فليكن عامكِ الجديد غنيًا بالعادات الصحية.. وهذه أفضل النصائح لتطبيقها
يقترب العام الجاري من الانتهاء، ومعه نودع أحلامًا لم تتحقق ومآسي تركت في قلوبنا وعقولنا الكثير من الآثار السلبية. لكن في المقابل، نستقبل العام الجديد بالكثير من الأمل والرغبة بتحقيق ما فاتنا في الأيام والأشهر الماضية، خاصةً فيما يتعلق بصحتنا التي هي عماد سعادتنا في الحياة.
إذ أنه وبعيدًا عن التمنيات بوظيفة أفضل وراتب أعلى وخططٍ للسفر والاستمتاع بالحياة، تبقى أمنيات الصحة المستدامة وخلو الجسم والعقل من الأمراض، هي أفضل ما نتمناه لأنفسنا وللآخرين.
وعادةً ما يخطط الكثير من الناس مع قدوم سنةٍ جديدة؛ للبدء باتباع عاداتٍ صحية ، اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة أكثر، وخسارة الوزن الزائد دون شك. لكن قليلًا من هذه الخطط تصبح نافذةً مع تلكؤ بعضنا مع مرور الأيام، وتأجيل الكثير من تلك الخطط لوقتٍ لاحق.
لذا ندعوكِ عزيزتي لعدم تأجيل أي شيء خلال العام الجديد، وتخطيط عاداتٍ صحية بسيطة يمكن تطبيقها كل يوم، ويكون مردودها علينا مُثمرًا. وذلك باتباع هذه النصائح البسيطة التي جمعناها لكِ من عدة مواقع مختصة بالصحة واللياقة البدنية.
نصائح بسيطة للاستمتاع بحياة أكثر صحة ونشاطًا خلال 2024
بدايةً، لا داعي للقلق والحرج عزيزتي؛ لستِ وحدكِ من ينتظر بداية عامٍ جديد لوضع خططٍ صحية إن لجهة تقوية مناعة الجسم أو إنقاص الوزن وغيرها. فقد كشف استطلاعٌ للرأي حديث، أن 64% من الأميركيين ينتظرون العام الجديد لإجراء تغييراتٍ صحية في حياتهم؛ في حين أظهر استطلاعٌ آخر أن 80% من قرارات العام الجديد يتم نسيانها بحلول شهر فبراير.
فإذا كنتِ ترغبين بالبدء في رحلة الصحة والعافية الخاصة بكِ هذا العام؛ عليكِ اتباع نصائح بسيطة وسهلة، تتيح لكِ إدخال تغييرات طفيفة في نظامك الحياتي والغذائي، لكنها تبقى مستمرةً معك طوال العام.
وهذه النصائح تتلخص في الآتي:
-
القيام بالخطوة الأولى
مهما بدت الخطوة الأولى صعبةً في البداية، إلا أن اتخاذها يُوفر لكٍ حياةً صحية متكاملة فيما بعد. ويُعد اتخاذ القرار باتباع أسلوب حياة أكثر صحةً، الخطوة الأولى نحو تحسين رفاهية الحياة. بعدها يأتي دور رسم خطة تفصيلية لكافة نواحي هذا القرار.
لا ضير من استخدام مفكرة يومية ورقية أو إلكترونية، يمكن أن تكتبي عليها أهدافكِ المنشودة، وكذلك المعوقات التي قد تمنعكِ من تحقيق النجاح، لمساعدتكِ لاحقًا في إيجاد الحلول لها. وينبغي التركيز على الأهداف القابلة للتحقق أولًا، منها الأهداف اليومية التي يمكن القيام بها بيُسر سواء في المنزل أو العمل.
أمثلة على هذه الأهداف:
- إعداد الوجبات الصحية في الليلة السابقة.
- إكمال الأشياء غير المنتهية في قائمة المهام الخاصة بكِ كل يوم.
- قول شيءٍ طيب لنفسكِ، للتشجيع على الاستمرار.
- استبدال عنصر غذائي غير صحي، بخيارٍ آخر أكثر صحية.
- زيادة نشاطكِ البدني قليلًا كل يوم.
- اتخاذ المشي وسيلةً لجولات الحركة اليومية من المنزل إلى السيارة، ومن كاراج السيارة إلى مكان العمل؛ كذلك المشي قدر الإمكان للتبضع والقيام بالزيارات الاجتماعية وحتى الذهاب للصالة الرياضية مشيًا على الأقدام إن أمكن.
-
تنظيم حياتكِ
غالبًا ما تكون الحياة فوضويةً لدى البعض منا، وقد يبدو تنظيمها تمامًا مهمةً مستحيلة - لذا مرة أخرى، ينصحكِ الخبراء ببدء بخطوات صغيرة صغيرًا، والتركيز على المساحة المباشرة التي تشغلين كل يوم، ثم التفرع منها لباقي أنحاء منزلكِ أو مكان عملكِ.
قومي بإعداد قائمةٍ بالغرف أو المناطق التي ترغبين بتنظيمها أو ترتيبها، حسب الأولوية؛ ولا تحاولي الانتهاء من جميع الأماكن في يومٍ واحد، بل قسَميها إلى أيام عدة كي لا تُرهقي نفسكِ وتفقدي الرغبة بالاستمرار في هذه المهمة.
إن ترتيب وتنظيم المساحة من حولكِ، لا يتيح لكِ فقط حرق السعرات الحرارية، وإنما أيضًا خلق بيئة صحية تُمكَنكِ من جني فوائد أخرى مثل تحسين جودة النوم. وتتضمن الفوائد الأخرى لتنظيم غرفة المعيشة أو النوم الآتي:
- راحة البال وتقليل القلق.
- الحصول على منزلٍ أنظف وأكثر جاذبية.
- تحسين الصحة العامة، بما في ذلك جودة النوم.
- تحسين الصحة العقلية وخفض ضغط الدم؛ لأن الفوضى وقلة النظافة تُصيبنا بالاكتئاب وارتفاع ضغط الدم، خاصةً نحن النساء!
-
إجراء تغييراتٍ صغيرة على نظامكِ الغذائي
يُسهم إدخال بعض التغييرات الطفيفة على النظام الغذائي اليومي، في تحقيق نتائج رائعة على المدى الطويل. كما يسمح لكِ بالوصول إلى أهدافكِ الصحية خلال العام الجديد وما بعده.
كيف ذلك؟ استبدلي الوجبة الجاهزة التي تتناولينها في العمل بوجبة مُحضَرة في المنزل؛ والتي ينصحكِ الخبراء بإعدادها قبل ليلة كي يتسنى لكِ أخذها معكِ للعمل والاستمتاع بها دون الحاجة لطلب الطعام من الخارج. ويساعد تحضير الأكل في المنزل، في معرفة المكونات والتحكم بها، ما يضمن لكِ خياراتٍ غذائية صحية.
كما أن الجهد المبذول في إعداد وجباتكِ، سوف يؤدي بكِ لتقدير ما تفعلين وتناول الطعام ببطء أكبر وهضم أفضل؛ ما ينعكس على منع الإفراط في تناول الأكل. ولا تنسي أن تحضير شيءٍ لذيذ في المنزل، يتيح لكِ فرصة قضاء وقتٍ ممتع وجيد مع الأحبة والأهل؛ وتناول الطعام معهم يزيد من هذه السعادة وبالتالي فإنه قرارٌ صحيٌ آخر ينبغي اتخاذه في العام الجديد.
قومي دومًا بإعداد قائمة البقالة الخاصة بكِ، لتبضَع المشتريات المخطط لها بشكل جيد والتي تتلاءم مع خياراتكِ الغذائية الصحية. وإياكِ والتسوق وأنتِ جائعة، لأن ذلك سيدفع بكِ نحو شراء منتجاتٍ غير صحية على الإطلاق. كذلك ينصحكِ الخبراء بوجوب تجربة الأشياء الجديدة بتأنِ وكل واحدةٍ على حدة، وعدم إغراق نفسكِ بالمكونات الجديدة في وقت واحد، لمنع الهدر وأيضًا لعدم معرفتكِ الجيدة بالوصفات الجديدة. كما يمكن أن لا تعجبكِ الأطعمة الجديدة، لذا ابدأي بخطوات بسيطة لاختيار بدائل صحية على طول الطريق.
وإن كنتِ لا تعرفين جيدًا كيفية اختيار الأطعمة المناسبة لكِ، يمكنكِ دومًا استشارة خبيرة التغذية أو الطبيب الخاص بكِ، لاقتراح وصفاتٍ سهلة ومواد أساسية تناسب تفضيلاتكِ الغذائية.
-
تقوية جسمكِ
إن دمج النشاط البدني ضمن نمط حياةٍ صحي، لا يتطلب معداتٍ باهظة الثمن؛ بل يمكن لبعضالتصرفات اليومية البسيطة أن تُحدث فرقًا كبيرًا في هذا الشأن.
يمكنكِ مثلًا المشي أو ركوب الدراجة بدلًا من قيادة السيارة، خاصةً عند السفر أو التنقل لمسافاتٍ قصيرة. قومي أيضًا بممارسة الرياضة التي تحبين بشكل أكبر، مثل التنس أو الجولف أو السباحة أو حتى الرقص؛ واختاري صديقةً تشارككِ هذه الرياضات، كي تُقوي عزيمتك واستمرارك في القيام بها.
طريقةٌ أخرى سهلة لتقوية الجسم والعضلات، أقومُ بها شخصيًا وأستمتع بها كثيرًا: تتبع خطواتي أثناء المشي كل يوم. ما عليكِ سوى استخدام عداد الخطوات على هاتفكِ الذكي أو ساعتكِ الذكية، لتحديد أهداف الخطوات اليومية والوصول إليها. إنها سعادةٌ كبيرة أن تتمكني من السير بعدد خطواتٍ جيد كل يوم، هذا هو شعوري وأتمنى لكِ أن تشعري به أيضًا!
-
تعزيز صحة عقلكِ
لا تقل الصحة العقلية أهميةٍ عن الصحة البدنية،ضمن نمط حياةٍ صحي شامل. وأبرز النصائح لتعزيز صحتكِ العقلية تتركز في التالي:
- ممارسة اليقظة الذهنية: قومي بالانشغال في كتابة يومياتكِ، للتفكير في يومكِ وما أنجزته أو تطمحين لتحقيق لاحقًا، بغية تعزيز التأمل والوعي بأهدافكِ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن القيام بممارسة اليوغا أو التأمل للمزيد من الوضوح العقلي.
- وضع الحدود: قومي بحماية "مساحتكِ" العقلية من خلال وضع الحدود. من المهم أن تعطي الأولوية دومًا لاحتياجاتكِ الخاصة، وأن تقولي"لا" للخطط أو الأفكار التي لا تناسبطِ، وأن تكوني غير متاحةٍ أحيانًا للآخرين، من أجل تعزيز صحتكِ العقلية والحفاظ عليها.
-
تغذية الروح
في السعي للحصول على صحةٍ أفضل، يميل معظم الناس إلى التركيز على النظام الغذائي والنشاط البدني، ولكن يهملون الجانب الروحي والذي يحتاج للتغذية أيضًا. إذ تُوفر لنا الروحانية إحساسًا بالارتباط والهدف، ويمكن تعزيزها بطرق مختلفة منها:
- نشر اللطف: أظهرت الأبحاث أن مساعدة الآخرين تُعزَز من احترام الذات والمزاج، وتُقلَل من التوتر.
- إعطاء الأولوية للوقت الجيد: يسهم تعزيز العلاقات مع أحبائكِ،ومن خلال التفاعلات الهادفة، في خلق بيئةٍ أكثر صحة حيث يمكنكِ أن تزدهري.
- قضاء الوقت في الطبيعة: إن الوقت الذي تقضينه في الخارج، خاصةً في المناطق الخضراء والطبيعية، كفيلٌ بتقليل التوتر وخفض خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. وتُظهر الأبحاث أن الوقت الذي نقضيه في الطبيعة، يُنعش كذلك الأمر الدماغ ويُعيد ضبطه.
- المشاركة المجتمعية: إن المشاركة ضمن بعضالمجموعات للقيام بنشاطاتٍ مثل الصلاة أو التأمل أو دوائر الدعم، تُعزَز الشعور بالانتماء والقوة.
- إجراءات الرعاية الذاتية: الرعاية الذاتية المنتظمة، بما في ذلك ممارسة التأمل أو اليوغا أو التمارين الرياضية أو العناية بالبشرة، تساهم في تعزيز الصحة الشخصية على مختلف المستويات.
-
التعرف على الوقت الذي تشعرين فيه بالإرهاق
تصف منظمة الصحة العالمية (WHO) التوتر، بأنه حالةٌ من الإجهاد العقلي أو القلق الناتج عن الظروف الصعبة. وهو رد فعلٍ طبيعي، يُحفزَنا للتغلب على الصعوبات التي نواجهها؛ إلا أن التوتر الزائد ليس أمرًا جيدًا.
لذا ينبغي عليك عزيزتي التنبه لعلامات الإرهاق الزائد الناجمة عن زيادة التوتر في حياتكِ، ومنها:
- صداع الرأس.
- صعوبة التركيز.
- الشعور بالتعب النفسي.
- الشعور المستمر بالتوتر، كما لو كنتِ متأخرةًعن شيء ما.
- الشعور بعدم وجود وقتٍ كافٍ لإنجاز المهام.
- تحديد موعد إجراء الفحوصاتالطبية
تُعدَ زيارة الطبيب المنتظمة، أمرًا بالغ الأهمية للكشف المبكر عن المشكلات الطبية، ما يتيح التدخل في الوقت المناسب قبل أن تتفاقم المضاعفات. وتساعد الفحوصات الدورية في تعزيز راحة البال وتشجيع العادات الصحية. لذا استشيري طبيبكِ الخاص حول مواعيد الفحوصات الطبية، كي تنعمي بصحةٍ وراحة بال على الدوام.
كيفية الالتزام بالخطط الصحية في العام الجديد
لا شك أن الالتزام بأي شيءٍ، خاصة أهداف الحياة الصحية، أمرٌ صعب التحقيق في غالب الأحيان. لذا إليكِ بعض الاستراتيجيات التي تساعدكِ في الالتزام بالخطط الصحية في العام الجديد:
- تبسيط الأمور: كما ذكرنا في بداية المقالة، قومي باتخاذ خطوات صغيرة عند تحديد أهدافكِ للعام القادم؛ ولا تقومي بالكثير من التغييرات في آنٍ واحد. تجنَبي إصلاح النظام الغذائي الخاص بكِ، وممارسة التمارين الرياضية الروتينية، وتقنيات إدارة التوتر في ذات الوقت واحد؛ لأن ذلك سيزيد من شعوركِ بالإرهاق وزيادة احتمال الاستسلام وعدم المتابعة.
- التركيز على التفاصيل: اختاري بعض القرارات المهمة وكرّسي نفسكِ لها، عوضًا عن وضع أهدافٍ عامة كثيرة قد لا تتمكنين من تنفيذها جميعًا.
- الحصول على الدعم: يساعد تعيين شخصٍ ما، مثل مدربٍ شخصي أو صديق أو شريك حياة، في الحفاظ على تركيزكِ ومساءلتكِ عن الالتزام بأهدافكِ بين الحين والآخر.
- الدراسة المعمقة: خذي كل الوقت الذي تحتاجين للتفكير في القرارات واتخاذها. وتأكدي أنكِ مدفوعةً برغبةٍ حقيقية في تحسين الذات، وليس بسبب الضغوط الخارجية.
- تقبَل الفشل: توقَعي وخطَطي للنكسات المحتملة كما للنجاح المأمول؛ وتذكري، لا تقدم يمكن تحقيقه بالسعي وراء الكمال، بل بالمثابرة والمرونة.
في الختام، نتمنى لكِ عزيزتي ولكل قارئات "هي" دوام الصحة والسعادة في العام الجديد. وها نحن اليوم نضع بين يديكِ، بعضًا من الاستراتجيات البسيطة بشكلها، وإنما العميقة بمضمونها؛ للوصول بكِ إلى حياةٍ صحية مستدامة ورفاهيةٍ لا مثيل لها.