نقاوة الصدر من نقاء الهواء.. حلولٌ فعالة لتحسين جودة الهواء في المنزل والعمل
الخوف من المرض، واحدٌ من أكثر المخاوف التي تفتك بالإنسان – بطريقة مباشرة أو غير مباشرة – ويمكن أن تؤثر بشكل سلبي على مسار حياته. وقد اختبر الإنسان هذا الخوف منذ قديم الزمان، وما زال حتى اليوم.
وجاءت جائحة كوفيد-19 منذ عدة سنوات، لتضاعف من هذا الخوف وتجعل الناس في رهبة شديدة من الخروج من المنزل والاختلاط بالآخرين؛ ما ولَد جيلًا كبيرًا من الأطفال والمراهقين، الذين انتقل إليهم هذا الوسواس من أهاليهم. كما زادت حدة الخوف من المرض لدى بعض البالغين، ما أدى إلى عزلتهم عن المجتمع بشكل تام.
لكن الخوف من المرض الذي نهابه من الخارج، لا ينفي حقيقةً أخرى: هي أن المرض قد يصيبنا ونحن مختبئون بين أربعة حيطان.. نعم! فتلوث الهواء الداخلي أخطر وأشدَ من التلوث الموجود في الخارج، ومن مخاطر الأمراض الفيروسية والعدوى التي تنقلها بين الناس.
هذا الخطر لم يلحظه الناس إلا في نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي، وتحديدًا في بعض الدول الصناعية؛ حيث بدأ الناس والأطباء باستقبال وملاحظة حالات عن أعراض مرضية مختلفة ذات تأثيرات ناتجة عن تلوثات غير صحية في المباني المغلقة، خاصةً أن الإنسان المعاصر يقضي أكثر من 80% من حياته اليومية في بيئات مغلقة؛ مما قد يتسبب في حدوث أمراض مرتبطة بالحساسية والجهاز التنفسي وعدم القدرة على التركيز وغيرها، وبشكل كبير بين الأطفال والنساء، عندما تكون هذه البيئة المغلقة شديدة التلوث.
متلازمة المباني المغلقة
هي التعبير العلمي الذي أطلقه الأطباء والباحثون، لتوصيف الأمراض الناتجة أو ذات العلاقة بتلوث الهواء الداخلي . وتُعرف أيضًأ بإسم "متلازمة العمارة المريضة" أو "متلازمة مرض المباني". ولهذا السبب، تنصح وكالة ناسا للفضاء بضرورة تنقية الهواء داخل المنزل وأماكن العمل، باستخدام طريقة طبيعية وفعالة: النباتات.
استخدام النباتات لتنقية الهواء
وضعت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA، في أواخر القرن الماضي، قائمة بأفضل النباتات المنزلية ل "لتنقية الهواء" وذلك بعد دراسة وأبحاث مستفيضة أجرتها الوكالة، لتحديد بعض أنواع النباتات المنزلية التي يمكنها مساعدتنا في الحصول على هواء صحي ونقي بشكل أكثر فاعلية.
وأشار الباحثون أنه ولتحقيق تنقية تامة وفعالة للهواء، يجب توفّر ما لا يقل عن نبتة واحدة على الأقل لكل 100 قدم مربع من مساحة المنزل أو الأماكن الداخلية عموماً وتنويع النباتات قدر الإمكان، لتحسين جودة الهواء الداخلي. وتلعب هذه النباتات التي تمَ تقييمها من خلال أبحاث وكالة الفضاء الأمريكية، دورًا مهمًا في الحياة اليومية الصحية للإنسان؛ إذ توفّر له وسيلةً طبيعية لإزالة مخلفات المواد السامة، مثل البنزين والفورمالديهايد وثلاثي الكلور من الجو، ما يساعد في تحييد آثار متلازمة المباني غير الصحية.
وللإشارة فمن المهم الانتباه إلى أن بعض النباتات قد يكون ساماً إذا ما أُكل؛ وقد يكون ضاراً لبعض الحيوانات الأليفة، ولهذا يجب الانتباه والتدقيق ووضعها بعيدة عن الأطفال والحيوانات الأليفة المنزلية كما هو الشأن بالنسبة للعشقة المتسلقة أو كما يسمى اللبلاب الإنجليزي.
تشمل القائمة بعضًا من هذه النباتات:
- نخلة روبلينية Phoenix Roebelenii
- نخلة الأريكة الصفراء Dypsis Lutescens
- كل أنواع نبات الأجلونيما Aglaonema
- الدراسينية المنعكسة Dracaena Reflexa.
- نبات الصبار أو الألوفيرا.
- اللبلاب.
- نبات الغيلان أو نبتة العنكبوت Spider Plant.
- نبات المطاط Ficus Elastica.
تغييرات بسيطة لكن فعالة.. للحد من تلوث الهواء في الداخل
تلوث الهواء واحدٌ من أكبر التحديات الصحية في عصرنا الحالي. وفي بعض الأماكن في العالم، يكون التلوث في الداخل أعلى بخمس مرات من الخارج. ويُعتبر تلوث الهواء مشكلةً تواجه المدن الكبرى بشكل عام.
إذن، وبعدما تحدثنا لأوقات طويلة عن تلوث الهواء في الخارج وتأثيرها على صحتنا؛ لا بد من التركيز الآن على هذ التلوث الذي يهددنا من الداخل، وإجراء بعض التغييرات البسيطة إنما الفعالة، التي تضمن نقاوة الأجواء في البيت والعمل. والتي سوف تنعكس بشكل إيجابي على جودة الحياة والصحة لكل امرء.
وتقدم نانيت ويسدال، مديرة مجموعة الاستدامة في أيكيا السويد، بعض النصائح للحصول على هواء أنظف داخل منزلك:
- قومي بزراعة بعض النباتات المُنقَية للهواء في الداخل: منها النباتات التي أصوت بها أبحاث ناسا وتحدثا عنها في الفقرة الماضية.
- احرصي على تهوية المنزل أثناء الطهي، واستخدمي الحث الحراري من خلال استخدام شفاط المطبخ لتنقية المكان حيث تعدَين الطعام. ويُقلَل موقد الحث الحراري من التلوث مقارنةً بموقد الغاز.
- تحولي إلى منتجات التنظيف الصديقة للبيئة من مواد منزلية أساسية مثل الخل، وصودا الخبز وعصير الليمون؛ التي تُعدَ مطهرات طبيعية معتدلة، عوضًأ عن المُنظفات الكيميائية التي تُباع في المحال التجارية كبديل طبيعي محلي الصنع. ويساعد الليمون على إزالة البقع والتخلّص من الروائح الكريهة. كما يمكن لصودا الخبز أن تنظف الانسكابات داخل الفرن وإزالة الطعام المحترق من القدور والمقالي، فيما يساعد الخل على فتح المصارف وجعل الزجاج يتألق. ولتنقية الهواء داخل المنزل أو في مكان العمل، قومي بخلط أجزاء متساوية من الماء والخل مع القليل من عصير الليمون الطازج لتكوين جل التنظيف الخاص بك في المنزل.
- افتحي النوافذ في البيت والعمل من 15 -30 دقيقة كل يوم، لتجديد الهواء والتخلص من الهواء الملوث.
- اغلقي النوافذ ما أمكن خلال أيام ارتفاع التلوث أو أثناء موسم الحساسية؛ لتجنب دخول الهواء الخارجي عالي التلوث والذي يمكن أن يؤدي إلى تهيج الرئتين.
- احرصي على تنظيف الأرضيات والسجاد بالمكنسة الكهربائية، للتخلص من الغبار الذي يُعدَ مصدر تلوث للهواء كونه يمتص الغازات السامة مثل الرادون.
- استخدمي الشفاط في الحمام لسحب الهواء الرطب إلى الخارج، ما يخفَض من خطر تطوير العفونة والفطريات. وإذا لم يكن لديك نافذة في الحمام، قومي بالتأكد من وجود شفاط هوائي أو مروحة تعمل على تجديد الهواء في الحمام.
- المكيف بحاجة ماسة للتنظيف الدوري، لذا تأكدي من عمل صيانة منتظمة لأجهزة التدفئة والتكييف؛ ويجب أن تُفحص هذه الشبكات على الاقل 4 مرات في السنة، وفقاً لجمعية الرئة الأميركية.
- تجنَبي العطور الصناعية التي قد تحمل مواد كيماوية مثل phthalates، واستبدليها بعطور طبيعية مصنوعة من الحمضيات والزهور والأعشاب.
- امنعي التدخين في الداخل قدر الإمكان، خاصةً في أماكن وجود الأطفال وكبار السن والمرضى؛ للحؤول دون تلوث الهواء الذي قد يُسبَب أمراض الرئتين أو يفاقم من حدتها في حال الإصابة المسبقة بها.
- امنعي استقرار عث الغبار في بيتك، التي تحب التواجد في الوسائد وأغطية الفراش؛ واعمدي إلى نفضها باستمرار. كما أن غسل الأغطية بالماء الساخن مرة واحدة على الأقل في الأسبوع يساعد في التخلص من عث الغبار.
أجهزة متخصصة لتنقية الهواء
تشير الدراسات إلى أن حوالي 300 مليون شخص، يعانون من الربو في جميع أنحاء العالم؛ ومن المحتمل أن يتأثر 100 مليون آخرين بحلول عام 2025. وأظهرت دراسة حديثة أجرتها نشرة المنظمة العالمية للحساسية في دولة الإمارات، أنّ الإصابة بالربو بلغت 13.5%؛ وهو ما يُعزى بشكل أساسي إلى وجود أمراض محمولة جواً بسبب الظروف الجوية في الدولة.
وإضافة للنصائح المذكورة أعلاه، يمكنك عزيزتي الاستثمار في أجهزة تنقية الهواء المختلفة ؛ والتي أثبتت فعاليةً كبيرة في تنظيف الهواء من كافة الملوثات، وتحسين جودته على نطاق واسع.
من هذه الأجهزة، حل التهوية ERV من "إل جي" الذي يعمل كتقنية فعالة لتوفير هواء داخلي أكثر نقاءً وصحة. ويستخدم حل التهوية والتدفئة والتكييف هذا، فلاتر متعددة لتنقية الهواء، مما يُقلَل من تدفق الغبار والمُلوثات الدقيقة من الخارج. كما يأتي مزودًا بجهاز إنذار لتلوث الفلتر، يعمل على تنبيهك عند انسداد الفلتر بالغبار لاستبداله في الوقت المناسب.
يحتوي ERV أيضًا على مزايا مُخصصة، لمراقبة مستويات ثاني أكسيد الكربون والتحكم بها. ويتم - باستخدام المُستشعرات - قياس مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغرفة وعرضها باستمرار على شاشة جهاز التحكم عن بُعد؛ مع تنبيه المستخدم في حال تجاوزت 900 جزء في المليون. وتُستخدم هذه المعلومات للتحكم بسرعات المروحة الإجمالية، والتي يمكن أن توفر ما يصل إلى 4.6% من الطاقة.
ميزة أخرى في هذا الجهاز، أنه يأخذ الهواء النقي من الخارج ويُقلَل من الملوثات في الهواء الداخلي؛ كما يُخفَض من استهلاك الطاقة بفضل المُبادل الحراري. ونتيجةً لذلك، يمكنك تفادي ضياع أي طاقة سواء للتدفئة أو التكييف. ويُقلَل حل الطاقة هذا من استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 24% مقارنةً بحلول التهوية التقليدية. كما يعمل ERV مع وحدة التكييف الداخلية، للمساهمة في زيادة كفاءة الطاقة.
في الخلاصة، يمكنك اعتماد هذا الجهاز وغيره من الأجهزة المماثلة من علامات تجارية أخرى؛ لضمان تنقية الهواء وتوفير الهواء النظيف الصحي في منزلك ومكان عملك. كما يمكنك طرح هذا الخيار على المدرسة التي يتلقى فيها أطفالك تعليمهم، لضمان وجودهم في جو داخلي نظيف وخالي من أية ملوثات يمكن أن تؤثر سلبًا على صحتهم وحياتهم.