أعراض الإرهاق مزعجة وأخطرها فقد الحافز والتعب والرغبة في الانعزال عن الآخرين

إهماله له تأثيرات جسدية وعقلية ومعرفية .. حقائق لم يخبرك بها أحد عن الإرهاق

ريهام كامل

جميعنا نعاني من الإرهاق بشكل أو بآخر، ليس بدرجة واحدة وإنما بدرجات متفاونة، ويعد الإرهاق اليومي الناتج عن العمل أكثر أنواع الإرهاق شيوعًا، وهنا يكمن الخطر بسبب حاجة الجميع إلى العمل، ولأنه ليس من المنطقي أن نتوقف عن العمل بسبب معاناتنا منه، ولذلك تبقى معرفة كيفية إدارة التوتر والأخذ بالأسباب التي تعالج الإرهاق أحد أهم الطرق المثلى للتغلب على سلبياته.

من أجل ذلك وإذا كنتِ تعانين غاليتي من سلبيات الإرهاق التي يعاني منها نسبة كبيرة من الموظفين، يتعين عليكِ إدارة التوتر والإجهاد اللذان يسببان الشعور به، والأخذ بالأسباب التي لها أن تخفف عنكِ العبء، ولذلك يجب عليكِ عزيزتي التعرف على العديد من الحقائق المهمة التي تتعلق بالإرهاق حتى يمكنك تفادي كل سلبياته والتمتع بعملك وصحتك النفسية.

حقائق مهمة عن الإرهاق

نقدم لكِ الآن عدة حقائق مهمة عن الإرهاق لتساعدك في مهمتك الأهم هذا العام ليصبح عام 2024 عامًا بلا إرهاق، وهذه الحقائق عبر إفادة قيمة من كل من الخبراء سارة سركيس، طبيبة نفسية مرخصة ومدربة تنفيذية معتمدة ومديرة أولى لعلم نفس الأداء، ومونيكا فيرماني، دكتوراه، هي عالمة نفسية سريرية مرخصة، ومؤلفة، ومتحدثة، وعضو في كلية علماء النفس في أونتاريو بحسب  موقع مجلة (Womans Health)

الإرهاق يحول دون الانتباه الجيد ويضعف الذاكرة

ما هو الإرهاق؟

يشير الإرهاق إلى حالة من الإجهاد الجسدي والعاطفي المزمن الذي يظهر فيما يتعلق بمكان عملك، وهو أمر يستدعي الانتباه الجيد إلى سلبياته التي قد تصل إلى تداعيات جسدية وعقلية ومعرفية ليست بسيطة.

ما هي أعراض الإرهاق؟

عديدة أعراض الإرهاق وأكثرها شعورًا ما يلي:

  • الأرق : مثل اضطرابات وصعوبة النوم والنوم المتقطع.
  • الأوجاع والآلام: مثل الصداع، أو توتر العضلات، أو غيرها من الآلام التي تسبب انزعاجًا جسديًا كبيرًا، كما أن الإرهاق يزيد من إحتمالات الإصابة بالصداع النصفي.
  • مشاكل الجهاز الهضمي: تظهر في صورة إضطرابات تصيبه عديدة مثل الغثيان والإمساك والإسهال. وآلام المعدة بما في ذلك أعراض القولون العصبي.
  • غياب الحافز وانعدام الاهتمام بالعمل: ويظهر ذلك في صورة أعراض مثل ضعف الانتباه أو ضعف الأداء المعرفي.
  • العزلة عن الآخرين والانفصال عنهم: كالتأثير على أداء الفريق بسبب معاناة واحد أو أكثر من الإرهاق.
  • الشعور باللامبالاة وقلة الحافز: انعدام الشعور بقيمة ما يتم انجازه من عمل مما قد يؤدي إلى الشعور بالعجز.

هل يمكن منع الإرهاق

تبقى الوقاية خير من العلاج، لذلك يمكنك غاليتي بالبدء في تنفيذ ما يلي ذكره من خطوات فعالة لوقاية نفسك من الإصابة بالإرهاق من الأساس:

  • يجب وضع الحدود والطريقة الأمثل لتعزيز انتاجيتك في العمل، وكذلك معرفة العطلات الخاصة بالعمل، واطلاع مديرك في العمل عليها بشكل لبق وبأسلوب منظم.
  • يجب أن يتضمن يومك  بعض الأنشطة الحركية أو تلك التي تساعدك على يقظة ذهنك لتخفيف التوتر بين الاجتماعات أو قبل وبعد العمل بممارسة اليوغا أو التأمل.
  • يجب تناول وجبات منتظمة وأغذية صحية ومفيدة وتجنب تناول الطعام الدسم.
  • يجب الحصول على قسط وفير من النوم لتعزيز الحصول على راحة عميقة لكل من الجسد والعقل، ولتكوني يقظة ومستعدة للقيام بما عليك من أعباء خلال يومك.
  • لا تهملي مواعدتك لصديقاتك لأن فيها خيرًا كثيرًا كونها تعد بمثابة فضفضة عن بعض التفاصيل المرهقة خلال يومك أو خلال أسبوع من العمل.

كيفية علاج الإرهاق

  • إذا عجزت عن وقاية نفسك من الإرهاق بما سبق ذكره أعلاه، وإذا لم يكن بمقدروك التغلب على سلبياته التي قد تصل إلى مرحلة الخطورة سواء على مستوى صحتك النفسية أو الجسدية، فإن الأمر يحتم عليكِ اللجوء إلى المختصين، لذلك سيكون عليكِ مراقبة نفسك جيدًا وتقدير حالتها والبدء بالأمور البديهية لتخفيف حدة الإرهاق عليكِ، وإذا لم تظهر أي نتائج إيجابية عليكِ بطلب المساعدة من المختصين على الفور.

ماذا يحدث إذا لم يتم علاج الإرهاق؟

في حال لم يتم علاج الإرهاق ستزيد الأعراض سوءًا وستتصاعد حدة الأمور عليكِ وستشعرين بما يلي:

  • أرق مستمر.
  • نوبات منتظمة من الهلع.
  • انخفاض في الأداء الوظيفي.
  • تأثيرات سلبية عديدة تتعلق بالعمل كزيادة مرات الغياب عن العمل.
  • اضطراب في الشهية بالزيادة أو نقص وبالتالي التعرض لزيادة الوزن أو خسارته.
  • استمرارية المعاناة من ضغوط طويلة الأمد وانعكاس حالتك في العمل على أدائك في العلاقات الشخصية.
  • زيادة تكرار إصابتك بالأمراض بسبب انخفاض مناعتك.
  • زيادة إحتمالات الإصابة بمضاعفات عقلية في حال لم يتم السيطرة على الإرهاق.

يجب عدم الاستسلام للارهاق ومحاربته بتمارين الاسترخاء واليوغا والتأمل

ما الفرق بين الإرهاق والاكتئاب؟

على الرغم من تقارب الأعراض في ما بين الإرهاق والاكتئاب إلا أنه توجد عدة فروقات بينهما، إذ يعتبر الاكتئاب اضطرابًا نفسيًا، والإرهاق هو نتيجة للتعرض لضغوط العمل والتسبب في ظهور أعراض نفسية.

كما أن الاكتئاب لا يرتبط مباشرة بالعمل، لذا وإذا كنتِ تعانين من الإرهاق وقمت ِبإجراء تغييرات محددة في حياتك العملية، فقد تلاحظين تحسينات في نوعية حياتك، بعكس الاكتئاب الذي لا ينتهي بمجرد حدوث بعض التغييرات ويصبح الأمر أكثر حاجة إلى استشارة أخصائي نفسي للعلاج.

لذا، وحفاظًا على صحتك النفسية والجسدية يجب عليكِ غاليتي التأكد من أن الأعراض التي تعانين منها لها علاقة بالإرهاق مع البدء في عمل التغييرات اللازمة لتخفيف حدته عليك، والتأكد من أنه لا يوجد أعراض تدل على تحول حالتك من الإرهاق إلى الاكتئاب وذلك تفاديًا لأي مخاطر تتعلق بصحتك النفسية.

وختامًا، يمكنك غاليتي وقاية نفسك من الإرهاق بتنظيم الوقت، وعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد، والمتابعة الجيدة، والحرص على التواصل مع المقربين إليكِ والأصدقاء لتكوني بحالة نفسية جيدة تحول بينك وبين الشعور بالإرهاق.

والآن يُسعدنا أن تشاركينا الرأي .. كيف يمكن التغلب على الإرهاق، هل لديك خطة خاصة بك للقضاء عليه؟

مع تمنياتي لكِ بحياة مهنية منظمة وسعيدة وصحة نفسية جيدة،،،