من يستفيد من تناول الأدوية خافِضة للكوليسترول.. وماذا بشأن الغذاء
نسمع الكثير عن الكوليسترول ومضاره على الصحة، خاصةً لجهة زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وبحسب موقع "مايو كلينك"، فإن الكوليسترول هو مادةٌ شمعية تتواجد في الدم؛ ويحتاجها الجسم لبناء الخلايا الصحية. ولكن ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار LDL في الجسم، يمكن أن يتسبَّب في رفع خطر الإصابة بالنوبة القلبية.
إذ أن ارتفاع الكوليسترول، يمكن أن يؤدي لترسبات دهنية في الأوعية الدموية الخاصة بالمرء. لتنمو هذه الترسبات في نهاية المطاف وتؤدي إلى صعوبة تدفق الكمية الكافية من الدم عبر الشرايين. كما يمكن لهذه الترسبات أن تنفجر أحيانًا وبشكل مفاجئ، لتُشكَل جلطةً تُسبَب النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
مرض ارتفاع الكوليسترول من الأمراض الوراثية، وبالتالي يمكن أن تنتقل من الآباء للأبناء. ولكن غالبًا ما تحدث هذه الحالة نتيجة اتباع نمط الحياة غير الصحي فيما يتعلق بالأكل والخمول وقلة ممارسة النشاط البدني؛ الأمر الذي يجعل هذا الارتفاع قابلًا للعلاج والوقاية منه. ويمكن خفض الكوليسترول المرتفع، باتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمرينات الرياضية وتناول الأدوية في بعض الحالات .
فيما يخص الأدوية، وإذا ما كان الشخص مهددًا لخطر الإصابة بمرض القلب؛ فقد يستخدم فريق الرعاية الصحية أداة معادلة تقييم المخاطر المُشتركة بين الفئات العمرية(PCE) ، لتحديد خطر إصابتكِ على المدى الطويل، وما إذا كان تناولكِ أدويةً خافِضة للكوليسترول، خيارٌ مناسب لك أم لا.
في مقالة اليوم، نتعرف من الدكتور فرانسيسكو لوبيز جيمينيز، طبيب القلب لدى مايو كلينك في مدينة روتشستر، ولاية مينيسوتا؛ على الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من الأدوية الخافضة للكوليسترول. كما نستعرض وإياكِ، لبعض أفضل الأطعمة التي تُخفَض الكوليسترول المرتفع.
من الذي يستفيد من الأدوية الخافضة لارتفاع الكوليسترول؟
بحسب الدكتورة جيمينيز، من المهم أن نفهم من هم الأكثر استفادةً من تناول أدوية خافِضة للكوليسترول؛ وهي بتعريف الخبير من "مايو كلينك"، أدويةٌ تعمل على خفض مقدار الكوليسترول الذي يصنعه الكبد.
ويضيف الدكتور جيمينيز: "يتراكم الكوليسترول في اللويحات التي تتجمع وتنمو داخل الشرايين، ويصل الأمر أحيانًا إلى انسداد هذه الشرايين." وقد تؤدي الشرايين المسدودة إلى مرض القلب التاجي. ولكن هل تناول أدوية خافِضة للكوليسترول مناسبٌ للجميع؟
وفقًا لطبيب القلب جيمينيز: "المرضى الأكثر استفادةً من تناول أدوية خافِضة للكوليسترول، هم الأشخاص الذين لديهم تاريخ الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وغير ذلك من الحالات المعروف أنها تنشأ عن لويحات الكوليسترول."
كما أن الحمية الغذائية لها دور مهم؛ يؤكد الدكتور جيمينيز، مشيرًا إلى أنه يجب الإقلال من أكل اللحوم المُصنَّعة والإكثار من الحبوب والفاكهة والخضروات. ويضيف: "التغييرات الأكثر تأثيرًا التي يجب على الناس إجراؤها للحد من الكوليستيرول، تشمل الإقلال من أكل المُنتجات الحيوانية بخلاف الأسماك والإقلال من تناول الدهون المُشبَّعة."
ماذا إذا أوصاكِ فريق الرعاية الصحية بالأدوية إلى جانب تغييرات نمط الحياة؟
ينصح الدكتور لوبيز جيمينيز في هذا الصدد قائلًا: "خُذي الأدوية، وافحصي مستويات الكوليسترول لديكِ، وتأكدي أن كل العوامل تحت السيطرة."
ما هي أفضل الأطعمة لخفض ارتفاع الكوليسترول؟
يشير موقع "مايو كلينك" من ناحيةٍ أخرى، إلى أن النظام الغذائي يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في خفض الكوليسترول. وذلك بالتركيز على بعض الأطعمة دون سواها، والتي يؤكد الموقع المختص أن بعض التعديلات البسيطة في النظام الغذائي، والذي يرتكز على هذه الأطعمة إلى جانب ممارسة الرياضة والمواظبة على العادات المفيدة للقلب؛ يمكن أن تساعد في خفض ارتفاع الكوليسترول.
البداية مع حبوب الشوفان ونخالة الشوفان والأطعمة الغنية بالألياف..
إذ يحتوي دقيق الشوفان على أليافٍ قابلة للذوبان، تُقلَل مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، أو ما يُعرف بالكوليسترول "الضار". وتتواجد هذه الألياف القابلة للذوبان أيضًا في أطعمة أخرى مثل البقوليات وكرنب بروكسل والتفاح والكمثرى.
كيف تعمل هذه الألياف؟
إن الألياف القابلة للذوبان، وكما يوحي إسمها؛ تعمل على امتصاص الكوليسترول في مجرى الدم. ويؤدي تناول بين 5 - 10 غرامات من الألياف القابلة للذوبان يوميًا، إلى خفض نسبة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة.
تزودكِ الحصة الغذائية الواحدة من حبوب الإفطار التي تحتوي على دقيق الشوفان أو نخالته، ما يتراوح بين 3 – 4 غرامات من الألياف. وفي حال أضفتِ إليها نوعًا من الفاكهة - مثل الموز أو التوت - فستحصلين على المزيد من الألياف.
الأسماك وأحماض أوميغا 3 الدهنية.. هل تُخفض الكوليسترول؟
على المقلب الآخر، تبرز الأسماك الدهنية الغنية بمستويات عالية من أحماض أوميغا-3 الدهنية، في طليعة الأطعمة التي تُخفض ارتفاع الكوليسترول؛ وذلك من خلال تقليل الدهون الثلاثية (وهي من أنواع الدهون الموجودة في الدم). ويمكن لهذه الدهون أن تساعد أيضًا على خفض ضغط الدم وتقليل احتمال الإصابة بجلطات دموية؛ أما الأشخاص الذين تعرضوا بالفعل لنوبات قلبية، فقد تُقلَل أحماض أوميغا-3 الدهنية من احتمالات الموت المفاجئ.
لا تؤثر أحماض أوميغا-3 الدهنية على مستويات الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة، لكنها قد تساعد في خفض مستويات الدهون الثلاثية وزيادة مستويات الكوليسترول الدهني مرتفع الكثافة، أو ما يُعرف بالكوليسترول النافع. ولكن بسبب الفوائد الأخرى لهذه الأحماض للقلب، تُوصي جمعية القلب الأمريكية بتناول حصتين غذائيتين على الأقل من الأسماك أسبوعيًا. ويساعد شوي السمك أو تحميره على الغريل على تجنب إضافة الدهون غير الصحية.
أكثر أنواع الأسماك احتواءًا على أحماض أوميغا 3 الدهنية هي الماكريل، الرنجة، التونة، السلمون والسلمون المرقط. كما تحتوي أطعمة مثل الجوز وزيت بذرة الكتان وزيت الكانولا، على كميات صغيرة من أحماض أوميغا-3 الدهنية. ويمكنكِ أيضًا أخذ مكملات أوميغا-3 وزيت السمك، بوصفة طبية وتحت إشراف الطبيب.
ماذا عن اللوز وأنواع المكسرات الأخرى؟
يمكن للّوز وغيره من المكسرات، تحسين مستوى الكوليسترول في الدم. وقد كشفت دراساتٌ عدة أن الجوز الغني بدهون أوميغا 3، يمكن أن يساعد في حماية القلب وتقليل احتمالات إصابة مرضى القلب بنوبات قلبية. لكن ينبغي الحذر من الإكثار من كمية المكسرات التي تتناولين في الوجبة الواحدة، إذ تحتوي كل المكسرات على نسبة عالية من السعرات الحرارية.
ماذا بخصوص "كوكتيل الصحة" الأفوكادو؟
تُطلق هذه التسمية على الافوكادو، الذي يتقدم على سائر الاطعمة التي يُوصي الاطباء بتناولها، للمساعدة في التخلص من الكوليسترول الضار في الجسم. منهم أولغا إيفينسكايا، مؤلفة عددٍ من الكتب في مجال الطبخ والتغذية الصحية؛ والتي تؤكد أن الافوكادو مفيدة ٌللجسم ولا يمكن لمادة غذائية أن تتفوق عليها. فالافوكادو غنيةٌ بالعناصر المفيدة، وعلى رأسها الاحماض الدهنية غير المشبعة الضرورية لصحة الجسم والقلب. كما أن نسبة البوتاسيوم في الافوكادو أعلى مما هي عليه في الاطعمة الأخرى كالموز مثلًا؛ اضافةً الى المغنيسيوم والقليل من الصوديوم، ما يجعلها أكثر فائدةً لصحة القلب.
وتؤكد إيفينسكايا أن الدهون الموجودة في الأفوكادو تساعد الجسم على التخلص من الكوليسترول الضار؛ مع العلم بأن الأفوكادو نفسها لا تحتوي على الكوليسترول.
ما هي الأطعمة الأخرى المفيدة في خفض ارتفاع الكوليسترول؟
نعود من جديد لموقع "مايو كلينك"، الذي يُعدَد الأطعمة المفيدة والفعالة في خفض الكوليسترول المرتفع، الذي يقف كسببٍ رئيسي وراء الإصابة بأمراض القلب.
ووفقًا للموقع أعلاه، تلك الأطعمة هي:
- زيت الزيتون: الذي يُقلَل من احتمال الإصابة بالنوبات القلبية.
- الأطعمة المُضاف لها مركبات الستيرول النباتية أو الاستانول: والتي تساعد في منع امتصاص الكوليسترول. ويمكن أن يؤدي مثلًا السمن الصناعي وعصير البرتقال المضاف إليهما مركبات الستيرول النباتية، إلى خفض كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة.
- بروتين مصل اللبن: أظهرت الدراسات أن تناوُل بروتين مصل اللبن كمكمل غذائي، يُقلَل قيم البروتين الدهني منخفض الكثافة والكوليسترول الكلي وضغط الدم. ويمكنكِ العثور على مسحوق بروتين مصل اللبن في متاجر الأغذية الصحية وبعض متاجر البقالة.
- الشاي الأخضر: يأتي في مقدمة المشروبات التي تساعد على خفض ارتفاع الكوليسترول؛ نظراً لمحتواه العالي من الخصائص المساعدة على خفض الكوليسترول الكلي، والأهم من ذلك، الكوليسترول الضار LDL.
في الختام، ننصحكِ دومًا عزيزتي القارئة بوجوب الاعتناء بصحتكِ وبدء اتخاذ الإجراءات العلاجية والوقائية في مرحلة مبكرة من الإصابة بالمرض أو بحالة صحية معينة، مثل ارتفاع الكوليسترول. واحرصي دومًا على اتباع أسلوب صحي من كافة النواحي، الغذائية والحياتية والرياضية، كي تنعمي بصحة مستدامة وتُقلَلي من خطر إصابتكِ ببعض الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب.