يستهدف الأطفال والمراهقين.. معلوماتٌ وافية عن سرطان الغدد اللمفاوية مع د. نانسي نبيل
مرض السرطان لا يرحم صغيرًا ولا كبيرًا، يأتي بمُسميات وأشكال مختلفة؛ لكنه يحمل القدر ذاته من المعاناة والعذاب الجسدي والنفسي الذي يمرَ به كل مريض سرطان.
من أنواع السرطانات التي تستهدف صغار السن، سرطان الغدد اللمفاوية؛ وهو ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدى الأطفال والمراهقين والشباب في أستراليا. ويُعدَ سرطان الغدد اللمفاوية من الأمراض النادرة عند الأطفال، ويمكن علاج العديد من المصابين بهذا المرض، حتى مع الأورام اللمفاوية المتقدمة.
لفهم طبيعة هذا المرض، لا بدَ من التعرف أكثر على الأورام اللمفاوية؛ ويشير موقع lymphoma.org.au الناطق باللغة العربية من أستراليا، إلى أن الأورام اللمفاوية هي مجموعةٌ من السرطانات من نوع خلايا الدم البيضاء تُسمى الخلايا اللمفاوية ، والتي تعيش في الغالب في منطقة الجهاز اللمفاوي. تُطوَر هذه الخلايا اللمفاوية، طفرات الحمض النووي التي تجعلها تنقسم وتنمو بشكل لا يمكن السيطرة عليه ، مما يؤدي إلى سرطان الغدد اللمفاوية.
أما اللمفومة،فهي - كما يفيد موقع "مايو كلينك" - سرطانٌ في الجهاز اللمفاوي الذي يُعدَ جزءًا من شبكة مكافحة الجراثيم في الجسم.ويشمل الجهاز اللمفاوي العقد اللمفاوية (الغدد اللمفاوية) والطحال والغدة الزعترية ونخاع العظم. قد تؤثر اللمفومة على تلك الأجزاء جميعها وكذلك الأجهزة الأخرى في جميع أنحاء الجسم.
بدورها، تُطلعنا الدكتورة نانسي نبيل؛ أخصائية أورام الأطفال من مستشفى "أن أم سي رويال" الشارقة على أنواع وأعراض سرطان الغدد اللمفاوية وطرق علاجها، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتوعية من هذا المرض الذي يصادف اليوم 15 سبتمبر. وشعار هذا العام هو We Can’t Wait – to Focus on Our Feelings! (لا يمكننا الإنتظار للتركيز على مشاعرنا!) في سعي حثيث لإعطاء المشاعر الإنسانية التي يعاني منها مرضى سرطان الغدد اللمفاوية، مساحةً أكبر من الإهتمام والرعاية وليس فقط الجانب الجسدي.
أنواع سرطان الغدد اللمفاوية
تقول الدكتورة نبيل، أنسرطان الغدد اللمفاوية هو سرطانٌ يصيب الجهاز اللمفاوي؛ الذي يُعدَ جزءًا من الجهاز المناعي، ووظيفته الأساسية محاربة الجراثيم التي تسعى للفتك بالجسم.
مشيرةً لوجود نوعين من سرطان الغدد اللمفاوية:
- لمفومة هودجكيِن.
- اللمفومة اللاهودجكينية.
هل يمكن أن تخبرينا أكثر عن هذين النوعين؟
بالتأكيد.. لمفومة هودجكين هي سرطانٌ يصيب الجهاز اللمفاوي، الذي كما ذكرنا سابقًا؛ هو جزءٌ من الجهاز المناعي. يتكون الجهاز اللمفاوي من أعضاء وأنسجة، تشمل العقد اللمفاوية والأوعية اللمفاوية واللوزتين ونقي العظم والطحالوالغدة الصعترية. وتعمل هذه الأنسجة على إنتاج أو تخزين أو نقل خلايا الدم البيضاء - المُسماة الخلايا اللمفاوية - التي تكافح العدوى والمرض.
يتم تشخيص من 6000-7000 حالة جديدة من لمفومة هودجكين كل عام في الولايات المتحدة؛ويظهر نحو 10 – 15% من الحالات لدى الأطفال والمراهقين.
ما أسباب/ عوامل خطورة لمفومة هودجكين لدى الأطفال؟
تتضمن الأسباب وعوامل الخطورة ما يلي:
- العمر: تؤثر لمفومة هودجكين الطفولية غالبًا على المراهقين من سن 15 إلى 19 عامًا. وهي شائعةٌ بدرجة أكبر أيضًا لدى الشباب والبالغين الأكبر من 50 عامًا.
- العدوى الفيروسية: يوجد علاقةٌ بين فيروس إبشتاين - بار (EBV) ولمفومة هودجكين.
- الجهاز المناعي الضعيف: قد يكون الشخص ذو الجهاز المناعي الضعيف، أكثر تعرضًا للمفومة هودجكين. ونقص المناعة قد ينتج عن مرض وراثي، أو أدوية تُثبَط الجهاز المناعي، أو عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
- التاريخ العائلي: يزيد مستوى الخطر قليلًا عند وجود أخ أو أخت أو والد مصاب أو أُصيب مسبقَا بلمفومة هودجكين.
علامات لمفومة هودجكين وأعراضها
بحسب الدكتورة نبيل، أكثر أعراض لمفومة هودجكين شيوعًا هو حدوث تورّم من دون ألم في العقد اللمفاوية، في الرقبة أو الصدر أو الإبط أو المنطقة الأربية.
وتتضمن الأعراض الشائعة الأخرى ما يلي:
- خسارة الوزن: فقدان أكثر من 10% من إجمالي وزن الجسم على مدار 6 أشهر.
- نوبات عرق ليلية غامرة (حادة لدرجة الحاجة إلى تغيير ملابس النوم ومفروشات السرير).
- نوبات حمى تزيد فيها الحرارة عن (38 درجة مئوية) لثلاثة أيام متعاقبة أو أكثر دون سبب معروف.
- سعال غير مُبرَر أو ضيق في التنفس.
فيما يخص العلاج، فإنه قد يستغرق عادةً من شهرين إلى ستة أشهر. ويعتمد طول العلاج على مجموعة الخطورة للمفومة هودجكين.
ما هي اللمفومة اللاهودجكينية؟
تختلف معظم اللمفومات اللاهودجكينية لدى الأطفال عنها لدى البالغين. إذ تكون حالات سرطان الغدد اللمفاوية لدى الأطفال عادة أكثر عدوانيةً، ولكنها قابلة للعلاج بدرجة كبيرة. ويتم تشخيص حوالي 800 حالة جديدة من اللمفومة اللاهودجكينية لدى الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة كل عام.
مع الإشارة إلى أن حالات سرطان الغدد اللمفاوية، تُشكَل 10% من السرطانات لدى الأطفال منذ الولادة حتى 14 عامًا؛ فيما تُشكَل حالات سرطان الغدد اللمفاوية 20% من السرطانات لدى الأطفال من سن 15 إلى 19 عامًا.
كيف يتم تشخيص سرطان الغدد اللمفاوية؟
لا بد من التذكير بأن تشخيص هذا النوع من السرطان، يمرَ بمراحل عديدة. بدايةً مع الفحص البدني والعلم بالتاريخ الطبي للمريض؛ ثم الخضوع لاختبارات الدم، وأخذ خزعةٍ من العقد اللمفاوية لفحصها، إضافةً إلى الفحوصات التصويرية.
بعدها تأتي مرحلة تحديد العلاج ومدته؛ ويعتمد العلاج على عدد من العوامل، بما في ذلك نوع سرطان الغدد اللمفاوية،موضع السرطان،مدى انتشاره،عمر المريض وحالته الصحية العامة.
العلاج الأكثر شيوعًا لسرطان الغدد اللمفاوية هو العلاج الكيميائي. وقد تشمل العلاجات الأخرىالعلاج الإشعاعي، العلاج المُوجَّه، العلاج المناعي، وزراعة الخلايا المُكونة للدم (المعروفة أيضًا بزراعة نخاع العظم أو زراعة الخلايا الجذعية).
مع العلاج المُكثف، فإن معدل البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل للأطفال والمراهقين الذين يعانون من سرطان الغدد الليمفاوية محدود المرحلة (المرحلة الأولى أو الثانية) أعلى من 90٪. في حين أن معدل البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل للأورام اللمفاوية الأكثر تقدمًا (المرحلة الثالثة أو الرابعة) أعلى بشكل عام من 80٪.
في الختام، لا يسعنا سوى القول أن صحة فلذات أكبادنا، أطفالنا الصغار والمراهقين؛ هي أول واجباتنا تجاههم، وينبغي علينا عدم التهاون في أي عرض أو علامة تؤشر على إصابتهم بمشكلة صحية ما. لذا ننصحكِ عزيزتي القارئة، واليوم تحديدًا، بضرورة التنبه لأي من الأعراض المذكورة أعلاه والتي قد تؤشر للإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية الذي يسهم التدخل الطبي السريع بعد الكشف المبكر، في علاجه بفاعلية وبنسبة كبيرة.