الطفل الخديج .. أين تكمن الخطورة؟
تتعرض بعض الأمهات إلى تحديات كبيرة بعد الولادة المبكرة أبرزها ولادة "الطفل الخديج"، وهو الطفل الذي يولد قبل موعد ولادته بفترة طويلة تحديداً قبل الأسبوع 37، نظرًا لعدم استكمال فترة الحمل الطبيعية، وهي حالة تزيد من احتمالات الخطر حوله، فما هي عوامل الخطورة التي تحفز على ولادة الطفل الخديج؟، وكيف يمكن العناية به، وما هي مخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها، وهل يمكن للحامل الوقاية من التعرض لهذه الحالة أم لا؟
ما هي عوامل الخطر التي تحفز على ولادة الطفل الخديج؟
توجد عوامل خطر عديدة تحفز على ولادة الطفل الخديج، لعل من أبرزها بحسب دكتورة أمينة العسلي اختصاصية النساء والتوليد ما يلي:
- وجود خبرة سابقة للولادة المبكرة.
- الحمل بتوأم أو أكثر.
- وجود فترة أقل من ستة أشهر بين حمل وآخر.
- الحمل من خلال وسائل الحمل المساعدة مثل: التلقيح الصناعي، وأطفال الأنابيب، والحقن المجهري.
- إصابة الحامل ببعض المشاكل الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
- وجود مشاكل في الرحم أو عنق الرحم أو المشيمة.
- التعرض للإجهاض التلقائي أو الإجهاض المتعمد أكثر من مرة.
- التدخين.
- نقص أو زيادة الوزن قبل الحمل.
- وقوع الحامل تحت ضغوطات نفسية شديدة.
- إصابة الحامل بعدوى أدت إلى اتخاذ قرار بالولادة في أسرع وقت.
- إصابة الحامل بإصابة جسدية قوية خلال الحمل.
هل من أعراض معينة تنذر بولادة الطفل الخديج؟
نعم وهي بحسب دكتورة أمينة العسلي عدة أعراض هامة يجب على كل حامل الانتباه إليها جيداً، وهذه الأعراض هي:
- ملاحظة صغر حجم الجنين مقارنة بحجم الرأس أثناء الفحص بالسونار.
- رقة الجلد والقدرة على رؤية الأوردة.
- وجود شعر ناعم يغطي مناطق كثيرة من جسم الجنين.
- ضيق أو صعوبة في التنفس.
أين تكمن الخطورة في ولادة الطفل الخديج؟
يتعرض الطفل الخديج للعديد من المشاكل الصحية بعد ولادته من أخطرها ما يلي:
- مشاكل في التنفس إذ قد يكون نظام التنفس لدى الأطفال المبكرين غير ناضج، مما يزيد من احتمالية مشاكل التنفس.
- مشاكل التغذية: يمكن أن تكون القدرة على التغذية بشكل طبيعي محدودة في البداية، وقد يحتاج الطفل إلى الغذاء عبر الوريد.
- مشاكل في الجهاز الهضمي: يمكن أن يتسبب عدم اكتمال نمو بعض أجزاء الجهاز الهضمي في مشاكل عديد مثل عسر الهضم.
- مشاكل في القلب: يمكن أن يكون لدى الأطفال المبكرين مشاكل في القلب والأوعية الدموية نتيجة لنضوج غير كامل لهذه الأعضاء.
- مشاكل في التنظيم الحراري: الأطفال المبكرين قد يفتقدون إلى القدرة على تنظيم درجة حرارة جسمهم، مما يتطلب توفير بيئة دافئة للحفاظ على حرارة الجسم.
- الإصابة بالعدوى .. إذ أن الأطفال المبكرين ( الخدج) عادة ما يكون أكثر عرضة للعدوى نظرًا لعدم نضج جهاز المناعة لديهم.
- مشاكل في السمع والرؤية : قد يواجه بعض الأطفال المبكرين مشاكل في الرؤية أو السمع نتيجة لعدم نضوج الأعضاء ذات الصلة.
إضافة إلى مشاكل صحية عديدة أخرى مثل:
- صفار المواليد (اليرقان).
- الإصابة بفقر الدم.
- الإصابة بالالتهابات.
- حدوث مشاكل في النمو والحركة.
- حدوث مشاكل في الأسنان.
- حدوث مشاكل في الرؤية أو السمع.
- الإصابة بالشلل الدماغي.
- ضعف القدرة على التعلم في مراحل عمرية لاحقة.
- الإصابة بمشاكل سلوكية أو نفسية.
- الإصابة بمشاكل صحية مزمنة الربو من أخطرها.
كيف يمكن العناية بالطفل الخديج؟
يحتاج الطفل الخديج لرعاية فائقة بمجرد الولادة لولادته قبل اكتمال الفترة الطبيعية للحمل، وعدم اكتمال نموه بطريقة سليمة، وبحسب الدكتورة فاطمة الزهراء أختصاصية طب الأطفال، يجب أن يتم اتخاذ الخطوات التالية لتقديم الرعاية الصحية المناسبة لحالته، وهذه الخطوات هي:
التقييم الطبي
يجب أن يخضع الطفل الخديج لتقييم طبي دقيق لتحديد حالتهم الصحية وتحديد الرعاية اللازمة.
رعاية الحضانة
يجب وضع الطفل الخديج في وحدة الرعاية المشددة لتوفير الرعاية الطبية الخاصة وضمان نموهم نموًا سليمًا. وتشمل الرعاية الطبية العناصر الأساسية للرعاية الحضانية التنفس الاصطناعي وتنظيم درجة حرارة الجسم وتوفير التغذية السليمة.
متابعة النمو والتطور: يتم متابعة نمو الطفل الخديج وتطوره بعناية للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية ولتحديد الرعاية اللازمة التي يحتاج إليها لتحقيق نجاته من مخاطر صحية أكيدة.
التغذية السليمة
يحتاج الطفل الخديج إلى تغذية خاصة لتلبية احتياجات نموهم، قد يتم توفير الغذاء عبر الوريد في البداية.
التفاعل مع الطفل
يجب أن يحرص الوالدان على التواصل والتفاعل مع الطفل وخصوصًا الأم لأن الدعم العاطفي يلعب دورًا هامًا في تعافيه.
هل يمكن الوقاية من ولادة الطفل الخديج وتقليل احتمالات الخطر المصاحبة لها؟
لا يمكن منع ولادة طفل خديج أو الوقاية الأكيدة منها، وذلك لأنه وفي أغلب الأحيان لا يوجد أسباب واضحة لذلك، وعلى الرغم من ذلك يمكن الأخذ ببعض النصائح التي قد تساهم في الحد من عوامل الخطورة التي تسبب الولادة المبكرة ( ولادة الطفل الخديج)، وهذه العوامل هي:
- الالتزام بمواعيد زيارات المستشفى أثناء الحمل للتحقق من صحة الأم والجنين والانتباه إلى أي مشكلة من الممكن أن تواجهما خلال مسيرة الحمل.
- الحد من عوامل الخطورة للولادة المبكرة (مثل: التدخين، أو تعاطي المخدرات وغيرها).
- تجنب العمل الثقيل أو الوقوف لفترات طويلة لأنها قد تزيد من الولادة المبكرة.
- تجنب التعرض للقلق والتوتر الزائد لأن الإجهاد النفسي والجسدي يمكن أن يكون له تأثيراً سلبياً على الحمل، لذا من الضروري تجنب المواقف المجهدة والعناية بالصحة النفسية لتقليل احتمالات الولادة المبكرة (الطفل الخديج).
وختاماً، يجب على كل حامل معرفة المزيد عن كيفية تقديم الرعاية الصحية الأمثل لنفسها خلال الحمل تجنباً للتعرض للولادة المبكرة ومخاطرها التي من بينها التعرض للنزف وتهديد الحياة، وولادة طفل خديج يحتاج إلى مزيد من الرعاية الصحية.
إذا كنتِ قد تعرضتِ من قبل لولادة طفل خديج يسعدني أن تشاركيني تجربتك السابقة مع ذكر كيف تغلبتِ على التحديات المرافقة لذلك
مع تمنياتي لكل حامل بولادة سهلة وآمنة وطفل معافى،،،