فوائد غير متوقعة للعناية بصحة الفم من طبيب مختص
"صحة الفم مرآةٌ للصحة العامة ودليلٌ على النظافة الشخصية"، هذا ما قالهطبيب الأسنان الدكتور حسن حداد في حديثه معنا، والذي أكد على أن العناية بصحة الفم أمرٌ ضروري للغاية، ليس فقط للحفاظ على الأسنان، وإنما للحفاظ على الصحة العامة ككل!
وأضاف: "بالفعل، إن الحفاظ على صحة الفم يقي من أمراض عدة يمكن أن تصيبنا نتيجة إهمال نظافة الفم، مثل وجود أي التهابات فيه، وحتى التسوس وغيرها من الأمراض التي ثبت طبياً تأثيرها السلبي على أجهزة الجسم."
عن ذلك سوف نتعرف سوية عزيزي القارئة من خلال استعراض أهمية الحفاظ على صحة الفم، وأضرار إهمال نظافته، وإليك الآتي.
أهمية الحفاظ على صحة الفم
يخبرنا الدكتور حسن حداد أن العناية بالفم وصحته لها فوائد عدة تبدأ من الفم وتنتهي في معظم أجهزة الجسم. وبالحديث بشكل تفصيلي عن فوائد الحفاظ على صحة الفم، إليك هذه المعلومات:
- العناية الدائمة والجيدة بصحة الفم تساهم في حماية الأسنان من التسوس أو التلف أو السقوط؛ وبذلك نحافظ على الأسنان أطول فترة ممكنة طوال حياتنا، خاصة عند التقدم بالسن حيث ضعف العضلات في الفم ونقص الكالسيوم.
- الاهتمام بنظافة الفم واللسان والأسنان واللثة والرائحة، ينعكس إيجاباً على التذوق، وعندها يمكننا الاستمتاع بالأطعمة وأنواعها.
- يعتبر الحفاظ على صحة الفم وكل ما يحتويه، من أهم الأمور التي تساعدنا على النطق بشكل سليم، كونها تلعب دوراً في خروج الأصوات من الفم.
- بحسب البحث الجديد المنشور في مجلة "Journal of Aging "، فإن مفتاح العيش لفترة أطول وأكثر صحة يكمن في الحفاظ على صحة الفم. حيث اكتشف الخبراء العلاقة بين عادة الأسنان وتأثيرها على طول العمر، واكتشفوا شيئًا صادمًا، هو أن استخدام فرشاة الأسنان ليلًا قبل النوم مرتبطٌ بطول العمر. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام خيط تنظيف الأسنان والقيام بزيارات منتظمة للطبيب كان له دور محوري أيضًا.
أضرار إهمال صحة الفم
- إن إهمال صحة الفم له خطورة على صحة الدماغ، حيث اكتشف باحثون في جامعة بليموث وجود صلة بين بكتيريا Streptococcus anginosus، وهي بكتيريا موجودة في خراجات الفم، وزيادة خطر الإصابة بخراجات الدماغ التي يمكن أن تهدد الحياة في الدماغ، وفقا لما نشره موقع Neuroscience News نقلًا عن دورية Dentistry.
- أحد أبرز مخاطر إهمال نظافة الفم، جاء في في دراسة نُشرت في دورية JACC الفيزيولوجيا الكهربية السريرية، حيث وجد الفريق ارتباطًا كبيرًا بين التهاب دواعم السن والتليف (وهو تندب في ملحق في الأذين الأيسر للقلب يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب يسمى الرجفان الأذيني). وبذلك يمكن أن تكون التهابات الفم الناتجة عن قلة النظافة عامل خطر جديد قابل لمرض الرجفان الأذيني، وهو أحد أمراض القلب الخطيرة.
- كذلك النساء الحوامل اللاتي يصبن بالتهاب دواعم السن، يمكن أن يصبن بمضاعفات في الحمل والولادة، حيث وُجِد أن هناك علاقة بين الإصابة بالتهاب دواعم الأسنان عند السيدة الحامل و تعرضها إلى الولادة المبكرة و بالتالي ولادة طفل مبتسر وزنه أقل من الطبيعي.
- على الرغم من أنه يصعب فهم العلاقة بينهما، فإن الأبحاث العلمية الحديثة وجدت أن هناك ارتفاعًا في نسبة الخطورة واحتمالية الإصابة بالمرض القلبي والسكتة الدماغية وانسداد الشرايين في حالة وجود عدوى والتهاب بسبب البكتيريا الموجودة داخل الفم (سوء صحة الفم).
- أكدت عدد من الدراسات الطبية أن إهمال نظافة الفم يسبب تكون بكتيريا ضارة، هذه البكتيريا يمكن أن تصل إلى المعدة والأمعاء وأعضاء الجهاز الهضمي، الأمر الذي يمكن أن يسبب التهابات في المعدة، ومشاكل في القولون، وسوء في الهضم.
- هل تعلمين عزيزتي القارئة أيضاً أن إهمال نظافة الفم يؤدي بطبيعة الحال إلى فقدان الأسنان وإلى ضعفها وتكسرها؟ الأمر الذي يؤثر على عملية مضغ الأطعمة، خاصةً أن الفم أول خطوات عملية الهضم، وعندما لا تتم هذه العملية بشكل جيد، ويصل الطعام إلى المعدة وهو غير مهيأ لها، يمكن أن يسبب ذلك اضطرابات في عملية الهضم، وعسر، وانتفاخ؛ وكذلك فإن الجسم لن يستفيد من العناصر الغذائية في الأطعمة بالشكل المطلوب.
- هناك بعض الأبحاث التي تدعم فكرة أن تسوس الأسنان يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بالخرف، حيث تم التوصل إلى وجود صلة محتملة بين أمراض الأسنان الالتهابية، مثل التهاب اللثة، والتهاب الدماغ الذي يمكن أن يؤدي إلى حالات مثل الخرف والزهايمر.
طرق العناية بصحة الفم
يطلعنا طبيب الأسنان حداد على طرق العناية بصحة الفم ويقول:
- إن تفريش الأسنان بفرشاة مناسبة ومعجون طبي أول وأهم خطوات العناية بصحة الفم، ويجب أن يكون ذلك مرتين على الأقل خلال اليوم الواحد، منها مرة قبل النوم.
- استخدام أداة تنظيف اللسان وخيوط تنظيف الأسنان تساعد في التخلص من بقايا الأطعمة.
- المضمضة بسائل تنظيف الفم الطبي يساعد في التخلص من البكتيريا المتراكمة.
- الابتعاد عن التدخين، والتقليل من المشروبات الضارة التي تسبب تصبغات في الأسنان وتسبب ضعفها، وكذلك الأطعمة غير الصحية المليئة بالأملاح والتوابل.
وأخيراً ينصحك الدكتور حسن حداد بضرورة استشارة الطبيب المختص في حال ظهور أية مشاكل في الفم أو الأسنان واللسان واللثة وحتى صدور رائحة كريهة؛ وضرورة زيارة طبيب الأسنان مرتين على الاٌقل في السنة وذلك للكشف المبكر عن أي مشكلات، مع الالتزام بنظافة الفم ومحتوياته في المنزل.