارب من الداخل بمساحة المعيشة، التي تكتمل بمدفأة ومساحة أرضية كافية لليوغا، الغرفة المليئة بالكثير من النباتات.
ما هي قوارب المنازل العائمة Floating Home في إنجلترا؟
في أعقاب جائحة فيروس كورونا، أعاد الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم تقييم أوضاعهم المعيشية، وبمرونة أكبر بفضل العمل عن بعد، وخاصة في بريطانيا، اختار العديد من الناس استبدال الحياة في منزل حقيقي، بالعيش على متن قارب عائم، والإبحار عبر قنوات بريطانيا المختلفة.
وكانت هذه القنوات ذات يوم عبارة عن شبكة واسعة لنقل السلع عبر البلاد، ثم تشق طريقها عبر المناطق الريفية في بريطانيا، ثم تنتقل في طريقها عبر مراكز البلدات والمدن.
ولكن بعد استبدالها بالقطارات والطرق السريعة، سقطت الممرات المائية في حالة سيئة.
ولكن منذ ستينات القرن الماضي، استؤنف العمل الجاد على هذه القنوات وأصبحت شائعة في رحلات الاستجمام. وبالنسبة للعديد من الناس، أصبحت جاذبية تحويل عطلات نهاية الأسبوع، أو الرحلات التي تستغرق أسبوعاً، إلى نمط حياة دائم للتنقل أمراً لا يقاوم، لدرجة أنها أصبحت اختيار الكثير من الناس للعيش والاستقرار بها للأبد.
