مسيرة مكرّسة للفن والتصميم.. مانا جلاليان لـ"هي": أسلوبي يمزج بين فن الشرق الأوسط والأثاث المعاصر والكلاسيكي
في العالم المشبع بالإبداع الذي تعيش فيه سيدة الأعمال ومصممة الديكور "مانا جلاليان"Mana Jalalian ، يتجلّى الفن في أشكال تعبيرية متنوعة، دامجا بين ثقافات شرقية وغربية كثيرة. فعاشت "مانا"، العاشقة للفن منذ نعومة أظفارها، في بلدان مختلفة، مثل أذربيجان وكندا والإمارات العربية المتحدة، حيث أسست صالة العرض "مواسونييه هوم" Moissonnier Home التي فتحت أبوابها في الربيع الماضي، وأدخلت إلى عالم الديكور الإقليمي قطع أثاث استثنائية من علامة فرنسية تاريخية.
قصّتها مع الفن والتصميم هي قصة شغف وتفانٍ وطّدت خلالها "مانا جلاليان" أعمدة جسور بنتها بين الثقافات المتنوعة التي تلهم رؤيتها الفنّية ونهجها التصميمي. وعلى مر السنين، بنت مجموعة فنّية خاصة تضم أكثر من 400 عمل فنّي أصلي عُرضت الكثير منها في متاحف عالمية مثل متحف الفن الحديث بباريس ومعارض دولية مثل بينالي البندقية. هنا، نتعرّف أكثر إلى إبداع "مانا جلاليان" الشغوفة بالدمج بين المكوّنات الفنية وقطع الأثاث الوظيفية في مساحات تعبّر أوّلا وأخيرا عن الفرد.
عشت وعملت في بلدان مختلفة، محاطة بمجموعة متنوعة من الثقافات. متى ولد شغفك بالفن، وكيف صاغت تلك التجارب رؤيتك الفنية؟
نشأ شغفي بالفن في طفولتي التي تأثّرتُ خلالها بعمّي المهندس المعماري ومجموعته من كتب الفن والتصميم. لاحقا، درستُ التصميم الغرافيكي وتاريخ الفن والتصميم الداخلي، وقد أسهم العيش في بلدان متنوعة في تشكيل رؤيتي الفنية بشكل كبير. عرّفتني كل تجربة إلى ثقافات فريدة، وهو ما أثّر في أسلوبي في التصميم، الذي يمزج بين فن الشرق الأوسط والأثاث المعاصر والكلاسيكي.
بصفتك جامعة فنّية تملك مئات الأعمال الأصلية، كيف تحصلين على القطع الجديدة؟ وكيف تختارينها؟
في البداية، عملت بشكل وثيق مع مستشار فنّي عمل على توجيهي ومساعدتي. وقد أتاحت لي دراستي ورحلاتي حول العالم وزياراتي للمتاحف والمعارض استكشاف فنون من ثقافات وعصور مختلفة. كل ذلك يعزز قدرتي على تمييز الأعمال الفنية العالية الجودة، لكن اختياراتي لا تعتمد على هذه الخلفية والخبرة فقط، بل أيضا على فلسفتي الشخصية التي تقدّر التفرد والعمق التعبيري في الفن.
فيما يتعلق بالتصميم الداخلي، كيف تصفين أسلوبك؟ وما العنصر الأكثر أهمية بالنسبة لك عند تصميم المساحة؟
أسلوبي في التصميم الداخلي هو مزيج متناغم من فن الشرق الأوسط مع الأثاث المعاصر والكلاسيكي. العنصر الأكثر أهمية في تصميم المساحة هو تجسيد التفضيلات الفردية والأسلوب الشخصي.
من المعروف أنك تحبّين المزج بين الأثاث والفن. هل هناك قواعد محددة يجب اتّباعها في هذا الإطار؟
لدى مزج الأثاث والفن، لا يتعلق النهج بالقواعد الصارمة بقدر ما يتعلق بإنشاء مساحة متناغمة وشخصية. المفتاح هو تحقيق التوازن بين الأسلوب الفردي والتماسك الجمالي. يشمل ذلك النظر في حجم الأعمال الفنية ونسبتها مقارنة بقطع الأثاث، والتأكد من أنها كلّها تتكامل. على الرغم من أن المطابقة الدقيقة للألوان ليست ضرورية، إلا أن نظام الألوان المتماسك يمكن أن يربط أجزاء الغرفة. ومن الفعال جدا مزج حِقب وأنماط مختلفة، مثل الفن الحديث والأثاث التقليدي، لإضافة إحساس انتقائي وديناميكي إلى المساحة. الجانب الأكثر أهمية هو التعبير الشخصي، فيجب أن يعكس الفن والأثاث ذوقك الشخصي، وينشئ بيئة مريحة وملهمة. في النهاية، الهدف هو إنشاء مساحة تناسبك، وهناك مجال للتجريب والتفسير الشخصي.
كيف ترين العلاقة بين الفن والتصميم؟
العلاقة بين الفن والتصميم متكاملة ومؤثرة. يتمحور الفن حول التعبيـــر الشخصي والتأثير العاطفي، بينما يركز التصميم على الأداء الوظيفي وحل المشكلات. غالبا ما يتداخل المجالان، ويلهم أحدهما الآخر. يمكن للحركات الفنية أن تؤثر في اتجاهات التصميم، فتقدم أساليب ووجهات نظر جديدة. وفي المقابل، يمكن للتصميم أن يقدم تقنيات ووسائط فنية جديدة. في الفن الحديث، غالبا ما تكون الحدود بين الفن والتصميم غير واضحة، وهو ما يؤدي إلى إثراء كل مجال وتطويره.
ما رأيك بالمشهد الفنّي في الشرق الأوسط اليوم؟ وما الذي يجــــب فـــعـــله لدعم الفـنـــــانين الشباب في منطقتنا بشكل أكبر؟
المشهد الفني في الشرق الأوسط نابض بالحياة، ويحظى باعتراف دولي. ولزيادة دعم الفنانين الشباب من المنطقة، تشمل الخطوات الرئيسة زيادة الاستثمار في البنى التحتية الفنية المحلية، وتوفير منصات للعرض العالمي، وتشجيع الرعاية المحلية، وتقديم فرص التوجيه والتمويل. وستساعد هذه المبادرات في رعاية مواهبهم وتعزيز ظهورهم على الساحة العالمية. وأنصـــــح المــــبدعـــــيــــن الشبـــــاب بـــصـــــون جــــذورهــــــم الثـقــافـية، والاستمرار في التعلّم والنمو، وبناء علاقات مع فنّانين آخرين، والاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي، والمشاركة في العروض والبرامج الفنّية.
أخيــــرا، هــل يــمــكــنـــك إخبـــارنـــــا المزيد عن تعاونك مع Moissonnier، وتأســـــيـــس Moissonnier Home في الإمـــارات الــعـربيـــة المـتــحـــدة؟
تأسست شركة Moissonnier عام 1885، وقد حافظت على طابعها المميز مع احتضان عناصر التصميم المعاصرة والانتقائية. عند انتقالي من فانكوفر إلى دبي، اكتشفت فجوة في الـــســــوق بالنــســـبــــة لــعــلامــــة مثـــل "مــواســونــيــيــــه" التـــاريــخيـــة والــعـــابـــرة للـــزمــــن في الــوقـــت نـفــســـه. أدى هـــذا التــــعـــــــاون إلى إنشاء Moissonnier Home في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو مشروع يدفعه الطموح إلى تصميم مساحة تنبض بالدفء، وتسلط الضوء على الحرفية الاستثنائية خلف منتجات هذه العلامة.