مرحلة ما بعد البلوغ .. نصائح طبية هامة للمراهقات
يعتبر البلوغ عند الفتاة أحد أهم الأحداث الكبيرة التي تمر بها خلال مراحل عمرها المختلفة، إذ تتغير حياتها عن مرحلة الطفولة البريئة، وذلك وفقاً لتغير شكل جسدها، وتغير مشاعرها، وحتى طريقة تفكيرها، وخصوصاً مع الدخول في سن المراهقة، ولأهمية مرحلة ما بعد البلوغ، نقدم اليوم نصائح طبية للمراهقات للالتزام بها، وكذلك لأمهاتهن لتمر هذه المرحلة بسلام تام.
نصائح طبية للمراهقات
بعد ظهور العديد من التغيرات الجسدية على الفتاة، والتي من أهمها بروز الثدي وشعر العانة وحب الشباب والبثور في الوجه، وكذلك التغيرات النفسية، وبدء الشعور بأحاسيس مختلفة لا تتشابه مع البراءة التي عهدتها منذ نعومة أظافرها،وبساطة الحياة في عيونها، ولذلك يجب أن يكون هناك توجيهاً مباشراً للفتيات بشأن التعامل مع مرحلة ما بعد البلوغ، وتقديم نصائح لها بشأن هذه المرحلة المهمة.
ومن أجل ذلك تقدم لنا الدكتورة نجلة كاظم اختصاصية النساء والتوليد بدبي، نصائح طبية هامة للمراهقات وللأمهات أيضاً في ما يتعلق بمرحلة ما بعد البلوغ، ومن هذه النصائح ما يلي:
الإلتزام بالنظافة الشخصية
شددت د.نجلة على ضرورة اهتمام الفتاة بمرحلة ما بعد البلوغ، وبوجه خاص بالنظافة الشخصية، حتى لا تزيد احتمالات تعرضها لمشاكل الالتهابات والعدوى وغيرها، ولذلك يجب على الفتاة الاهتمام بنظافة ملابسها الداخلية، ونظافة المنطقة التناسلية، والتعامل معها بحرص، والحرص على توفير الأدوات التي تسهل عليها تطبيق النظافة الشخصية. ويدخل في الاهتمام بالنظافة الشخصية أيضاً، الاستحمام لتطهير الجسم من العرق، مع ضرورة تجفيف الجسم كله بعناية بعد الاستحمام حتى لا تكون هناك فرصة لتراكم الجراثيم والبكتريا، وانبعاث روائح كريهة، كما يجب إزالة شعر الإبط لأنه سيسبب رائحة العرق، كما يجب على الفتاة الحرص على نظافة وجمال رائحتها، وتجنب أي روائح كريهة بسبب العرق، وذلك بالاستحمام، واختيار مزيل العرق المناسب، حتى تكون رائحتها جميلة دائماً، لأن نظافة الفتاة ستنعكس على صحتها بوجه عام سواء الصحة الجسدية أو النفسية.
ارتداء الملابس الداخلية المناسبة
يجب على الفتاة ارتداء الملابس الداخلية المناسبة في مرحلة ما بعد البلوغ، ويجب أن تكون قطنية وناعمة أيضاً حتى يستطيع الجلد التنفس من خلالها، لتعزيز صحته، وتجنب مشاكل الالتهابات المهبلية.
اختيار الفوط الصحية بعناية
يجب على الفتاة في مرحلة ما بعد البلوغ اختيار الفوط الصحة المناسبة لبشرتها، ولتحقيق ذلك يمكنها الاستعانة بآراء طبية حول أنسب الفوط المناسبة لها، وعدم التأثر بتجربة الآخرين كثيراً، كما يجب على الفتاة تجربة الفوط الصحية الأكثر انتشاراً، وتجربتها بنفسها، فإذا تحققت الراحة التي تريدها الفتاة أثناء الدورة الشهرية عليها اعتمادها على الفور.
الانتباه جيداً لأي افرازات مهبلية مرضية
على الفتاة في مرحلة ما بعد البلوغ مراقبة الإفرازات المهبلية باهتمام، وأن تكون على علم بالافرازات الطبيعية التي تتميز باللون الشفاف أو الأبيض الفاتح، وأن لا تتردد في اخبار أمها بأي تغيرات في طبيعة الإفرازات، وظهور لون أصفر أو أخضر، وعند ظهور رائحة كريهة أو الشعور بالحكة، ووخز في المنطقة الحساسة، وذلك لاستشارة الطبيبة، لأنه في هذه الحالة يريد جسم الفتاة أن يخبرها بشيء ما، مثل إصابتها بالالتهابات المهبلية، وهي أمر يجب علاجه وعدم إهماله حتى لا يؤثر على الصحة الانجابية لها في مراحل لاحقة.
الانتباه جيداً لألم الدورة الشهرية
يجب أن تهتم الفتاة بمراقبة الألم المصاحب للدورة الشهرية، للتأكد من أنه ألماً طبيعياً، كما يجب عليها إخبار الأم في حال كان ألم الدورة غير محتمل، ورافقه العديد من التغيرات الأخرى المتعلقة بكمية النزف أثناء الدورة، لاستشارة الطبيب والتأكد من الأمر لسرعة اكتشاف أي من الأمراض النسائية التي من الممكن أن تصيب الفتيات في مرحلة ما بعد البلوغ، كمرض بطانة الرحم المهاجرة.
حسن التعامل مع حبوب الشباب
في مرحلة ما بعد البلوغ يزيد إفراز الجسم للهرمونات الجنسية التي تحفز الغدد الدهنية لإنتاج الدهن بوفرة، الأمر الذي يؤدي معه إلى سد مسام الجلد مسببا ظهور حب الشباب وخاصة في الوجه والظهر، وفي هذا الأمر يجب على الفتاة أولاً، عدم لمس حبوب الوجه أو محاولة إزالتها لأن ذلك يزيد من تفاقم المشكلة بظهورها بشكل أوضح وبكمية أكبر، ولذلك يكون من الأفضل زيارة الطبيب المختص لتجنب حدوث بعض المضاعفات التي من الممكن أن تشوه الوجه أو تؤذي بشرة الفتاة.
نصائح للأمهات في مرحلة ما بعد البلوغ
أوصت د.نجلة على أنه يجب على الأم الاهتمام بمتابعة الفتاة بعد بلوغها، والاستعداد للإجابة على جميع تساؤلاتها، وتقديم النصح الكافي لها حتى تتضح لديها الصورة جيداً، ولتستطيع تقبل مرحلة ما بعد البلوغ، كما يجب على الأم الالتزام بتطبيق النصائح التالية:
- الانصات جيداً إلى الفتاة واستيعابها جيداً، واحتواء مخاوفها، وآلامها في هذه الفترة الحساسة.
- تكوين صداقة جيدة مع الفتاة حتى لا تخجل من طرح أي سؤال على الأم، ولتكون الأخيرة وبقدر الإمكان مصدر المعلومات الأول للفتاة تحقيقاً لحمايتها من التأثر بأخطاء الآخرين الناتجة عن مغالطات المعلومات.
- متابعة الفتاة جيداً أثناء الدورة الشهرية واتخاذ اللازم على الفور في حال ظهور أي أعراض غير صحية تشير إلى وجود مشكلة ما.
- التأكد من التزام الفتاة بتعليمات النظافة الشخصية بدقة بل ومتابعة تنفيذها بنفسها، ولفت نظر الفتاة عند التقصير فيها.
وأخيراً، شددت كاظم على ضرورة استشارة الطبيب المختص في حالة وجود أعراض غير مرغوب فيها سواء كان ذلك متعلقاً بألم الدورة الشهرية أو ظهور الإفرازات حتى يتم اكتشاف أي مشكلة تحدث سريعاً وحلها أو التعامل معها بطرق سليمة سريعاً، لتمر هذه المرحلة بسلام تام عليها.