أوماد حمية الوجبة الواحدة.. إليك فوائدها ومخاطرها
في خضم الحديث اللامتناهي عن الصيام المتقطع، وتشجيع البعض من الخبراء على اتباعه حسب إرشادات معينة ولحاجات معينة؛ برز في الآونة الأخيرة بعض الحديث عن نظام الأوماد OMAD، وهو نظام الوجبة الواحدة ضمن الصيام المتقطع.
وبما أن الفضول لدينا نحن النساء لاستكشاف كل جديد وقديم فيما يتعلق بالحمية والرجيم وإنقاص الوزن، كونه الشغل الشاغل لمعظم النساء تقريبًا؛ كان لا بد من التحدث إلى غنى صنديد، اختصاصية التغذية المتمرسة من لبنان، والتي تُسدي قارئات "هي" بالعديد من المعلومات والنصائح الفعالة لخسارة الوزن والحفاظ على الصحة.
صنديد التي تمارس نمط حياة صحي مميز من خلال صفحتها على إنستغرامhttps://www.instagram.com/lighterstyle/(plz EMBED) وتتطرق من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي للكثير من المعلومات المغلوطة والحميات الغريبة التي يبتدعها البعض لإنقاص الوزن بسرعة؛ أخبرتنا الكثير عن نظام الأوماد الغذائي، سواء لجهة النواحي الإيجابية وكذلك السلبية. فتابعي القراءة...
ما هو OMAD
اختصارٌ لعبارة One Meal A Day، أي وجبةٌ واحدة في النهار؛ وهو نوعٌ من أنواع الصيام المتقطع الذي أصبح كثير الرواج في السنوات الأخيرة الماضية. مدة هذا النوع من الصيام هو 23 ساعة، ما يعني أنه متطرفٌ بعض الشيء مقارنةً بالأنواع الأخرى من الصيام المتقطع العادي؛ إذ أن أغلب الأفراد في الصيام المتقطع يصومون لمدة 16 ساعة، ويتناولون الطعام خلال ال 8 ساعات المتبقية. بعضهم قد يزيد هذه المدة إلى 18 ساعة، وخلال الساعات 6 المتبقية من النهار، يعمدون لتناول الطعام.
في حين أن الأشخاص الذين يعتمدون نظام الأوماد، يتناولون وجبةً واحدة في النهار؛ ما يعني تناولهم لكافة السعرات الحرارية ضمن هذه الوجبة فقط لا غير. وفي هذه الحالة، هناك نوعان من الحمية:
- في حال كان الفرد يتبَع سعرات حرارية محددة؛ مثل 1200 أو 1500 أو 2000 سعر حراري، مع نوعية جيدة من الطعام؛ إنما يتناول جميع السعرات الحرارية لهذا النظام.
- في حال كان الفرد يرغب بتناول جميع طعامه في وجبة واحدة، فهو في هذه الحالة يتبَع نظام الأوماد؛ لكنه لا يلتزم برجيم محدد بالسعرات الحرارية.
وتقول صنديد: "لقد تحدثنا طويلًا عن كيفية عمل الصيام المتقطع؛ سواء أوماد، أو 16:8 وغيره من أنواع هذا الصيام. عندما نتناول الطعام، فإن جسمنا يستخدم الطاقة من الأكل خاصةً النشويات ولمدة 8 ساعات. بعد هذه المدة، يتجه الجسم نحو الكبد، ليأخذ من مخزون الغلوكوجين Glycogen Reserve ما يلزمه من الطاقة ويستخدمه بين 3-4 ساعات. بعدها، أي بعد مرور حوالي 12 ساعة؛ يجد الجسم نفسه مضطرًا للبحث عن مصدر جديد للطاقة، وهنا يبدأ اللجوء للدهون المُخزَنة لهذا المصدر. وهكذا يبدأ نزول الوزن".
وتضيف:" نشهد في هذه الحالة هبوط الأنسولين، ما يجعل مقاومة الأنسولين في الجسم أفضل؛ وبالتالي تقلَ رغبتنا الشديدة بتناول السكريات Sugar Craving، فيما يرتفع هرمون النمو أو هرمون الشباب Growth Hormone. وفي حال كان المرء يمارس أية تمارين رياضية، فإن هذا الإرتفاع يساعده في الحفاظ على الكتلة العضلية. حتى للذين لا يقومون بأي تمرين، يمكنهم في هذه الحالة الحفاظ على كتلة العضلات المهمة".
هرمون الشباب أو النمو له العديد من الفوائد، سواء للبشرة والجلد؛ كما أن له فوائد مهمة على تجدد الخلايا في الجسم، وبالتالي محاربة الأورام السرطانية والالتهابات.
هل من فوائد لنظام OMAD
هذا النوع من الصيام المتقطع له فوائده بالتأكيد، لكن لم تتمكن الدراسات حتى اليوم من تأكيد أن تأثير الأوماد OMAD على إنقاص الوزن أسرع وأقوى؛ والأمر ذاته بالنسبة لفوائد الأوماد بحد ذاته، بحسب صنديد. ما يعني أنه في حال كنتِ تتناولين 2000 سعر حراري، وتفقدين كيلوجرام واحد في الأسبوع سواء تتبعين حمية الصيام أم لا؛ بعض الدراسات لم تُظهر أن الصيام يجعلكِ تفقدين أكثر من هذا الوزن.
هذا من ناحية؛ أما من ناحية ثانية، فيمكن لنظام الأوماد أن يعود علينا بالمنفعة في الفترة الأولى في حال لم نكن ملتزمين بأي حمية. مثال على ذلك، أنكِ كنتِ سابقًا تستهلكين 5000 سعر حراري، وفي نظام الأوماد أنتِ مضطرة لتناول وجبة واحدة في اليوم؛ ما يعني عدم قدرتكِ على تناول هذه الكمية كلها في وقت واحد. إن فكرة تناول الطعام لمدة ساعة فقط، تجعلكِ تجنحين أكثر نحو الالتزام بكميات وسعرات حرارية أقل.
لكن مع الوقت، تضيف صنديد؛ يبدأ هؤلاء الأفراد باختبار ثبات الوزن وعدم نزوله مطلقًا ..
لماذا يحدث ذلك؟
لأن الجسم بكل بساطة، يبدأ بالتكيف Adaption مع كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها طوال هذا الوقت.
مخاطر OMAD
من المهم العلم بأن نظام الأوماد OMAD، ليس مشرقًا بالكامل؛ وله مخاطر عدة، أولها أنه رجيمٌ متطرف، بحيث لا يستطيع المرء خلال ساعة واحدة فقط، تناول جميع المغذيات التي يحتاجها الجسم يوميًا (نتحدث هنا عن الفيتامينات والمعادن والبروتينات والنشويات والسكريات). ما قد يؤدي لانخفاض معدل الضغط بالدم، انخفاض مستوى السكر بالدم، وينتج عنه الإصابة ببعض الأعراض مثل الدوخة، الرجفة، الصداع، تسارع ضربات القلب والتعرق البارد.
أضف إلى ذلك أن كمية الطعام ستكون قليلة جدًا لاستهلاكها في وقت قصير، ما يترتب عليه نزول الوزن الناجم عن التجويع أو حمية منخفضة السعرات الحرارية بشكل كبير. وهذه الطريقة ليست صحية وغير ناجحة، تؤكد صنديد، ولا يمكن لها الاستمرار.
من هم الأشخاص الذين لا يُنصحون باتباع OMAD؟
ممنوع منعًا باتًا للأشخاص دون سن 18 عامًا اتباع هذا الرجيم؛ كذلك الأمر بالنسبة للنساء الحوامل والمُرضعات، كبار السن، الأشخاص الذين عانوا أو ما زالوا يعانون من اضطرابات غذائية، مرضى السكري الذي يأخذون أبر الأنسولين، ومرضى الضغط.
رأي اختصاصية التغذية في OMAD
تؤكد صنديد أن الصيام المتقطع أو الصيام بشكل عام له فوائد؛ لكن العلم والأبحاث لم تتوصل بعد لتأكيد ما إذا كان هذا النوع، له تأثيرٌ أكبر على نزول الوزن من عدمه. ولكن لا شك من أن له فوائد صحية، فهو يساعد على وضع الأشخاص ضمن نظام غذائي "منضبط" بعض الشيء.
في المقابل، لا يجب أخذ الأمور للنهاية؛ في حال أردتِ عزيزتي اتباع نظام OMAD (الصيام لمدة 23 ساعة وتناول الطعام خلال ساعة واحدة)، لا ينبغي القيام به لمدة 7 أيام في الأسبوع. كذلك يجب ضمان أن الساعة المتبقية التي يُسمح لنا خلالها بالأكل، أن تكون وجبتنا الوحيدة هذه "كاملةً" من خلال التركيز على البروتينات والدهون الصحية والألياف والكربوهيدرات المُعقدة، إضافةً إلى الفيتامينات والمعادن. مع ضرورة شرب السوائل بشكل جيد أيضًا.
وتنصحكِ صنديد أيضًا في النهاية، بوجوب استشارة الطبيب حول ما إذا كان نظام OMAD يتضارب مع الأدوية التي تتناولينها أو مع حالتكِ الصحية بصورة عامة.
خلاصة القول، أن نظام الأوماد الغذائي قد يمنحكِ نزول الوزن بسرعة في وقت قليل؛ لكنه بالتأكيد ليس من الأنظمة الصحية التي يمكنكِ اتباعها لوقت طويل، وقد يتسبب بالعديد من المخاطر والمشاكل الصحية في حال لم تتبعي ارشادات الخبراء في هذا الموضوع. لذا يُفضَل عزيزتي، أن تستشيري خبيرة التغذية لديكِ أولًا قبل البدء بنظام OMAD وغيره من الحميات السريعة التي لا يوصي بها الخبراء عادةً.