تُعانين من الصداع بعد ممارسة التمارين الرياضية؟ إليك الأسباب وكيفية التعامل معه
الصداع الرياضي هو حالة مرضية قد تُصيب بعض النساء أو الفتيات أثناء ممارسة الرياضة أو بعد الإنتهاء منها؛ وغالبًا ما يختفي بعد مرور بضع دقائق من الشعور به، وقد يستمر مع بعض الحالات لمدة يومين أو أكثر.
يحدث الصداع الناجم عن ممارسة الرياضة بعد إنخراط المرأة أو الفتاة في أي نشاط بدني شاق مثل: " الجري، أو رفع الأثقال، أو ركوب الدراجات، أو السباحة، وغيرها"؛ ما يؤدي ذلك إلى زيادة الدورة الدموية حول الرأس، وفروة الرأس، وبالتالي توسع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم، ومن ثم الشعور بهذه الآلام.
ولمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، سُنطلعك عبر موقع " هي " عن أسباب الصداع بعد اإنتهاء من ممارسة التمارين الرياضية بالتفصيل، وأنواعه، وكيفية التعامل معه؛ وذلك من خلال استشاري الأوعية الدموية والأمراض الباطنية الدكتور هشام نبيل من القاهرة.
ظاهرة صداع ما بعد التمارين الرياضية
وبحسب دكتور هشام، بعد الانتهاء من ممارسة التمارين الرياضية بمختلف أنواعها وعودة درجة حرارة الجسم والعضلات إلى طبيعتها، والتحول من حالة الاستعداد والنشاط إلى الحالة الطبيعية وهي الارتخاء، قد تشعر بعض الرياضيات بألم أو وجع في الرأس؛ وذلك إذا كانت القوة أو القلب، عالية أو مُنخفضة الشدة.
عمومًا، ليس من المألوف الشعور بالصداع بعد ممارسة الرياضة، ولكن يقسم الأطباء نوبات الصداع الناتجة عن بذل جهد إلى فئتين؛ وعادةً ما تكون نوبات الصداع الأولية الناتجة عن بذل جهد غير ضارة، ولا ترتبط بأي مشكلات كامنة، ويُمكن الوقاية منها غالبًا بالأدوية.
وتحدث نوبات الصداع الثانوية الناتجة عن بذل جهد بسبب مشكلات كامنة وخطيرة في كثير من الأحيان داخل الدماغ، مثل: "النزيف أو الورم"، أو خارج الدماغ، مثل:" مرض الشريان التاجي ". علمًا أن نوبات الصداع الثانوية الناتجة عن بذل جهد قد تتطلب عناية طبية طارئة.
الصداع الرياضي مرتبط بهذه الأنواع
وأضاف دكتور هشام، كما ذكرت من قبل هناك نوعان من الصداع الرياضي، أحدهما بسيط ويمكن علاجه والوقاية منه بسهولة، والآخر خطير ويستدعي التوجه إلى الطبيب المختص؛ وهما كالتالي:
الصداع الرياضي الأساسي
صداع مفاجئ تتعرض له المرأة أو الفتاة أثناء ممارسة التمارين الرياضية الشاقة أو بعدها، ولم يتوصل الأطباء بعد إلى أسباب الإصابة به، ولكنهم يرجحون أن توسع الأوعية الدموية داخل الجمجمة، وزيادة تدفق الدم فيها أثناء أداء التمارين هو السبب وراء الشعور بآلام الرأس المزعجة، والتي يصاحبها بعض الأعراض الأخرى، ومنها:
- آلام شديدة في جانبي الرأس.
- غالبًا ما يكون نابضًا.
- تنميل في الرأس.
- يختفي بعد مرور بضعة دقائق أو ساعتين على الأكثر.
الصداع الرياضي الثانوي
أخطر أنواع الصداع الرياضي، ويستدعي من المرأو أة الفتاة التوجه إلى الطبيب المختص، نتيجة تعدد المشكلات الصحية المُتسببة في الإصابة بهذه الحالة المرضية، وأبرزها:
- نزيف الدماغ.
- سرطان الدماغ.
- تشوهات في الأوعية الدموية الواصلة للدماغ.
- انسداد تدفق السائل النخاعي.
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن.
- عيوب خلقية في الدماغ أو العنق أو العمود الفقري تؤثر على تدفق الدم.
وتستمر أعراض الصداع الرياضيالثانوي من يوم لعدّة أيام، ثم تختفي وتُعاود الظهور مجددًا، ومن بينها:
- الغثيان.
- القيء.
- الرؤية المزدوجة.
- تصلب الرقبة.
- الدوخة.
- فقدان الوعي.
الصداع الرياضي له أسباب مُختلفة
أوضح دكتور هشام، أن الإصابة بالصداع بصفة عامة بعد ممارسة أي مجهود بدني أو عضلي لفترة زمنية معينة، مرتبط بعدّة أسباب قد تكون بمثابة إشارات تحذيرية بأن طريقة ممارسة التمارين الرياضية خاطئة أو وجود مشكلة طبية يجب الانتباه لها؛ أماعن الأسباب المختلفة فهي:
إهمال تمارين التمدد والتحمية
ممارسة التمارين الرياضية مباشرة وإهمال تمارين التمدد والتحمية لا يتسبب في حدوث صداع ما بعد التمارين الرياضية، لعدم تهيئة الدماغ لتدفق الدماء الكثيف إليها بشكل مفاجئ فحسب؛ بل يعرض عضلات جسم المرأة أو الفتاة إلى الكثير من الإصابات المتنوعة ما بين التمزقات والشد العضلي.
نمط رياضي عنيف
قد تشعر المرأة أو الفتاة بالصداع المُتكرر بعد الانتهاء من ممارسة التمارين الرياضية، وذلك في حالة اتباعها نمط رياضي عنيف مثل: " تمارين اللياقة البدنية، أو الكارديو، والسباحة بالإضافة إلى الكروس فيت"، والذي قد يتسبب في اضطراب ضربات القلب؛وهنا قد تكون بحاجة إلى مراجعة طبيب القلب للإطمئنان على صحة القلب ومدى تحمله للمجهود البدني الذي يتم بذله.
مناخ حار
أحد مُسببات الشعور بالصداع بعد الإنتهاء من التمارين، هو ممارستها في بيئة مفتوحة وسط مناخ حار وجاف؛ ما يؤدي ذلك إلى الجفاف وفقدان الجسم والعضلات للسوائل؛ لذا يجب تزوّد المرأة أو الفتاة بكميات مناسبة من المياه كل 15 دقيقة لحماية الجسم والعضلات من الجفاف وبالتالي عدم الشعور بالصداع الرياضي.
خلل في التنفس
عملية التنفس والتحكم بها من أهم الأمور التي يجب مراعاتها أثناء ممارسة التمارين الرياضية، لأن أي خلل في السيطرة على التنفس يحد كثيرًا من القدرة البدنية على التحمل، مما يخفض من المستوى الرياضي.
كما تتسبب عدم السيطرة على التنفس أثناء ممارسة المجهود البدني أو رفع الأثقال بحدوث خلل في كمية وصول الأكسجين إلى الدماغ، وهو ما يؤدي في نهاية الأمر إلى الشعور بالصداع.
حاجة الجسم إلى طاقة إضافية
المعاناة المرأة أو الفتاة من صداع ما بعد التمارين الرياضية قد يكون بسبب حاجة جسدها إلى الطاقة الإضافية؛ لذا تُعد المشروبات التي تحوي الكافيين مثل: " القهوة الخالية من السكر " أحد المشروبات التي يجب أن تحرص على تناولها قبل ممارسة الرياضة بـ45 دقيقة على الأقل؛ وذلك لأنها تقوم بتقليص مساحة وحجم الأوعية الدموية، وبالتالي يتم الحد والتحكم في الاندفاع السريع والعنيف للدماء إلى الدماغ، ما يقي ذلك من الإصابة بالصداع بعد الانتهاء من ممارسة التمارين الرياضية.
انخفاض نسبة السكر في الدم
تكرار الشعور بالصداع بعد ممارسة التمارين الرياضية من المؤشرات المهمة على انخفاض نسبة السكر في الدم؛وبالتالي شرب عصير البرتقال الطازج الخالي من السكر أو المشروبات الرياضية قبل ممارسة التمارين بـ 45 دقيقة على الأقل من الحلول الفعالة لحل تلك المشكلة.
قلة نسببة الماغنسيوم في الجسم
يُعتبر عنصر المغنسيوم من أهم العناصر التي يجب توافرها بمعدلات مثالية داخل الجسم لدعم قدرات الجسم وأدائه البدني، وبالتاليقلة نسبة الماغنسيوم في الجسم المرأة أو الفتاة، قد يتسبب في شعورها بالصداع بعد بذل أي مجهود عضلي وبدني عنيف أو متوسط؛ وعمومًا يكّمن الحل هنا في تناولها مكملات عنصر الماغنسيوم الطبية أو تناولها الأطعمة التي تحتوي عليه بشكل منتظم.
كيف تتعاملين مع الصداع الرياضي؟
وفي هذا الشأن، أكد دكتور هشام، أن المرأة أو الفتاة التيتُعاني من آلام متكررة في الرأس بعد التمرين أو إجهاد نفسها، بحاجة إلى التحدث إلى الطبيب أولاً من أجل استبعاد أي أسباب خطيرة، وأن الأمر مقتصر فقط على ممارسة التمرينات الرياضية.
وفي هذه الحالة يوصي الأطباء بتناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs مثل: "النابروكسين" قبل التمرين لوقف الصداع، والتي يتم تناولها تحت إشراف الطبيب.
أما عن أفضل طريقة لعلاج أي نوع من أنواع الصداع الرياضي هي إيقافه قبل أن يبدأ، وهذا يعني اتباع المرأة أو الفتاة التعليمات التالية:
- تجنبي ممارسة الرياضة في الطقس الحار الرطب.
- اشربي الكثير من الماء قبل وأثناء وبعد التمرين.
- مارسي التمارين الرياضية في تكييف الهواء كلما أمكن ذلك، أو في طقس معتدل؛ لأن نوبات الصداع تزداد فرص الإصابة بها، نتيجة ارتفاع الحرارة والرطوبة.
- كوني حذرة عند ممارسة تمارين رفع الأثقال المُفرطة، والجري، والتجديف، والسباحة، وكرة القدم.
- تناولي البروتين قبل حوالي ساعة ونصف من بدء التمرين.
- قومي بالإحماء لمدة 5 إلى 10 دقائق قبل أن تبدأي في أي شكل من أشكال التمارين الشاقة.
- اهتمي بتناول الأطعمة الغنية بالسوائل تحديًا، للحفاظ على ترطيب الجسم وحمايته من الجفاف.
- توقفي عن ممارسة التمارين الرياضية عند الشعور بآلام الرأس.