لراحةٍ تامة من الإمساك في رمضان: اتبعي هذه التوصيات الفعالة
لا يختلف إثنان على أن شهر رمضان هو من أجمل الأشهر التي تمرَ علينا كل عام.
كيف لا؛ وهو شهر التعبد والطاعات، شهر التعبد والتقرب من الله جل جلاله أكثر من خلال الصيام والصلاة وقراءة القرآن وعمل الخير وغيرها من الأمور الدينية التي تُنقي الروح والجسد؟
ويعلم كلنا أهمية وفوائد الصيام في تعزيز الصحة العامة؛ حتى أن كثيرًا من الأطباء وخبراء الصحة، ينصحون مرضاهم بالصيام بين الحين والآخر، لتنظيف وتطهير أجسامهم من السموم وتقليل مضاعفات الأمراض التي يعانون منها. لكن وعلى المقلب الآخر، قد يكون للصيام الشاق لساعاتٍ طويلة دون أكل أو شرب، بعض المضاعفات والمشاكل الصحية، أبرزها مشاكل الجهاز الهضمي مثل عسر الهضم وحرقة المعدة والإمساك.
المشكلة الأخيرة هي أكثر مشكلةٍ يعاني منها الصائمون في رمضان، وتنجم عن أسبابٍ عدة يُعرفنا عليها الدكتور فراس المحمود، اختصاصي الجهاز الهضمي في المستشفى الكندي التخصصي بدبي في موضوعنا اليوم.. فإن كنتِ مهتمةً عزيزتي بالتعرف على مسببات وكيفية علاج الإمساك في رمضان، تابعي معنا القراءة.
أسباب وأعراض الإمساك
الإمساك حالةٌ شائعة أثناء الصيام ويعاني منها الكثير من الصائمين، يقول الدكتور المحمود؛ مضيفًا أن السبب الأساسي للإمساك أثناء رمضان يعودلتغيير نمط الحياة المفاجئ عند الصائمين وتغيَر ساعات الطعام والشرابوحتى النوم. لذلك هناك توصياتٌ عديدة للتغلب على الإمساك خلال شهر رمضان.
ولتعريف الإمساك أكثر، فهو عبارةٌ عن تغوطٍ غير مريح وقاسي، أقل أو يعادل ثلاث مرات فقط في الأسبوع الواحد. وإضافة لتغير نمط الحياة وقلة السوائل، هناك أسبابٌ أخرى للإمساك منها:
- نقص الكالسيوم في الجسم.
- قصور الغدة الدرقية.
- نمط عملٍ مكتبي يستدعي الجلوس الطويل.
- عدم ممارسة الرياضة والنشاط البدني.
- السُمنة أو البدانة.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل السكري، أو قصور القلب،أونقصالتروية القلبية، أو تشمع الكبد أو قصور الكلى.
كل هذه الأسباب قد تُسبب الإمساك وتزيد من شدته؛إضافةً إلى ذلك، بعض الأمراض العصبية وعدم القدرة على المشي عند المسنين وكبار العمر والمتقدمين بالعمر.
وينصح الدكتور المحمود في حال وجود إمساكٍ مُثبت، بضرورة مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن سبب الإمساكومعالجته، وليس فقط علاج الأعراض.
تأثير الحالة النفسية لجهة الإصابة بالإمساك
لا يخفى على أحد ولم يعد مستغربًا، علاقة الحالة النفسية الشديدة بالكثير من الحالات الصحية التي يُصاب بها الإنسان ومنها الإمساك. إذ أنه للتوتر النفسي أثره المباشر والقوي في إصابتنا بالإمساك أيضًا، بحسب الدكتور المحمود الذي أكدَ أن الحالة النفسية يكون لها أثرٌ قوي على حركة القولون والأمعاء، وصولًا إلى ما يُسمى بداء الأمعاء الهيوجة من النمط الإمساكي.
بدوره، أشار الدكتور جيرهارد فالنر، اختصاصي الجهاز الهضمي النمساوي، إلى أن الإمساك لا يعود لأسبابٍ عضوية فحسب؛ بل أن التوتر النفسي المستمر أحد أسبابه الرئيسية أيضًا. موضحًا أن التوتر النفسي المستمر يُحدث خللًا في الجهاز العصبي وينسحب على عملية التحكم في عضلات الأمعاء، لكن بالإمكان مجابهته والتخلص منه عن طريق ممارسة تقنيات الاسترخاء كاليوغا والتأمل.
بدوره، أشار فالنر إلى أن الإمساك يرجع في الغالب إلى أسلوب الحياة غير الصحي وتناول اللحوم والكربوهيدرات بكثرة، مع قلة تناول الألياف الغذائية، فضلًا عن قلة الحركة. مشيرًا إلىأن هذا الأمر يؤثر سلبًا على تركيبة فلورا الأمعاء ويؤديللإصابة بالإمساك والإنتفاخ وأحيانا الإسهال، ناصحًا بوجوب الإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية مثل الخضروات والفواكه.
كيفية التخلص من الإمساك في رمضان
بما أن معظمنا يقع فريسة هذه المشكلة الصعبة في رمضان على وجه الخصوص، فإن هناك العديد من التوصيات للتغلب على الإمساك خلال الشهر الفضيل، والتي يمكن تطبيقها خلال باقي أيام السنة كذلك الأمرشششششششششض1ذ.
ومن هذه التوصيات التي أفادنا بها الدكتور المحمود من المستشفى الكندي التخصصي بدبي:
- مراجعة الطبيب المختص للتأكد من عدم وجود أسبابٍ مرضية للإمساك.
- الإكثار من الخضروات التي تختزن الماء بكثرة، مثل البطيخ والخيار والخس والسلطات.
كل هذه الأمور يمكن القيام بها خلال شهر رمضان وغيره من أشهر السنة؛ حيث يُساعد تناول كوب ماءٍ فتر عند الاستيقاظ من النوم، الحركة وتحريك عضلات البطن، والمشي داخل المنزل لمدة 10 دقائق على الأقل في تحفيز عضلات البطن وتنشيط القولون للتبرز بيُسرٍ وسهولة.
كذلك ينصح الدكتور المحمود بضرورة الإكثار من تناول الخضروات والفواكه الغنية بالألياف؛ تناول ملعقتين من زيت الزيتون على الريق (مُثبت علميًا أنه يساعد في التخلص من مشكلة الإمساك)؛ والإكثار من تناول السوائل خلال النهار.
أول الأطعمة على الإفطار لتجنب الإمساك
هو التمر بحسب الدكتور المحمود، الذي يؤكد أنه طعامٌ تقليدي في رمضان ويحمل العديد من الفوائد المهمة للجسم بشكلٍ عام ولصحة الجهاز الهضمي بشكلٍ خاص.
وينصح اختصاصي الجهاز الهضمي بالبدء بتناول التمر عند الإفطار مع كوب من الماء؛ كون التمر غني بالألياف التي تحارب الإمساك ويحوي سكرياتٍ طبيعية تُوفر الطاقة للجهاز الهضمي للمساعدة على هضم الطعام بطريقةٍ أفضل. كما تساعد الألياف التي يحتويها التمرعلى امتصاص الماء وترطيب الكتلة البرازية.
ويُفضل تناول عدة حبات من التمر قبل الإفطار، الإكثار من تناول الخضار والفواكه، الابتعاد عن السكريات، تناول الألياف بشكلٍ كافي وجيد وتجنب المنبهات وخاصةً الكافيين؛ في مسعى لمنع الإصابة بالإمساك أو التخفيف من حدته في حال كنتِ من الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة دومًا في رمضان.
وفي حال لم تنفع كل تلك التوصيات، ينصحكِ الدكتور المحمود بوجوب استشارة الطبيب المختص؛ لوصف العلاجات المناسبة بغية التمتع بصيامٍ آمن وسهل، بعيدًا عن أية مُنغصات صحية قد تضر بصحتكِ كذلك الأمر.