الماتشا الأزرق.. هل يقدم هذا المسحوق الحالم نفس فوائد الماتشا الخضراء الصحية
هل لاحظت عزيزتي القارئة، أن بعض مواقع التواصل الإجتماعي مثل التيك توك؛ باتت محطةً لاستعراض الكثيرين لمعلوماتهم "غير الدقيقة" وغير المؤكدة طبيًا، وبات البعض يقدمون النصائح الطبية والصحية حول الكثير من الأمور التي يجدها من يحتاجها، طوق نجاة من المرض أو المشاكل الصحية التي يعيشها؟
وهذه مسألةٌ خطيرة الحقيقة، ولا ينبغي تجاهلها أو السكوت عنها؛ إذ قد ينجرف البعض ممن يبحثون عن طيف أمل للشفاء والتعافي، وراء هذه المعلومات المضللة والمغلوطة دون الرجوح للطبيب المختص؛ ما يهدد صحتهم وحياتهم ويزيد من وضعهم الصحي سوءً.
هذا من ناحية؛ أما من الناحية الأخرى، فلا تتوقف هذه المنصات عن إتحافنا كل يوم، بترند جديد لشيء جديد يقوم به الكثيرون كنوع من التحدي، أو التجربة، ويصبح حديث الناس لعدة أيام. قبل أن يخبو ألقه ويختفي أو يتضاءل حجمه، في ظل ترند شيء جديد؛ وهكذا دواليك.
من هذه "الترندات" التي نجدها بكثرة على منصتي "تيك توك" و"إنستغرام"، الماتشا الأزرق الذي قد يعتقد البعض أنه يحمل فوائد صحية عدة مثل قرينه الماشا الخضراء. إلا أننا تحدثنا مع تينا شاغوري، اختصاصية التغذية والتثقيف الصحي والمحاضرة الجامعية في الإمارات، وأفادتنا بالتالي.
هل الماتشا الأزرق مفيدٌ مثل الماتشا الخضراء؟
تجيب شاغوري ب"لا"، مؤكدةً أن الماتشا الأزرق مختلف تمامًا عن شاي الماتشا الخضراء، ويأتي من نبتة مختلفة كليًا. وهو رائجٌ بشكل كبير في الأونة الأخيرة لأن لونه جميل.
وتضيف أن الماتشا الأزرق مصنوع من زهرة البازلاء Butterfly Pea Flower، وهي عبارة عن بتلة مُجففة من زهرة البازلاء؛ لا تحتوي على الكافيين، وفيها القليل من مضادات الأكسدة. إنما المؤكد أنها لا تحوي نفس الفوائد الصحية الموجودة في الماتشا الخضراء.
تشبه الماتشا الأزرق في ملمسها الماتشا الخضراء، عندم يتم خلطها لتحضير الشاي منها؛ إنما المذاق مختلفٌ تمامًا. ويبدو أن الماتشا الأزرق له مذاق خفيف جدًا، بحيث يستخدمه البعض كملون طبيعي للطعام، لأن لونها الأزرق ملفت للنظر وجميل جدًا.
هل الماتشا الأزرق مضر بالصحة؟
بالتأكيد لا، تقول شاغوري؛ تناول الماتشا الأزرق لا يحمل أية أضرار على الصحة، لكنه بالتأكيد لا يوفر فوائد صحية مهمة. ولا يضر اعتباره كنوع من المشروبات الساخنة أو السوائل العشبية.
وتخلص شاغوري للقول أن الماتشا الأزرق لا علاقة لها بالماتشا الخضراء، المعروفة بفوائدها العديدة والمتعلقة بشكل خاص بصحة القناة الهضمية والأمعاء والبكتيريا الصحية. ولا تلعب الماتشا الأزرق نفس الدور الذي تلعبه الماتشا الخضراء فيما يخص صحة الجهاز الهضمي.
ما هو الماتشا
لا شك أن العديد منا سمع عن الماتشا، لكنه لا يعرف ما هي تحديدًا؛ ما هي طبيعتها، كيف يتم تصنيعها، وما الخصائص المهمة التي تجعلها مفيدةً للصحة.
لذا بحثنا في موقع Health.com عن هذه الإجابات وجئنا بالتالي..
الماتشا هو نوعٌ من الشاي الأخضر المصنوع من "كاميليا سينينسيس" Camellia Sinensis؛ وهو نفس نبات الشاي الذي يحتوي على الكافيين. ولصنع الشاي الأخضر العادي، تُنقع الأوراق في الماء الساخن ثم تُرفع من الكوب؛ في حين أنه مع الماتشا، تُطحن الأوراق لتتحول إلى مسحوق أخضر ناعم وتُخلط مع مواد أخرى.
كذلك تُزرع أوراق شاي الماتشا بطريقة غير معتادة: إذ تتم زراعة النبتة في الظل لفترة، بهدف زيادة محتوى الكلوروفيل في الأوراق؛ مما يجعلها غنيةً بالمغذيات وذات لون أكثر إشراقًا من اللون الأخضر العادي.
يرتبط شاي الماتشا تقليديًا باحتفالات الشاي اليابانية، وهو شائعٌ في العديد من دول العالم في الوقت الحالي؛ بفضل المركبات المفيدة للصحة التي يحتوي عليها، والتي تشمل:
- مضادات الأكسدة: تحتوي جميع أنواع الشاي الأخضر على مجموعة من المواد المضادة للأكسدة تسمى بمضادات الاكسدة، وفقًا لمقال نُشر عام 2021 في Molecules استعرض الفوائد الصحية لماتشا. تحتوي مضادات الأكسدة على مجموعة من الامتيازات الصحية ، والتي تتضمن المساعدة في تحسين التمثيل الغذائي، تنظيم سكر الدم، خفض ضغط الدم، والوقاية من أمراض السرطان والقلب.
- الكافيين: بالمقارنة مع الشاي الأخضر العادي، تحتوي الماتشا على حوالي ضعف كمية الكافيين لكل وجبة. بالإضافة إلى منحنا جرعة يومية من مادة الكافيين، فقد ثبت أن لهذا المنبه العديد من الفوائد الصحية، مثل المساعدة في منع التدهور المعرفي إلى تقليل قصور القلب، بحسب تقارير طبية من "جون هوبكنز".
- الثيانين L-Theanine: الماتشا مشهورةٌ بما يُعرف ب "الهدوء اليقظ"، الذي يُشاع أنها تُحفزه. وهو نوعٌ من الإسترخاء الواعي الذي يعود الفضل فيه لوجود L-theanine في الماتشا؛ وهو حمضٌ أميني موجود أيضًا في الشاي الأخضر العادي. وتشير الدراسات إلى أن المادة يمكن أن تُقلَل من التوتر والقلق، كما تزيد من التركيز عند إقرانها بالكافيين.
هل ما زال بالإمكان الاستفادة من الماتشا الأزرق
تقول سينثيا ساس، أخصائية تغذية مسجلة ومؤلفة للعديد من كتب الصحة والتغذية؛ أن الماتشا الأزرق يفتقر للخصائص التي تضع شاي الماتشا التقليدي ضمن المشروبات المفيدة للصحة. لكن لا ضير من تناوله أو تضمينه ضمن مشروباتك اليومية.
وتشير أخصائية التغذية إلى أن الماتشا الأزرق قد يقدم بعض "الإمتيازات" الخاصة به؛ ففي دراسة أجرت العام 2019 ونُشرت في مجلة Biology، وجد الباحثون أن مستخلص البازلاء ساهم في كبح استجابة الجسم للوجبات الغنية بالدهون. لكن الدراسة اقتصرت على 16 مشاركًا فقط يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ولم تكن دراسة مفصَلة.
خلاصة القول..
على الرغم من تشارك الماتشا الأزرق مع الماتشا الخضراء في الإسم، إلا أن المادتين مختلفتين تمامًا. فالماتشا الأخضر هو من أنواع الشاي الأخضر، يتم تصنيعه من أوراق الشاي المطحونة من نبات كاميليا سينينسيس، بينما الماتشا الأزرق هو مسحوقٌ مشتق من نبات مختلف تمامًا – ألا وهو نبات البازلاء الفراشة.
وفي حين أن الماتشا الأزرق "ذو اللون الحالم" لا يحتوي على نفس المُركبات المفيدة للصحة مثل الماتشا الخضراء – مثل مضادات الأكسدة ، والكافيين ، و L-theanine - فإن اللون الأزرق لا يضر. إذا كنت ترغبين بتجربتها، يمكنك إضافتها إلى المشروبات والحلويات الجميلة التي تُعدَين والتي ستلفت النظر بالتأكيد بلونها الأزرق الرائع الذي سيضفيه الماتشا الأزرق عليها.