خبيرة مايو كلينك تقدم لكِ نصائح لصحة مُثلى للثدي أثناء مرحلة انقطاع الطمث
لا شك في أن العناية بكافة المتغيرات التي تحدث لأجسامنا طوال فترة حياتنا، قد تكون مُضنيةً ومرهقة إلى حد كبير؛ خصوصًا إذا ما ترافقت تلك المتغيرات مع بعض المشاكل الصحية والأمراض التي يزداد خطر الإصابة بها مع التقدم بالسن.
كلا الجنسين يشهد العديد من التغيرات في شكل الجسم وطبيعته منذ عمرٍ صغير وحتى الشيخوخة؛ لكن النساء بالعموم هنَ أكثر عرضةً لتلك المتغيرات الجسمانية التي تتفاوت بين مرحلة وأخرى. فمع البلوغ، تشهد الفتيات الصغيرات نزول الدورة الشهرية وما يصاحبها من آلامٍ وأعراضٍ مزعجة وتغير في شكل الثدي والجسم وغيره. ثم تأتي مرحلة الزواج والحمل والإنجاب والتي تشهد بدورها العديد من التغيرات الجسدية والنفسية.
أما مرحلة انقطاع الطمث، فقد تكون الأصعب والأشد حدةً على المرأة بالعموم؛ سن اليأس هو مرحلةٌ لا مفرَ منها في حياة المرأة، ويشير إلى نهاية سنوات الإنجاب وبداية مرحلة جديدةٍ. يُشار إليها عادةً على أنها فترةٌ انتقالية، أو فترةٌ قد تتحمل فيها المرأة تغيراتٍ جسدية وعاطفية يمكن أن تكون مُحيَرة ومُربكة؛ويُعرَف سن اليأس بأنه الإنهاء الدائم لدورة الطمث لدى المرأة، وهي مرحلةٌ طبيعية تحدث بين سن 40 إلى 50 عامًا.
يحتاج الثدي إلى عنايةٍ خاصة من قبل المرأة أثناء مرحلة انقطاع الطمث، وذلك لوقايته من مشكلات صحية عديدة يمكن أن تصيبه، على رأسها خطر الإصابة بسرطان الثدي. وللعلم، فإن خطر إصابتكِ بمرض سرطان الثدي قد يزيد مع التقدم بالعمر، خاصةً بعد انقطاع الطمث. وتحدث حوالي 8 من كل 10 من حالات سرطان الثدي لدى السيدات في سنٍ أكبر من 50.
في محاولةٍ لفهم المتغيرات الكبيرة التي تُصيب الثدي أثناء انقطاع الطمث، وعلاقتها بتزايد مخاطر سرطان الثدي؛ نستعرض لكِ في موضوعنا اليوم، سُبل العناية بصحة الثدي أثناء هذه المرحلة العمرية المصيرية، وذلك بناءً على معلومات جمعناها من خبراء في "مايو كلينك" وغيرها من المواقع الطبية المختصة.
صحة الثدي في سن اليأس
أكدتالدكتورة ستيفاني فوبيون، مديرة مركز "مايو كلينك"لصحة المرأة ومديرة جمعية السيدات في سن اليأس، إن الحفاظ على صحة الثدي خلال مرحلة انقطاع الطمث مهمٌ ويتضمن إجراء فحوصات تصوير الثدي بصفةٍ دورية. كونه من الشائع اكتشاف تغيراتٍ خاصة بالثدي في مرحلة ما قبل سن اليأس أو خلالها.
وأضافت: "في بعض الأحيان نرى زياداتٍ في مستويات هرمون الإستروجين، ما قد يؤدي إلى إيلام الثدي والشعور بألمٍ حاد فيه عند اللمس. لكن بطبيعة الحال، تنخفض كثافة الثدي قليلًا خلال مرحلة سن اليأس بسبب فقدان هرمون الإستروجين".
وللعلم، فإن الاستروجين Estrogen هو إسمٌ يُطلق على مجموعة هرمونات، لها دورٌ هام في نمو وتطور الخصائص الجنسية للإناث وعمليات الإنجاب. وبالرغم من أن هرمون الاستروجين هو أكثر الهرمونات شيوعًا بين جميع الهرمونات، إلا أن مصطلح الاستروجين يُطلق على مجموعةٍ من الهرمونات المتشابهة كيميائيًا، مثل الاسترون Estron والاستراديول Estradiol والاستريول Estriol.
انقطاع الطمث وعلاقته بسرطان الثدي
يشير موقع "مايو كلينك" إلى أن النساء اللاتي يشهدنَ انقطاع الطمث في سنٍ أكبر، هنَ أكثر عرضةً للإصابة بمرض سرطان الثدي. ويأتي ذلك ضمن المتغيرات العديدة التي يشهدها الثديين عند المرأة في هذه المرحلة ومع التقدم في السن بحسب موقع "الطبي"؛ حيث يفقد الثدي جزءًا من أنسجته الدهنية بصورةٍ خاصة ويصبح أصغر حجمًا وأكثر تكتلًا، خصوصًا عند اقتراب انقطاع الحيض (سن اليأس).
يُشدَد المختصون على وجوب التنبه لأية متغيرات في الثدي وإيلائها الرعاية المناسبة. وينصح موقع البرنامج الأردني لسرطان الثدي كافة النساء بوجوب مراقة الثديين من مواقع مختلفة، والبحث عن أي تغيَراتٍ غير طبيعية مثل التغير في الحجم أو الشكل أو اللون، وأيضًا التأكد من أنّهما متساويان بشكلٍ طبيعي دون تورمٍ أو انتفاخ. كما من الضروري البحث عن أية دمامل، تجاعيد أو بروزٍ في الجلد، أو خروج إفرازاتٍ من الحلمة أو تغيّير في موضعها.
من جهتها، أشارت الدكتورة فوبيون من "مايو كلينك" إلى أن بعض التغيرات في الثدي المرتبطة بالعمر طبيعيةٌ، ومن الضروري الالتزام برعاية الثدي المستمرة. وأضافت: "من المهم أن تتذكري وأنتِ في سن اليأس، أن تستمري في إجراء فحوصات سرطان الثدي مثلما كنتِ تفعلين في مرحلة ما قبل سن اليأس."
تجدر الإشارة إلى أن النساء يُوصيَن بالبدء في إجراء فحوصات سرطان الثدي الدورية في سن 40؛ وهي الفحوصات التي تشمل فحص الماموغرام (الأشعة السينية) إضافةً إلى الفحص اليدوي الذي يقوم به الطبيب للبحث عن أية كتل أو أورامٍ غير طبيعية في الثدي وتحت الإبط، كما يمكن للمرأة القيام به كل شهر بعد الانتهاء من نزول الدورة.
وقالت الدكتورة فوبيون: "نُوصي بإجراء تصوير الثدي كل سنة. وبعض السيدات يكون لديهنَ زيادةٌ في كثافة الثدي، لذا نُوصي بإجراء فحوصاتٍ إضافية لهذه الحالات". مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن 50% من السيدات في الولايات المتحدة لديهنَكثافةً في الثدي.
ولهؤلاء النساء تتوجه الدكتورة فوبيون بالقول أيضًا: "من المهم أن تتواصلي مع فريق الرعاية الصحية الخاص بكِ بشأن الخيار الأفضل لكِ، والذي قد يكون إجراء فحوصاتٍ إضافية إن كنتِ تنتمين لهذه الفئة."
العمل على مكافحة سرطان الثدي والصحة المُثلى للثدي
قد تتساءل بعض النساء عن عوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي والمبايض، وهما مرتبطان بشكلٍ وثيق؛ وعليه تشير الدكتورة فوبيون إلى أن بعض عوامل الخطر لسرطان الثدي والمبايض، مثل السن والتاريخ التناسلي والعوامل الوراثية (كتاريخ الأسرة وتغيرات جين سرطان الثدي "BRCA")، لا يمكن التصدي لها. ولكن إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة قد يُقلَل من هذا الخطر.
وبناءً عليه، وللحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، تنصحكِ الدكتورة فوبيون باتباع النصائح الآتية:
- الحفاظ على وزنٍ صحي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الإقلال من تناول الكحوليات.
لمعرفة المزيد حول ضمان صحة الثدي، تحدّثي مع فريق الرعاية الصحية الخاص بكِ؛ للوصول إلى طرقٍ أخرى للحدَ من الخطر ولمعرفة متى يكون فحص سرطان الثدي مناسبًا لكِ.