مع العودة للعمل والمدارس.. إليكِ أفضل الأطعمة لتعزيز المناعة في فصل الخريف
عودةً طيبة وحميدة للجميع من العطلة الصيفية، التي امتدت عند البعض لحوالي الشهرين؛ فيما تمكنَ آخرون من الاستمتاع بإجازة الصيف لفترة أقصر، لكنها بالتأكيد أسهمت في تنشيط الجسم وتعزيز الاسترخاء والراحة بعد أشهر طويلة من العمل.
وها نحن نشهد اليوم، عودة الطلبة إلى المدارس أيضًأ؛ وهو أمرٌ يُفرح الأهل لكنه يتعسهم في الوقت ذاته. إذ كثيرًا ما تشهد العودة لمقاعد الدراسة، عودة الأمراض والمشاكل الصحية التي تتجدد كل عام مع تغيَر الفصول واحتكاك الأطفال ببعضهم؛ ما يُسرَع من انتقال العدوى بينهم والإصابة بالمرض سريعًا، وهو ما قد ينتج عنه التغيب لعدة أيام عن المدرسة مع بداياتها.
كذلك الأمر بالنسبة للبالغين، الذين سوف يعودون إلى مقار أعمالهم بعد انتهاء العطلة الصيفية. وهناك، سيكون الاختلاط بزملاء العمل، وتغير الفصول وأجواء المكاتب التي عادةً ما تكون باردةً جدًا بسبب المكيفات قياسًا بدرجات الحرارة المرتفعة في الخارج.
كل هذا قد يُضعف المناعة، التي تتناقص فاعليتها مع نقص الحصول على المغذيات التي نجدها أولًا في الأطعمة المختلفة والمتنوعة. لذا يُشدَد خبراء التغذية، ومنهم الخبيرة الروسية أنجلينا فودولازكايا؛ على وجوب التركيز على بعض أصناف الطعام مع بداية فصل الخريف، لتقوية المناعة واستجابتها ضد عدوى الفيروسات والجراثيم الشائعة في هذا الفصل.
فما رأيك بالتعرف عليها معنا اليوم؟.. إنما بدايةً، فلنتعرف على نقص المناعة في الجسم.
نقص المناعة يؤدي لزيادة الأمراض
هذا ما أكدته خبيرة التغذية الروسية أنجلينا فودولازكايا، مشيرةً إلى أن نشاط الاستجابة المناعية للجسم يتناقص مع نقص المواد المغذية التي يحصل عليها من الطعام. لذا، فإن قلة الحصول على مصادر معينة من الأطعمة، قد ينعكس سلبًا على صحة الجهاز المناعي وقدرته الاستجابية لصدَ أي هجوم فيروسي أو بكتيري على أجهزة وأعضاء الجسم؛ خصوصًا الجهاز التنفسي الذي ينال الحصة الأكبر من مشاكل وأمراض الخريف مثل نزلات البرد والزكام وغيرها.
ومع عودة متحورات فيروس كورونا للظهور من جديد، وبقوة في بعض دول العالم؛ ينبغي إيلاء صحة الجهاز المناعي عناية مضاعفة، كي يتمكن من مجابهة هذه المتحورات وكذلك أمراض الخريف.
الأساس الأول في تقوية عمل وقوة جهاز المناعة في الجسم، تبدأ من الطعام.. فما هي الأطعمة التي تُعزَز عمل المناعة؟
أفضل الأطعمة لتعزيز المناعة في الخريف
أشارت فودولازكايا، وهي أيضًا طبيبة متخصصة في الغدد الصماء فضلًا عن عملها كخبيرة تغذية؛ أنه من الضروري جدًا إجراء عملية إعادة بناء للجسم مع حلول فصل الخريف والعودة للعمل والمدارس. مؤكدةً أن التركيز على بعض الخضروات بشكل خاص، يُسهم في تزويد الجسم بكافة المواد الصحية التي تُنجح هذه العملية، بحسب ما نقلت عنها بعض وسائل الإعلام الروسية.
وأفاد موقع "العربية.نت" الذي تطرق لهذا الموضوع اليوم، إلى أن تعزيز المناعة ينعكس إيجابًا على صحة الأمعاء. فإذا أخذنا بالاعتبار أن بين 70-80%من الخلايا المناعية موجودةٌ في الغشاء المخاطي للأمعاء؛ سندرك حينهاأن المحافظة على وجود ميكروبيوم صحي في الأمعاء، هو مفتاح تنشيط ودعم منظومة المناعة في الجسم. وأكثر العناصر الغذائية التي تسهم في تحسين عمل الأمعاء هي الألياف الغذائية، التي نجدها بكثرة في الخضراوات.
هذه الخضروات كما أوصت بها فودولازكايا، تأتي حسب الترتيب التالي:
- الجزر: بحسب فودولازكايا، فإن الجزر هو أفضل الخضراوات التي تُعزَز المناعة؛ كونه يحتوي على بيتا كاروتين وفيتامينأ اللذين يعملان على تنشيط منظومة المناعة للعمل بشكل جيد. ويؤدي إشباع الكائنات الحية الدقيقة بهذه المُغذيات، مثل ميكروبيوم الأمعاء، إلى انخفاض شديدة في وتيرة ومدة الإصابة بأمراض البرد.
لكن خبيرة التغذية الروسيةشددت في الوقت ذاته على تناول الجزر باعتدال "لأن الإفراط بتناوله قد يُسبَب الإسهال والنعاس، وحتى تلون الجلد باللون الأصفر".
- الفلفل الحلو: الذي يأتي بألوان الأخضر والأصفر والأحمر والبرتقالي، تنصحكِ فودولازكايا بتناوله لتقوية المناعة؛ إذ يحتوي هذا الصنف من الخضروات على فيتامين سي بنسبة 40% أكثر من الحمضيات. كما أن الفلفل الطازج غير المُعالج حراريًا وغير المطبوخ هو الأفضل، لاحتوائه على فيتامينات ومعادن مفيدة للمناعة.
- السبانخ: وفق خبيرة التغذية وطبيبة الغدد الصماء، يأتي السبانخ ضمن الخضروات المقوية للمناعة؛ وهو من ضمن أفضل عشرة أطعمة خارقة يُنصح بتناولها على الدوام، إذيحتوي كل 100 جرام من السبانخ الطازجة على نصف حاجة الجسم اليومية من فيتامين أوفيتامينسيوالزنك، وكلها عناصر ضرورية لدعم خلايا المناعة. كذلكيحتوي السبانخ على البيورينات، لذا لا تكثري من تناولها لأنها قد تتسبب بزيادة حمض اليوريك في الجسم، ومضاعفاته السلبية ومنها النقرس وأمراض القلب والكلى والسكر.
- الثوم: من منا لم يسمع عن الثوم كواحد من مضادات الالتهاب الأشد والأكثر فاعلية على الإطلاق؟ هذا ما تؤكده فودولازكايا بدورها، مشيرةً إلى أن الثوم يحتوي على أكثر من 100 مضاد للأكسدة والالتهابات إضافةً إلى مبيدات نباتية ذات تأثير مضاد للميكروبات. ويُسهم تناول الثوم بطريقة صحيحة ومتوازنة، في تعزيز عمل الدورة الدموية، تحفيز منظومة المناعة وخفض مستوى الكوليسترول بالدم.
لكن كما هي الحال مع أي مادة غذائية نُكثر من تناولها، فإن الإفراط بتناول الثوم قد يُسبَب بعض المشاكل في المعدة خاصةً لمن يعانون من القرحة والتهاب المعدة. إضافةً إلى مشاكل رائحة الفم الكريهة، التجشؤ الزائد والطفح الجلدي.
- الزنجبيل: نأتي الآن إلى العنصر الخامس من الخضروات الأكثر فائدةً للمناعة، ألا وهو الزنجبيل. وتشير خبيرة التغذية والطبيبة الروسية فودولازكايا إلى أن الزنجبيل غني بمادة الجينجيرولGingerolالمنشطة لخلايا المناعة؛ وتقول في هذا الصدد: "يجب ألا ننسى أن مكونات الزنجبيل تُهيّج الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي. لذا لا يُنصح بتناوله بكثرة، وعند وجود مشكلات في الجهاز الهضمي يُمنع تناوله نهائيًا."
في الختام، تؤكد فودولازكايا أن معظم الخضروات الورقية غنية بالألياف الغذائية التي تؤثر إيجابًا على ميكربيوم الأمعاء. لكن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، ينبغي عليهم تناولها بحذر، واتباع تعليمات الطبيب المختص فيما يخصها.
خلاصة القول، ادعمي مناعتكِ ومناعة أحبتكِ مع بداية فصل الخريف والعودة للعمل والدراسة؛ من خلال التركيز على أصناف الخضروات المذكورة أعلاه وبعد استشارة الطبيب حول كمياتها المسموحة.