المرأة الإماراتية في ميدان السباق.. تحقيق طموحات وإثبات وجود
للمرأة دورٌ، بل أدوار كبيرة ومهمة في نواحي الحياة المختلفة. ولا تقتصر فقط على الزواج والحمل والولادة والعناية بالبيت والأطفال، وإن كانت هذه المهام أعظمها وأهمها للمرأة؛ وإنما تمتد لتشمل العديد من الوظائف والمهن والمراكز الصدارية التي تسلقت المرأة سلالمها، واتخذت لها هناك مكانًا ومستقرًا.
وليست المرأة الإماراتية بغريبة عن هذه القفزة النوعية للنساء حول العالم، ولم تتخلف عنهنَ في استثمار قدراتها وإمكانياتها لتطوير وتنمية المجمتع. حتى أن الكثير من الإماراتيات، بتنَ اليوم ينافسن الرجال في تحقيق نجاحات وإنجازات مميزة في مجالات عدة، منها المجال الرياضي.
بمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يصادف 28 أغسطس من كل يوم، تحدثنا إلى إماراتيتين بارزتين في ميادين الجري والسباقات المحلية والدولية؛ للوقوف أكثر على رحلتهنَ المميزة في عالم الرياضة، ما هي المعوقات والحوافز التي جعلتهنَ يحققنَ التفرد، وما رسالتهنَ لكافة النساء سواء في دولة الإمارات أو حول العالم.
إماراتيات رائدات في مجال السباق والجري
هناء النابلسي
المقابلة الأولى كانت مع هناء النابلسيASICS FrontRunner، لاعبة ترايثلون إماراتيةتتدرب لتحقيق حلم أولمبي وتشارك في بطولة الفيلم الوثائقي "الطريق إلى الأولمبياد". تمَ تحويل رحلتها للياقة البدنية، إلى فيلم وثائقي بعنوان المرأة الحديدية؛فقد أكملت سباقين للرجل الحديدي يبلغ طولهما 70.3، ولم يكن لديها أدنى فكرة عن الرجل الحديدي حتى تحدّاها ابن عمها وكان ذلك بمثابة صناعة التاريخلها!
شابةٌ مشرقة، شغوفة، تُكرس جهودها لصنع إسم لنفسها وإلهام المزيد من النساء للحركة؛ كان لنا معها اللقاء المشوق التالي:
ما الذي ألهمكِ لتكوني رياضية؟
لقد بدأتُ رحلتي في عمر صغير جدًا، كنتُ عداءًة في سن المراهقة؛ في البداية، اضطررتُ إلى الجري لأن المدربين في المدرسة رأوا إمكاناتي وكانوا يشيرون إليَ دائمًا باسم "ساقي بامبي". يا لها من نعمة أنني واصلتُ العمل وأصبحتُ مهووسةً بالرياضة؛ لقد أحببتُ الشعور بالحرية أثناء الركض، وشعرت بالتحرر والحياة بعد ممارسة هذه الرياضة. كان الأمر أيضًا بمثابة هروبً من العالم والضجيج الخارجي؛ لذا أعتقد أن مصدر إلهامي كان الشعور وليس أي شيء آخر في ذلك الوقت. لقد تغيَر إلهامي مع مرور الوقت، خاصةً عندما دخلتُ رياضة الترياتلون. كنتُ أرغب دائمًا في تغيير العالم، وهذا شيء كنتُ أقوله دومًا منذ كنتُ في السادسة من عمري.
مصدر إلهامي اليوم هو طموحاتي الذاتية منذ كنتُ في السادسة من عمري. أريد أن يصدق الناس، أريدهم أن يكسروا الوضع الراهن، أريد أن يخرج الجميع من الصناديق التي وضعوا أنفسهم فيها وأن يكونوا أحرارًا في جعل المستحيل ممكنًا. أريد للمرأة على وجه التحديد أن تكون ذلك الصقر الذي نهض من تحت الرماد. إذن باختصار؛ ما الذي ألهمني لأكون رياضيًة؟ كل واحد منكم.
ما هي العقبات التي واجهتكِ/مازلتِ تواجهينها حتى اليوم، وكيف تغلبتِ عليها؟
إنها معركةٌ شاقة، أن تكوني امرأةً تمارس الرياضة. بشكل عام، لا يتم التعامل مع النساء على محمل الجد مثل الرجال في مجال الرياضة،ربما لأسباب قديمة قدم العصر الحجري؛ يُعتقد أنه بمجرد أن نتزوج (إذا فعلنا ذلك)، فإن هذا المسار قد انتهى، أو إذا أنجبنا أطفالًا، فإن هذا المسار قد انتهى والقائمة تطول وتطول. الكثير لا يحبون أو يعتقدون أنه ينبغي عليهم استثمار وقتهم في النساء لأن ذلك "طريق مسدود".
لذا، وكوني امرأةً تمارس الرياضة؛ عليَ أن أستمر بالمثابرة بصوت عالٍ، ومرن، وواثق، وألا أقبل أبدًا كلمة "لا" كإجابة.
هل تشجعين سيدات إماراتيات أخريات على أن يصبحن رياضيات، ولماذا؟
أجل بالطبع؛ إنه عالمٌ ينمو إلى الأبد، والكثير من الإمكانات تسهم في نموه. لقد ازدهرت الحركة الرياضية النسائية في دولة الإمارات، وأعتقد أنها ستستمر في الازدهار لفترة طويلة، نحنُ المستقبل.
ما الذي غيَرته الرياضة فيكِ (الشخصية، الصحة، إلخ)؟
نجحت الرياضة في تغيير وجهة نظري بالكامل، مرةً بعد مرة نحو العالم،نحو عقلي، ونحو قدراتي. الرياضةتخلق عادة الانضباط لدى الإنسان، وعقلًا قويًا يمكنكِاستخدامهفي أي شيء وكل شيء في حياتكِ. إنه مفتاح البوابات الذهبية.
كيف تنظرين إلى يوم المرأة الإماراتية؟
أعتقد أنها طريقة جميلة لتقدير نساء اليوم، ولنساء المستقبل.
ما هي رسالتكِ إلى المرأة الإماراتية وجميع النساء العربيات؟
إذا كنتِ تستطيعينتخيَل شيء ما في عقلكِ، فيمكنك الحصول عليه بين يديكِ.لذا كوني مخلصةً لرؤيتكِ، وتخلصي من الضوضاء التي تحول دون تحقيقك لهذه الرؤية.
أسماء الجناحي
ASICS FrontRunnerهي أول امرأة إماراتية تُنهي سباق الرجل الحديدي 70.3 أربع مرات وتشارك في ثلاث سباقات للرجل الحديدي في الشرق الأوسط في موسم واحد. حصلت على العديد من جوائز الرجل الحديدي كونها أول مواطنة إماراتية وامرأة في دول مجلس التعاون الخليجي تكمل هذه السباقات؛ كما حصلت أسماء أيضًا على المركز الأول في بطولة أبوظبي العالمية للترايثلون في عام 2019 من بين إنجازات أخرى.
تتمثل مهمتها في إلهام النساء الأخريات والأجيال القادمة لممارسة الرياضة وجعلها جزءًا لا يتجزأ من حياتهم. اليوم هو جزء من الاتحاد الرياضي ولاعب رئيسي في استراتيجية الحكومة بشأن الترياتلون؛ وعن رحلتها تحدثنا بالآتي:
ما الذي ألهمكِ لتكوني رياضية؟
منذ أن كنتُ طفلةً، أمارسُ دائمًا نوعًا من الرياضة وكنتُ شغوفةً بها دائمًا. لقد استكشفتُ العديد من الرياضات الجماعية والرياضات الفردية طوال حياتي. في الأساس، أردتُ دائمًا أن أصبح رياضية.
ما هي العقبات التي واجهتكِ /مازلتِ تواجهينها حتى اليوم، وكيف تغلبتِ عليها؟
في رياضتي (الترايثلون) لم يكن هناك أي ملابس مُحجبة أو مُحافظة للنساء؛ لقد كان هذا هو الجزء الأكثر تحديًا. أما الآن، فقد بتنا نمتلك المزيد والمزيد من الخيارات،وهذا نتيجة دخولنا هذه الرياضة. تُعدَ إدارة الوقت أيضًا تحديًا آخر، حيث أن لديَ وظيفةٌ بدوام كامل؛ وأنا رياضية مُدَربة في نفس الوقت.
هل تشجعين سيدات إماراتيات أخريات على ممارسة الرياضة، ولماذا؟
أشجع المزيد من النساء على ممارسة الرياضة؛ وأسعى دائمًا للمساهمة في الجيل القادم من الرياضيات الإماراتيات وخاصةً الشابات منهنَ، لتمثيل دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى الدولي والعالمي. باعتباري أحد مستخدمي ASICS FrontRunner، أسعى دائمًا إلى تشجيع النساء على التحرك من أجل نمط حياة أكثر صحة، حتى في الرياضة بشكل عام، إن لم يكن الرياضة الاحترافية.
ما الذي غيَرته الرياضة فيكِ (الشخصية، الصحة، إلخ)؟
أسهمت الرياضة بتغيير كل شيء في حياتي، وأصبحت أسلوب حياة؛كما جعلت مني شخصًا أقوى، ومنحتني الفرصة لتمثيل بلدي، وإحداث تغيير اجتماعي إيجابي داخل المجتمع.
كيف تنظرين إلى يوم المرأة الإماراتية؟
أعتبرها مناسبةً للاحتفال بإنجازاتنا حقًا، وتقدير الدعم الذي تلقيناه، والاحتفال بنجاحاتنا.
ما هي رسالتكِ إلى المرأة الإماراتية وجميع النساء العربيات؟
نحن نشهد التغيير الذي يحدث، ودورنا تطويره، وجعل المرأة تحقق إنجازات أكبر في جميع مجالات الحياة. ثقي بنفسكِ دائمًا، وادعمي النساء الأخريات قدر ما استطعتِ؛ فنحن ننجح عندما ندعم بعضنا البعض.