للتعايش مع مرض التصلب المتعدد .. إليك هذه النصائح من دكتورة مصابة به
واحدٌ من الأمراض المزمنة التي يجب التعايش معها للحد من أعراضها والوقاية من مضاعفاته هو مرض التصلب اللويحي، وحتى نكون أقرب إلى الواقع، كنا قد قدمنا مادة متكاملة عن هذا المرض سابقاً، من حيث أسبابه وأعراض وطرق علاجه. ولكن في موضوعنا التالي واستكمالاً لذلك نورد لك عزيزتي القارئة تجربة تعايش حقيقة مع رئيس مجلس إدارة جمعية وسم للتصلب المتعدد الدكتورة فاطمة بنت سيحان الزهراني، وهي مصابة بالتصلب المتعدد.
تجربة دكتورة فاطمة مع المرض
بداية تخبرنا الدكتورة فاطمة أنه عندما كان عمرها 21 سنة، وبعد إنجابها ابنها خالد كان لديها اختبار في الجامعة، وأثناء ذلك تعرضت لحالة غريبة، تصفها قائلة: "شعرتُ أنني فقدت بصري وأصبتُ بتنميل وخدر في الجهة اليسرى من جسمي، وثقل في لساني. وبعدها تم نقلي خارج قاعة الاختبار وجاء إسعاف الجامعة وتم نقلي إلى المستشفى. وكان اعتقاد الأطباء أن تلك أعراض جلطة، وتم تنويمي في العناية المركزة أربعة أيام؛ وبعدها عدت إلى المنزل ومرَ على تلك الحالة خمس سنوات. وخلال هذه المدة قلت طاقتي ونشاطي ولم أكن منتبهةً لذلك، وكنت أعاني بكثرة من الخمول والكسل؛ وخلال ذلك كنت أذهبُ إلى عملي، ومرة أخرى أصبتُ بنفس الأعراض السابقة، وذهبت للمستشفى مرة ثانية وتم تنويمي في العناية المركزة وتم الفحص. ومن جديد توقعوا أنها جلطة، ولكن ليس هنالك ما يدل عليها، ثم بات الأطباء يبحثون عن مسبب آخر، فتوقعوا أن تكون حالةً من التهاب الأذن الوسطى، أو مرض سرطاني، ولكن الفحوصات لم تثبت أياً منها."
وتتابع الدكتورة فاطمة: "بعد فترة كنت خلالها في إجازة خارج المملكة، وأثناء ذلك تعرضت للشمس القوية بكثرة فتعبتُ بشدة خلالها حتى أنني شعرتُ بتعطل جسمي كاملاً، فعدت إلى المملكة ودخلت المستشفى، وبعد إجراء الفحوصات الطبية، قال أحد الممرضين أن تلك الأعراض وحسب التاريخ المرضي من المتوقع أن يكون التصلب المتعدد."
"وبالفعل تم تحويلي إلى طبيب مخ وأعصاب وتم عمل أشعة رنين المغناطيسي وعمل فحص سريري وأخذ عينة من الظهر، ووقتها تم تشخيصي بمرض التصلب اللويحي."
|بعد معرفتي بذلك تذكرتُ طبيب أنف وأذن وحنجرة كنتُ زرته أحد المرات، وأخبرني أنه يتوقع أنني مصابة بهذا المرض، ولكنني كنتُ قد بحثت عن المرض في الانترنت ووجدتُ أن كل المصابين به أصبحوا معاقين، فأصابني الخوف وتناسيتُ الأمر."
مراحل التعايش مع المرض
ثم تقول: "بعد تشخيصي طمأنني طبيبي وأوضح لي أن الإصابة يمكن أن تكون بسيطة، وأن الأمر يمكن أن يقتصر على مشاكل في الأعصاب يمكن لها أن تؤثر على الحركة والنطق. وهنا بدأت أمرُ بفترة إنكار للمرض، حتى تعرضت لموقف وفاة قريبتي فأصبتُ خلالها بـ"هجمة" من المرض، وعادت نفس الأعراض، ونقلت إلى مستشفى وتم إعطائي الكورتيزون، ووقتها عرفت أنه أحد أنواع العلاج."
"بعد فترة لم أكن أتابع أي علاج يخص هذا المرض، بل أنني ذهبت لأطباء آخرين، ولكن تم تأكيد إصابتي بالتصلب المتعدد وكان يجب علي أن أخضع للعلاج، وتدهورت حالتي خلال سبعة شهور وذهبتُ للخارج ودخلت مصحات توعوية، ومارستُ جميع نقاط "شمس التوازن" ورجعتً بعد سنتين وأنا أمشي على عصى مساعدة، إلا أنني أصبحتً شخصية متفائلة ومدركة لمرضي."
وعن إنشائها للجمعية المتخصصة بهذا المرض قالت: "بعد تجربتي تلك أنشأتُ حساب توتير توعوي بالتصلب اللويحي، وأصبحتُ أقدم المعلومات لكل مريض بالتصلب اللويحي كي يتواصل معي، ثم كونتُ بعد فترة فريق تطوعي (أرفى) نجتمع فيه كل أسبوعين، ودام الفريق لمدة ثلاث سنوات. وفي السنة الرابعة 2015تم إنشاء جمعية أرفى في المنطقة الشرقية، وفي سنة 2020. ووقت الجائحة ظهر عندنا أزمة بتلبية احتياجات المرضى بجدة وحائل لذلك تم إنشاء جمعية وسم بجدة، وجمعية عزم بحائل."
وختمت قائلةً: "في تلخيص لتجربتي فقد مررت بعدة مراحل، منها مرحلة الانكار، ثم مرحلة عدم التقبل، ثم مرحلة عدم الوعي، وبعدها مرحلة الوعي وأيضا مرحلة مشاركة الناس تجربتي والتطور حتى الوصول إلى الجمعيات وهي المرحلة الذهبية. وأخيراً أقول للجميع أننا ومن خلال الإعلام نسعى إلى المساهمة في رفع الوعي المجتمعي تجاه مرضى التصلب المتعدد، وأن نفتح المجال لمن نريد مساعدتهم بشكل مادي، وذلك لأن تكاليف العلاج مرتفعة."