الرجفان الأذيني مشكلةٌ خطيرة تواجه القلب.. لكن علاجاته بطور التطور
تُعد أمراض القلب من أكثر المشاكل الصحية التي يعاني منها ملايين الناس حول العالم؛ ومعظم هذه الأمراض وراثية بالمقام الأول، لكن نسبةً لا بأس بها من هذه الأمراض قد يكون سببها نمط الحياة غير الصحي والضغوطات النفسية التي تفرضها مسؤوليات الحياة علينا.
من هذه الأمراض، الرجفان الأذيني الذي يشير إليه موقع "مايو كلينك" على أنه عدم انتظام -وغالبًا نبض سريع جدًا- في نظم القلب (اضطراب النظم القلبي) يمكن أن يتسبب بحدوث جلطات دموية في القلب. كما يزيد الرجفان الأذيني من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب وغيرهما من المضاعفات المتعلقة بالقلب.
ولتوضيح الفكرة أكثر، يفيد الموقع المختص إلى أنه في حالة الرجفان الأذيني، تنبض غرفتا القلب العلويتان (الأذينان) بشكل غير متناسق أو منتظم، ودون تزامن مع غرفتي القلب السفليتين (البطينان).
قد يعاني الكثيرون من الرجفان الأذيني دون ظهور أية أعراض، وإن كان هذا المرض يتسبب عادة بتسارع ضربات القلب وشدتها بما يُعرف بالخفقان، فضلًا عن ضيق النفس والوهن. مع الإشارة إلى أن نوبات الرجفان الأذيني قد تأتي وتختفي بسرعة، وبعضها الآخر قد يبقى مستمرًا لبعض الوقت.
يحتاج المرء المصاب بالرجفان الأذيني لعلاج هذه المشكلة بسرعة وبالطرق الطبية الصحيحة، كونه كما ذكرنا سابقًا قد يتسبب بالسكتة الدماغية المهددة للحياة. إضافة لاتباع إجراءات الوقاية من هذه المشكلة القلبية التي نتعرف أكثر في موضوعنا اليوم على أسبابها وأعراضها وطرق علاجها، والتي تشهد بعض التطورات في الآونة الأخيرة.
ما هي أسباب وأعراض الرجفان الأذيني
يزيد التاريخ العائلي للمرض من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني عند بعض العائلات، كما أن مشكلات هيكل القلب من أكثر أسباب الإصابة بهذا المرض الذي تتعدد أسبابه على الشكل التالي:
- الإصابة السابقة ببعض أمراض القلب مثل مرض الشريان التاجي، النوبة القلبية، مشكلات صمامات القلب، أو الخضوع سابقًا لعمليات جراحية في القلب.
- عيب القلب الخِلقي الموجود منذ الولادة.
- الإصابة ببعض الأمراض المرتبطة بشكل مباشر بالقلب، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في منظم ضربات القلب الطبيعي أو ما يُعرف بإسم متلازمة العقدة الجيبية المريضة.
- بعض الأمراض قد تتسبب بحدوث الرجفان الأذيني مثل أمراض الرئة، وأمراض الغدة الدرقية، وانقطاع النفس النومي.
- الإجهاد البدني الناتج عن عملية جراحية أو التهاب الرئة أو غيره من الأمراض، والعدوى الفيروسية من أسباب الرجفان الأذيني.
- تعاطي المنبهات مثل الكافيين وتناول بعض الأدوية والتدخين وشرب الكحول، كلها عوامل تزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني.
- السمنة والتقدم بالعمر يزيدان من خطر الإصابة بمضاعفات الرجفان الأذيني.
- تزداد مشكلة الرجفان الأذيني لدى الأشخاص المصابين ببعض الحالات المرضية المزمنة، مثل داء السكري، أو متلازمة الأيض (التمثيل الغذائي)، أو داء الكلى المزمن.
أما بخصوص الأعراض، فقد لا يعاني بعض مرضى الرجفان الأذيني من أية أعراض واضحة، فيما يمر آخرون بأعراض وعلامات مثل:
- الإحساس بسرعة نبضات القلب أو اضطرابها أو قوتها (الخفقان).
- ألم الصدر.
- الدوخة.
- التعب والإرهاق.
- ضيق النفس.
- الضعف وعدم القدرة على ممارسة الرياضة.
قد يكون الرجفان الأذيني عارضًا بحيث تظهر أعراضه وتختفي فجأة، وقد تستمر لبضع دقائق أو لساعات. كما قد يكون الرجفان الأذيني مستمرًا، بحيث لا يعود نظم القلب إلى طبيعته من تلقاء نفسه. وفي حال ظهور أعراض الرجفان الأذيني بهذا الشكل، ينبغي على المريض الخضوع لتقويم نظم القلب أو تلقي علاج بالأدوية لاستعادة نظم القلب الطبيعي والحفاظ عليه.
هناك أيضًا مشكلة استمرار الرجفان الأذيني لوقت طويل، لأكثر من 12 شهرًأ؛ والرجفان الأذيني الدائم وفي هذه الحالة، لا يمكن إعادة نظم القلب المضطرب إلى حالته الطبيعية. ويحتاج المريض لتناول بعضالأدوية الموصوفة من الطبيب المختصللسيطرة على معدل ضربات القلب ومنع حدوث جلطات دموية.
ما هي مضاعفات الرجفان الأذيني
يُعد الرجفان الأذيني أحد أبرز أسباب الإصابة بالسكتة الدماغية،إضافة إلى الجلطات الدموية، تجمع الدم في غرفتي القلب العلويتين (الأذينين) وتشكَل الجلطات.
وعادةً ما يتم وصف مضادات التخثر لحماية المصابين بالرجفان الأذيني من الجلطات الدموية والسكتة الدماغية.
طرق علاج الرجفان الأذيني
بعد التشخيص ومعرفة التاريخ العائلي للمصاب والأعراض التي تلم به، يعمد الطبيب المختص لوضع أهداف علاج الرجفان الأذيني والتي تشمل إعادة ضبط ضربات القلب، التحكم في سرعة ضربات القلب، والوقاية من الجلطات الدموية التي قد تؤدي إلى السكتة الدماغية.
وتتضمن علاجات الرجفان الأذيني النواحي التالية وصف بعض الأدوية، تقويم نظم القلب لإعادة ضبط ضربات القلب، الجراحة أو إجراءات القسطرة، وكلها إجراءات تشهد تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة.
ويقول الدكتور تشان-إيل بارك، أخصائي أمراض القلب والطب الباطني العام في مستشفى أوبيتال دي لا تور، وعضو الجمعية الطبية السويسرية عن هذا المرض: "يؤثر الرجفان الأذيني على ملايين الأشخاص في دول العالم وهو مرضٌ منتشر في دول مجلس التعاون الخليجي. ويؤدي هذا المرض إلى زيادة مخاطر الإصابة بسكتة دماغية بمعدل خمسة أضعاف مما يجعله حالة خطرة يجب معالجتها بشكل سريع ومناسب."
كيفية الوقاية من الرجفان الأذيني
حتى وإن كان للمرء تاريخ عائلي وراثي لهذا المرض، فإن الوقاية عنصرٌ أساسي في تقليل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني وخفض مضاعفاته الخطيرة على صحتنا.
وفي هذا الصدد، ينصح موقع "مايو كلينك" بوجوب اتباع نمط حياة صحي لخفض الإصابة بأمراض القلب ومنها مرض الرجفان الأذيني.
ويمكن المحافظة على صحة القلب وسلامته من هذه الأمراض باتباع النصائح الأساسية الآتية:
- تناول وجبات غذائية غنية بالعناصر والمواد الغذائية الأساسية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- إنقاص الوزن الزائد والحفاظ على وزن صحي.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب الكحول ومشروبات الكافيين.
- السيطرة على التوتر ومشاعر الغضب التي يمكن أن تزيد من مشكلات النظم القلبي.
في الختام، ننصحك دومًا عزيزتي القارئة بإيلاء صحتك وصحة أحباءك العناية القصوى، إن من خلال الفحص الطبي الدوري خاصًة في حال وجود تاريخ عائلي للأمراض، أو من خلال اتباع نظام حياتي وغذائي صحي يضمن لك الوقاية والحماية من الرجفان الأذيني ومضاعفاته.