السمنة مرضٌ ينبغي مكافحته للحفاظ على الصحة
بعدما ظلت أمراض القلب والسرطان هي الشغل الشاغل للناس والأطباء على حد سواء لعقود، ظهرت أمراضٌ أخرى وباتت تحتل صدارة الإهتمام والتوجس من تداعياتها المخيفة على الصحة. منها السُمنة التي باتت تُصنَف على أنها مرضٌ خطير ينبغي مكافحته، كونه يؤثر سلبًا على حياة معظم البشر، باختلاف أجناسهم وأعمارهم وخلفياتهم الحياتية والثقافية.
لهذا يحتفي العالم في الرابع من شهر مارس كل عام، باليوم العالمي لمكافحة السُمنة، والذي كان يًحتفى به قبل ذلك في الحادي عشر من أكتوبر من كل عام. وقد تم تغيير الموعد من قبل الإتحاد العالمي للسمنة، لتوحيد موعد الاحتفاء به عالمياً بغية تسليط الضوء أكثر على الحد من السمنة.
ويهدف اليوم العالمي لمكافحة السُمنة، إلى تعزيز الحلول العملية لإنهاء أزمة السمنة العالمية ودفع الجهود العالمية للحد من السُمنة والوقاية منها وعلاجها. وقد تم عقد اليوم العالمي لمكافحة السُمنة لأول مرة عام 2015.
تُعَرِف منظمة الصحة العالمية السُمنة بأنها الزيادة المفرطة في تراكم الدهون في الجسم، والتي تؤدي إلى الإصابة بالإمراض. ولمعرفة المزيد من الحقائق عن هذا المرض، جمعنا لك المعلومات التالية:
- السُمنة وزيادة الوزن عوامل تؤدي إلى الوفاة بنسبة أكبر من سوء التغذية.
- تعاني النساء من السُمنة بنسبة أعلى من الرجال.
- السبب الرئيس لزيادة الوزن والسُمنة هو اختلال التوازن بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها.
- تأثير البيئة والمجتمع من أهم العوامل التي تحدد خيارات الفرد فيما يتعلق بنظامه الصحي.
- النظام الغذائي الصحي يساعد على الوقاية من السُمنة، بالإضافة إلى النشاط البدني مثل المشي.
- الوقاية من السُمنة تتطلب تعاونًا من جميع أفراد المجتمع.
كذلك أفادنا استشاريين مختصين في جراحة السُمنة في دبي، حول المزيد من المعلومات المتعلقة بهذا المرض الذي يهدد حيوات الملايين حول العالم، وكيفية محاربته.
كيف يتم تحديد الشخص المصاب بالسُمنة
بحسب الدكتور باسم الخفاجي، استشاري جراحة عامة وجراحة المناظير وجراحة السُمنة من المستشفى الكندي التخصصي بدبي، فإن كيفية تحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بالسُمنة أم لا، يتم عن طريق حساب أو قياس كتلة الجسم.
وقياس كتلة الجسم هو وزن الجسم للشخص، مُقسَمة على مربع الطول بالمتر المربع. فإذا جاءت النتيجة تحت 25، يُعتبر الجسم ضمن الوزن الطبيعي؛ أما إذا كان بين 25 إلى 30، فيُعتبر لديه زيادة بالوزن. وإن جاءت النتيجة فوق 30، يُعتبر الشخص مصابًا بمرض السُمنة؛ أما فوق 40 فتُعتبر سُمنة مفرطة وهي مسألة خطيرة وتؤدي للإصابة بالأمراض.
الأمراض الناجمة عن السُمنة
يضيف الدكتور الخفاجي أن سلسلة الأمراض التي يمكن أن يُصاب بها مريض السُمنة
تتمثل في التالي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع سكر الدم.
- السكتات الدماغية.
- أمراض المفاصل.
- زيادة نسبة العقم وأمراض السرطان.
أسباب وعوامل خطر الإصابة بالسُمنة
من جهته، تحدث إلينا الدكتور هيثم سوالمة استشاري جراحة عامة وجراحة السمنة من مراكز برايم الطبية، عن أسباب وعوامل خطر الإصابة بمرض السُمنة. مشيرًا إلى أن السمنة مرضٌ ينتج عن زيادة كمية دهون الجسم بشكل مفرط.
وأكد أن السُمنة مرض العصر، وهي مرضٌ منتشر في جميع انحاء العالم نتيجة لتغير نمط الحياة في الكثير من المجتمعات، مثل قلة النشاط البدني وتغير نوعية الوجبات وتوفر الاطعمة غير الصحية. كما أن هناك أسبابً أخرى للسُمنة مثل العوامل الوراثية والفسيولوجية .
وبحسب استشاري جراحة السُمنة، فإن هذا المرض يتسبب بالعديد من الأمراض لجميع أجهزة الجسم، هي التالية:
- يُصاب مريض السُمنة بالمتلازمة الأيضية، والتي ينتج عنها الإصابة بمرض السركي وارتفاع الضغط وزيادة دهنيات الدم والكوليسترول وتصلب الأوعية الدموية وجلطات القلب.
- السُمنة سببٌ رئيسي وراء الإصابة بضيق النفس والإختناق الليلي.
- قد تؤدي السُمنة للإصابة بأنواع معينة من السرطانات.
- تتسبب السُمنة أيضًا بتكيس المبيايض، ويُعتقد أنها سببًا في العقم عند النساء والرجال.
- أمراض والمفاصل والعمود الفقري تنتج أيضًا عن السُمنة.
- تُسبَب السُمنة ضررًا للجهاز العصبي، حيث يُعتقد أنها تقف وراء ضعف الذاكرة وكذلك أثرها الواضح في حالات الإكتئاب؛ حيث أن هناك تناسبٌ طردي بين السمنة والإكتئاب.
- عدا عن آثارها المجتمعية السيئة لدى المرضى المصابين بالسُمنة، وخصوصًا الأطفال واحتمالية تعرضهم للتنمر من قبل أقرانهم في المدرسة وغيرها.
طرق علاج السُمنة
الأمر الإيجابي الذي يؤكده الدكتوران الخفاجي وسوالمة، هو أن علاج السُمنة ممكن وهناك العديد من الطرق التي يمكن اللجوء إليها لحل هذه المشكلة وتفادي مخاطرها الصحية.
ويشير المختصَان لحاجة المريض أولًا لتغيير نمط حياته اليومي، بدءًا باتباع نظام غذائي صحي مع تقليل السعرات الحرارية وتفادي النشويات والسكريات قدر الإمكان، وزيادة النشاط البدني من خلال ممارسة الرياضة وخاصة المشي بشكل يومي لمدة تتراوح بين 30-60 دقيقة. كذلك قد يوصف لبعض المرضى أنواعًا من الأدوية تحت إشراف الطبيب المختص، والتي تساعد في إنقاص الوزن.
لكن في حال فشل المريض بعد مدة 6 أشهر من إنقاص وزن الزائد المُسبَب للسُمنة باتباع النصائح المذكورة أعلاه، يحتاج لمراجعة الطبيب المختص لوصف العلاجات المناسبة، والتي تشمل طرقًا جراحية أو دوائية خاصةً للأمراض الهرمونية التي تؤدي إلى زيادة الوزن.
ومن طرق علاج السُمنة الأخرى كما أفادنا بها الدكتور الخفاجي والدكتور سوالمة:
- بالون المعدة، وهي طريقةٌ آمنة لا تحمل مضاعفات كبيرة وتساعد في نزول الوزن من 15-20 كيلوجرام في حال التزام المريض بتوصيات الطبيب وأخصائي التغذية وممارسة الرياضة.
وهناك العديد من أنواع البالونات، منها ما هو صالح لمدة 6 أشهر أو سنة ويمكن إزالتها عند انتهاء الفترة المحددة لها، أو في حال ظهرت بعض المضاعفات البسيطة التي تزعج المريض.
- في حال التعامل مع مريض لديه كتلة سُمنة مُفرطة ومصاب بأمراض مزمنة نتيجة هذه السُمنة؛ أو عند فشل البالون في تقليل الوزن، قد يلجأ الطبيب إلى العمليات الجراحية مثل تكميم المعدة أو تحويل المسار المُصغَر أو تحويل المسار الكلي. ووحده الطبيب المختص قادر على تحديد نوعية العملية المناسبة لكل مريض، حسب كتلة جسمه أو معاناته من الأمراض المصاحبة للسُمنة مثل السكري أو إذ كان لديه فتق في الحجاب الحاجز.
مع الإشارة إلى أن جميع عمليات جراحة السُمنة، تجري بالمنظار الجراحي أو الروبوت، وهي عملياتٌ آمنة في حال قيام المريض بكافة الفحوصات المطلوبة قبل إجرائها. وفي أغلب الجراحات، يتم إخراج المريض من المستشفى بعد يوم واحد من العملية؛ إلا في حال كان لديه سُمنة مفرطة ويعاني من بعض الأمراض المزمنة وصعوبة في التنفس وألم في الصدر.
وعن المضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد عمليات السُمنة، أفادنا الدكتور الخفاجي بأنه قد يحصل تسريب في مكان قص المعدة وإمكانية حدوث النزيف المعوي وبعض المضاعفات الأخرى، مثل التضييق في مكان القص.
وقبل إخراج المريض من المستشفى، يتم التأكد من خلوه من أية مشاكل تخص العملية؛ كما يُنصح المريض بعد العملية بوجوب اتباع الحمية الموضوعة له خصيصًا من قبل أخصائي التغذية، ومراجعة الطبيب فورًا في حال ظهور أية مضاعفات مثل الحمى أو زيادة ضربات القلب.
في الختام، فإن السُمنة هي مرضٌ خطير على الصحة ومزعجٌ لمن يعاني منه اجتماعيًا. لكن علاجها ممكن باتباع نمط حياة غذائي وبدني صحي ونشيط، واستشارة الطبيب المختص في حال وجود سُمنة مفرطة لا تنفع معها الحميات.