أشخاص تلازمهم الإنفلونزا طوال فصل الشتاء.. ما مشكلتهم
تنتشر الفيروسات في معظم أوقات السنة، لكنها تكثر بشكل محدد خلال فصلي الخريف والشتاء بسبب انخفاض درجات الحرارة وتيارات الهواء الباردة التي يمكن أن تحمل عدوى هذه الفيروسات بسرعة وتنشرها بين الناس.
أهم الفيروسات التي تصيب الإنسان هي فيروسات الجدري، فيروسات الإنفلونزا، فيروسات التهاب الكبد، وفقدان المناعة المكتسبة أو الأيدز. والإنفلونزا هي عدوى فيروسية تهاجم الجهاز التنفسي (أي الأنف والحلق والرئتين)، ويمكن أن تزول من تلقاء نفسها بالنسبة لمعظم المصابين، لكن أحياناً يمكن أن تكون الإنفلونزا ومضاعفاتها قاتلة كما جاء على موقع "مايو كلينك".
يصاب الكثيرون بالإنفلونزا مرة أو أكثر خلال موسمها، إلا أن البعض قد يلازمهم المرض طوال موسم نزلات البرد. فما السبب وراء هذا الأمر، وكيف يمكن الوقاية من الإنفلونزا وتداعياتها؟ هذا ما سوف نكتشفه سوياً في موضوعنا اليوم.
أشخاص تلازمهم الإنفلونزا طوال فصل الشتاء
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، فإن البالغين عرضةً للإصابة بنزلات البرد مرتين أو 3 مرات كل عام. إلا أن بعض هؤلاء الأفراد قد يصابون بنزلات البرد والإنفلونزا أكثر من هذا المعدل لدرجة أنهم يشعور بالمرض طوال فصل الشتاء، وهي الفترة التي تكثر فيها إصابات هذه الأمراض.
وأشار موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن موقع "بيزنس إنسايدر" تأكيد مجموعة من الخبراء إصابة العديد من الأشخاص بالأمراض المعدية مثل الإنفلونزا ونزلات البرد بسبب العوامل التالية:
- المناعة.
- كيفية التعرض للفيروسات.
- لديهم أطفال أو يعتنون بالصغار.
- يقابلون أناساً كثر في محيط العمل.
وأشار أوتو يانغ، أستاذ الأمراض المعدية وعلم الأحياء الدقيقة في جامعة كاليفورنيا أن "الناس يختلفون كثيراً من ناحية الإصابة بالأمراض المعدية. يشعر البعض بأنهم مريضون طوال موسم نزلات البرد والإنفلونزا، في حين يشعر الآخرون بأنه لم يمسهم شيء".
وأكثر أعراض نزلات البرد التي يمكن أن تستمر بين 7 – 10 أيام:
- السعال والعطس.
- سيلان الأنف والتهاب الحلق.
- الإحتقان والصداع.
وفيما يخص كثرة الإصابة بالمرض لمن لديهم أطفال، يقول توماس موراي طبيب الأمراض المعدية للأطفال، أن الصغار أكثر عرضة للمرض وبشكل متكرر بسبب عدم اكتمال مناعتهم. واختلاط البالغين بهؤلاء الأطفال في أوقات كثيرة وبشكل متكرر يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والمرض.
فيما يشير زميله فرانك إسبر إلى أن الأطفال في عمر ما قبل المدرسة، قد يصابون بالعدوى بمعدل مرة واحدة في الشهر ما يزيد من انتقال هذه العدوى للأهل والبالغين الذين يقومون برعايتهم. لكن هذا العدد ينخفض لنحو 4-6 مرات في السنة بعد أن يكبر الصغار ويصبحون قادرين على تنظيف أيديهم بأنفسهم دون مساعدة من الكبار.
محيط العمل يزيد من خطر الإنفلونزا
يقول موراي أن مكان عمل الشخص وسلوكياته اليومية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالمرض. فالأشخاص الذين يعملون من المنزل مثلاً، هم أقل عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مقارنة بآخرين يعملون في المكاتب ويبقون على احتكاك دائم بالناس طوال اليوم. وتزداد فرص الإصابة بالمرض في حال أهمل الأشخاص غسل أيديهم بانتظام، والبقاء على مسافة قريبة من آخرين مصابين بالعدوى.
المناعة ودورها في الإصابة بالإنفلونزا
فيما يخص موضوع المناعة، فإن الإصابة بواحدة من فيروسات الإنفلونزا لا يعني بالضرورة الوقاية من غيرها من الفيروسات. إذ أن الإصابة بهذه الفيروسات اليوم قد تعني حصولك على حماية من عدوى أخرى من الفيروسات ذاتها لمدة أسبوع بفضل بروتين الإنترفيرون وهو واحدٌ من بروتينات الإشارة الصغيرة التي تنتجها الخلايا الليمفاوية التائية النشطة.
ويُحتمل أن يعاني الأفراد الذين يصابون بنزلات برد متكررة ولعدة أيام، من الإصابة بجميع الفيروسات الموجودة في بيئتهم خاصة في الفترة الحالية بعد رفع كافة القيود الخاصة بفيروس كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها دون تباعد أو ارتداء للكمامات وغيرها من الإجراءات الوقائية التي كانت متبَعة سابقاً للحيلولة دون الإصابة بمرض كوفيد-19 وغيره من الأمراض المعدية.
وتشير نزلات البرد التي تبقى ملازمة للفرد لمدة 10 أيام أو أكثر، وكذلك الإلتهابات البكتيرية التي لا تستجيب للمضادات الحيوية، لوجود ضعف في الجهاز المناعي.
نصائح لتقوية المناعة ضد أمراض الشتاء
في ضوء ما تقدم، ينصح الخبراء دوماً بوجوب تقوية مناعة الجسم ضد فيروسات أمراض الشتاء وعلى رأسها فيروسات الإنفلونزا، خاصة للأطفال الصغار الذي يُعدون أكثر عرضة لأمراض الجهاز التنفسي.
وشددت جوليا زومبانو في حديثها لموقع عيادة "كليفلاند" الصحية، على أن تعزيز المناعة في الشتاء ضرورة قصوى، خاصة بعد عودة الأطفال للمدارس وعودة معظم الموظفين لمزاولة أعمالهم من المكاتب والمؤسسات، وكثرة الإختلاط بين الأفراد جراء الإحتفالات بنهاية العام.
وفي سبيل تقوية المناعة، نصحت زومبانو بوجوب التركيز على بعض الأطعمة تحديداً مثل السبانخ والتوت والزبادي اليوناني بشكل خاص، والخضروات والفواكه بشكل عام كونها غنية بالفيتامينات والمعادن وغيرها من العناصر التي تدعم المناعة وتقوَيها. كما شددت خبيرة التغذية على أهمية تناول بذور الشيا والكتان كمصادر رئيسية لأحماض أوميغا 3 الدهنية والمعروف عنها قدرتها الكبيرة على تقوية الجهاز المناعي ضد الإلتهابات.