تاريخ التصميم الداخلي من الحضارة المصرية القديمة إلى الوقت الحاضر
التصميم الداخلي هو فن وعلم إنشاء وتحسين المساحات الداخلية لتحقيق بيئة صحية، عملية، أكثر جمالية، وجاذبية.
ويمكن تعريف التصميم الداخلي بأنه كل ما يحيط بنا من أثاث وألوان وخامات وجدران ونوافذ وأبواب، هو حياتنا في المنزل والعمل والمدرسة والجامعة والمستشفى، وكل مكان نستخدمه.
التصميم الداخلي هو مجال متطور باستمرار، يعكس الأذواق والأنماط والأعراف الاجتماعية المتغيرة في العصور المختلفة.
ومن الحضارات القديمة إلى العصر الحديث، تم تشكيل التصميم الداخلي من خلال عوامل مختلفة، بما في ذلك التأثيرات الأدبية، والتقدم التكنولوجي، والظروف الاقتصادية.
ورغم أن فكرة التصميم الداخلي كمفهوم أو مهنة لم تنشأ إلا في القرن العشرين، فإن تصميم المنزل كان موجودًا قبل هذا الوقت، وله تاريخ طويل وقديم، نستعرضه لكِ في هذا التقرير.
تاريخ التصميم الداخلي من الحضارة المصرية القديمة إلى الوقت الحاضر
الحضارات القديمة: 3000 ق.م – 476 م
لم تنشأ فكرة التصميم الداخلي كمفهوم أو مهنة إلا في القرن العشرين.
ومع ذلك، يمكن إرجاع جذور التصميم الداخلي إلى الحضارات القديمة في مصر واليونان وروماوالتي ازدهرت من 3000 قبل الميلاد إلى 476 بعد الميلاد، مما يجعلها أقدم الأمثلة المعروفة للتصميم الداخلي.
ركزت هذه الثقافات بقوة على الجمال والجماليات، حيث تميزت التصميمات الداخلية بالزخارف المزخرفة والمفروشات المتقنة والأنماط المعقدة.
في مصر القديمة، كان التصميم الداخلي مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمعتقدات وطقوس الثقافة، حيث صُممت الزخارف والمفروشات لتعكس ثروة ومكانة الفراعنة والنبلاء.
وكان استخدام مواد مثل الذهب والعاج والأحجار الكريمة في الأثاث والديكور شائعًا.
كما اتسمت التصميمات الداخلية المصرية القديمة بالألوان الجريئة، حيث كان اللون الأحمر والأزرق والذهبي، من الاختيارات الشائعة.
ومن ناحية أخرى، ركزت التصميمات الداخلية اليونانية على البساطة والتوازن، مع الأثاث والديكور الذي يتميز بخطوط نظيفة وأشكال هندسية.
بينما اشتهرت التصميمات الداخلية الرومانية بالفخامة والمفروشات الفخمة والأرضيات الرخامية والفسيفساء المعقدة.
العصور الوسطى وعصر النهضة: 476-1600
المعلومات المتوفرة حول الديكور الداخلي خلال العصور الوسطى وحتى بداية عصر النهضة نادرة، وتم تجميعها من أجزاء من الأدلة الأثرية والمخطوطات الباقية.
بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، أحدثت فترة العصور الوسطى تحولًا كبيرًا في أساليب التصميم الداخلي.
وخلال ذاك الوقت، كان الأثاث والديكورات وظيفية في المقام الأول وليس ديكورية.
وبدأ استخدام المفروشات العملية في الظهور كشكل من أشكال زخرفة الجدران.
وكانت القلاع والكنائس غالبًا من أعظم المباني آنذاك، وكانت مزينة بالمنحوتات الحجرية المعقدة والنوافذ الزجاجية الملونة واللوحات الجدارية.
شهد عصر النهضة، الذي أعقب العصور الوسطى، تحولًا في الاهتمام بالهندسة المعمارية والتصميم الكلاسيكي، إذ كان فترة من النهضة الثقافية والفنية العظيمة، حيث تميزتتصميماته الداخلية بالمفروشات المتقنة المزخرفة واللوحات الجدارية.
وخلال ذاك الوقت، بدأ المصممون بتجربة مواد وتقنيات جديدة، وتطوير أساليب مبتكرة.
وتحول التركيز من التصميمات الداخلية الوظيفية البحتة إلى آخرى أكثر تفصيلاً وزخرفية، وتم استخدام المفروشات والسجاد لأغراض الديكور وليس للاستخدام العملي.
بشكل عام، شهدت العصور الوسطى وعصر النهضة تحولًا نحو أنماط التصميم الداخلي الأكثر تفصيلاً وزخرفية والتي ستستمر في التطور والتأثير على المجال لعدة قرون.
فترات الباروك والروكوكو: 1600-1770
تميزت فترات الباروك والروكوكو بالبذخ والرفاهية، مع تصميمات داخلية مليئة تصميمات مزخرفة ومفروشات فخمة وزخارف متقنة.
واشتهرت التصميمات الداخلية الباروكية والتي ظهرت في إيطاليا بعظمتها وحسها الدرامي، مع الاستخدام المكثف للذهب والرخام والمواد الثمينة الأخرى.
من ناحية أخرى، كانت التصميمات الداخلية لأسلوب الروكوكو الذي ظهر في فرنسا، أخف وأكثر مرحًا، وتتميز بأنماط دقيقة وألوان باستيل، مع التركيز على النقوشات الزخرفية مثل الأصداف والزهور وأوراق الشجر.
كما تميزت التصميمات الداخلية لهذه الفترة باستخدام المفروشات الدقيقة، مثل الكراسي المذهبة والثريات الكريستالية.
الكلاسيكية الجديدة والفيكتورية: 1770-1900
في أواخر القرن الثامن عشر، شهدوا صعود النمط الكلاسيكي الجديد، الذي بالبساطة والأناقة، مع التركيز على الخطوط الواضحة والأشكال الهندسية، والمستوحى من الهندسة المعمارية اليونانية والرومانية القديمة.
بينما في منتصف القرن التاسع عشر، أعاد العصر الفيكتوري إحياء الأساليب التاريخية، بما في ذلك الكلاسيكية الجديدة، والقوطية، وعصر النهضة.
وكانت التصميمات الداخلية الفيكتورية معروفة بالفخامة والبذخ، إذ تميزت المفروشات والأقمشة بالزخارف الثقيلة والمنحوتات التفصيلية المزخرفة.
وخلال ذلك الوقت، أصبح التصميم الداخلي متاحًا بشكل متزايد للطبقات الوسطى، حيث قام المصممون بإنشاء تصميمات عملية وبأسعار معقولة.
الحداثة وما بعد الحداثة: 1900 وحتى يومنا هذا
شهد القرن العشرين تحولًا حيويًا في التصميم الداخلي مع ظهور الحداثة وما بعد الحداثة.
تميزت التصميمات الداخلية الحديثة بتركيزها على الوظيفة والبساطة، مع رفض الزخرفة وتفضيل التصاميم النظيفة والبسيطة.
ومن ناحية أخرى، كانت التصميمات الداخلية لما بعد الحداثة أكثر مرحًا وانتقائية، وتتميز بمزيج من الأساليب والمواد.
كما قام المصممون في هذه الحركة أيضًا بتجربة مواد وأشكال جديدة، مثل الأثاث على طراز ممفيس، والذي يتميز بألوان زاهية وأشكال غير تقليدية.
مع انتقالنا إلى القرن الحادي والعشرين، يستمر التصميم الداخلي في التأثر والتطور والاستجابة للاتجاهات الاجتماعية والبيئية والتكنولوجية المتغيرة.
14معلومة عن مجال التصميم الداخلي
-التصميم الداخلي هو أحد المجالات الهندسية الذي يربط بين الهندسة المعمارية والاحتياجات الوظيفية في التأثيث الداخلي.
-يبلغ عمر مهنة التصميم الداخلي بمفومها الحديث أكثر من 100 عام.
-بدأ التصميم الداخلي كفن من فنون الديكور خلال تلك السنوات ولكنه تطور فيما بعد ليصبح مهنة داخلية حديثة ومتخصصة تتطلب دراسة وخبرة طويلة.
-في بداية القرن الـ20، استخدم مصطلح " مصمم ديكور Interior Decorator" في أمريكا في عام 1903.
-على الرغم من أن معظم مصممي الديكور في ذاك الوقت شهادات أو مؤهلات أكاديمية، لم يكن حاصلين على شهادات أكاديمية، فإن أكثرهم مهارة وأفضلهم، كان يتمتعبالذوق الرفيع، الحس السليم، والموهبة الطبيعية لتفسير ومعالجة الأمور، مثل الحجم والتناسب.
-بدأت الدراسات الأولى في هذا المجال في نيويورك، في مدرسة الفنون التطبيقية "التي تسمى الآن مدرسة بارسونز للفنونthe Parsons School of Art".
-تم اختراع التصميم الداخلي كمهنة بواسطة إلسي دي وولف في بدايات القرن الـ20، إذ كانت أول مبدعة تحصل على "عمولة" لتزيينها أحد المنازل.
-صنعت "دي وولف" اسمًا لها متجنبة التصميمات الداخلية الفيكتورية الثقيلة والمظلمة لصالح مخططات أخف وأكثر إشراقًا.
-نشرت "دي وولف" في عام 1913، أول كتاب تصميم داخلي "المنزل ذو الذوق الرفيع The House in Good Taste".
-صممت "دي وولف" منازل لأشخاص مشهورين مثل كوندي ناست وفريكس ودوق ودوقة وندسور.
-كانت دوروثي دريبر هي أول مصممة داخلية تجارية موثقة، بأسيسها شركة التصميم الخاصة بها في عام 1923.
-تمت صياغة مصطلح "مصمم داخلي Interior Designer" في عام 1930 من قبل مجلة تسمى "التصميم الداخلي والديكورInterior Design and Decoration".
-حتى عام 1952، أصرت مجلة "إنتيريورInterior" المنافسة على استخدام مصطلح "مصمم داخليinterior designer" فقط وليس "مصمم ديكورdecorator".
-أصبحت مهنة التصميم الداخلي أكثر رسوخًا بعد الحرب العالمية الثانية.