استفيدي من الأشعة فوق البنفسجية.. باتباع هذه النصائح
أنعم الله علينا بالكثير من النعم المتمثلة في الشمس والهواء والماء، وغيرها من المصادر الطبيعية التي تُحيَي الجسم وتسهم في بنائه ونموه واستمراره. والشمس هي ذلك النجم القوي المشع، الذي يمنحنا الضوء والتدفئة طوال أيام السنة؛ وهي مفيدةٌ جدًا لصحة الإنسان الجسدية والنفسية، في حال استخدمناها بشكل جيد وآمن.
يُميَز العلماء 3 أنواع من الأشعة التي يتألف منها الإشعاع الشمسي، وتشمل:
- الأشعة الحرارية أو الأشعة تحت الحمراء: وهي غير مرئية، وتُقدَر نسبتها بنحو (50%) من جملة الإشعاع الشمسي.يتراوح طول موجاتها من (0.75ـ 4.0) ميكرون (1/1000 من ملليتر) وتلعب دورًا هامًا في النشاط بأسره.
- تسلَل أشعة الشمس عبر النافذة: الأشعة الضوئية المُسماة مرئية،هي في الحقيقة غير مرئية؛ فأشعة الشمس وبها مايُسمى الضوء المرئي مثلًا، تخترق الفضاء الكوني من غير أن نراها، ولكنها تنير الوسط المادي الشفاف التي تتناثر فيه مثل الغلاف الجوي أو تنعكس منه مثل سطح القمر. والتشتت أو التناثر هو السر في إنارة الجو بضوء النهار، مع العلم أنه يمكن تحليل الضوء بمنشور زجاجي إلى مكوناته الأساسية. وتُقدر نسبة الأشعة الضوئية بنحو 37% من جملة الإشعاع الشمسي، ويتراوح طول موجاتها من (0.40ـ 0.74) ميكرون، وتزداد قوة الأشعة الضوئية على سطح الأرض في وقت الظهيرة أثناء النهار في فصل الصيف.
- الأشعة فوق البنفسجية: وتُسمى أيضًا "الأشعة الحيوية"، وهي غير مرئية وتُقدر نسبتها بنحو (13%) من جملة الإشعاع الشمسي. أما طول موجتهافيتراوح بين (0.17ـ0.40)ميكرون.
يُعدَ شهر يوليو، شهر التوعية من مخاطر الأشعة فوق البنفسجية؛ والتي يُشدَد عليها الكثير من الخبراء والمختصين، ومنهم الدكتورة مريم ناصر الزعابي، استشارية أمراض جلدية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية التي تقدم لنا في موضوع اليوم؛ بعض النصائح الواجب اتخاذها للحدَ من التعرض لهذا النوع من الأشعة.
لكن قبل ذلك، طرحنا السؤال التالي: هل الأشعة فوق البنفسجية مفيدةٌ للصحة؟ وإليك ما أجابت به الدكتورة الزعابي..
الفوائد الصحية المعروفة للأشعة فوق البنفسجية
تُوفَر الشمس الدفء والضوء، وهما مفيدان لصحتنا العقلية والبدنية؛إذ يُعزَز كلٌ من الضوء والدفء من الشمسمن حركة الدورة الدموية بشكلٍ أفضل. ويُعدَ التعرض المحدود للأشعة فوق البنفسجية، أمرًا ضروريًا للجسم لأنه يُحفَز إنتاج فيتامين "د" الذي يُعزز بدوره امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الطعام. كما تلعب الأشعة فوق البنفسجية دورًا حيويًا في تطوير الهيكل العظمي وتعزيز وظيفة المناعة وتكوين خلايا الدم.
يتم استخدام الأشعة فوق البنفجسية أيضًا في علاج بعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية؛ وذلك بفضل قدراتها الفائقة على محاربة الجراثيم. وبالتالي تُعدَ مفيدة في عملية التنقية والتعقيم.
كيف يُمكننا الاستفادة من الآثار الإيجابية للأشعة فوق البنفسجية؟ وبالمقابل، كيف نحمي أنفسنا من آثارها السلبية؟
للأشعة فوق البنفسجية عدة فوائد، تؤكد الدكتورة الزعابي؛ إلا أنها قد تُسبب بعض المخاطر الصحية. ويُعدَ التعرض للأشعة فوق البنفسجية بشكل مفرط خطرًا، كونه يُسبَب أنواعًا مختلفة من سرطان الجلد. الشمس هي المصدر الرئيسي للأشعة فوق البنفسجية، وفي حال التعرض للشمس بشكل كبير؛ قد يكون الشخص مُعرَضًا للإصابة بسرطان الجلد أكثر من غيره.
على الرغم من أن الأشعة فوق البنفسجيةتُشكل جزءًا صغيرًا جدًا من أشعة الشمس، إلا أنها تُعتبر من المُسبَبات الرئيسة لأضرار الشمس على البشرة؛ حيث تقوم الشمس بإتلاف الحمض النووي لخلايا الجلد، وبالتالي قد تُسبَب الضرر على الحمض النووي الذي يتحكم في نمو الخلايا ويسبب سرطان الجلد.
للإستفادة من الفوائد الصحية للأشعة فوق البنفسجية بشكلٍ عام، تنصح استشارية الأمراض الجلدية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بأبوظبي؛ بالتعرض لأشعة الشمس لمدة لا تزيد عن 5 إلى 15 دقيقة، مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.
وهناك العديد منالطرق التي يمكن اتباعها، لحماية أنفسنا ومن نحب من التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، توردها الدكتورة الزعابي على الشكل التالي:
- الحرص على البقاء في الظل عندما تكون أشعة الشمس قويةً، في الفترة ما بين الساعة 10 صباحاً و4 مساءً.
- ارتداء الملابس التي تغطي الذراعين والساقين.
- ارتداء قبعة ذات حواف واسعة، لضمان تغطية الوجه والرأس والأذنين والرقبة.
- ارتداء النظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة.
- استخدام واقٍ للحماية من أشعة الشمس UVA و UVB، مع عامل حماية(SPF) بدرجة 15 أو أعلى قبل التعرض لأشعة الشمس بـ 20 دقيقة على الأقل.
كيف ومتى تصبح الأشعة فوق البنفسجية خطرةً؟
يمكن أن يُشكل التعرض المُفرط للشمس والأشعة فوق البنفسجية مخاطر جسيمة على الصحة، بما في ذلك حروق الشمس وأمراض العين المُسببة للعمى وسرطان الجلد.
ويُعد سرطان الجلد أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا، وعادةً ما يظهر على الرأس والوجه والرقبة واليدين والذراعين؛ لأن هذه المناطق من الجسم هي الأكثر تعرضًا للأشعة فوق البنفسجية.فمعظم حالات سرطان الجلد، حتى أخطر أنواعها، تنتج عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
ووفقًا للدكتورة الزعابي، تشمل فئات الأفراد الأكثر تعرضًا لمخاطر الأشعة فوق البنفسجية ما يلي:
- الأشخاص الذين يقضون وقتًاطويلًا تحت الشمس أو تعرضوا لحروق الشمس.
- أصحاباللون الفاتح للبشرة والشعر والعينين.
- الأشخاص الذين لديهم تاريخٌ عائلي في الإصابة بسرطان الجلد.
- الأشخاص فوق سن الخمسين.
في الختام، ننصحك عزيزتي بالإستفادة من أشعة الشمس بشكل واعي وصحيح؛ فهي بالنهاية واحدةٌ من نعم الله علينا، التي أوصانا باستخدامها بصورة فعالة وجيدة. وهو ما ينصحك به خبراء الصحة والجلد أيضًا، تجنَبًا للإصابة بمشاكل الجلد البسيطة مثل الحروق، أو الخطيرة مثل سرطان الجلد.
ولا تنسي، أن الأطفال وكبار السن والمرضى؛ هم أكثر الناس عرضةً للإصابة بمخاطر الأشعة فوق البنفسجية. لذا حاولي التركيز عليهم أكثر، خصوصًا في الفترة الحالية من فصل الصيف الذي يشهد درجات حرارة عالية وقياسية.