6 تأثيرات سلبية لمواقع التواصل الإجتماعي على صحتك العقلية
كلنا متهم بذات التهمة، أو أقله الأكثرية الساحقة منا، وهي الإستعجال لفتح الهاتف الذكي وتصفَح مواقع التواصل الإجتماعي فور الإستيقاظ من النوم. وذلك بعدما أصبح استخدام هذه المواقع شائعًا بشكل متزايد في السنوات القليلة الماضية، وباتتوسائل التواصل الاجتماعي الآن جزءًا مهمًا من حياة الجميع.
ولا شك في أن هذا الشيء يؤثر بشدة على حياتنا اليومية، بعدما أصبح من المهم للجميع (أفراداً ومؤسسات ومشاهير) أن يكون لهم وجود عبر الإنترنت في عالم وسائل التواصل الاجتماعي.
في مجتمع اليوم "المُعوَلم"، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي لجزء أساسي من روتين الحياة اليومي. لكن السؤال الذي نطرحه اليوم، هل هو مجرد روتين أم أن وسائل التواصل الاجتماعي تلتهم حياتنا؟
وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة مصيدة
وسائل التواصل الاجتماعي نعمةٌ طالما أنها سهَلت الحياة والتعامل مع الآخرين بالرغم من بعد المسافات واختلاف المواقيت والعادات وغيرها. لكن من المهم أن نفهم أن هذا العالم الافتراضي للشبكات هو أيضًا نوعٌ من الفخ الذي يسيطر على حياتنا، إذ تستهلك وسائل التواصل الاجتماعي حياتنا ويمكن أن تكون ضارة ومضرة بصحتنا العقلية بحسب ما أفاد موقع Finerminds.com الذي تحدث عن الأضرار المحتملة للتعلق غير الطبيعي بهذه الوسائل.
وأشار الموقع إلى أن الدراسات أظهرت أن الاستهلاك المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون له آثار طويلة الأمد على صحتنا العقلية. ووفقًا لدراسات مختلفة، يرتبط الاستخدام المطول لوسائل التواصل الاجتماعي بأعراض الاكتئاب والقلق وتدني احترام الذات لدى المراهقين، كما يمكن أن يؤثر أيضًا على جودة النوم وفرط النشاط.ويقول خبراء الصحة أيضًا أن التسمر أمام وسائل التواصل الاجتماعي هو الشكل الجديد من التدخين، إذ يمكن أن تكون تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي ضارةً جدًا وهو أمرٌ غير جيد لرفاهيتنا العقلية.
6 تأثيرات سلبية لمواقع التواصل الإجتماعي على صحتك العقلية
جاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتخدم الأشخاص الذين يعانون من التواصل الاجتماعي والتواصل وجهًا لوجه. لكنها أيضاً حملت العديد من المخاطر المتمثلة في المتصيدين والمتنمرين والذين يمارسون أبشع أنواع التسلط والإبتزاز عبر الإنترنت. ومع لجوء الجميع من كافة الأعمار لهذه الوسائل، من المهم معرفة تأثيراتها السلبية على صحتنا العقلية.
ويُعدد موقع Finderminds 6 تأثيرات سلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية هي الآتية:
- اضطراب إدمان الإنترنت: هل أنت دوماً على هاتفك تتحققين من التحديثات على فيسبوك أو إنستغرام وغيرها؟ هل تستهلكين وقتاً كبيراً لتصفح هذه الوسائل؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فقد تكونين تعانين من اضطراب إدمان الإنترنت IAD. إذ تُحوَل هذه المواقع المستخدمين إلى "مدمنين" ما يتعارض مع حياتهم اليومية - العلاقات والعمل والحياة الشخصية. وبسبب سلوكهم الإدماني، قد يهمل الناس حياتهم الشخصية،ويمكن أن يؤثر الاعتماد المفرط على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي مفرط على الأشخاص من منظور نفسي.
- قلة الثقة بالنفس: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي له تأثير كبير على تقديرنا لذاتنا، ويمكنها أن تجعل الفرد يفقد الثقة بنفسه ويشعر بعدم الأمان. عندما نقضي الكثير من الوقت عبر الإنترنت على وسائل التواصل الاجتماعي، فإننا نميل لإجراء مقارنات تُقلَل من تقديرنا لذاتنا ومستويات ثقتنا. وقد أظهرت الدراسات في الماضي أن احترام الذات له تأثير على رفاهنا العام وعلاقة مباشرة بصحتنا العامة.
يمكن أن يؤثر التعرض المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي سلبًا على أذهاننا، لأن الناس في كثير من الأحيان يأخذون وسائل التواصل الاجتماعي على محمل الجد ويصبحون مُحاصرين من قبل المعايير غير الواقعية التي وضعتها وسائل التواصل الاجتماعي. وفي محاولة السعي للتحقق من صحتها من حيث الإعجابات والمتابعين، فإن إجراء مقارنات مع زملائك من الناس سيميل إلى تدني احترامكلذاتكوإصابتكبالمزيد من أعراض الاكتئاب والقلق.
- القلق والاكتئاب: قد يكون الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي سببًا كبيرًا للأمراض العقلية مثل القلق والاكتئاب. فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يستخدمون حسابات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي هم أكثر عرضة للمشاكل مثل القلق والاكتئاب. كما يتزايد التنمر عبر الإنترنت، ويمكن أن يؤدي التعرضالمطول لهذا التنمر على وسائل التواصل الاجتماعيإلى أفكار انتحارية واضطرابات القلق والاكتئاب.
- المقارنات مع الآخرين تجلب المرض للصحة العقلية: تعمل وسائل التواصل الاجتماعي على تعزيز المقارنة الاجتماعية، وهي مقارنةٌ سيئة وكذلك عادةٌ خطيرة. إن مقارنة أنفسنا بالآخرين لن يؤدي سوىلمزيد من الشعور بعدم الأمان والمعاناة، كما يمكن أن تؤدي المقارنة إلى الشعور بالوحدة والتعاسة والاكتئاب.
- قلة التواصل مع الآخرين: الغرض من هذه الوسائل هو "التواصل"، لكنها على العكس تُفقدنا متعة "التواصل" مع الآخرين من حولنا سواء أفراد العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل، فيما أعيننا وعقولنا متسمرة على هواتفنا الذكية والحواسيب. وبعدما كان الهدف من التواصل تعزيز الصحة العقلية وتحسينها، بات زيادة أعداد الأصدقاء والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي هدفنا الأول، متناسين بالتالي أن الحياة الاجتماعية تتطلب إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الأصدقاء على أرض الواقع وليس في العالم الافتراضي فقط.
- الحرمان من النوم والخوف: كثيراً ما نجد أنفسنا ملازمين للهواتف الذكية لساعات وساعات حتى خلال الليل، ما يحرمنا من النوم خشية عدم تفويت أي تحديث ينزل على هذه الوسائل. وهذه مشكلةٌ أخرى مرتبطة بالتعلق الشديد بوسائل التواصل الاجتماعي التي تُسبَب لنا التوتر وقلة التركيز على أشياء أخرى في الحياة.
في الختام، لا بد من التأكيد على فائدة وسائل التواصل الاجتماعي والدور الإيجابي الكبير الذي أحدثته في حياتنا، لكن من المهم أن نوازن حياتنا الاجتماعية مع علاقات الحياة الواقعية وأن نستخدم هذه الوسائل بعقل وحكمة كي لا تؤثر سلباً على صحتنا الجسدية والعقلية.