خاص "هي": 260 سنة ودار Baccarat تضيء الحياة وتنشر الفرح.. لقاء خاص لـ"هي" مع الرئيسة التنفيذية ماغي هنريكيز
بانعكاسات كريستالها الأسطوري، أضاءت الدار الفرنسية العريقة "باكارا" Baccarat على مدى 260 عاما، أجمل اللحظات وأروع الاحتفالات، وكثيرا ما تغلغلت بقطعها الزينية والوظيفية والفنية إلى أوجه حياتنا المختلفة، بلمستها الحرفية المتفوقة وبصمتها المتلألئة بألق منقطع النظير. هذا العام، تحتفل "باكارا" بمرور 260 عاما على تأسيسها، وقررت مشاركة المنطقة بفصل من هذا الاحتفال، مع معرض خاص لأهم مجموعاتها التقليدية والعصرية أقامته في مدينة دبي، بعنوان "حديقة الخيميائي" Alchemist Garden. هناك، بين مساحات هذا المعرض الاستثنائي، ذكّرتنا "باكارا" لماذا تستحق لقب "خيميائي الفرح"، وكيف حافظت على مكانتها المرموقة على مدى عقود. وترافقنا في رحلة داخل هذا العالم الكريستالي الساحر الرئيسة التنفيذية "ماغي هنريكيز" Maggie Henriquez التي انزرعت في قلبها بذور حبها الكبير لهذه الدار منذ الطفولة، لتعود مهاراتها وخبراتها المهنية، وتأخذها عبر القارات والثقافات والمجالات إلى حبها الأول: "باكارا".
في هذا الحوار المشوّق مع القائدة الرؤيوية "ماغي هنريكيز"، نكتشف الكثير عن تاريخ "باكارا" المميز وتوجهاتها المستقبلية الكريستالية وغير الكريستالية، قبل الشروع في رحلة عبر مراحل حياة "هنريكيز" الشخصية وقصتها الملهمة لكل امرأة تسعى اليوم إلى شق طريقها بنفسها، موفّقة بين الأدوار المختلفة التي تؤديها في حياتها بشغف وحب وفرح.
أوّلا، لــــــماذا أتــــــــــت "باكــــارا" اليـــــوم إلى دبــــي مع مــــــعــــــــــرض Alchemist Garden الاحتفالي؟
جئنا إلى دبي للاحتفال بالذكرى السنوية الـ260 لتأسيس "باكارا" من خلال فعالية مميزة. كان من المهم بالنسبة لنا أن يكون هناك فصل خاص من هذا الاحتفال في دبي. وجاء تنظـــيـــــم مـــعرض Alchemist Garden بإشـــــراف مـــديـــــــرة التصدير لدينا "ألكسندرين راي-لينييه"، التي تهتم بهذه السوق بشغف وحب منذ وقت طويل.
يهدف المعرض إلى سرد قصة "باكارا" من خلال مجموعاتها، ويقدّم تجربة غامرة تأخذ الزوار في رحلة استكشافية حول عملية ابتكار قطعنا، ملقيا الضوء على إبداعاتنا الكلاسيكية والحديثة، مثل مجموعة "هاركور" التاريخية، ومجموعة "ميـل نوي" الأكــــثر حـــــداثة وأنــــوثـــــة، ومجــمـــوعــــة "ماسينا" الفنية. وقد عرضنا هذه المجموعات في أجواء مستوحاة من الطبيعة وعناصرها الأربعة التي تلعب دورا أساسيا وجوهريا في تكوّن الكريستال: الهواء، الماء، الأرض، والنار. أما ختام الرحلة، فمع أبرز قطع مجموعة "مارسيل واندرز" الرائعة الجمال والتي تحتفي بهذه الذكرى المهمة للدار. ولا يمكننا أن ننسى الثريا المدهشة Zenith التي تضم 84 مصباحا وتشعرنا بأنها تضيء الحياة! فهي تجسيد لهوية "باكارا" وتعبير قوي عن الفرح. وهكذا فإن رسالة هذا المعرض تقول بكل وضوح إن "باكارا" هي "خيميائي الفرح".
يمتلئ المعرض بالقطع التاريخية. هلا أخذتنا في جولة على إرث "باكارا" العريق وحكايتها التاريخية؟
mh بدأت حكاية "باكارا" في بلدة صغيرة تحمل الاسم نفسه، في شمال شرق فرنسا، خلال عهد الملك لويس الخامس عشر. ففي عام 1764، صدر تصريح ملكي رسمي بتأسيس مصنع زجاج في البلدة. وكانت البداية مع صناعة الزجاجيات، قبل أن تتحول في عام 1816 إلى الكريستال، في فترة استيراد الكريستال البوهيمي.
ما يميّز دار "باكارا" أنه ليس هناك شخص واحد وراء هذا الإرث، بل إنها قصة جماعة من الحرفيين اجتمعوا ليصنعوا أنقى كريستال في العالم. بدأت شهرة "باكارا" العالمية في عام 1855، خلال المعرض العالمي الأول في باريس، حيث قدّمت قطعا استثنائية أبهرت الجميع. ومنذ ذلك الحين، استمرّت في المشاركة في المعارض العالمية، وظلت تفاجئ العالم وتحصد الجوائز عاما بعد آخر.
هذه القصة الملهمة تحكي عن مجموعة قررت أن تدهش العالم في كل مرة، وأن تبدع أعمالا تتجاوز التوقعات، وهو ما دفع قادة العالم لتقديم طلباتهم الخاصة للدار للاحتفال بمناسباتهم البالغة الأهمية. فالاحتفال لا يكتمل بدون الفرح. لهذا السبب، أحب أن أطلق على "باكارا" اسم "خيميائي الفرح".
في ظل وجود إرث بهذه الأهمية، كيف تحملون وتدفعون هذه العلامة التجارية نحو المستقبل؟
لقد أثبتت "باكارا" قدرتها على أن تكون علامة متعددة الأبعاد، فهي مفتوحة في فنادقها كما في فندق "باكارا" في نيويورك الذي يحقق نجاحا كبيرا، وخاصة في عطر مثل عطر "باكارا روج 540" الذي حقق نجاحا عالميا. بالنظر إلى المستقبل، فإن هدفنا هو النمو المستدام وتعزيز قوتنا، فنحن نتطلّع إلى تعزيز كل قدرات هذه العلامة وجعلها أقرب إلى عملائنا، لتبقى جزءا من حياتهم اليومية.
لنأخذ مثلا موضوع الضوء، وهو متجذر في هوية "باكارا"، لأن النور ينبع من داخل كل قطعة كريستال لدينا. هنا نجد فرصة لتطوير إضاءة حديثة إلى جانب الحفاظ على ثرياتنا التقليدية التي اشتهرنا بها. ونرى أيضا إمكانيات كبيرة في تطوير القطع الزخرفية والفنية، بالتعاون مع المزيد من الفنانين على غرار تعاوننا مع "مارسيل واندرز" و"هاري نورييف" وغيرهما، ولا سيما أن المبدعين يحبون العمل معنا، إذ يجدون الإلهام في عالمنا الغني بالإبداع وإرثنا الممتد لأكثر من 260 عاما. ومواصــــلة استكــــشــــاف عـــــالم القطع الزينية تكون أيضا من خلال أشياء صغيرة للحياة اليومية، مثل القطعة التي صممناها للاحتفال بالذكرى الخمسين لشخصية "هيلو كيتي". هذه القطع الصغيرة تجعل "باكارا" جزءا من يوميات العملاء، فنرافقهم في المناسبات الكبيرة واللحظات البسيطة على حد سواء. ونريد أخيرا الاستمرار في تعزيز جانب التجربة، سواء من خلال مطاعــــمنا، أو فنـــــادقنـــــا، أو مــقـــاهيــنــــــا المنتشرة في اليابان، وهـــونغ كونغ، وباريس، إن "باكارا" تبقى دار التجارب.
ماذا عن المـــواد الــجــديـــــدة الــــتــــي تـــضــيــفـــونــــهـــــا إلى عالم الكريستال الباهر؟
لا شك في أننا سنسعى دائما إلى تعزيز وتطوير عالم الكؤوس، فهو جزء جوهري من إرث "باكارا". أحب أن أقول دائما إنه لو وضعنا الماء في ثلاثة كؤوس مختلفة، وأحدها من "باكارا"، لشعرنا بأن أفضل مذاق للماء هو في كأس "باكارا"! إذا، نريد أن نستمر في تطوير عالم الكريستال، ولكننا نستكشف أيضا مواد جديدة بالانطلاق من رموزنا الكلاسيكية مثل "ميل نوي" و"هاركور". على سبيل المثال، أطلقنا مجموعة استثنائية من البورسلان تتكامل بشكل جميل مع مجموعاتنا الحالية. كما قدّمنا الشموع المستوحاة من تصميم "هاركور"، وما يربطها بعالم "باكارا" هو الضوء. نحن حريصون على أن تكون المواد الجديدة منسجمة مع هويتنا، فتتناغم مع منتجاتنا البلورية.
تدخل "باكارا" حقبة جديدة مشوّقة مع تعاونات تأخذ العلامة التجارية إلى ما هو أبعد من جذورها الكريستالية. كيف تديرون كل هذه المشاريع المختلفة؟
هناك مستقبل رائع ينتظرنا في عالم الكريستال وخارجه. في مثل هذه المشاريع، نعمل بالتعاون مع خبراء ومتخصصين في المجالات التي لا نعمل فيها تقليديا. نصنع عطورنا بالتعاون مع دار "فرانسيس كوردجيان"، وقد عملنا مع مؤسسيها "فرانسيس كوردجيان" و"مارك شعيا" الشغوفين بتراث "باكارا" وإرثها.
ونتعاون مع مجموعة SH لتطوير الفنادق والمساكن، كما فعلنا هنا في دبي. لدى SH ترخيص للعمل، ونحن نوافق على جميع المشاريع، ونقدم الإرشادات ونضع المعايير، ونساعدهم على فهم روح "باكارا" بشكل أفضل، لكن التنفيذ يتم من خلالهم. إذا، إن كل تنويع مبني على رموزنا وهويتنا التي نترجمها برؤيتنا.
جدّدتم عنوانكم الأسطوري في باريس وأعدتم تصوّره. هل يمكنك أن تخبرينا المزيد عن ذلك؟
في 11 ساحة Place des États-Unis في باريس، كان هذا المبنى الرائع يوما بيت الفنانة والراعية الفنية الشهيرة "ماري لور دو نواي"، حيث استقبلت أهم فناني بدايات القرن العشرين، ونظّمت أروع حفلات عشرينيات القرن الماضي. وقد دخل إلى عالم "باكارا" حين قررت "آن كلير تيتنجيه" رئيسة "باكارا" سابقا، نقل موقعنا إلى هذا البيت الذي يتنفس الفن في كل ركن من أركانه. وقد أضفنا إليه أعمالا فنية مستوحاة طبعا من عالم الكريستال، وأعدنا تصوّره بالتعاون مع الطاهي العالمي "ألان دوكاس".
من بين أبرز معالم المكان "الصالون الكبير" الذي لم نغيّره احتراما لإرث "ماري لور" وحفلاتها الشهيرة. إلى جانب ذلك، لدينا حدائق ساحرة ومطعم مفتوح للناس. وفي إحدى المساحات المجددة، تحية إلى فرن صغير عمره 90 عاما صنعنا فيه قطعا رائعة عبر تاريخنا، إضافة إلى تكريم لمصنعنا وحرفيينا بتوقيع المصمم "فيليب نيغرو". وهناك أيضا مساحة مخصصة للزجاج المعشق الملون، تتراقص فيها الأضواء بألف لون ولون. وعند المدخل، يقدم الفنان الشاب "هاري نورييف" تفسيرا بصريا مبدعا لأصول الكريستال، بينما تنبض منحوتات "جان غيوم ماتيو" المصنوعة من خشب السنديان بروح الطبيعة والغابة. غرفة تلو الأخرى، يعيش الزائر "تجربة باكارا" بكل روعتها.
يقوم عمل "باكارا" على الكثير من المهارات الحرفية التاريخية. كيف تبقونها حيّة؟ وهل يهتم الجيل الجديد بالانضمام إلى الدار وتعلم هذه الحرف؟
نحن نعمل بجد على جذب الجيل الجديد، حتى من داخل العائلات التي عملت معنا عبر الأجيال. ولدينا عائلات تعمل معنا في الجيل الثامن، وهو شيء نعتز به كثيرا. صحيح أن الجيل الشاب اليوم قد لا يملك الصبر نفسه، لكننا نحرص على تعزيز حبهم للحرفة ورعايته بطرق مبتكرة. ونفتخر بأن لدينا أكبر عدد من الفائزين بلقب "أفضل الحرفيين في فرنسا" بين جميع الشركات الفرنسية، إضافة إلى أعلى عدد من "أفضل المتدربين". أحد أحلامي الكبيرة هو تأسيس مدرسة للحرف، ففي النهاية يلعب الحرفيون دورا كبيرا في نجاح هذه الدار القائمة على البراعة والإتقان.
