لراحةٍ تامة من التفكير الزائد قبل النوم.. إليكِ أفضل النصائح
تعبتُ من التفكير.. جملةٌ نسمعها كثيرًأ، ولا نفكر فيها بعمق إلا قليلًا..
هل التفكير يُتعب العقل والجسد، كما يُتعب الجهد الجسدي والنشاط البدني الجسم؟
الحقيقة أن التفكير ليس مرهقًا بحدَ ذاته، بل على العكس؛ هو حاجةٌ ملحة من قبلنا، لسبر غور الأشياء والتفكير بحكمة وتعقل وتدبَر قبل القيام بأي عمل أو فعل. ويتيح لنا التفكير، موازنة الأشياء بدقة وتأنٍ، ما يجعلنا نُقدم على إتمام الأمور واتخاذ القرارات بشكل صحيح وسليم.
لكن التفكير الزائد والمفرط، هو ما يُتعب الجسد والروح والعقل في آن معًا؛ وهذه المقولة تُلخص المعاناة الحقيقية للتفكير الزائد: صدقًا الموت أهون من هذا الوجع الكئيب والتفكير الذي لا طائل منه.
كلا، ليست هذه المقولة مبالغة، بل هي حقيقةٌ دامغة. فكثرة التفكير يمكن أن تُسبَب آلامًا وأوجاعًا أكثر من آلام المرض، ويمكن أن تدفع بنا نحو أفكارٍ سوداوية وحتى انتحارية في بعض الأحيان. حتى أن الكثيرين ممن يعانون من مشكلة "التفكير الزائد" ، يعانون من أرق شديد وأوجاع في الرأس والجسم، فضلًا عن الخمول والكسل وفقدان الرغبة في الأكل والقيام بأي شيء.
هل هناك أصعب من هذه التداعيات؟ وعليه، يجب أن نتجنب الآثار السلبية الناجمة عن التفكير الزائد قبل النوم؛ ونتعلَم كيفية إراحة أنفسنا من كثرة التفكير ليس فقط قبل النوم، وإنما خلال ساعات النهار أيضًا.
كيف؟ تابعي القراءة...
كيف تتخلصين من التفكير الزائد قبل النوم وكيف تريحين نفسكِ من التفكير
ليس بالأمر الجلل إن داهمكِ الأرق والقلق ليلةً واحدة أو أكثر بسبب كثرة التفكير والانشغال بالأعمال الواجب القيام بها في اليوم التالي؛ لكن يصبح الأمر خطيرًا، في حال عانيتِ من قلة النوم لفترة طويلة جراء هذا الأمر.
فقلة النوم، كما يشير موقع "مايو كلينك"، يمكن أن تؤثر أولًا على جهازكِ المناعي؛ وهو الجهاز الذي يحمي جسمكِ من هجوم الفيروسات والبكتيريا والجراثيم المسببة للأمراض. ما يعني زيادة خطر إصابتكِ، وبسهولة، بالمرض على اختلافه خاصةً الأمراض المعدية. كما أن قلة النوم لمدةٍ طويلة، تزيد من خطر إصابتكِ بالسُمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية (القلبية الوعائية).
لتجنب كل هذه المضاعفات الخطيرة، يجب علاج كثرة التفكير قبل النوم، وإراحة العقل والجسم من هذا التفكير الزائد. وهناك العديد من طرق علاج كثرة التفكير التي قد تساعد في مثل هذه الحالة.
أبرز هذه الطرق ما ذكره موقع "ويب طب" ونستعرضه معكِ في التالي:
-
الذهاب للنوم في وقت مبكر
ينبغي تحديد موعد النوم كل ليلة وفي ذات التوقيت، ويُفضَل أن يكون في وقت مبكر. وينصحكِ الخبراء بدخول الفراش قبل الموعد المحدد، لأخذ الوقت في التفكير دون أن يتأثر وقت النوم الخاص بكِ.
فإن كنتِ معتادةً مثلًا على النوم في الساعة التاسعة؛ يمكنكِ الذهاب للفراش في الثامنة والنصف، ما يمنحكِ نصف ساعةٍ للتفكير في كافة الأمور التي تُشغل بالكِ قبل حلول وقت النوم. وبعدها ستشعرين بالنعاس جراء الاسترخاء في السرير، والاستغراق في النوم بصورة تدريجية.
-
اللجوء إلى الكتابة
كما للقراءة فعل الساحر في إراحة الفكر والعقل من كثرة التفكير، كذلك فإن الكتابة قبل النوم تساعد في التقليل من التفكير الزائد، وهي بمثابة إفراغٍ مساعد للأفكار والمشاعر التي تجتاحنا طوال اليوم.
هل كنبتِ مذكراتكِ من قبل؟ إن لم تفعلي، فالآن فرصتكِ الذهبية للقيام بهذا الأمر والاستمتاع بالكتابة. لا حاجة للابتكار واختراع جملٍ منمقة وبليغة، كل ما عليكِ فعله هو كتابة ما قمتِ به خلال اليوم، ما تشعرين به، وما تخططين للقيام به غدًا أو في الأيام القادمة.
ستجدين بعد فترةٍ من المداومة على هذا النشاط، أنكِ تُفرغين كل ما يُشغل بالكِ على الورق؛ وأن النوم لم يعد عصيًا عليكِ كما في السابق. وهي في الحقيقة، فكرةٌ مثالية لتخطيط العديد من الأمور المفاجئة أو التخطيط لتنفيذ أشياء ما زالت عالقة. كما تساعد الكتابة في حل المشكلات التي تفكرين فيها كل ليلة.
-
ممارسة تمارين التنفس العميق
من أفضل الطرق للتخلص من التفكير الزائد قبل النوم وإراحة النفس من التفكير، هو التنفس العميق . وهي تمارين تُعزَز من الهدوء النفسي والجسدي، وتساعد على الاسترخاء والقدرة على النوم بشكل هانئ.
إن كنتِ لا تعرفين تكنيك التنفس العميق، إليكِ بعض النصائح بشأنه:
- التنفس العميق يكون من البطن وليس من الصدر؛ وعليه يجب أن تلاحظي ارتفاع بطنكِ أثناء التنفس من الأنف.
- قومي بقطع التنفس الصادر من البطن لثوانِ قليلة، ثم أخرجي الزفير من الفم، وكرري هذه الخطوات لأكثر من مرة. يساعد إغلاق العينين والتركيز على التنفس، في إنجاح هذه الخطوات بالتأكيد.
-
الانتظام في روتين ما قبل النوم
بعض الطقوس البسيطة التي نقوم بها كل ليلة قبل النوم، قد تكون عوامل مساعدة في التخلص من التفكير الزائد. فإن كنتِ تسعين لإراحة نفسكِ من التفكير قبل النوم، يمكنكِ مثلًا أخذ حمام دافئ أو قراءة كتاب معين لعدة أيام بصورة منتظمة.
وكما نفعل مع الأطفال الذين يعتادون على هذا النظام ويلتزمون فيه كل ليلة، يمكننا نحن الكبار أيضًا اتباع ذات الروتين للانتظام في نوم هادئ وهانئ دون منغصات. المهم في الأمر هو الاعتياد على هذه الطقوس وممارستها كل ليلة تقريبًا، كي يعتاد الجسم عليها ويرسل الدماغ إشاراتٍ إلى الجسم فور استعداد الأخير للاستغراق في النوم.
ماذا أيضًأ؟ الموسيقى الهادئة وممارسة بعض تمارين التأمل والاسترخاء قبل النوم ، عوامل تساعد على النوم دون إزعاج التفكير الزائد. في المقابل، ابتعدي عزيزتي عن كثرة الحركة والنشاط البدني الزائد، الذي قد يعود بالسلب على حالتكِ النفسية والجسدية.
-
تجنَب مُسبَبات الأرق
أولها تناول المنبهات الموجودة في القهوة والشاي، والتي ينصحكِ الخبراء بالتوقف عن تناولها قبل 3 أو 4 ساعات من موعد النوم. كما أن تناول الأطعمة الدسمة والغنية بالسعرات والسكريات، التي يصعب هضمها بسرعة، يمكن أن تعيق عملية النوم؛ والأمر ذاته ينطبق على الأطعمة المُسبَبة للغازات مثل الخضروات الصليبيبة والمشروبات الغازية وغيرها.
ينبغي التوقف عن تناول الطعام قبل عدة ساعات من النوم، للسماح للجهاز الهضمي بالقيام بعمله؛ وبالتالي ستُتاح لكِ الفرصة للنوم جيدًا دون منغصات من المعدة وغيرها.
-
الإستيقاظ لبعض الوقت
تستيقظين من النوم بين الحين والآخر، لتجدي نفسكِ غارقةً بالتفكير في بعض الأمور؟
لا تخافي، يؤكد الخبراء أن لا ضير من الاستيقاظ أحيانًا، والقيام بأي عمل أو نشاط للتخلص من كثرة التفكير. فهذا الأمر يساعد في تشتيت التفكير بأمور أخرى.
في حال حاولتِ كثيرًا النوم دون جدوى، يمكنكِ النهوض من الفراش، القيام بأي عمل سريع للتخلص من التوتر والقلق الناجمين عن عدم القدرة على النوم بسبب التفكير؛ ثم العودة لمحاولة النوم مجددًا. ستجدين أن هذه الطريقة فعالةٌ في كثير من الحالات، لكن حذاري من الافراط في القيام بالنشاطات التي تُلهيك عن التفكير، فهي قد تُسبَب لكِ الأرق من ناحيةٍ أخرى.
-
تنظيم الوقت
خلال النهار، وقبل النوم.. تنظيم الوقت هو المفتاح السحري لتنظيم حياتنا ونومنا. وأي تأخير أو تأجيل لأمورٍ عالقة لم يتم إنجازها خلال اليوم، يمكن أن تزيد من الشعور بالتوتر والقلق والتفكير الزائد قبل النوم.
لذا حاولي عزيزتي قدر الإمكان، تنظيم وقتكِ وأعمالكِ خلال النهار؛ وتجنب تأجيل أية مهام ضرورية ومهمة لليوم التالي، لأنكِ قد تنشغلين بالتفكير بها أثناء النوم.
تنظيم الوقت يسمح لكِ أيضًا بالإبكار في النوم والإستيقاظ في وقت مبكر، وبالتالي ضبط ساعتكِ البيولوجية على مواعيد محددة لكل شيء.
خلاصة القول، أن التفكير الزائد يسبب الكثير من الضرر الجسدي والنفسي. وتزداد مضاعفاته في حال زيادة التفكير قبل النوم وتسببه بالأرق. لذا وللتخلص من التفكير الزائد قبل النوم وإراحة نفسكٍ من التفكير، ينصحكِ الخبراء بوجوب تنظيم مواقيت النوم وتجنب كافة مسببات الأرق؛ كي تنعمي بساعات طويلة وصحية من النوم الجيد كل ليلة.