"المجلس" في مدينة جميرا: 14 عاماً من الابتكار المعماري والتعاون بين "ديزاين لاب اكسبيرينس" ومجموعة جميرا
لأكثر من عقد من الزمن، شكّل المجلس في مدينة جميرا جزءاً لا يتجزأ من تقاليد رمضان في دبي برعاية إعلامية حصرية من مجلة "هي"، حيث يوفر بيئة راقية لتجربة الإفطار والسحور، بينما يعكس التميز المعماري والثقافي. تم تصميم هذا المعلم الأيقوني من قبل استوديو الهندسة المعمارية والإبداع «ديزاين لاب اكسبيرينس»بالشراكة مع مجموعة جميرا، حيث يحقق التحول السنوي للمجلس توازناً مثالياً بين التراث العريق والتصميم المعاصر، ليخلق مساحة أنيقة وغامرة أصبحت معلماً بارزاً في أجواء الشهر الفضيل.
إرث معماري مستوحى من التقاليد
يستوحي المجلس تصميمه من البيت العربي التقليدي المبني حول فناء داخلي، وهو نمط معماري جوهري في الهندسة المعمارية الإسلامية، حيث يحقق توازناً بين الخصوصية والرحابة، مع إضفاء أجواء ترحيبية تتسع لأكثر من ألف ضيف في كل جلسة.
وقال مروان معلوف، الشريك المعماري في «ديزاين لاب اكسبيرينس»،أن تصميم المجلس يعتمد على مفهوم السلاملك، وهو جناح الاستقبال في المنازل التقليدية، حيث تتكامل المساحات المفتوحة وشبه المفتوحة والمغلقة، ما يعكس ثقافة التجمع والمشاركة وتقاليد الضيافة الرمضانية."
ساهم هذا المفهوم في توجيه «ديزاين لاب اكسبيرينس» على مدى السنوات في تشكيل التصميم والهوية الجمالية للمجلس. إذ استوحيت هوية المجلس من عام 2011 إلى 2017من تخطيط الفناء التقليدي، حيث تميز بثريا فخمة في وسطه، مع أقواس وأعمدة مزينة بعناصر المشربية، بينما أضفت أنماط المشربيات الحديثة والإضاءة المدمجة تفاعلاً بصرياً بين الضوء والظل، مما عزز الأجواء الفريدة للمكان.
وخلال الفترة بين 2018 و2022، تم اعتماد نهج أكثر جرأة، حيث أُدخلت أقواس عائمة مجزأة تضفي حركة وحيوية على التصميم، مع الحفاظ على التأثيرات الثقافية العريقة. كما زُيّن المكان بلوحة ألوان غنية من الذهبي والأزرق، ما عزز التباين البصري بين العناصر المعمارية والمساحات المفتوحة.
وبحلول عام 2023، أُجريت تحسينات إضافية لتعزيز تجربة الضيوف، شملت تجديد لوحة الألوان بإضافة الأزرق والعنابي، وتطوير الأقواس المتداخلة، وترقية الأرضيات، وأثاث جديد. عززت هذه التعديلات الجاذبية الدائمة للمجلس، مع اعتماد محطات بوفيه معيارية ومقاعد مرنة لتوفير تجربة تتناسب مع مختلف أحجام المجموعات، مع الحفاظ على الأجواء الحصرية والراقية.
أتاحت كل مرحلة من تطور المجلس فرصة جديدة لاستوديو «ديزاين لاب اكسبيرينس» لإعادة تصور المساحة البالغة 2500 متر مربع، مع تحقيق توازن دقيق بين الأصالة والمعاصرة، والاحتفاء بالإرث الثقافي من خلال تفاصيل تصميمية مدروسة.
تطور التصميم لتلبية الاحتياجات المتغيرة
في عام 2017، تبنت «ديزاين لاب اكسبيرينس» منهج البناء المعماري لمواجهة متطلبات الموسم المرتفع والجدول الزمني الضيق، مما سمح بتطوير المجلس بمرونة وكفاءة دون المساس بجمالياته الهندسية الفريدة.
اعتمد هذا النهج على هيكل مُسبق الصنع لدعم الأقواس وعناصر السقف، مما ضمن الاستقرار وإمكانية التكيف مع التعديلات المستقبلية. كما تم استخدام ألواح قماشية خفيفة الوزن مزخرفة بأنماط مطبوعة بدقة، ممتدة عبر الهياكل المعدنية لخلق مظهر متكامل. إضافة إلى ذلك، وُجهت عملية التصنيع لإنشاء أثاث مخصص عالي الجودة سريع التركيب،ما عزز من سرعة التنفيذ دون المساس بالفخامة والراحة.
معلم ثقافي للضيافة الرمضانية
اليوم، أصبح المجلس في مدينة جميرا من أبرز معالم الضيافة الرمضانية، حيث يجمع العائلات والأصدقاء والمجموعات المختلفة في أجواء تحتفي بقيم المجتمع والكرم والضيافة.
وأضاف آندي كوثبرت، المدير العام لجميرا كريك سايد ومدينة جميرا، مؤكداًعلى أهمية المجلس والتعاون الطويل مع «ديزاين لاب اكسبيرينس»: "منذ عام 2011، كان المجلس عنصراً أساسياً في عروضنا الرمضانية، حيث يمثل معياراً للضيافة والخدمة والتصميم. لقد كانت شراكتنا مع «ديزاين لاب اكسبيرينس» عاملاً أساسياً في تحويل هذا المكان إلى وجهة متميزة تستقبل الضيوف من جميع أنحاء المنطقة وخارجها، مقدمةً لهم تجربة أصيلة واستثنائية".
تضيف إيفون هوفزيمر، الرئيس التنفيذي للعمليات في «ديزاين لاب اكسبيرينس»: "على مدار 14 عاماً، عملنا عن كثب مع جميرا لتحسين المجلس باستمرار، وضمان بقائه رمزاً يجمع بين التقاليد والتصميم المعاصر. دورنا يتمحور حول خلق بيئة تعزز روح التجمع والضيافة خلال الشهر الفضيل. ومن خلال الدمج السلس بين التراث والابتكار المعماري، يستمر المجلس في التطور، مع الحفاظ على أهميته الثقافية الأصلية، ونحن فخورون بالمساهمة في هذا الإرث العريق."
ومع التطلع إلى المستقبل، تواصل مجموعة جميرا و«ديزاين لاب اكسبيرينس» التزامهما بتطوير المجلس، من خلال دمج أحدث التقنيات وأساليب التصميم التفاعلية لضمان استمراريته كوجهة رئيسية رائدة للضيافة الرمضانية.
