إحمي نفسك من سرطان الجهاز الهضمي.. باتباع نمط حياة صحي
يتعرض الجهاز الهضمي، كغيره من أعضاء الجسم الحيوية؛ للعديد من المشاكل الصحية والأمراض، التي يمكن أن تؤثر على دوره ووظائفه. ومن هذه المشاكل، سرطان الجهاز الهضمي، وهو مُصطلحٌ توصف به التغيرات الخبيثة التي تصيب الاعضاء المكونة للجهاز الهضمي، وتتضمن: المريء، المعدة، المرارة، البنكرياس، الأمعاء الدقيقة، الأمعاء الغليظة، المستقيم وفتحة الشرج.
تختلف أعراض سرطان الجهاز الهضمي باختلاف العضو المتضرر؛ لكنها قد تشمل انسدادات في القناة الهضمية، ينجم عنه صعوبة التبرز والبلع إضافة للنزيف. ففي حال عانيت عزيزتي من هذه الأعراض أو بعضها، ينصحك الخبراء بوجوب الخضوع لعملية المنظار وأخذ خزعة من النسيج المشبوه وتحليلها، وذلك من قبل الطبيب المختص. الذي يبادر لاعتماد نوعية العلاج ومدته حسب موقع الورم ونوعه ودرجة انتشاره.
لمعرفة المزيد حول سرطان الجهاز الهضمي، أكثر أنواعه شيوعًا، أسبابه وأعراضه وطرق معالجته؛ تحدثنا إلى البروفيسورالدكتور ليث الربيعي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد من"هيلث بوينت"، وأفادنا بالتالي..
ما هي أكثر أنواع سرطانات الجهاز الهضمي شيوعًا؟
بدايةً، يمكننا تقسيم الجهاز الهضمي إلى جزئين رئيسيين؛ أولهما القناة الهضمية التي تبدأ بالفم حتى القولون والمستقيم، والجزء الثاني هو مُلحقات الجهاز الهضمي والتي تتألف من الكبد والبنكرياس والمرارة. لذلك تشمل سرطان الجهاز الهضمي الجزئين، وأكثرها شيوعًاهو القولون والمستقيم والمعدة والمريء والكبد والبنكرياس؛ إلا أنه يمكن لأي جزء من الجهاز الهضمي التعرض لمرض السرطان.
هل يمكن أن تُعرَفنا على عوامل الخطر المرتبطة بسرطان الجهاز الهضمي؟
معظم أسباب السرطان، لاسيما سرطانات الجهاز الهضمي تُعزى لأسباب بيئية وأنماط الحياة ونوع التغذية. لذلك تُعتبر التغذية الخاطئة، مثل الوجبات السريعة والدهون المُهدرجة وغيرها؛ إلى جانب زيادة الوزن وزيادة تناول السكريات، من أبرز العوامل التي تزيد من مخاطر التعرض لهذه الأمراض. كما يُعد التدخين واستهلاك الكحول من عوامل الخطر، إلى جانب الالتهابات البكتيرية وجرثومة المعدة والتهابات الكبد والتهاب القولون المتقرح.
هنالك أيضًا أسبابٌ وراثية تُصنَف بين عوامل الخطر، علاوةً على التقدم بالسن الذي يزيد فرص الإصابة بسرطان القولون.
ما هي علامات وأعراض سرطان الجهاز الهضمي؟
بالنسبة لسرطانات الجهاز الهضمي، تنقسم الأعراض إلى ثلاثة أجزاء:
- الأول: هنالك نسبة ملحوظة من المرضى يتأخر تشخيصهم لغياب الأعراض، لذلك يكون تشخيصهم هذا متأخرًا.
- الثاني: وجود أعراض غير مرتبطة بالجهاز الهضمي، مثل الشعور بالتعب والإرهاق.
- الثالث: أعراض الجهاز الهضمي المباشرة مثل تقيء الدم ووجود دم في البراز واصفرار العين.
في حال وجود هذه الأعراض أو بعضها، ما هي الإجراءات التي يقوم بها الطبيب لتشخيص سرطان الجهاز الهضمي، وكيف تتم عملية التشخيص؟
قبل الخوض في إجابة هذا السؤال، لا بد من التنويه إلى أن عمليات تشخيص سرطان الجهاز الهضمي؛ شهدت تطورًا لافتًا في الآونة الأخيرة، حيث نمتلك اليوم تقنيات متقدمة ومناظير وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تساعدنا في عملية التشخيص.
وبالعودة إلى السؤال حول التشخيص، نبدأ عند رؤية المريض بالاستماع إلى قصته المرضية وأعراضه وتاريخه العائلي؛ لنقوم بناءً على ذلك بإجراء تحاليل معينة مثل تحليل الدم والبراز. وقد نلجأ إلى المناظير مثل منظار المعدة أو القولون أو القنوات الصفراوية، والتي تُعتبر أدوات تشخيصية هامة للكشف المبكر وعلاج المرض في بدايته. وهنالك أيضًا الفحوص الإشعاعية مثل التصوير المقطعي المحوسب والرنين المغناطيسي.
هل هناك عوامل وراثية معينة تزيد من خطر الإصابة بالمرض؟
كما ذكرنا أعلاه، نعم تلعب العوامل الوراثية والجينة دورًا رئيسيًا في الإصابة بالسرطان؛ لذلك نجد عائلات أكثر عرضةً للإصابة من غيرها. وتحدث 90% من الجينات المسؤولة عن السرطان بسب طفرات متعلقة بأنماط الحياة والعوامل البيئية، بينما 10% منها موروثة من العائلة.
وهنالك أمراض وراثية مثل اللُحميات الموروثة من الأسرة. كما يوجد أمراض أخرى تُعتبر من عوامل الخطر المرتبطة بسرطانات الجهاز الهضمي، مثل التهاب القولون المتقرح وجرثومة المعدة.
ما أهمية الكشف المبكر عن سرطان الجهاز الهضمي؟
يُعدَ الكشف المبكر لمختلف أنواع السرطان، من أهم أسباب نجاح علاجه. وبالنسبة لسرطانات الجهاز الهضمي، تكون فرص إصابة الشباب في العشرينيات من عمرهم بهذه الأمراض منخفضة للغاية مقارنة بالأكبر سنًا في الخمسينيات من عمرهم. وبما أن سرطانات الجهاز الهضمي ترتبط بالعوامل البيئية، فمن الطبيعي أن يكون الأشخاص الأكبر سنًا همأكثر عرضة للإصابة بالسرطانات، مع تعرَضهم لوقت أطول لتلك العوامل البيئية.
نوصي دائمًا بعدم استقاء المعلومات من مصادر غير موثوقة عند ظهور أي أعراض، واستشارة الطبيب لأنه الأكثر قدرةً على تقييم الحالة وإجراء الفحوصات المناسبة عند الحاجة. وبالنسبة للأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالسرطان، مثل أكثر من 40 عامًا؛ ننصحهم بالفحوصات الدورية عبر بعضالإجراءات مثل منظار القولون مرة كل 10 سنوات، وهو إجراءٌ قادر على الكشف عن أي لُحميات أو بداية إصابة بالسرطان، ليتمكن الطبيب من علاج الحالة مبكرًا.
هنالك بعض أنواع سرطانات الجهاز الهضمي، تكون فرص نجاحها بين 90% و100% عند كشفها مبكرًا مثل سرطان القولون؛ وتنخفض نسبة الشفاء من هذا المرض إلى 10% عند تشخيصه في وقت متأخر.
نأتي الآن إلى النقطة الأهم والتي تراود فكر الكثيرين: هل ثمة تدابير وقائية أو تغييرات في نمط الحياة يمكن تساعدفي تقليل خطر الإصابة بالمرض؟
ترتبط معظم سرطانات الجهاز الهضمي بالبيئة وأنماط الحياة؛ لذلك ننصح الجميع بتبنَي أنماط حياة صحية وممارسة الرياضة وتجنب الزيوت المُهدرجة والأطعمة المُصنعة. كما أن الإقلاع عن التدخين يُعتبر أمرًا في غاية الأهمية، ونوصي بالاشتراك بالبرامج الوطنية للكشف المبكر عن السرطان. ويجب ألا نستهين أبدًا بالأعراض ومراجعة الطبيب للاطمئنان والكشف عن المرض مبكرًا في حالة وجوده، لأن ذلك يُحسَن بشكل كبير من فرص العلاج.
في الختام، لكل داء دواء؛ خاصةً إذا ما تم الكشف عن المرض مبكرًا من قبل الطبيب المختص ووصف العلاج المناسب الذي يساعد في التعافي والشفاء من العلة. فلا تترددي عزيزتي في طلب المشورة الطبية في حال شعورك بأية أعراض غير مألوفة، عوضًا عن الإصغاء لبعض الإدعاءات المنتشرة حاليًا على مواقع التواصل الإجتماعي.