إهمال هذا المرض يهدد بفقدان النظر.. ما هو
العين هي مفتاح الإنسان نحو جميع ما يحيط به من عوالم وألوان وأشكال وحتى تهديدات؛ ومن خلالها، يستمتع المرء بما خلق الله من جميل البدع، وما يخشى منه ويعمل على حماية نفسه وأحبته من خطره.
وكما حال باقي أعضاء الجسم، تتعرض العين للكثير من المتاعب الصحية والأمراض في مراحل متعددة من الحياة؛ وتتراوح بين مشاكل صحية بسيطة تزول دون الحاجة إلى علاج طبي، ومشاكل صحية تحتاج تدخلًا طبيًا لعلاجها. ومع إمكانية تطور بعض اضطرابات العين مع التقدمبالسن بشكلٍ تدريجي أو الإصابة بمشاكل العين جراء سوء الرعاية أو النمط الحياتي الخاطئ، يجب الحرص على المراجعة الدورية لطبيب العيون لإجراء الفحوصات اللازمة، وتجنب تطور أمراض العين قدر المستطاع، إضافة إلى تقليل فرصة حدوث المضاعفات التي قد تصاحبها بما في ذلك فقدان النظر. ويُنصحبمراجعة الطبيب في حال ملاحظة أية أعراض غير طبيعية لا تختفي خلال بضعة أيام.
من الأمراض التي يؤدي إهمال علاجها والعناية بها، القرنية المخروطية وهي اضطراب يصيب العين، حيث تحدث تغييرات هيكلية داخل القرنية تجعلها أكثر دقة ويصحبها تغيير نحوالشكل المخروطي أكثر من الشكل الطبيعي. ويمكن أن تُسبَب القرنية المخروطية تشوهًا كبيرًا في الرؤية، مع صور متعددة، إضافة إلى الضعف والحساسية للضوء، وهذه الأعراض هي غالبًا ما يشكو منه المريض - وعادة يصاب بها المراهقين. إذ تتأثر كلتا العينين بشكل كبير، ويحدث تدهور في الرؤية، وقد يؤثر ذلك على قدرة المريض على قيادة سيارة أو قراءة الطباعة العادية.
في معظم الحالات تكون العدسات التصحيحية التي توصف من قبل أخصائي، فعالةً بما فيه الكفاية للسماح للمريض للاستمرار في القيادة والقراءة. أما إذا تطور المرض فقد يتطلب التدخل الجراحي، حيث هناك العديد من الخيارات المتاحة، بما في ذلك حلقةٌ توضع داخل القرنية، حيث يتم تثبيت القرنية بالألياف الكولاجينية المتصالبة، بوضع القرنية التشععي، وزرع القرنية في 25% من الحالات وهو أمرٌ مكلف.
تطور القرنية المخروطية وعلاقته بفقدان النظر
القرنية المخروطية مرضٌ يتطور تدريجيًا، ويتسم بطبيعته التنكسية ويتسبب بتغيير شكل القرنية الطبيعي وفقدان النظر مع الوقت، خصوصًا في حال إهمال علاجه. ويعمل مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، على نشر الوعي حول القرنية المخروطية. ومن هذا المنطلق، يعتزم معهد العيون وقسم البحوث في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي إجراء دراسة لقياس مدى انتشار مرض القرنية المخروطية في دولة الإمارات لفهم المرض وعلاجه بأسلوب أكثر كفاءة.
يتم اكتشاف مرض القرنية المخروطية عادةً في عمر المراهقة أو في العشرينيات، لكن يمكن حدوثه أيضًا في مرحلة الطفولة. ومع ذلك، فإن السبب المباشر لحدوث هذا المرض غير معروف، ولا توجد أمراض أو إصابات في العين تُفسر سبب ضعف بنية القرنية وتغير شكلها. ولذلك، فإن دور الفحوصات الوقائية والكشوفات الدورية أمرٌ هام للغاية، ليتمكن الفريق الطبي من تقديم العلاج المناسب لإدارة الحالة بالشكل الأمثل.
وحول ذلك، قال الدكتور ديفيد غريتز أخصائي أمراض القرنية وعيوب البصر الانكساري في معهد العيون بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "نسعى لتعزيز البحوث المتقدمة لتلبية الاحتياجات الطبية المعقدة في المجتمع وهذا أحد الأهداف الرئيسة. كما نهدف إلى دراسة مدى انتشار مرض القرنية المخروطية على المستوى المحلي، بما يدعم جهودنا بالتعاون مع الجهات المعنية في دولة الإمارات لتطوير برنامج وطني شامل لفحوصات القرنية المخروطية، وتلبية احتياجات المجتمع بشكل أكبر".
وأضاف الدكتور غريتز: "يمكن الوقاية من تفاقم مرض القرنية المخروطية وخسارة النظر بسببه من خلال اكتشافه مبكراً والبدء بعلاجه، لاسيما أنه تتوفر لدينا تقنيات سباقة ومتطورة للغاية للتعامل مع هذه الحالة. وبالتالي، نشجع جميع أفراد المجتمع على القيام بالفحوصات الوقائية المبكرة وإجراء اختبارات الفحص اللازمة".
أسباب وأعراض القرنية المخروطية
تُعتبر القرنية العدسة الخارجية الشفافة للعين، أو الطبقة الخارجية الشفافة للعين التي تعمل مع بياض العين كحاجزٍ واقي يحمي مكونات العين الحساسة من تأثير الأوساخ والجراثيم والجزيئات الأخرى. ويمكن للقرنية أيضاً حجب كميات معينة من أشعة الشمس فوق البنفسجية.
وتلعب القرنية دورًا أساسيًا في قدرة الشخص على الرؤية، حيث ينكسر الضوء عند دخوله إلى العين نتيجة لشكلها الخارجي، إذ يحدد انحناء هذه الطبقة الخارجية جودة تركيز العين على الأجسام القريبة منها والبعيدة عنها. وعندما تتعرض القرنية للتلف جراء إصابتها بمرضٍ أو التهاب أو أذى، يمكن أن تؤثر الندب أو تغيُّرات اللون على الرؤية من خلال حجب الضوء أو حرفه لدى دخوله إلى العين.
يحدث مرض القرنية المخروطية عندما تعجز عن الحفاظ على شكلها الدائري الذي يأخذ شكل قبة لتبدأ بالتمدد إلى الخارج بشكل مخروطي حيث تترقق القرنية ويتغير شكلها. كما يُغيّر هذا المرض من انحناء القرنية مما يؤدي إلى تشوهٍ خفيف أو شديد يسمى اللابؤرية، وعادةً ما يؤدي أيضًا إلى الإصابة بقصر النظر كما قد ينجم عنه تورم القرنية وتندبها وفقدان القدرة على الرؤية.
وبينما لم تصل الأبحاث بعد إلى السبب الدقيق لحدوث هذه الحالة، تشير بعض الدراسات أنه لربما تكون حالة متوارثة بين أفراد الأسرة، في حين تحدث بعض إصاباتها بين أشخاص يعانون من حالات طبية محددة.
من أسباب الإصابة بالقرنية المخروطية ما يأتي:
- العامل الوراثي، إذ يمكن أن يرث الشخص قابلية الإصابة بالحالة من أحد الوالدين.
- رضوض العين التي تحدث فرك العينين أو الاستخدام الطويل لعدسات العين الصلبة.
- أمراض العين مثل التهاب الشبكية الصباغي واعتلال شبكية العين لدى حديثي الولادة والتهاب القرنية والملتحمة الربيعي.
- الإصابة ببعض الأمراض الأخرى منها متلازمة اختلال الصيغة الصبغية (متلازمة داون)،تكوّن العظم الناقص (هشاشة العظم)،قصور قشرة الكظر المزمن (مرض أديسون)،فقدان البصر الوراثي (عمى ليبر الخلقي)، وفرط مرونة الجلد (متلازمة إيلرزدانلوس).
أما أعراض القرنية المخروطية، فيمكن تلخيصها بالآتي كما جاءت على موقع "ويب طب":
- ضعف النظر تدريجيًا في إحدى أو كلتا العينين، وغالبًا في آخر عمر المراهقة.
- ازدواجية الرؤية عند النظر بعين واحدة، حتى مع ارتداء النظارة.
- رؤية هالات حول الأضواء الساطعة.
- الوهج والحساسية تجاه الضوء الساطع، ما يؤدي إلى صعوبة القيادة ليلًا.
- ضبابية الرؤية وانحراف النظر تدريجيًا.
- تغيرات مفاجئة في الرؤية بعين واحدة.
- قصر النظر، واللابؤرية.
وفي حال تطور مشاكل العين بسرعة، يجب التوجه فورًاإلى طبيب العيون.