تبحثين عن الحمية الأفضل لصحتك.. إليك الجواب

الإنسان بالعموم والمرأة بشكل خاص، في بحث دائم عن أفضل الأنظمة والحميات الغذائية التي تسهم في تعزيز الصحة والمساعدة على خسارة الوزن أو الحفاظ على وزن مثالي. حتى أن اللجوء لبعض الحميات الغذائية المُعترف بها طبيًا ومُصدَق على فوائدها في تحسين صحة بعض المرضى، باتت تتصدر محركات البحث حول العالم.

من هذه الحميات المشهورة، حمية البحر الأبيض المتوسط، التي تثبت الدراسات والأبحاث يومًا بعد يوم أنها أفضل الأنظمة الغذائية التي يُنصح باتباعها؛ لتحسين الصحة، والوقاية من الأمراض، وتخفيف حدة بعض الأمراض.

حمية البحر المتوسط.. النظام الغذائي الأكثر صحة على الإطلاق

ويبدو أن لحمية البحر الأبيض المتوسط فائدةٌ كبيرة على صحة النساء بشكل خاص، وتحديدًا صحة قلوبهنَ؛ إذ خلص تحليل حديث شمل أكثر من دراسة، أن هذه الحمية قد تُقلَل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب عند النساء بنسبة جيدة.

فما هي تفاصيل هذا التحليل؟ وما هي الفوائد الأخرى التي يمكن أن تجنيها عزيزتي من اتباعك حمية البحر الأبيض المتوسط؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في موضوعنا اليوم.

حمية البحر الأبيض المتوسط مفيدة لصحة قلب المرأة

نقل موقع "سكاي نيوز عربية" عن سارة زمان، أستاذة مساعدة في مستشفى "ويستميد" في مدينة سيدني بأستراليا، أن حمية البحر الأبيض المتوسط الغذائية كفيلةٌ بتقليص خطر إصابة النساء بأمراض القلب بنسبة 25%.

وأضافت أن فوائد حمية البحر الأبيض المتوسط معروفةٌ سابقًا، بفوائدها الكبيرة لصحة القلب والأوعية الدموية؛ لكن الدراسة التي شاركت فيها زمان، أثبتت أن لهذه الحمية فوائد مماثلة للنساء مقارنةً بالرجال. وكما هو معلوم، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية، تحصد النسبة الأكبر من الوفيات للنساء والرجال حول العالم وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية.

أفضل حميات غذائية للنساء فوق الخمسين

من جهتها، تحدثت أخصائية التغذية فيكتوريا تايلور في تعليقها على التحليل قائلةً: "من المعروف أن حمية البحر المتوسط مفيدةٌ للقلب؛ لكن من المشجع أن نرى هذا البحث يشير إلى أنه عندما ننظر إلى النساء بشكل منفصل عن الرجال، تظل الفوائد قائمة".

وبحسب موقع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، فقد جمع التحليل الذي شارك فيه العديد من الأطباء والمختصين، بين عدة دراسات حول حمية البحر المتوسط. وخلص إلى أن النساء اللاتي اتبَعنَ هذه الحمية، انخفض لديهنَ خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 24%؛ كما انخفض خطر الموت المبكر نتيجة هذه الأمراض بنسبة 23% بالمقارنة مع نساء آخريات لم يتبعنَ ذات النظام الغذائي.

بدورها، علَقت روكسانا مهران، طبيبة أمراض القلب التي لم تشارك في البحث، قائلةً: "يسعدني أن أرى أخيرًا بيانات خاصة عن النساء، حيث إن هذه البيانات إما لم يتم تقديمها، أو أنها كانت ضعيفةً في الدراسات السابقة".

من ناحية أخرى، قال الدكتور دافيد كاتز المتخصص في الطب الوقائي: "ما كنا نعرفه عن فوائد حمية البحر المتوسط من قبل لم يكن خاصًا بالجنس. إن فوائد الحمية للقلب والأوعية الدموية، يجب أن تكون نفسها بغض النظر عن الجنس". وأضاف: "وفقا لذلك، كانت هذه الدراسة إعادة تأكيد على المعلومة، مما يدل على أن الفوائد التي لوحظت لحمية البحر المتوسط لدى الرجال والنساء لا تزال قوية إحصائيًا".

وأشار المختص في الطب الوقائي أن جميع الدراسات التي شملها التحليل، "كانت معتمدةً على الملاحظة، مما يعني أنها لا تستطيع إظهار السبب والنتيجة؛ وكانت تميل إلى الاعتماد على التقارير الذاتية عن تناول الطعام، التي تتأثر حتمًا باسترجاع الذاكرة". مضيفًا: "مهما كان جنسك، فإن أسلوب الحياة الصحي الذي يتضمن نظامًا غذائيًا متوازنًا يمكن أن يساعدك على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب وعوامل الخطر المرتبطة بها ، مثل مرض السكري من النوع الثاني والسمنة وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم".

نمط حياة البحر المتوسط مناسب لمرضى القلب

إذن، نخلص للقول بناءً على نتائج التحليل وملاحظات الخبراء، أن حمية البحر الأبيض المتوسط هي الأفضل لصحتك، ويمكنك الاعتماد عليها بشرط أن تستشيري طبيبك أولًا، كونها الأجدى بتحديد الأفضل لك وطريقة اتباعك لهذه الحمية أو سواها حسب حالتك الصحية.

ما هي حمية البحر الأبيض المتوسط

هي بكل بساطة، نظامٌ غذائي متبَع في العديد من دول حوض البحر المتوسط مثل تركيا واليونان ولبنان وسوريا والأردن وغيرها. وهو نظامٌ تقليدي يشتمل بشكل أساسي على استهلاك نسب عالية من زيت الزيتون والبقوليات والحبوب والخضار والفواكه؛ كما يوصي هذا النظام بتناول كميات معتدلة إلى كبيرة من الأسماك.

وتتضمن حمية البحر الأبيض المتوسط أيضًا، استهلاكًا متوسطًا لمنتجات الألبان، ونسبٌ منخفضة من اللحوم ومنتجاتها.

حمية البحر الأبيض المتوسط عنصرٌ واقي للنساء

كذلك أكد الباحثون بقيادة سارة زمان، أن بعض عوامل الخطر الشائعة بين النساء، مثل انقطاع الطمث المبكر وتسمم الحمل، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقال الدكتور وافي مؤمن، اختصاصي أمراض القلب في هيوستن، إن "التركيز على صحة القلب أمرٌ أساسي بالنسبة للمرأة، للمساعدة في منع الإصابات القلبية الوعائية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية." مؤكدًا أن اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط تحديدًا، يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب؛ إذ تساعد الخصائص المضادة للأكسدة وتأثيرات الميكروبيوم التي تتضمنها هذه الحمية، في تقليل الالتهابات التي تُعزَز تراكم الترسبات في الأوعية الدموية، وتؤدي إلى تصلب الشرايين التاجية.

وبحسب موقع "كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية"، فقد وجدت الأبحاث التي أُجريت من العام 2014، علاقةً وثيقة بين النظام الغذائي المتوسطي ومجموعة من الفوائد الصحية للمرأة، "تجعل النساء اللائي اتبعن حمية البحر الأبيض المتوسط أصغر سنًا من غيرهن" .

دراسة: حمية البحر المتوسط وعلاقتها بالشيخوخة

وتتضمن هذه الفوائد التالي:

• تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان: بحسب الأدلة المتعددة، فإن اتباع النساء لحمية البحر الأبيض المتوسط مرتبطةٌ بشكل كبير بانخفاض خطر الإصابة بأنواع عدة من السرطان؛ خاصةً سرطان الثدي الأكثر شيوعًا بين النساء والسبب الرئيسي للوفاة بينهنَ. وأشار بحث نُشر في العام 2016 إلى أن النساء اللاتي تتشابه عاداتهنَ الغذائية مع حمية البحر الأبيض المتوسط، كنَ أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي من النساء اللائي اتبعن نظامًا غذائيًا قليل الدسم.
• تقوية العظام: بما أن حمية البحر الأبيض المتوسط تتضمن العديد من منتجات الألبان مقارنة بأنظمة غذائية أخرى، فإن النساء في هذا المحيط أقل عرضةً للإصابة بكسور الورك بحسب دراسة نشرها موقع "تكساس هيلث " (Texas Health)، استمرت 16 عامًا وخلصت إلى أن "النساء اللاتي يلتزمن أكثر بنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، كنَ أقل عرضة بنسبة 29% للإصابة بكسر في الفخذ مقارنة بالنساء اللائي لم يلتزمن به".
• تحسين صحة العينين: وفقًا للموقع ذاته المذكور أعلاه، فقد أشارت أفادت الأكاديمية الأميركية لطب العيون إلى أن الأطعمة الرئيسية في حمية البحر الأبيض المتوسط مثل الخضار الورقية الداكنة والبرتقال والفلفل والبطاطا الحلوة، "هي أطعمةٌ فائقة لصحة العين بسبب مستوياتها العالية من مضادات الأكسدة".
• تعزيز الخصوبة: يُعدَ النظام الغذائي المتوسطي، أحد الأسس القوية لحمل آمن بحسب توصيات الأطباء. كما أنه قد يُعزَز الخصوبة استنادًا لبحث أُجري في العام 2018 وخلص إلى أن "النساء اللاتي يتبعنَ نظامًا غذائيًا متوسطيًا في الأشهر الستة السابقة للعلاج الإنجابي المساعد، تتزايد لديهن الفرصة بنسبة 65% إلى 68% في احتمال الحمل وولادة طفل سليم مقارنةً بالنساء اللائي لم يقمن بذلك".

بين الالتزام والاعتدال.. توصياتٌ بخصوص حمية البحر المتوسط

كشفت دراسة أجريت مؤخرًا، الأثر الإيجابي الكبير لحمية البحر الأبيض المتوسط، في التخفيف من العديد من الأمراض منها مساعدة مرضى التصلب المتعدد لجهة تقليل فقدان الذاكرة، وخفض الضرر الذي يلحق بمهارات التفكير لديهم. كما ربطت دراسةٌ أخرى بين الالتزام بنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، وانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة تبلغ 23%.

فيما قام باحثون من إيطاليا، بالجمع بين نتائج 3 دراسات كبيرة تناولت أنماط الأكل لأكثر من 5 ألف سيدة في أوروبا في العام 2015؛ ليجدوا أن "النساء اللاتي تشددنَ في الالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي بحذافيره، كنَ أكثر عرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم بنسبة تزيد عن 50% مقارنةً بمن اتبعنه باعتدال".

وعليه يرى الخبراء أن أفضل الطرق لتحصيل الفوائد المتعددة من حمية البحر الأبيض المتوسط، هي في دمج أساسياتها مع الروتين الغذائي اليومي وفق الآتي:

• تناول المكسرات الغنية بالبروتين والألياف وأوميغا 3، مثل اللوز أو الجوز أو الفستق، كوجبة خفيفة خلال النهار الواحد.
• تناول الخضروات بمعدل وجبتين على الأقل في اليوم، وطبخها بطريقة صحية عن طريق استخدام رذاذ الطهي عوضًا عن القلي.
• المواظبة على الحركة والنشاط البدني كجزء أساسي ومهم في النظام اليومي الصحي.
• اختيار زيت الزيتون وزيت الأفوكادو بدلًا من زيوت الطهي الأخرى، كونها تحتوي على دهون صحية غير مُشبعة.
• توصي  صابرينا إسلام، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة تمبل، بوجوب استبدال الأطعمة المُصنَعة والدهون المُشبعة بالفواكه والخضروات الطازجة والدهون غير المُشبعة والمأكولات البحرية.
• الحد قدر الإمكان من تناول اللحوم الحمراء والسكريات.
• تناول ما بين 100 – 200 جرام من المأكولات البحرية والأسماك الدهنية، مثل السلمون، بمعدل 3 مرات في الأسبوع، بتوصية من إسلام أيضًا.