الزهايمر بين تذكر الماضي ومعاناة الحاضر .. ما هي أعراضه وهل يمكن الوقاية منه
مرض الزهايمر من الأمراض القاسية التي تعصف بالوجدان والمشاعر، لأنه يستهدف ذاكرة الإنسان أغلى ما يملك، لأن حياته كلها تتلخص في ألبوم صور، وتفاصيل دقيقة لذكريات عديدة دافئة تحن على العقول قبل القلوب عند تذكرها، لتعطيه دافع للاستمرارية في الحياة بنشاط وحيوية وحب وعطاء.
والحقيقة أن المعانة بعد إصابة أحد المقربين لنا بهذا المرض لا تتوقف عند معاناتهم هم فقط لأننا أيضاً نعاني معهم من تأثيراته المرهقة للنفس، إذ لا يمكن وصف الشعور الذي ينتابكِ عند إصابة أحد المقربين لكِ بمرض الزهايمر، فالأمر قاسي جداً عندما تنظرين إليه بمنتهي الشوق وتتمنين أن يبادلك نفس النظرات ونفس الشوق، ولكنه لا يستطيع، ولا يعرف كيف يبادلك نفس المشاعر، والسبب أنه لا يستطيع تذكرك، وهنا تكمن المعاناة الحقيقية لمريض الزهايمر من يحبونه.
ثمة أسئلة عديدة تفرض نفسها الآن، فهل من طرق للوقاية من هذا المرض القاسي، وكيف يمكن اكتشافه في أول مراحله؟
ما هو مرض الزهايمر؟
بحسب "مايو كلينك"، مرض الزهايمر هو اضطراب عصبي متفاقم يؤدي إلى تقلص الدماغ (ضموره) وموت خلاياه، ما يؤدي إلى الخرف، وإلى إنخفاض تدريجي في التفكير وفي المهارات السلوكية والاجتماعية، الأمر الذي يؤثر سلباً في قدرة الشخص على استقلالية الشخص، وعلى ممارسته للحياة بصورة طبيعية.
بعد الإصابة تبدا المؤشرات المبكرة للمرض نسيان الأحداث الأخيرة أو المحادثات، ومع تقدم المرض، سيشعر المصاب بداء بالزهايمر باختلال شديد في الذاكرة الأمر الذي يفقده القدرة على ممارسة روتينه وعاداته اليومية كما كان في السابق، ومن المهم جداً عدم إهمال الأعراض، وسرعة إستشارة الطبيب في الحال.
أعراض مرض الزهايمر؟
من المهم عزيزتي أن تكوني على علم بأعراض مرض الزهايمر، سواء كنتِ راعية لأبويك أو لأحد المقربين لكِ، حتى يمكنك استشارة المختص في الوقت المناسب لبدء العلاج وعمل اللازم، ومن هذه الأعراض ما يلي:
- فقدان الذاكرة، يأتي فقدان الذاكرة على رأس هذه الأعراض كونه العرض الرئيسي لمرض الزهايمر. إيصعب على الشخص المصاب تذكر الأحداث أو المحادثات الأخيرة، ثم تزيد الصعوبة تدريجياً ليحدث إعتلالات في الذاكرة، ثم ظهور الأعراض الأخرى تباعاً.
- تكرار العبارات والأسئلة مرارًا وتكرارًا
- عدم تذكر المحادثات أو المواعيد أو الأحداث.
- وضع الممتلكات في غير أماكنها المعتادة، أو في أماكن غير منطقية على الإطلاق.
- ضياع الطريق في أماكن يعرفونها جيداً.
- نسيان أسماء أفراد الأسرة والأشياء المستخدمة يومياً في نهاية المطاف.
- ضعف القدرة على العثور على الكلمات الصحيحة لتعريف الأشياء أو التعبير عن أفكارهم، وايجاد صعوبة في المشاركة في الحديث.
- عدم تذكر الأرقام وصعوبة الاستدلال عليها ومن ثم إيجاد صعوبة في التعامل بالأرقام، ضعف القدرة على إدارة الأمور المالية مثل الفواتير والحسابات العادية التي نستخدمها في حياتنا اليومية.
- صعوبة التفكير لاتخاذ قرارات معينة.
- صعوبة ممارسة الأنشطة الروتينية المعتادة بدءاً من التخطيط لوجبة وطهيها وحتى ارتداء الملابس والاستحمام.
- حدوث تغيرات ملحوظة في الشخصية والسلوك، إضافة إلى التأثير على الحالة المزاجية للمصاب بالزهايمر ما يعرضه، لنوبات من الاكتئاب، والشعور باللامبالاة، والعزلة والانسحاب من أي تجمعات، والتقلبات المزاجية، وفقدان الثقة بالآخرين، وحدوث تغيرات في عادات النوم، وفقدان القدرة على التحكم في النفس، إضافة إلى عدوانية السلوك.
متى يجب زيارة الطبيب؟
سواء كان الأمر يتعلق باصابة أحد المقربين لكِ غاليتي بواحد أو أكثر من هذه الأعراض، أو كنتِ أنتِ، يجب عليك استشارة الطبيب في الحال لعمل تقييم وتشخيص شامل واتخاذ اللازم بحسب الحالة.
كيف يمكن مساعدة المصاب بالزهايمر؟
بحسب "مايو كلينك" يمكن مساعدة مريض الزهايمر في المراحل الأولى التي تبدأ بفقدان تدريجي للذاكرة من خلال تطبيق النصائح التالية التي يجب أن ترافق تناوله للأدوية الموصوفة من قبل الطبيب:
- إنشاء ألبوم للذكريات من خلال، إنشاء ألبوم أو مجلد يحتوي على صور أفراد العائلة وصور تذكارية مدون أهم الأحداث والذكريات المهمة، ومن الأفضل أن يتم كتابة شرح للصورة وذكرى للموقف تحتها وكذلك أسماء الأشخاص الموجودين في الصورة، ثم ضعيه في مكان يسهل الوصول إليه.
- صندوق تحتفظ فيه بالصور، أو قصاصات الصحف، أو الرسائل، أو البطاقات البريدية، أوبطاقات التهنئة، أو الرسومات، أوي أي أمور أخرى بحسب هوايات وأمور الشخص مثل الاحتفاظ بأبيات من الشعر أو القصائد.
- تسجيل مقاطع فيديو بها بعض التفاصيل المهمة التي تحدث له.
ويمكن أيضاً مساعدة مريض الزهايمر من خلال عمل مجلد به صور أفراد العائلة على أن يدون فيها اسم المريض وعنوانه ورقم الهاتف، وكذلك أهم المعلومات عنه ثم وضع صورة له مع العائلة ثم وضع صور فردية لكل فرد من أفراد العائلة وكتابة ملخص شامل عنه، وهكذا لباقي أفراد العائلة، لأن ذلك من الأمور المهمة التي تساهم في معرفة مريض الزهايمر لماضيه وحاضره أيضاً، وذلك بالإضافة إلى اعتماد نمط حياة صحي من حيث تناول الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، وخصوصاً ممارسة تمارين اليوغا.
هل يمكن الوقاية من مرض الزهايمر؟
بحسب الخبراء والمختصين في "مايو كلينك"، لا توجد أسس أكيدة يمكن من خلال تحقيق الوقاية من الزهايمر حتى الآن، ولكن قد يساهم اتباع الأمور التالية لتعزيز صحة الدماغ وتقليل احتمالات الإصابة بالمرض:
- اعتماد نظام غذائي متوازن غني بالخضراوات والفاكهة والبروتينات خفيفة الدهن، وتناول الأسماك والبروتينات الغنية أوميجا 3 الدهنية، وكذلك المكسرات والحبوب الكاملة.
- تحقيق الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وداء السكري.
- ممارسة الأنشطة البدنية والاجتماعية، مثل ممارسة التمارين الهوائية.
- الحفاظ على وزن صحي.
- العناية بالصحة العقلية.
- استخدام مهارات التفكير وتحفيز مهارات الذاكرة.
- تجنب حدوث إصابات بالرأس.
- علاج فقدان السمع.
- تجنب تناول الكحول.
- الإقلاع عن التدخين.
وأخيراً، نتمنى لكِ ولكل قُراء "هي" السلامة وحياة صحية سعيدة، ويسعدنا أن تشاركينا الرأي.. هل سبق وأن مررتِ بتجربة معاناة أحد المقربين لكِ بالزهايمر؟، وفي حال حدوث ذلك، كيف كان دورك في مساعدته للتعايش مع هذا المرض؟