مثاليةٌ في الأجواء الشتوية الحالية للإمارات: فوائد صحية جمة نجنيها من ركوب الدراجات
لم تُسعفني الظروف ولا القدرة على تعلَم ركوب الدراجة الهوائية في صغري، وما زلتُ حتى اليوم أتمنى أن تُتاح لي فرصة تعلَم ركوبها والاستمتاع بها. وهو ما دفعني لتشجيع ابنتي على ركوب الدراجة الهوائية منذ الصغر، لتصبح ماهرةً جدًا في ركوبها والاستمتاع بها وإن كان لا بدَ من وقتٍ لآخر لحادثٍ بسيط مرَ علينا بسلام الحمد لله.
كانت الدراجة الهوائية وما زالت حتى اليوم، أكثر وسائل المواصلات استخدامًا حول العالم؛ فهي شبه مجانية كوننا لا نحتاج لتعبئتها بالبنزين كما الدراجة النارية أو السيارة، كما يمكن التحرك فيها بسرعة وخفة وسهولة في أي مكان ويمكن ركنها أو حملها بيُسر بعكس وسائل المواصلات الأخرى. فضلًا عن أنها صديقة للبيئة، وهي الناحية التي يُشجع عليها العديد من الدول خاصةً في الفترة الحالية، مع تزايد التلوث البيئي والحاجة لتنظيف الجو من السموم المنبعثة من السيارات والطائرات وغيرها.
لكن فوائد الدراجة الهوائية لا تتوقف عند هذا الحد؛ لا يسعنا أبدًا إغفال الفوائد الصحية لركوب الدراجات الهوائية، حتى أن هناك العديد من السباقات الرياضية الخاصة بهذا النوع من وسائل التنقل. فالدراجة الهوائية تُحرَك العديد من أعضاء الجسم، مثل الساقين واليدين وحتى الجذع؛ ويحب الناس ممارسة رياضة ركوب الدراجة في الهواء الطلق أو حتى داخل الصالة الرياضية، حيث العديد من صفوف هذه الرياضة الحماسية.
للتعرف أكثر عن فوائد ركوب الدراجة الهوائية، تحدثَ إلينا ألكسندر شيفيليوك، رئيس قسم التسويق في متجر Electra & Wowbikes لركوب الدراجات؛ التي تقدم رؤى مبتكرة لتطوير ثقافة الدراجات، ونُضيف للسوق علامات تجارية فاخرة من أوروبا وأمريكا، تعزز تغييراً فاعلاً في الاستمتاع بركوب الدراجات.
هل لكَ أن تُطلعنا على الفوائد الصحية لركوب الدراجات؟
ركوب الدراجات هو تمرينٌ هوائي منخفض التأثير، يُوفر مجموعةً واسعة من الفوائد الصحية؛إذ يُحسن صحة القلب والأوعية الدموية عن طريق زيادة معدل ضربات القلب والدورة الدموية، ما يُقوَي عضلة القلب ويُقلَل من خطر الإصابة بأمراض القلب. كما أن ركوب الدراجات بانتظام يُعزَز عملية التمثيل الغذائي، ويساعد في التحكم في الوزن ويُقلَل من خطر السُمنة. بالإضافة إلى ذلك، فركوب الدراجة الهوائية يُعزَز صحةً نفسية أفضل عن طريق تقليل التوتر والقلق والاكتئاب، وذلك بفضل إطلاق الإندورفين.
ما مدى فعالية ركوب الدراجات، وما نوع الجسم الذي تؤدي إليه؟
من الطبيعي، وكما هو الحال مع أي نوعٍ آخر من الرياضة؛ تعتمد الفعالية على كثافة التدريبات ومدتها. يُعدَ ركوب الدراجات فعالاً للغاية في تحسين اللياقة البدنية بشكلٍ عام، ويمكن أن يؤدي للحصول على جسمٍ رشيقٍ ومتناسق، خاصةً في الجزء السفلي من الجسم. ركوب الدراجات بانتظام يُقوَي كذلك عضلات الساقين والفخذين والساقين والأرداف، كما أنه يُشرك العضلات الأساسية؛ ما يُساهم في تحسين الوضع والاستقرار الجسماني.
في رأيي، الميزة الرئيسية لركوب الدراجات هي أن هذا النوع من اللياقة يمكن دمجه بسهولةٍ في الحياة اليومية؛كالذهاب إلى المتجر أو مقابلة الأصدقاء على الدراجة، أو قضاء الوقت مع العائلة في رحلةٍ بالدراجة - إنهٌ أمر ممتع ومفيد في نفس الوقت. وبفضل حقيقة أن ركوب الدراجات نشاطٌ ممتع، فهي ليست مجرد لياقة بدنية؛ ولكنها أيضًا مصدرٌ رائع للترفيه.
هل يمكن لركوب الدراجة أن يساعد في إنقاص الوزن وتقوية عضلات الجسم وعظامه؟
إنه كذلك بالتأكيد، وهذا مُثبت علميًا. فقد أثبتت العديد من الدراسات أن ركوب الدراجات هو شكلٌ فعال من التمارين الرياضية لفقدان الوزن، عن طريق حرق السعرات الحرارية. ووجدت دراسة نُشرت نتائجها في مجلة السُمنة في عام 2011، أن ركوب الدراجات بكثافةٍ معتدلة (حوالي 60-70٪ من الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب) لمدة 45-60 دقيقة يوميا، جنبًا إلى جنب مع اتباع نظامٍ غذائي خاضع للرقابة، أدى إلى انخفاضٍ كبير في وزن الجسم وكتلة الدهون.
إذا تحدثنا عن فوائد ركوب الدراجات لتقوية العظام، فمن المهم أن نلاحظ أن ركوب الدراجات يُعتبر تمرينًا منخفض التأثير؛ مما يعني أنه سهلٌ على المفاصل ويمكن أن يساهم في تعزيز صحة العظام وكثافتها. وفي حين أن ركوب الدراجات يعمل في المقام الأول على العضلات، فإن الضغط المتكرر على العظام أثناء استخدام الدواسة يمكن أن يُحفَز إعادة تشكيل العظام وصيانتها. وقد سلطت مراجعةٌ نُشرت في مجلة الشيخوخة والنشاط البدني في عام 2001، الضوء على الآثار الإيجابية لركوب الدراجات على صحة العظام، وخاصةً عند النساء بعد انقطاع الطمث اللاتي يتعرضنَ لخطرٍ متزايدٍ للإصابة بهشاشة العظام. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن ركوب الدراجات قد لا يوفر نفس فوائد تقوية العظام، مثل الأنشطة عالية التأثير كالجري أو رفع الأثقال.
ما هي الأنواع المختلفة لركوب الدراجة؟
هناك أنواع عدة من ركوب الدراجات لتناسب التفضيلات والأهداف المختلفة. يتضمن ركوب الدراجات على الطرق، الركوب على الطرق المُعبَدة ويشتهر باللياقة البدنية وركوب المسافات الطويلة. هناك أيضًا ركوب الدراجات الجبلية،في مساراتٍ على الطرق الوعرة، ويُوفر تجربةً أكثر خشونةً إنما غنية بالمغامرة.
يُعدَ التنقل بالدراجة طريقةً عملية لدمج ركوب الدراجات في الحياة اليومية، بينما يمكن أن يشمل ركوب الدراجات الترفيهية القيام بجولاتٍ في المتنزهات أو على طول الطرق ذات المناظر الخلابة. فيما يُوفر ركوب الدراجات في الأماكن المغلقة، مثل دروس ركوب الدراجات في النوادي الرياضية، بيئةً يمكن التحكم فيها لممارسة التمارين المُكثَفة بغض النظر عن الظروف الجوية.
هل هناك أي سلبيات أو مخاطر لركوب الدراجات، خاصةً بالنسبة للفتيات أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في العظام؟
كما هو الحال في أي نوعٍ آخر من أنواع رياضات اللياقة البدنية، فإن المفتاح هو تقييم قدراتكِ بشكلٍدقيق وضبط شدة التمرين وفقًا لذلك. وطالما اختارت الراكبة طريقًا مريحًا والدراجة المناسبة، فلن تكون هناك مشكلة.
الراحة هي المفتاح؛ يجب أن تتناسب الدراجة مع احتياجات راكبها بشكلٍ مثالي. إذا كانت الدراجة لا تسمح بوضعية ركوبٍ مريحة، أو كان السرج غير مريح، أو لم يتم ضبط ارتفاع المقعد بشكل ٍصحيح، فلن يتمكن الراكب من اتخاذ الوضعية المناسبة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الإرهاق أو إجهاد العضلات ويجعل الرحلة غير آمنة.
الخيار الأكثر أمانًا للمبتدئين أو أولئك الذين لم يركبوا الدراجة لفترةٍ من الوقت، هو دراجات المدينة الكهربائية؛ وقد تمَتحضير دراجات المدينة خصيصًا لقيادةٍ مريحة وآمنة في المناطق الحضرية.
هل يمكن لركوب الدراجات في صالة الألعاب الرياضية أو في المنزل أن يكون فعالًا بنفس درجة ركوب الدراجات العادية؟
عندما يتعلق الأمر بخسارة الوزن أو الفوائد الصحية، فهذا ممكن. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالاستمتاع بالركوب؛ في رأيي، ليس الأمر كذلك. إذ يُوفر ركوب الدراجات في الهواء الطلق فوائد إضافية تتمثل في استنشاق الهواء النقي والاستمتاع بالمناظر الطبيعية وفرصة الاستكشاف، وكل هذا أساسيٌ لتقليل مستوى التوتر. ميزةٌ أخرى مهمة لركوب الدراجات في الهواء الطلق هي أنك لا تحتاجينلتخصيص وقتٍ منفصل لها، على عكس التدريبات في صالة الألعاب الرياضية. إذ يندمج ركوب الدراجات في المدينة بسهولةٍ مع إيقاع الحياة.
كم عدد الساعات/الأيام التي يستطيع الشخص السليم ممارسة رياضة ركوب الدراجات فيها (حسب عمره)؟
يعتمد مقدار الوقت الذي يمكن للشخص أن يقضيه في ركوب الدراجات على عوامل فردية، مثل مستوى اللياقة البدنية والصحة العامة، أكثر من اعتماده على العمر.
من الأمثلة المُلهمة في هذا الصدد، روبرت مارشاند ــ وهو راكب دراجاتٍ فرنسي بارز أسرت قصته قلوب الكثيرين في مختلف أنحاء العالم. عاش روبرت مارشاند، أحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الأولى، حياةً طويلة مليئة بالعمل الشاق؛ لكنه لم ينحرف أبدًا عن شغفه بركوب الدراجات. وحتى بعد بلوغه سن المائة، استمر في المشاركة في المسابقات وحقق أرقامًا قياسية عالمية في فئته العمرية. وفي عيد ميلاده الـ107، احتفل بالانطلاق في رحلةٍ بالدراجة لمسافة 20 كيلومترًا، لمجرد السعادة التي تجلبها له هذه الرياضة. لا يمكن لأي شخص أن يكون مثله، ولكن بمقدور الأشخاص من أي عمرٍ العثور على طريقةٍ لركوب الدراجة طالما تسمح صحتهم بذلك.
دعينا لا ننسى أنه بالنسبة للبالغين، تُوصي منظمة الصحة العالمية بممارسة الأنشطة الهوائية متوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة على الأقل، مثل ركوب الدراجات، أسبوعيًا. قد يبدأ المبتدئون بجولاتٍ أقصر ثم يزيدون المدة والكثافة تدريجيًا مع تحسن اللياقة البدنية.
ما هي أفضل المعايير التي يجب البحث عنها عند شراء دراجةٍ هوائية؟
الدراجة هي عنصرٌ فردي للغاية،ولا يوجد مقياسٌ واحد يناسب الجميع. عند شراء دراجة؛ من المهم أن تأخذي في الاعتبار عوامل مثل نوع الركوب الذي ستمارسينه،وملاءمة الدراجة وميزاتها. لهذا السبب، نقدم في متجرنا مجموعةً متنوعة من الدراجات من شركات تصنيع مختلفة، لتلبية احتياجات الأشخاص المختلفة.
بالنسبة لأولئك الذين يخططون لركوب الدراجة لمسافاتٍ طويلة، فإن الدراجة الكهربائية ذات المحرك القوي، مثل تلك التي تقدمها RUFF، ستكون مناسبة. قد ينجذب المهتمون بنقل دراجتهم في السيارة إلى النماذج القابلة للطي من شركة Vello،وبالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن دراجةٍ مريحة للمبتدئين، تتميز إلكترا بتصميمها الفريد وإطارها خفيف الوزن.
لكن القاعدة العامة التي تنطبق دائمًا هي أن الدراجة يجب أن تكون مريحة. ستُوفر الدراجة ذات الحجم المناسب والتي تتناسب مع أسلوب ركوبكِ وتفضيلاتكِ، تجربةً أكثر راحة وأمانًا ومتعة.وأيضًا، في رأيي الشخصي؛ اختيار الدراجة يجب أن يكون مبنيًا على الحب. ينبغي أن تروق الدراجة لكِ، وتجلب لكِ المتعة بمجرد النظر إليها. وبهذه الطريقة، لن ينتهي الأمر بالدراجة المرمية في الزاية بتراكم الغبار عليها، بل ستصبح رفيقًا لكِ مدى الحياة.
ما هي أفضل الطرق التي يجب سلوكهاعند ركوب الدراجة؟
بالنسبة للمبتدئين والراكبين العاديين، من الأفضل اختيار طرق الدراجات المُسطحة نسبيًا والمُعبدة جيدًا. حركة مرورٍ أقل للسيارات شيءٌ أفضل، ولكن لا بأس أيضًا بالقيادة على طول الطرق المزدحمة طالما يتم مراعاة الحذر وقواعد المرور. ولحسن الحظ، فإن البنية التحتية لركوب الدراجات في عواصم الشرق الأوسط تتطور بشكلٍ نشط، مع ظهور عددٍ متزايد من الطرق الحضرية المريحة في العديد من المدن، والتي تُلبَي احتياجات راكبي الدراجات المبتدئين والمتقدمين.
على سبيل المثال، في دبي وأبو ظبي، حيث توجد متاجرنا غير المتصلة بالإنترنت؛ حدثت قفزةٌ هائلة في تطوير البنية التحتية لركوب الدراجات خلال السنوات الأخيرة. العديد من عملائنا هم مبتدئون أو راكبون عاديون، ويستمتعون بركوب الدراجات على طول المسارات التي يتم صيانتها جيدًا على طول الواجهات البحرية للمدينة.
ما أهمية استخدام أدوات السلامة أثناء ركوب الدراجة؟
يُعد البقاء آمنًا ومريحًا أثناء ركوب الدراجات أمرًا حيويًا، خاصة عند مشاركة الطريق مع المشاة أو السيارات. ارتدي خوذةً لحماية رأسكِ؛ اجعلي نفسك مرئيةً من قبل السيارات والشاحنات باستخدام المعدات والأضواء العاكسة، خاصةً في الليل؛ اتبَعي قوانين المرور، وانتبهيللمنعطفات، وكوني متيقظةً دومًا لتجنب وقوع الحوادث. حافظي على صيانة دراجتكِ جيدًا عن طريق فحص ضغط الإطارات والفرامل بانتظام، لتقليل مخاطر المشكلات الميكانيكية أثناء الركوب. والنصيحة الأخيرة: استمتعي بأمان...