الرئتان شريان الحياة في الجسم.. وهكذا تحافظين على صحتهما

الرئتان شريان الحياة في الجسم.. وهكذا تحافظين على صحتهما

جمانة الصباغ

تتعدد وظائف الجسم الحيوية والمهمة لضمان نموه وعمله وخلوه من المتاعب الصحية، وفي مقدمها الرئتين اللتين تعدان شريان الحياة في الجسم. بل أن الرئة قد تكون من أهم أجزاء الجسم لأنها تمد خلايا الجسم كافة بالاكسجين الضروري للعمل بشكل صحيح وفعال.

والرئتان هما العضو الرئيسي في الجهاز التنفسي، أحد أكثر أجهزة الجسم تعقيداً وأهمية للإنسان، وتساعد الرئتين كما أسلفنا في تزويد خلايا الجسم بالاكسجين فضلاً عن التخلص من ثاني أكسيد الكربون خارج الجسم. وبالتالي فإن أي مشكلة تصيب الرئتين أو أحدهما، يمكن أن تؤثر ليس فقط على صحة الجهاز التنفسي وإنما على صحة الأجهزة الأخرى في جسم الإنسان.

لذا ينبغي الحفاظ على صحة الرئتين والعناية بهما طبياً وغذائياً وحياتياً، وهو ما سوف نستعرضه سوياً في موضوعنا اليوم. إنما البداية ستكون مع تحديد وظائف الرئتين المهمة.

ما هي وظائف الرئتين

تجدر الإشارة إلى أن حجم الرئة اليمنى أكبر من اليسرى وأعراض قليلاً، وذلك لإفساح المجال للكبد الموجود أسفلها مباشرةً، كما أن الرئة اليسرى أضيق لأنها يجب أن تفسح المجال للقلب.

فحص الرئتين باستمرار يضمن خلوهما من الامراض
فحص الرئتين باستمرار يضمن خلوهما من الامراض

ويمكن لرئتي الرجل استيعاب المزيد من الهواء مقارنةً برئتي المرأة؛ ففي حالة الراحة مثلاً يمكن لرئة الرجل استعياب حوالي 1.5 لتر من الهواء، في حين أن رئة المرأة تتحمل حوالي 0.6 - 0.8 لتر من الهواء.

وفقاً لموقع "ويب طب" المختص بالشؤون الصحية، فإن الرئة اليمنى تنقسم لثلاثة أقسام تشبه البالون وتُدعى الفصوص، وهي مليئةٌ بالنسيج الإسفنجي؛ في حين تحتوي الرئة اليسرى على فصين فقط، وتتواجد هذه الفصوص في غشاء خاص يُسمى "غشاء الجنب" الذي يفصل الرئتين عن جدار الصدر.

تربط أنابيب الشُعب الهوائية الرئتين بالحلق والفم من خلال الأهداب وهي خطوط صغيرة جداً، تتحرك بطريقة تشبه الموجة وتدفع المخاط إلى أعلى الحلق. وتقوم هذه الأهداب بحمل الغبار والجراثيم ومواد أخرى غير مرغوب فيها غزت الرئتين، وتعمل على التخلص منها عن طريق العطس أو السعال. كما توجد في قاعدة الأنابيب القصبية حويصلات هواء صغيرة تحمل الهواء الذي نتنفسه وتُعرف بإسم الحويصلات الهوائية.

كما هو الحال مع معظم أعضاء الجسم الأخرى، فإن الرئتين غنية بالدم، وفي كل مرة ينبض فيها القلب يرسل كمية متساوية من الدم إلى الرئتين مع باقي الأجهزة. وتقوم الرئتين بوظائف مهمة، أهمها جلب الهواء من الجو وتمرير الأكسجين إلى مجرى الدم، ومن هناك ينتقل لباقي الجسم. وبمجرد دخول الهواء إلى الرئة يدخل الأكسجين إلى مجرى الدم ويتحرك في الجسم، وتقوم كل خلية بإجراء عملية تبديل لثاني أكسيد الكربون بالأكسجين، حتى يقوم مجرى الدم بنقل ثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين. وفي حالة الزفير، تعمل الرئتين على التخلص من ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين وبخار الماء خارج الجسم.

ومن الوظائف الأخرى المهمة للرئتين:

  1. موازنة درجة الحموضة: إذ تتسبب كثرة ثاني أكسيد الكربون بحمضية الجسم، وتعمل الرئة عند اكتشاف هذا الأمر، على زيادة معدل التهوية لطرد المزيد من الغاز غير المرغوب فيه.
  2. ترشيح الهواء: إذ تقوم الرئتين بترشيح جلطات الدم الصغيرة، وإزالة فقاعات الهواء الصغيرة المعروفة باسم انسدادات الهواء في حالة حدوثها.
  3. حماية القلب: تساعد الرئتين الرئتان على امتصاص صدمات القلب في بعض المشكلات الصحية.
  4. الوقاية من العدوى: من خلال إفراز أغشية معينة داخل الرئتين لحمايتها من بعض الالتهابات.
  5. تصفية الغشاء المخاطي: يعمل المخاط المُبطن للممرات التنفسية على حبس جزيئات الغبار والبكتيريا للتخلص منها عبر السعال أو بلعها.
    تسهم الرياضة في تحسين الرئتين وحمايتهما من الامراض
    تسهم الرياضة في تحسين الرئتين وحمايتهما من الامراض

كيفية المحافظة على صحة الرئتين

لجميع ما تقدم، تبرز لنا أهمية المحافظة على صحة الرئتين ووقايتها من أية أمراض أو مشاكل صحية يمكن أن تلمَ بها وتؤثر سلباً على وظائفها الحيوية والمهمة.

وتبدأ المحافظة على الرئتين أولاً من خلال الفحص الطبي والدوري الذي يقوم به الطبيب المختص خاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ وراثي لأمراض الرئة، أو يعانون من بعض أمراض الرئة مثل الربو والحساسية وغيرها.

كما أن الكشف الدوري على الرئتين يساعد في اكتشاف المتاعب الصحية مبكراً، ما يُسهَل عملية علاجها بسرعة وبطرق فعالة.

ومن الطرق الحياتية الأخرى المساهمة في الحفاظ على صحة الرئتين والتي يتفق عليها الخبراء:

  • تجنب التدخين: الآفة الأكثر إضراراً بصحة الرئتين بشكل خاص، وصحة أجهزة الجسم الأخرى بالعموم. فالتدخين قد يتسبب بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن والتهاب الشعب الهوائية المزمن والتهاب الرئة، كما يزيد من تضيق المسالك الهوائية وتدمير الأنسجة مع الوقت. وينطبق هذا الخطر ليس فقط على التدخين المباشر، وإنما أيضاً على التدخين السلبي أي التواجد في أماكن التدخين وبين المدخنين.
  • الوقاية من العدوى: التي لها تأثير مباشر على مشاكل الجهاز التنفسي وأمراض الرئة. ويمكن الوقاية من العدوى بطرق مختلفة وبسيطة منها غسل اليدين بالماء والصابون جيداً، تجنب الازدحام ومخالطة الناس في موسم الإنفلونزا، تجنب مسببات الحساسية مثل المواد الكيميائية الضارة، إضافة إلى التطعيم.
  • ممارسة الرياضة: من الأمور الأساسية التي تحافظ على صحة الرئتين وزيادة قدرتها على مقاومة الأمراض. وينصح الأطباء وخبراء الصحة بوجوب ممارسة الرياضة يوميًا أو لمدة 5 أيام أسبوعيًا.
  • العناية بنظافة المنزل: من خلال تنظيف الأسطح وغيرها من الأماكن التي يمكن أن تتراكم عليها الغبار والأتربة التي تُسبَب الحساسية. كما ينبغي تهوئة المنزل جيداً من خلال فتح النوافذ بين الحين والآخر.

ماذا عن النظام الغذائي

لا تقلقي عزيزتي، لا يسعنا أبداً إهمال الجانب الغذائي في تعزيز صحة الرئتين. فالأكل الصحي هو أحد ركائز الصحة المستدامة، ويُنصح دوماً باعتماده منذ مرحلة مبكرة لضمان عمل أجهزة الجسم بطريقة صحيحة.

الغذاء الصحي والاطعمة الغنية بمضادات الالتهاب ضرورية لتعزيز صحة الرئتين
الغذاء الصحي والاطعمة الغنية بمضادات الالتهاب ضرورية لتعزيز صحة الرئتين

ويساعد تبني نظام غذائي صحي في حماية الرئتين من الأمراض وتقويتهما، من ضمنه التركيز على بعض الأطعمة التي يوردها موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن موقع "هيلث لاين" الطبي على الشكل التالي:

  • الفلفل الحلو: من أكثر الأطعمة الغنية بفيتامين سي الذي يعمل كمضاد للإلتهاب والأكسدة، وبالتالي فهو مهمٌ للأشخاص المدخنين أو الذين يعانون من مشاكل في الرئتين. وبحسب معلومات Food Data، يمكن لحبة فلفل أحمر متوسطة الحجم (119 جرام) تأمين حوالي 169% من الكمية الموصى بها من فيتامين سي يومياً.
  • التفاح: من الفواكه المفيدة جداً لكافة أجهزة الجسم خصوصاً الرئة، وتشير الأبحاث والدراسات ومنها دراسة خاصة بجامعة ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى أن تناول التفاح بانتظام يسهم في خفض مخاطر الإصابة بسرطان الرئة والربو. ويعود السبب في ذلك لمحتوى التفاح الغني من مضادات الأكسدة مثل الفلافونويد وفيتامين سي.
  • اليقطين: فاكهة موسمية تظهر في الشتاء بصورة عامة، وتمتاز باحتوائها على العديد من المركبات النباتية التي تحافظ على صحة الرئتين وتعزيزها مثل الكاروتينات، بما في ذلك "بيتا كاروتين" و"لوتين" و"زياكسانثين"، وجميعها مركبات غنية بخصائص مضادة للأكسدة والالتهابات بحسب دراسة لقسم الطب المخبري وعلم الأمراض بجامعة مينيسوتا الأميركية.
  • الكركم: من أنواع التوابل القوية التي تحسن الصحة وتساعد في الوقاية من الالتهابات، بفضل تأثيراته القوية للمضادة والاكسدة والالتهاب. والفضل في ذلك يعود لمادة الكركمين في الكركم، وهو مكون نشط يسهم في تدعيم وظائف الرئة بحسب نتائج دراسة قام بها باحثون من جامعة جنوا الإيطالية على 2478 شخصاً، وخلصت إلى أن تناول الكركم من قبل المُدخنين ساهم في تحسين وظيفة الرئة لديهم مقارنةً بمن لم يقم بذلك.
  • الشاي الأخضر: عدا عن فوائده المعروفة لمكافحة السرطان والشيخوخة وإنقاص الوزن، فإن الشاي الأخضر فعالٌ أيضاً في منع تليف أنسجة الرئتين بفضل محتواه الكبير من مضادات الأكسدة والالتهابات.

مما تقدم، يظهر لك عزيزتي القارئة أن الرئتين هما بالفعل شريان الحياة في الجسم، وللحفاظ عليهما بصحة وعافية يجب الالتزام بنمط حياتي وغذائي صحي، والمتابعة المستمرة مع الطبيب في حال وجود أية مشاكل أو أمراض تلم بهما.