مع اقتراب الصيف.. إليك المعايير الصحيحة لاختيار واقي الحماية من الشمس
الكثير من الناس يحبون فصل الصيف، وينتظرون بلهفة قدومه من جديد كل عام بعد أشهر الخريف والشتاء الباردة والممطرة. كي يتسنى لهم الإستمتاع بأشعة الشمس والسباحة والخروج في نزهات على الأقدام أو في السيارات والدراجات الهوائية وغيرها من وسائل النقل المتاحة.
ولا يمكن أن ننكر أن دفء فصل الصيف، خاصةً في المناطق الباردة، أمرٌ جميل ومحبَب؛ لكن تداعيات التعرض الشديد وغير الآمن لأشعة الشمس، يمكن أن تنجم عنه مشاكل جلدية وصحية، أبرزها يتمثل في زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
وبحسب مؤسسة سرطان الجلد الأمريكية، فإن هذا النوع من السرطان ينتج جراء التعرض المباشر والمفرط للأشعة فوق البنفسجية (UV)؛ويمكن لخمسة حروق شمس فقط، أن تضاعف من خطر الإصابة بالميلانوما، وهو النوع الأكثر فتكًا من سرطان الجلد. وحتى إذا كنت تتجنبين الحرق، فإن الجرعات التدريجية من التعرض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس (أو أسرّة التسمير) يمكن أن تتسبب في ظهور بقع الشمس وترهل الجلد والتجاعيد وتفاوت لون البشرة وسرطانات الجلد ومسببات التسرطن.
هل أزعجتك هذه المعلومات التي أسردتها لوريل غيراغثي، أخصائية جلدية متمرنة من ستانفورد، في مقالة منشورة على موقع WebMD؟ للأسف، كلها حقائق ينبغي لك أن تعرفيها من أخصائية وأم، توصيك بوجوب استخدام واقي الحماية من الشمس باستمرار، لتحمي نفسك وأحبتك من هذه المخاطر.
كما تقدم لك غيراغثي بعض النصائح والمعايير الأساسية الواجب اتباعها، عند اختيار الواقي الأنسب حسب نوع الجلد والبشرة والحالة الصحية؛ فلنتعرف سويًا عليها في موضوعنا اليوم.
معايير لا تنسيها عند اختيار واقي الحماية من الشمس
خلال فصل الصيف، تصل الأشعة فوق البنفسجية الحارقة للجلد إلى ذروتها؛ مما يجعل حماية البشرة في قائمة الأولويات. وتوصي الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، بضرورة تجنَب ساعات الذروة من أشعة الشمس والبحث عن الظل، وحماية بشرتك وعينيك بالقبعات والنظارات الشمسية. مع وجوب ارتداءالملابس الواقية ، وتطبيق واقي من الشمس واسع الطيف SPF 30+ كل ساعتين ، أو قبل ذلك؛ خاصةً في حال السباحة أو التعرق الزائد.
وبحسب غيراغثي، لا يهتم طبيب الأمراض الجلدية الخاص بك حقًا بأي واقي من الشمس تختارينه؛ طالما أنه يحمل طيفًا واسعًا، يحتوي على SPF 30 أو أعلى، وتحتاجينلاستخدامه بشكل كافٍ. ليس عليك عزيزتي إنفاق المال الكثير على واقي الحماية من الشمس، حتى يكون فعالًا؛ فليست العبرة في غلاء المنتج وجعله يؤمن حماية مطلقة، بل في تطبيقه بشكل كاف ومنتظم ليؤمن لك الحماية المطلوبة.
لذا تعرض لك غيراغثي، دليلًا شاملًا ومفصلًا حول معايير اختيار واقي الحماية من الشمس الأنسب لك في التالي...
-
للبشرة التي تعاني من التصبغات
من المهم للجميع حماية بشرتهم من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية، بغض النظر عن نوع الجلد؛ نظرًا لأن التعرض المفرط قد يؤدي إلى شيخوخة الجلد، مما يجعله مجعدًا ومتبقعًا وأكثر عرضةً للإصابة بسرطان الجلد. لدى السيدات صاحبات البشرة باللون، يمكن لبعض واقيات الشمس أن تجعل بشرتهنَ تبدو غير طبيعية أو حتى طباشيرية؛ وهذا هو سبب تفضيل الواقيات الخفيفة أو الشفافة أو الملونة في كثير من الأحيان.
-
للبشرة الحساسة
بالنسبة للنساء اللائي يعانينَ من الوردية أو أي امرأة مُعرَضة لحساسية الجلد أو تهيج الجلد، فإن واقيات الشمس المعدنية هي ألطف وأنعم. كونها تحتوي على المكونات المُهدَئة ومكونات الحماية مثل أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم.
ابحثي عن منتج خالٍ من العطور ومُسببات الحساسية الشائعة، لأن المكونات غير النشطة في العديد من واقيات الشمس يمكن أن تسبب تفاعلات جلدية.
-
للبشرة المُعرَضة للطفح الجلدي
تؤكد غيراغثي أن التركيبات الخالية من الزيوت والتي لا تسبب انسداد المسام، يمكن أن تحمي بشرتك دون المساهمة في ظهور البثور أو مشاكل الطفح الجلدي.
-
تكرهين البشرة المُدهنة
لا تقلقي.. فقد يوفر واقي الحماية من الشمس على شكل رذاذ أو جل أو مصل سريع الجفاف،وملمسه خفيف، في تقديم ما تحتاجين إليه. فقط تأكدي من وضعه وفركه جيدًا على المناطق الواجب بحمايتها، وإلا فقد تفوتك بعض البقع وينتهي بك الأمر مع حروق الشمس غير المكتملة.
-
أحب البقاء في الهواء الطلق
لا شك أن عشق الأجواء الخارجية لممارسة العديد من النشاطات، سواء السباحة أو ركوب الأمواج أو الركض أو حتى لمجرد العناية بالحديقة وزرع الزهور، يُعد أمرًا جميلًا في الصيف؛ إلا أن التعرض المتكرر لأشعة الشمس يمكن أن يتسبب في أضرار هذه الأشعة بشكل كبير، منها شيخوخة الجلد المبكرة، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
ولتأمين الحماية من هذه المخاطر، يمكنك استخدام البخاخات الرياضية أو الكريمات أو المستحضرات التي تحتوي على عامل حماية من الشمس بدرجة 50 أو أعلى مقاومة للماء أو شديدة المقاومة للماء على حماية البشرة لفترة أطول. كما يوصي أطباء الجلد باستراحة لإعادة التطبيق كل 80 دقيقة إذا كنت تسبحين أو تتعرق ، أو كل ساعتين إذا تمكنت من البقاء جافةً.
-
لدي أطفال
لا يُنصح عمومًا باستخدام واقي الشمس للأطفال دون سن 6 أشهر، ويُعدَ ارتداء القبعات والتواجد في المناطق المظللة والملابس الواقية أكثر أمانًا. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، يصبح واقي الشمس مهمًا نظرًا للتعرض الكبير للأشعة فوق البنفسجية، جراء النشاطات التي يقوم بها الأطفال خلال سنواتنموهم. وتوفر واقيات الشمس المعدنية التي تحتوي على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم، التغطية الأكثر أمانًا للبشرة الحساسة وفي طور النمو.
-
بشرتي جافة
لا حاجة عادةً لوضع طبقة من الكريم الواقي من الشمس والمرطب بشكل منفصل في حالة البشرة الجافة. وبدلًا من ذلك، تنصحك غيراغثي بالبحث عن منتج اثنين في واحد: مُرطَب يحتوي على عامل حماية من الشمس، أو واقي من الشمس مُصنَّف بأنه مرطب.
-
ذاهبةٌ إلى الشاطئ
قد يساعد واقي الشمس SPF50 أو أعلى والتطبيق المتكرر (كل 80 دقيقة أو نحو ذلك) في تجنب الحرق خلال أيام الشاطئ. وتشير الأبحاث الأولية إلى أن اثنين من مكونات واقية من الشمس، أوكتينوكسات وأوكسي بنزون، قد يضران بالشعاب المرجانية.. لذا إن كنت ستسبحين أو تمارسين الغطس، فكَري في المنتجات التي تحمل علامة "آمنة للشعاب المرجانية".
-
أحتاج تغطية إضافية لأنفي وأذنيَ ويديَ
تسمح التركيبات اللاصقة أو القابضة، بلمسات سريعة على المناطق الخارجية؛ ويسهل وضعها في السيارة أو جيبك أو حقيبة الشاطئ.
-
ماذا عن الشفاه؟..
بالتأكيد، إنهما بحاجة إلى الحماية من أشعة الشمس أيضًا. وكثيرًا ما يقوم أطباء الأمراض الجلدية بتشخيص وعلاج السرطانات وسرطانات الجلد على الشفاه. لذا احرصي على تطبيق واقي الحماية على شفتيك عند التعرض للشمس، وتكرار التطبيق في حال تناول الوجبات والتحادث وغيرها من الأمور التي قد لا تسمح للشفاه بالاحتفاظ بواقي الشمس لفترة طويلة.
-
لا أريد إفساد مكياجي
قد تكونين عزيزتي من النساء اللاتي يعشقن وضع الماكياج لوقت طويل. ويمكن لمنتجات الحماية من الشمس SPF أن تمنحكلمسة خفيفة لا تؤدي إلى إفساد الماكياج، وتُعزَز في الوقت ذاته مستوى الحماية من أشعة الشمس. لكن لا بد من معرفة أن إدارة الغذاء والدواء قد دعت لمزيد من البحث حول فعالية مساحيق SPF .
لذا قد تحتاجين إلى استخدام واقي حماية بشكل سبراي على الوجه بين الحين والآخر، أو وضع طبقة خفيفة من محلول SPF تحت الماكياج، لضمان بقائك محمية لفترة أطول.
-
لدي لون بشرة متفاوت
وفقًا لأخصائية الجلدية غيراغثي، قد تساعد منتجات SPF الملونة على حماية وتغطية البشرة التي تعانيمن البقع الشمسية وعلامات ما بعد حب الشباب والكلف (وهي بقعٌ سمراء أو بنية اللون تظهر على الخدين أو الجبهة أو الشفة العليا أو خط الفك)، والبهاق ( حالةٌ من أمراض المناعة الذاتية تؤدي إلى فقدان الجلد لصبغته). وتوفر واقيات الشمس التي تحتوي على أكسيد الحديد (المدرجة كمكون غير نشط على ملصقات المنتج) قيمة إضافية في هذه الحالة؛كونها تساعد على تصفية الضوء المرئي الذي يمكن أن يتسبب في صبغة غير متساوية للبشرة، تمامًا كما يفعل ضوء الأشعة فوق البنفسجية.
-
أعاني من الربو أو حالة رئوية أخرى
يُفضل تجنَب رش واقيات الشمس مباشرة على الوجه ومنطقة الأنف، واختيار كريم أو غسول أو جل أو لاصقة بدلاً من ذلك؛ لأن سلامة استنشاق مكونات الواقي من الشمس لم تتم دراستها جيدًا.
-
لدي الكثير من أضرار أشعة الشمس أو تاريخ من الإصابة بسرطان الجلد
كما أخبرك طبيبك على الأرجح، إذا تسببت لك الشمس بالفعل في مشكلة؛ فأنت بحاجة لحماية بشرتك قدر الإمكان. بالطبع، لا أحد منا يستطيع (أو ينبغي) تجنب الشمس تمامًا، لذلك من المهم الاعتماد على مجموعة من القبعات العريضة والملابس الواقية والظل والنظارات الشمسية والتطبيق المتسق والمتكرر للواقي من الشمس. يجب أن يكون ارتداء عامل الحماية من الشمس مثل تنظيف أسنانك بالفرشاة - وهو شيء تفعلينه كل يوم من أيام السنة؛ لأن إصابة الجلد بضرر الأشعة فوق البنفسجية يتراكم تدريجياً مع الوقت. وقد تساعد التركيبات التي تحتوي على مضادات الأكسدة في درء الجذور الحرة الضارة بالجلد.
في الختام، أثبت واقي الحماية من الشمس فوائد عدة مثبتة؛ منها أنه يُقلَل من خطر الإصابة بحروق الشمس وتلف الجلد ومرض سرطان الجلد، بما في ذلك الورم الميلانيني. لذا من الضروري تطبيق واقي حماية من الشمس مناسب لك بشكل متكرر، ولا تلتفتي لنتائج بعض الدراسات التي تقول بأن بعض المكونات الكيميائية التي تحمي من الشمس، تمَ اكتشافها لاحقًا في مجرى الدم.
من المهم أن تدركي أن هذه لم تكن دراسات سلامات، تؤكد غيراغثي؛ وأن هناك أبحاثًا إضافية جارية حول الموضوع. وقد أكد باحثو إدارة الغذاء والدواء (FDA) أنه يجب على الأفراد الاستمرار في استخدام واقي الشمس للمساعدة في حماية بشرتهم من أشعة الشمس.