كيف ينعم مرضى القلب بصيام صحي في رمضان
يُعتبر الصيام جهدًا ومشقةً كبيرة على جميع الأفراد، نظرًا للانقطاع التام عن تناول المأكل والمشرب لحوالي 14 ساعة أو أكثر. وكما يجد الأصحاء صعوبةً أحيانًا في إتمام القيام بهذه الفريضة على شكل حسن، كذلك فإن أصحاب الأمراض مثل مرضى القلب، قد يعانون من بعض المشاكل والمضاعفات بسبب الصيام ؛ والسبب الرئيسي في ذلك، هو عدم اتباعهم لنمط حياة صحي والتشاور قبل البدء بالصيام مع الطبيب المختص.
وهو ما يُشدَد عليه أيضًا الدكتور حسام بله، استشاري أمراض القلب من مجموعة مستشفيات السعودي الألماني؛ مشددًا على أنه وقبل الخوض في تفاصيل فضل الصيام على صحة القلب بشكل عام ثم صعوباته، وما يمكن قد يعاني منه مرضى القلب الصائم، لا بد من التشديد على ضرورة قيام هؤلاء المرضى بالتواصل مع طبيبهم، خاصة أولئك الذين يتناولون الكثير من الأدوية القلبية وغير القلبية، أو من يعاني منهم من مشاكل صحية مرافقة كالسكري وقصور الكلية والإصابات الدماغية، قبل وخلال شهر رمضان المبارك.
مضيفًا أن سؤال الطبيب عن إمكانية القيام بالصيام أو الإستمرار به، ومن ثم كيفية تناول العلاج وما يجب التوقف عنه أو تجنبه ، هو أمرٌ غاية في الأهمية لتجنب أي تفاقم في الحالة القلبية أو التعرض لأزمة صحية خطيرة لا يُحمد عقباها.
فما هي النصائح التي يسديها طبيب القلب لمرضى القلب فيما يخص الصيام الصحي والآمن، وما هي الأمور الواجب تجنبها لمنع الإصابة بأية مضاعفات صحية قد تؤثر سلبًا على صحتهم؟ هذا ما نتعرف عليه من خلال الدكتور بله الذي أفادنا بالآتي.
نصائح لمرضى القلب لصيام آمن وصحي
يشير الدكتور بله إلى أن الطبيب المختص، ملزمٌ بتقديم النصائح لمرضى القلب حول كيفية تناول الأدوية ومواقيتها، بحيث يتم توزيعها بين وجبتي الإفطار والسحور. فمن الأدوية ما يُنصح بتناولها عند الإفطار مثل المُدرات وخافضات السكر، ومنها ما يؤجل قليلًا كأدوية الكولسترول وبعض خافضات الضغط. من ناحية أخرى، يجب نصح مرضى القلب بوجوب تجنب أخذ المدرات عند السحور وكذلك خافضات سكر الدم القوية أو الأنسولين وقت السحور، والتركيز بالمقابل على تناول أدوية الضغط ومضادات التخثر أو التجلط ومُوسَعات الشرايين مع واقيات المعدة. أما الأسبرين فيؤخذ بعد وجبة الإفطار.
مع الإشارة إلى ضرورة عدم الإستمرار بالصيام في حال عدم تناول الأدوية الصباحية مع وجبة السحور لأي سبب كان، يُشدد استشاري الأمراض القلبية .
كذلك يقول الدكتور بله أن الإستمرار بالتمارين الفيزيائية، هو أمرٌ ضروري لمرضى القلب بحسب درجة تحملهم لذلك؛ بحيث يمكن خفض هذه التمارين إلى نصف المستوى المطلوب في فترات ما قبل الصيام، ويبقى القيام بها بعد الإفطار بأكثر من ساعتين وقبل النوم.
محظورات على مرضى القلب في رمضان
بحسب الدكتور بله، فإن الراحة النفسية الكبيرة التي يشعر بها الصائمون مع التخفيف من كمية الطعام تلقائيًا، يساعد كثيرًا في تحقيق السيطرة على ارتفاع الضغط وتخفيف الأعراض القلبية كخناق الصدر واللهاث أو الزلة التنفسية. شرط القيام بصيام صحيح، بحيث يجب تجنب الإفراط بالطعام وتناول المشروبات التي تحتوي على السكر مثل عرق السوس، والإمعان بالتدخين وترك العلاج الدوائي وعدم شرب كميات كافية من الماء.
كما يُشدد على ضرورة تجنب الأطعمة المصنعة والمقلية والدسمة والغنية بالملح. محذرًا أنه في أي وقت يشعر فيه مرضى القلب بأعراض خطيرة كالوهن أو الدوخة أو فقدان الوعي أو الألم الصدري أو الصداع أو أن يرتفع الضغط بشكل كبير؛ فلا بد عندها من الإفطار وتناول العلاج ومراجعة أقرب مركز صحي.
من هم مرضى القلب الذين يستطيعون الصيام
يفيد موقع "ويب طب" المختص بالشؤون الصحية، إلى أن الصيام لمرضى القلب ممكنٌ في الحالات التالية:
- في حال كان مرضى القلب يتمتعون بوضع صحي مستقر، بحيث لا يؤثر الصيام سلبًا على صحة القلب والشرايين.
- مرضى القلب الذين يستطيعون تغيير موعد أدويتهم وفق أوقات الإفطار بعد مراجعة الطبيب.
من هم مرضى القلب الذين لا يمكنهم الصيام
من ناحية أخرى، يُحّذر مريض القلب التالي من الصيام لضمان صحته وسلامته:
- مريض القلب ذو الحالة الصحية غير المستقرة والتي من المُمكن أن تتأثر سلبًا بالصيام.
- المرضى الذين يُعانون من مرض قلبي حاد، مثلمرضى القلب الاحتقاني، مرضى الجلطة القلبية الحديثة، مرضى الذبحة الصدرية غير المستقرة، مرضى القلب الذين تمَ تشخيص حالتهم حديثًا، مرضى القلب الذين خضعوا لعمليات جراحية حديثة.
- مرضى القلب الذين يُعانون من أمراض مزمنة أخرى، مثل السكري وارتفاع الضغط والقصور الكلوي وارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
- مرضى القلب الملزمون بأخذ أدوية خلال فترة النهار.
نصائح غذائية لمرضى القلب
ليس الصيام وحده ما قد يؤذي مرضى القلب في حال عدم قدرتهم الطويلة على القيام به؛ بل أن النظام الغذائي الذي يتبَعونه سواء في وجبة الإفطار أو السحور ، يمكن أن تكون له تأثيرات سلبية على صحتهم وسلامتهم.
لذا ينبغي على مرضى القلب الصائمين اتباع بعض النصائح الغذائية المهمة في وجبتي الإفطار والسحور على الشكل التالي:
-
وجبة الإفطار
- تجنب الأطعمة الغنية بالملح مثل المخللات.
- تجنب المقالي والأطعمة عالية الدسم والدهون.
- استخدام منتجات الحليب قليلة الدسم.
- التركيز على تناول الخضروات والفواكه في الوجبات الرمضانية.
- استخدام الحبوب الكاملة في الأطباق الرمضانية عوضًا من أنواع النشويات الأخرى.
- التركيز على تناول الدهون المفيدة والأحادية غير المشبعة، مثل زيت الزيتون.
- تناول البقوليات والسمك المشوي مرتين أسبوعيًا على الأقل.
- تناول المكسرات غير المملحة.
- تجنب اللحوم الحمراء والتركيز على البيضاء منها.
- تجنب الحلويات واستبدالها بالفواكه.
- تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز، والمشمش بكثرة.
- شرب 2 لتر من الماء يوميًا، مُقسَمة بين الإفطار والسحور.
- القيام بنشاط بدني ملائم بعد الإفطار.
-
وجبة السحور
- التركيز على تناول البقوليات والأطعمة الغنية بالبروتين.
- تجنب الموالح والمشروبات المحلاة والسكريات.
- تجنب الأطعمة الدسمة والمقالي.
- تناول حصص كافية من الفواكه الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز.
- شرب ما لا يقل عن 2-3 لترات من الماء.
- تجنب مُدرات البول مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
- تأجيل وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك بفترة قليلة.
- التركيز على الكربوهيدرات المُعقَدة كالخبز الأسمر.
- تأجيل تناول الدواء إلى ما قبل الإمساك بقليل حتى يمتد مفعوله فترة أطول.
في الختام، للصيام منافع صحية ونفسية عديدة في حال اتباعه بطريقة صحيحة، وفي حال لم يكن لدينا أية مشاكل صحية يمكن أن يُفاقم الصيام من وضعها. لذا على جميع مرضى القلب في رمضان استشارة الطبيب قبل وخلال الصيام للتأكد من عدم تعرضهم لأية مضاعفات خطيرة ناجمة عن الصيام.