الثلاسيميا مرض يمكن الوقاية منه بإجراء فحص ما قبل الزواج .. إليكِ أهم المعلومات
يأتي إجراء الفحص الطبي قبل الزواج على رأس الإجراءات المهمة التي يجب عليكِ الالتزام بها حماية لكِ ولحياتك الزوجية والأسرية في ما بعد، إذ يفيد هذا الفحص في الكشف عن العديد من الأمراض التي تنتقل بالوراثة، والتي يعد مرض الثلاسيميا إحداها، فما هو هذا المرض، وما هي أعراضه، وكيف ينتقل للأطفال؟ وإلى أي مدى يفيد الفحص الطبي قبل الزواج في مساعدتك على انجاب ذرية سليمة بدون أمراض؟
من أجل الإجابة على هذه الأسئلة، وبالتزامن مع اليوم العالمي للثلاسيميا الموافق 8 مايو من كل عام، نقدم لك عزيزتي بعض المعلومات الطبية الهامة عن المرض، لتكتمل لكِ الصورة، وليتضح لكِ الدور الذي يلعبه الفحص الطبي قبل الزواج في الكشف عن المرض.
انتبهي الثلاسيميا ليست مرضاً من أمراض فقر الدم العادية
الثلاسيميا ليست مرضاً من أمراض فقر الدم العادية، فهي مرض خطير يعاني المصابين به ومن حولهم أشد معاناة، وخصوصاً مع حاجة ذويهم لنقل الدم بصفة دائمة طوال حياتهم، وبحسب الدكتور ربيع حنّا، اختصاصي أمراض الدم والأورام لدى الأطفال في مستشفى كليفلاند كلينك للأطفال، تعتبر الثلاسيميا مرضاً وراثياً مزمناً غير معدياً يصيب نخاع العظام مسبباً الإصابة بفقر دم متفاوت الشدة نتيجة لتكسر كريات الدم الحمراء وهو مرض يصيب الأطفال ويستمر معهم طوال حياتهم.
أعراض مهمة لا يجب إهمالها
بحسب الدكتور ربيع حنا، توجد أعراض مهمة لمرض الثلاسيميا يجب الانتباه إليها جيداً، وهذه الأعراض هي:
- فقر دم حاد نتيجة لتكسر كريات الدم الحمراء.
- شحوب واصفرار في الجلد والعينين عند الطفل في عامه الأول.
- تضخم الطحال والكبد وحصوات في المرارة.
- كثرة تكرار الإصابة بالالتهابات.
- ضعف في البنية وعدم القدرة على مزاولة الأنشطة.
- بروز عظم الجبهة والفك العلوي وعظام الوجنتين.
- تراكم الحديد نتيجة لتكرار نقل الدم للمصاب بالثلاسيميا.
اعلمي كيف تنتقل الثلاسيميا
يقول الدكتور ربيع حنا أن الثلاسيميا مرض وراثي ينتقل من الآباء إلى الاطفال وهو يصيب الذكور والإناث على حد سواء، ولا تحدث الإصابة به إلا إذا كان كلا الأبوين ناقلين للمرض أو مصابين به فإذا كان كلا الوالدين يحملان المرض، هنا تزيد احتمالات ولادة طفل مصاب بالمرض بصورته الشديدة بنسبة 25% في كل مرة تحمل فيها الزوجة، وهنا أيضاً تضح أهمية إجراء الفحص الطبي قبل الزواج.
أنواع الثلاسيميا
هناك نوعان رئيسيان للثلاسيميا هما: بحسب دكتور ربيع حنا، وهما:
الألفا ثلاسيميا
وهي تؤدي إلى وفاة الأجنة أو الموت بعد الولادة وذلك بسبب فقر الدم والاستسقاء الشديد وقصور القلب وتضخم الكبد والطحال..
البيتا ثلاسيميا
تتراوح بين فقر الدم المتوسط الشدة (الثلاسيميا الوسطى) إلى النوع الشديد (الثلاسيميا الكبرى) ويحتاج المصابين بها إلى نقل دم باستمرار طوال حياتهم.
مضاعفات خطيرة للثلاسيميا تجنبيها واحمي ذريتك المستقبلية منها
للثلاسيميا مضاعفات خطيرة تهدد سلامة المصابين بها، هذه المضاعفات وفقاً للدكتور ربيع حنا هي:
- تراكم الحديد في الجسم الناتج عن تكرار نقل الدم للمصاب يضعف عضلة القلب والبنكرياس، ويؤدي إلى قصور القلب وتليف الكبد والإصابة بمرض السكر.
- يؤدي نقل الدم المتكرر إلى تعريض المريض لمشاكل نقل الدم المختلفة ومن أهمها تعرضه للعدوى.
- زيادة احتمالات استئصال الطحال و المرارة في بعض الحالات نتيجة الحاجة المتكررة لتكرار نقل الدم.
- ضعف البنية (الطولي والوزني).
- ترقق قشر العظام الطويلة وهشاشتها.
هل يمكن علاج الثلاسيميا؟
الثلاسيميا مرض وراثي من الصعب علاجه أو الشفاء منه، وقد أشار الدكتور حنّا إلى أنه يوجد علاج جيني جديد في علاج المرض، إضافة إلى العديد من التطورات الأخرى التي حدثت في السنوات الأخيرة في تحسين جودة حياة مرضى الثلاسيميا على نحو ملحوظ، وخصوصاً بعد أن وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 2019 على دواء يحمل الاسم العام luspatercept-aamt والذي يساعد على تقليل اعتماد المرضى على عمليات نقل الدم. ويُعطى هذا الدواء على شكل حقنة كل ثلاثة أسابيع ويعمل على تعزيز نضج خلايا الدم الحمراء وتقليل الحاجة إلى عمليات نقل الدم بنسبة تصل إلى 50٪ لدى بعض المرضى.
والآن .. كيف تحمين ذريتك من المرض وأنت على مقربة من تكوين أسرة؟
يجب أن تعلمي عزيزتي أن هذا المرض ليس له علاجاً كغيرة من الأمراض التي من الممكن علاجها، وهو مرض صعب له مضاعفات كثيرة كما سبق ذكره أعلاه، ولذلك ولكي تقي ذريتك من الإصابة بالثلاسيميا عليك الاهتمام باجراء الفحص الطبي قبل الزواج، واتخاذ قراراً سليماً بعدم الزواج من الطرف الآخر إذا كان حاملاً للمرض أو مصاباً به ( غير لائق صحياً)، واستشارة طبيبك ليطلعك على كل الاحتمالات الوارد حدوثها في كل النتائج لتتضح لك خطورة قرارك بعد ذلك.
والآن .. إلى أي مدى يفيد الفحص الطبي قبل الزواج في مواجهة الثلاسيميا؟
يساهم الفحص الطبي قبل الزواج في الحد من انتشار الإصابة بالثلاسيميا، وذلك بمنع الزواج من الطرف المصاب، وبالتالي إنجاب ذرية سليمة من خلال معرفة الحامل للمرض والمصاب به، وتحقيق حياة اجتماعية مستقرة بعيدة عن كل التوترات التي تحدث عند اصابة الأبناء بهذا المرض الخطير، إضافة إلى توفير الجهد والمال اللازمين لتخفيف مضاعفات المرض دون علاجه، والأكثر من ذلك تجنب الألم النفسي الذي له أن يأكل روحك ووجدانك في مرة تشعرين فيها بمعانات أبنائك.
لذا غاليتي وبعد كل ما سبق، يجب عليك الاهتمام بعمل الفحص الطبي قبل الزواج، واتخاذ قراراً سليماً بضمير يقظ إذ كانت نتيجة الطرف الآخر تشير إلى احتمالية إصابة أبنائك بهذا المرض، لتكون لديك ذرية سليمة تتمتع بالصحة والعافية وأبناء سعداء يعيشون حياتهم بلا معاناة.
والآن ماذا عنكِ غاليتي .. وما هو قرارك إذ كان الطرف الآخر مصاباً بمرض الثلاسيمياً أو حاملاً له؟، وما هو رأيك عن الفحص الطبي قبل الزواج، وإلى أي مدى ترينه مفيداً في تكوين أسرة بصحة جيدة؟