إليك أهم النصائح الطبية لممارسة الصيام المتقطع في رمضان
الصيام المتقطع ليس نظامًا غذائيًا أو حمية معينة، ولكنه نمط من الأكل يعتمد على فترات متواصلة من الصيام وفترات من تناول الطعام؛ كما أنه لا يضع قائمة بالأطعمة المسموحة في أوقات معينة، ولكنه نمط عام للأكل.
إذ يتضمن صيامًا مؤقتًا عن تناول الطعام دون الشراب يوميًا لمدة 16 ساعة، أو لمدة 24 متواصلة ليومين في الأسبوع، ويعد من أشهر اتجاهات الصحة والرجيم في السنوات الأخيرة، ويُمارس في الأيام العادية للمساعدة بخسارة الوزن والتحكم فيه، بالإضافة لتحسين الصحة واللياقة ونمط الحياة ومقاومة بعض الأمراض.
وفي هذا الشأن، تتسأل الكثيرات عن طريقة تطبيق الصيام المتقطع في رمضان؟ وبناءً على ذلك سنُركز خلال السطور القادمة على كيفية اتباعه خلال شهر رمضان، أهم النصائح الطبية التي يقدمها استشاري السمنة والنحافة الدكتور هشام الوصيف من القاهرة؛ للاستفادة منه، كونه أفضل رجيم يتناسب مع الصيام في المجمل العام.
تأثير إيجابي على الجسم والعقل
أوضح دكتور هشام، أن الصيام المتقطع له تأثير إيجابي على الجسم والعقل، ويُساعد فعلًا في حرق الدهون، كما يساهم في إطالة العمر؛ لأنه يقاوم السكري والأمراض المزمنة.
الجدير بالذكر، أنه يُمارس منذ العصور القديمة، وذلك عندما لم يكن يتوفر لدى الأشخاص في مرحلة الصيد طعامًا يأكلونه بشكل مستمر طيلة اليوم، ويُعتبر نمطًا طبيعيًا أكثر من نمط الوجبات اليومية الثلاثة.
كيفية اتباع الصيام المتقطع خلال شهر رمضان؟
وأضاف، لمعرفة كيف تُمارسينه خلال شهر رمضان أو كيف تستفيدين من صوم رمضان باعتباره شكلًا من أشكال الصيام المتقطع، المُساهمة في إنقاص الوزن؛ عليكِ أولًا معرفة طرق تطبيقه في الأحوال العادية، ثم اختاري الطريقة الأنسب وطبقيها على الصيام في رمضان.
بشكل عام، تتعدد طرق تطبيقه، فمنها ما يمّتنع عن الأكل 24 ساعة ليومين في الأسبوع، وهذه الطريقة غير مناسبة لرمضان، والطريقة الأخرى اسمها "صيام 16/8"، وهي بالصوم لمدة 16 ساعة، ثم السماح بتناول الطعام خلال 8 ساعات الباقية في اليوم، وتبدو هذه الطريقة شبه متطابقة مع الصوم في رمضان
كذلك يُمكن اتباع الطريقة التي تنص على تناول وجبة واحدة فقط خلال اليوم، دون تناول أي وجبة أخرى، أي الاستكفاء بوجبة الفطور، والامتناع عن الوجبات الخفيفة ووجبة السحور.
شروط تطبيق الصيام المتقطع
أشار دكتور هشام، إلى أنه يجب اختيار أن تكون الـ 16 ساعة من الصوم في النهار وليس في الليل، لتكون مطابقة لساعات الصوم خلال شهر رمضان، مع الانتباه أنها تشتمل على الامتناع عن الشراب في رمضان بخلاف الصوم المتقطع العادي.
الجدير بالذكر، أنه وجد أن الجسم يحتاج حوالي أسبوعين على الأقل ليعتاد على الصوم المتقطع، إلا أنه في حالة صوم رمضان يفترض أن تكون المدة عدة أيام فقط؛ وتشتمل على بعض من الشعور بالجوع والدوخة لبعض الوقت، ثم الشعور بعد ذلك بالتحسن.
مميزات نظام الصيام المتقطع في رمضان
أكد دكتور هشام، أنه يتضمن عدة مميزات؛ أهمها استغلال الصيام الرمضاني كصيام متقطع، كذلك فائدة صحية مهمة وهي أن الجسم بعد عدة ساعات يستنفذ السكر ويبدأ بحرق الدهون، وهذا يؤدي إلى خسارة حقيقية ومباشرة في الوزن؛ حيث يختلف هذا النظام عن نظام الأكل التقليدي ذي الثلاثة وجبات. وبالإضافة إلى ذلك، هناك المزيد من المميزات، أبرزها:
- عدم حرمانك من أطعمتك المفضلة والصحية.
- تنقية جسمك والخلايا، وتطهيره من السموم والمواد المتراكمة.
- تخفيض مستوى هرمون الأنسولين والسكر في الدم.
- حمايتك من الإصابة بمرض السكري.
- تحسين تركيزك الذهني والعقلي.
- زيادة طاقتك الجسمية والنفسية.
- تحسين مستوى الكوليسترول في الدم.
- وقايتك من الإصابة بالالتهابات المتنوعة
- اتباعك نظام بسيط بعيدًا عن تعقيدات الحميات والرجيم التقليدي.
نصائح طبية عند اتباع الصيام المتقطع في رمضان
بحسب دكتور هشام، لا يكفي مجرد اتباع طريقة تطبيقه في رمضان لتحقيق خسارة الوزن، ولكن هناك بعض النصائح الطبية الضرورية بخصوص ما يتم أكله في فترة الإفطار، كما توجد بعض المحاذير التي يجب إذا وجدت عدم تطبيقه والتوقف عنه فورًا، أو حتى عدم صيام رمضان نفسه في بعض الحالات. ومن أهم النصائح عند تطبيقه التالي:
- التقليل من السكريات، والدهون غير الصحية، والحبوب المكررة، والعصائر المحلاة، والاستعاضة عنها بالماء والشاي والقهوة، والفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية، والبروتينات.
- ترك الجسم يحرق الدهون بين الإفطار والسحور، وعدم تناول وجبة كبيرة بينهما، والاقتصار على تناول بعض الفاكهة.
- الإكثار من شرب الماء والسوائل الخالية من السكريات على فترات متقطعة خلال ساعات الإفطار.
- الحرص على ممارسة الرياضة والمشي، ويكون أفضل وقت لها قبل الإفطار بساعة إلى ساعتين.
من ناحية أخرى، يجب على الفئات التالية عدم تطبيقه في رمضان، وممارسة الصوم بشكل عادي في رمضان؛ وإذا كانت أوضاعهم الصحية تسمح ذلك، أو تجنب الصيام تمامًا إذا كان الطبيب أوصاهم بذلك، وهم:
- الفتيات تحت سن 18 سنة.
- النساء المرضعات والحوامل.
- مريضات السكري ومن لديهن مشاكل في سكر الدم.
- المصابات باضطرابات الأكل.
وأخيرًا، تشير بعض الأبحاث إلى أنه قد يكون أكثر فائدة من الأنظمة الغذائية الأخرى في تقليل الالتهابات وتحسين الحالات المرتبطة بها، مثل: " داء الزهايمر، التهاب المفاصل، الربو، التصلب المتعدد، السكتة الدماغية". عمومًا هو آمن للكثيرات، لكنه لا يناسب للجميع، خصوصًا اللواتي يُعانين من حصى في الكلى أو ارتجاع مَعدي أو سكري أو مشاكل طبية أخرى، تتطلب التحدث مع الطبيب قبل اتباعه وخصوصًا خلال شهر رمضان؛ كونه من الأنظمة الغذائية التي تعتمد على مبدأ تقليل السعرات الإجمالية لحرق الدهون المتراكمة وخسارة الوزن بشكل فعّال.