لقاح يحمي من أمراض السرطان المختلفة.. ويحتاجه المراهقون بشكل خاص

تنقذ اللقاحات حياة الملايين من الأشخاص كل عام؛ إنها أدواتٌ أساسية لحماية أنفسنا ومجتمعاتنا من الأمراض المُعدية التي يمكن أن تتسبب بوفيات كبيرة، خصوصًا بين الأطفال الصغار نظرًا لتطور مناعتهم في مرحلة الطفولة.

وبحسب ما جاء على موقع "اليونيسف"، فاللقاحات هي مُنتجات تُعطى عادةً أثناء الطفولة لحماية الأطفال من أمراض خطيرة، وأحياناً فتاكة مثل شلل الأطفال. وتعمل اللقاحات على تحفيز الدفاعات الطبيعية في الجسم، ما يُهيّئه لمكافحة الأمراض على نحو أسرع وأكثر فاعلية.

تساعد اللقاحات جهاز المناعة الموجود في جسم الإنساان، على مكافحة الالتهابات بفاعلية أكبر من خلال إطلاق استجابات المناعة ضد أمراض محددة. وبعد ذلك، إذا اجتاح الفيروس أو الجرثومة جسمك في المستقبل، سيكون جهاز المناعة لديك مدركًا لكيفية مكافحة هذا الفيروس أو الجرثومة.

تتواصل التأكيدات من المنظمات المحلية والعالمية، على مأمونية اللقاحات؛ واحتمال أن يتضرر الطفل من الأمراض التي يمكن منعها باللقاحات، هو أكبر بكثير من أن يتضرر بفعل اللقاحات.  مع الإشارة إلى أن جميع اللقاحات تخضعلاختبارات وتجارب سريريرة مُشدَدة للتأكد من أنها مأمونة، وتلبَي معايير الجودة والأمان.

إذن، اللقاحات مهمة؛ فهي تنقذ الأرواح، وفي الواقع يُقدّر أنها تنقذ 2 إلى 3 ملايين روح في السنة. وهناك بعض اللقاحات التي ينبغي إعطاؤه للبنات والصبيان في مرحلة المراهقة، وتلعب دورًا أساسيًا في حمايتهم من أمراض خطيرة عدة، مثل أمراض السرطان.

واحد من هذه اللقاحات التي نتطرق إليها في موضوعنا اليوم، هو لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الذي اعتقدنا لسنوات أنه قد يحمينا من سرطان عنق الرحم فقط. في حين تبيَن أن هذا اللقاح يحمي من العديد من أمراض السرطان، ومنها سرطان الفم والحلق.

فيروس الورم الحليمي البشري.. هل يُسبَب سرطان الفم والحلق

من المؤكد أنك سمعت عن ارتباط عدوى فيروس الورم الحليمي البشري بالإصابة بأنواع معينة من سرطان عنق الرحم، ولكن هل كنت تعلمين أن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، مرتبطةٌ أيضًا بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق؟

ولتجنب الإصابة بهذه الأنواع من السرطان، يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، أن يتلقى جميع الفتية والفتيات اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري في سن 11 أو 12 عامًا — قبل تعرَضهم للفيروس.

ما هو فيروس الورم الحليمي البشريHPV؟

هو عدوى فيروسية تُسبَب عادةً نمو الزوائد الجلدية أو الثآليل؛ وهو أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا شيوعًا في الولايات المتحدة، حيث يبلغ عدد المصابين به أكثر من 42 مليون شخص.

تحدث عدوى فيروس الورم الحليمي البشري عندما يدخل الفيروس الجسم؛ عادةً من خلال جرح، أو خدش، أو تمزَق صغير في سطح الجلد. ثم ينتقل الفيروس من خلال الاتصال الجنسي أو تلامس الجلد. وهناك ما يزيد على 100 نوع من أنواع فيروس الورم الحليمي البشري. يتغلب جهاز المناعة في جسمك، في أغلب الحالات، على عدوى فيروس الورم الحليمي البشري قبل تكّون الثآليل، لذلك من السهل الإصابة به دون إدراك ذلك.

ارتباط فيروس الورم الحليمي البشري بالسرطان

قد تُسبَب بعض أنواع عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، الإصابة بالسرطان. على سبيل المثال، معظم أنواع سرطان عنق الرحم يكون سببها عدوى فيروس الورم الحليمي البشري كما يمكن لفيروس الورم الحليمي البشري أن يُسبَب أيضًا الإصابة بسرطانات الحلق والفم، والتي عادةً ما تكون أقل شراسة من تلك غير المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري.

يمكن أن تصيب عدوى فيروس الورم الحليمي البشري الفم والحلق؛ مُسبَبةً سرطان البلعوم الفموي، والذي يشمل مؤخرة الحلق وقاعدة اللسان واللوزتين. وتزيد احتمالية إصابة الرجال بسرطان الفم البلعومي بمقدار الضعف مقارنةً بالنساء، ويرجع ذلك بالأساس إلى العادات التي تزيد من مخاطر الإصابة به؛ مثل التدخين وتناول المشروبات الكحولية بكثرة والنظام الغذائي السيئ. كما أن الرجال أيضًا أكثر تعرَضًا للمواد السامة أثناء العمل.

الأعراض غير النوعية لسرطان الحلق والفم

يتمثل التحدي الذي يواجه تشخيص سرطان الحلق والفم، في أن العديد من الأعراض شائعةٌ في أمراض أو حالات مرضية أخرى، وليست خاصة بالسرطان. وتشمل هذه الأعراض:

• قرحة لا تلتئم.
• السعال.
• التهاب الحلق.
• ألم الأذنين.
• صعوبة في البلع.
• بحة في الصوت.

ومن السهل الاعتقاد أن هذه الأعراض سببها نزلة برد عادية أو حساسيات موسمية أو نتيجة الاحتفال بشكل صاخب.

خيارات علاج سرطان الحلق والفم

تتنوع خيارات علاج سرطان الفم البلعومي، وتستند على العديد من العوامل مثل موضع سرطان الحلق أو الفم ومرحلته، ونوع الخلايا المصابة؛ وإذا كانت الخلايا تُظهر علامات الإصابة بعَدوى فيروس الورم الحليمي البشري، والحالة الصحية العامة، وتفضيلاتك الشخصية. لذا يناقش فريق الرعاية الصحية فوائد كل خيار ومخاطره مع المرضى المصابين بهذا النوع من السرطان،لتحديد أفضل خطة تناسب حالتهم الصحية.

وقد تشمل العلاجات الشائعة:

• العلاج الإشعاعي
• جراحة لاستئصال السرطان الذي لم ينتقل بعد لأماكن أخرى
• جراحة لاستئصال جزء من الحلق، أو الحنجرة، أو العُقَد اللمفية
• العلاج الكيميائي
• العلاج الدوائي
• العلاج المناعي

كيفية الوقاية من سرطان الحلق والفم

بالرغم من عدم وجود طرق مُثبتة تمامًا للوقاية من الإصابة بسرطانات الحلق والفم، إلا إنه يمكنك اتباع الخطوات التالية لتقليل المخاطر:

• الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري

وجد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أنه يمكن الوقاية من أكثر من 90% من السرطانات التي يُسبَبها فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق تلقَي اللقاح. ويوصي المركز حاليًا أن يتلقّى جميع من يبلغ عمرهم 11 و12 عامًا، جرعتين من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، بفاصل ستة أشهر على الأقل بين الجرعتين. كما يمكن للمراهقين والبالغين حتى عمر 26 عامًا، تلقَي اللقاح أيضًا.

قد يقرر بعض البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و45 عامًا، تلقَي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بناءً على مناقشة يجرونها مع فريق الرعاية الصحية.

• عدم التدخين

قد تتسبب لك هذه الآفة بالعديد من الأمراض الخطيرة؛ لذا إن كنت تدخنين، فإنه الوقت المناسب الآن للإقلاع.

قد يكون الإقلاع صعبًا في البداية، لذا ينصحك خبراء الصحة بالتحدث مع فريق الرعاية الصحية عن طرق الإقلاع عن التدخين، مثل تناول الأدوية، والاستشارات النفسية، والمنتجات البديلة للنيكوتين.

• اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه

قد تُقلَل الفيتامينات ومضادات الأكسدة الموجودة في هذه الأصناف الغذائية، من خطر الإصابة بسرطان الحلق. واحرصي على تناول مجموعة متنوعة من الخضروات والفواكه الملونة.

• استخدام قناع تنفس بالقرب من الكيماويات الخطرة

قلَلي من تعرَضك للكيماويات، باستخدام قناع التنفس وغيره من معدات الحماية الشخصية.

• التوقف عن تناول المشروبات الكحولية.

في الختام، بادري باستشارة طبيبك في حال استمرت لديك الأعراض التنفسية الشائعة لبعض الوقت، مثل السعال والتهاب الحلق أو تورم غدد الرقبة. واحرصي على اتباع نمط حياة صحي، لك ولأفراد عائلتك، لحمايتهم من سرطان الفم والحلق وغيرها من الأمراض الخطيرة.

ولا تنسي إعطاء لقاح فيروس الورم الحليمي لبناتك وأبنائك من المراهقين، لتأمين حماية قصوى لهم من هذه الأمراض...