الإفراط في ممارسة الرياضية له نتائج عكسية على صحتك...إليك أبرزها لتحذريها
كشّف بحث نُشر في مجلة "مايو كلينيك بروسيدنجز" الروابط بين نتائج التمارين الأسبوعية وأعداد الوفيات، باستخدام بيانات طويلة المدى لما يقرب من 9000 بالغ.
ووجدت الدراسة أن الكميات الكبيرة من التدريبات الرياضية الأسبوعية مثل تمارين القلب، ورياضات الكرة، ورفع الأثقال أدت في البداية إلى انخفاض كبير في مخاطر الوفيات.
ولكن بدأت هذه الفوائد في التراجع بالنسبة لأولئك الذين تدربوا بجد لأكثر من 4.5 ساعة في الأسبوع، حسبما نشر موقع "تايمز أوف إنديا ".
وعلى الرغم من أن مخاطر الوفاة كانت أقل بكثير مقارنة بمخاطر غير المتمرنين، إلا أنهم كانوا يجنون فوائد أقل من التدريبات المكثفة، مقارنة بأولئك الذين اتبعوا نهجًا أكثر قياسًا للنشاط البدني.
وأشار بحث آخر عن القوارض نُشر في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب إلى أن الإفراط في ممارسة الرياضة يُمكن أن يضر بالقلب، حيث وجد الباحثون أن التمرين المكثف في القوارض، والذي يعادل الجري 60 دقيقة يوميًا، خمسة أيام في الأسبوع، لمدة 10-12 عامًا للبشر، كان مرتبطًا بعدة أشكال من تصلب الشرايين.
ووجدت نفس المجموعة البحثية أن أولئك الذين كانوا يجرون بسرعة لا تقل عن 7 أميال في الساعة لمدة أربع ساعات أو أكثر في الأسبوع كانت لديهم معدلات وفيات على قدم المساواة مع البالغين المستقرين الذين لم يجروا على الإطلاق، وأكد فريق الدراسة أن "تمارين التحمل الطويلة الأمد قد تحفز إعادة تشكيل هيكلية مرضية للقلب والشرايين الكبيرة.
من المعروف أن الرياضة تعود على المرأة بفوائد صحية من مختلف النواحي الجسدية والنفسية والعقلية. ومن هذا المنطلق، تشدّد التوصيات الطبيّة على ممارستها 5 أيام في الأسبوع، بين 30 إلى 60 دقيقة يوميًا.
أما عن أبرز أضرار الإفراط في ممارسة الرياضية؛ فدعينا نتطرق لها عبر موقع " هي "، وذلك من خلال استشاري الأمراض القلبية الدكتور هشام قدري من القاهرة.
الإفراط في التمارين الرياضية يُسبب هذه المخاطر
وبحسب دكتور هشام، سواءً كانت المرأة أو الفتاة مبتدأة أو متقدمة المستوى في ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية، فإفراطها في أداء التمارين يُعد أمرًا غير صحيًا، وقد يتسبب في حدوث المخاطر التالية:
النوبات القلبية
ينصح دومًا بممارسة التمارين الرياضية لحماية القلب وزيادة كفائته؛ ولكن على العكس تمامًا قد يكون الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية هو أسوأ شئ يمكن تقديمه لصحة قلبك. وهنا أثبتت إحدى الدراسات العلمية أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل مبالغ فيه من الممكن أن تزيد من فرصة إصابتك بالنوبات القلبية أو الموت المفاجئ.
آلام الجسم الحادة
قد لا تشعرين بألم أو إرهاق إلى حد كبير في البداية المفرطة للتمرين، ولكن مع مرور الوقت ستلاحظين أنكِ تشعرين بألم في كل أجزاء الجسم سواءً العضلات والمفاصل؛ ما يُسبب ذلك إعاقة كبيرة في ممارسة التمرين أو حتى في الحياة اليومية الروتينية الخاصة بكِ.
ضعف الأداء التدريبي
الهدف الأساسي من ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية هو زيادة القوة واللياقة البدنية، لكن عند الإفراط في ممارسة التمارين تصبح النتيجة هي الضعف في الأداء التدريبي ولن تشعرينأبدًا إنكِ تتقدمين مع مرور الوقت، وستلاحظين أنكِ كلما قمتِ بالمبالغة في التمرين كلما انخفض أدائك الرياضي.
عدم قدرة الجسم على الاستشفاء
بعد الانتهاء من التمرين يحتاج الجسم إلى وقت كافي من الراحة لكي يقوم بعملية الاستشفاء والتيقد تُساعد على إعادة الألياف العضلية الممزقة خلال التمرين إلى وضعها الطبيعي وبنائها من جديد؛ لكي تكون جاهزة تمامًا لتحمل المجهود الشاق الذي تقومين به؛ وبالتالي إن لم تحصلين على وقت الراحة الكافي للعضلات لن تكوني قادرة حينها على الاستشفاء بالشكل المطلوب.
إصابة المفاصل والأربطة
لا يؤثر الإفراط في التدريب فقط في التعب والإرهاق المستمر؛ بل ومن المُمكن أن يسبب ضرر كبير للمفاصل والأربطة، والتي مع مرور الوقت يُمكن أن تسبب لك ألم حاد وصعوبة في الحركة، ومن أكثر الأماكن التي يُمكن أن تتعرض للإصابة بسبب الإفراط في التمرين هي منطقة أسفل الظهر والكفة المدورة للكتف والركبة.
صعوبة الحصول على نوم هادئ
ممارسة التمارين بشكل معتدل من العادات التي تساعد على النوم بشكل هادئ في المساء، ولكن يُمكن أن يكون الإفراط في ممارسة التمرين أيضًا سببًا في شعوركِ بعدم القدرة على النوم والأرق، وبالتالي تزيد من التعب والإرهاق الذي يُمكن أن تواجهيه خلال اليوم.
الإجهاد الذهني
لا يتأثر الجسم فقط بالإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، فقد يصل الأمر إلى إصابة الدماغ بعدد من المشاكل التي يُمكن أن تصل إلى الاكتئاب والقلق والتوتر. عمومًا، يؤدي الإجهاد الشديد الذي يتعرض له جسمك خلال ممارسة التمارين إلى حدوث مشاكل في الجهاز العصبي، ما يؤدي ذلك إلى إصابة الدماغ بالضرر والإجهاد وقد يسبب عدد من المشاكل الخطيرة.
الاضطرابات النفسية
تُساهم التمارين الرياضية في تحسين المزاج. وعلى عكس ذلك، يزعزع التمرين المفرط معدّل الهرمونات في الجسم، وفي مقدمتها: هرمون الكورتيزول. وعليه، تُسبب هذه الاضطرابات مشكلات في التركيز، وزيادة فرص الإصابة بالكآبة، وقد تؤدّي إلى قلّة النوم والأرق، والنحافة المفرطة، لاسيما لدى السيدات اللواتي يسعين للحصول على جسم رفيع.
ضعف المناعة
إذا كانت ممارسة الرياضة تقويمناعة الجسم وتقيه من الأمراض، فإن التعب الشديد، والملحوظ بعد التمارين، يُعرض الجسم إلى حدوث التهابات ومشكلات صحية متنوعة.
المجهود الكبير
يتعب الجسم نتيجة التمرين المكثّف لدرجة قد تصل إلى التعب المستمر مثل قلّة النشاط. وبالتالي، تُصبح حركة الفرد بطيئة، وقوّته ضعيفة، ورغبته في ممارسة الرياضة شبه معدومة.وإلى جانب ذلك، ستصبح الحركات البسيطة في الرياضة صعبة، وتتطلّب مجهوداً أكبر تبذله عضلة القلب على المدى الطويل.
نصائح مهمة لتفادي أضرار الإفراط في ممارسة الرياضة
ينصح دكتور هشام، باتباع المرأة أو الفتاة النصائح التالية كأسلوب حياة عند ممارسة التمارين الرياضية، وذلك على النحو التالي:
- حددي مع المدرب المختص ما هي التمارين المُناسبة لجسمك، والتي يستطيع جسمك تحملها؟ إذ يجب سماع احتياجات الجسم لأنه وحده يستطيع تحديد قدرة تحمله.
- لبّي احتياجات جسمك من التغذية الصحية السليمة قبل وبعد أداء التمارين لحماية الكتلة العضليّة وتغذيتها.
- اشربي الماء الفاتر بكميات مناسبة قبل وأثناء وبعد ممارسة التمارين الرياضية
- احرصي على أخذ قسط كافِ من النوم لمدّة 8 ساعات يوميًا.
- توقفي عن أداء التمارين فور الشّعور بالإرهاق.
- واظبي على الراحة بعد التمارين القوية بهدف ترميم العضلات.
- لا شعري بالذنب عند تقليل وقت أو حدّة التمارين أو حتى عدم ممارسة الرياضة نهائيًا.
- توقفي عن كره الصورة الذاتية في المرآة، ودفع الجسم إلى الجوع والإرهاق.
وأخيرًا، يبقى أداء التمارين باعتدال أمرًا أساسيًا من أجل الحفاظ على صحة القلب والجسد والعقل معًا.لذا، يجب أداء التمارين بانتظام، واحترام فترات الراحة، واتّباع حمية غذائيّة لحماية العضلات وتقويتها؛ وعند الشّعور بعدم القدرة على السيطرة أثناء التدرّب، وبالرغبة في التمرّن بشكل مفرط، إضافة إلى عدم تقبّل شكل الجسم والصورة الذاتيّة، يجب استشارة الطبيب النفسي لمعالجة هذه الاضطرابات، لأنّها قد تدمر الصحة الجسدية والعقلية للفرد.
فضلًا عن ذلك، يجب أن لا يزيد يومكِ التدريبي عن ساعة أو ساعة ونصف كحد أقصى لكي تعطي الجسم وقتًا كافي للراحة والاستشفاء. عمومًا، من الأخطاء الشائعة أيضًا هو ممارسة التمرين مرتين في اليوم؛ ويعود السبب إلى أن هناك بعض من المحترفين يقومون بهذا الأمر ولكن ذذكر أن الوضع مختلف من عدة نواحي بين المحترفات وبين المبتدئات ومتوسطي المستوى؛ لذا يجب أن تقومي بممارسة التمرين بشكل منتظم مرة واحدة فقط في اليوم إلى جانب الحصول على يوم أو يومين من الراحة خلال الأسبوع.