تحذير: المستويات العالية من فيتامين ب3 تزيد من أمراض القلب
النياسين، والمعروف بإسم فيتامين ب3؛ هو أحد أنواع الفيتامينات الثمانية التي تندرج تحت مجموعة فيتامين ب، ويحتاجه الجسم للحفاظ على صحة الأعصاب والوزن السليم والعديد من الأمور الأخرى.
يشير موقع "ويب طب" إلى أن للنياسين العديد من الفوائد المحتملة والرائعة والمذهلة، إليكِ أهمها:
- تحسين مستويات الكوليسترول: من خلال خفض مستويات الكوليسترول السيء ورفع مستويات الكوليسترول الجيد في الجسم.
- مقاومة السكري: خلصت بعض الدراسات إلى أن النياسين قد يساعد في حماية الخلايا المنتجة للأنسولين المتواجدة في البنكرياس، والتي قد يتم تدميرها في مرض السكري من النوع الأول، الأمر الذي يجعل منه مقاومًا طبيعيًا لمرض السكري.
- محاربة التهابات المفاصل: بدأت الدراسات مؤخرًا تشير إلى أن النياسين قد يلعب دورًا فعالًا في محاربة الفصال العظامي والتهاب المفاصل، كما أنه قد يحسن من حركة وحالة المفاصل في الجسم بشكل عام.
- تعزيز صحة الدماغ والجهاز العصبي: يحتاج الدماغ لجرعةٍ يومية محددة من النياسين كي يقوم الدماغ بوظائفه على أكمل وجه.ويربط العلماء بين ظهور بعض الأعراض والمشاكل والنفسية،ونقص هذا الفيتامين في الجسم.
- علاج البلاغرا: إذ يتسبب نقص هذا الفيتامين الحاد في الجسم في الإصابة بحالةٍ تُسمى البلاغرا، وهي حالةٌ نادرة الحدوث عادةً، قد تطرأ كعرض مرافق لبعض أمراض سوء التغذية، مثل فقدان الشهية.
- الحماية من أمراض القلب: بفضل فعاليته في خفض مستويات الكولسترول السيء والدهنيات الثلاثية الضارة في الجسم، فإن الحصول على كمية كافية من النياسين يوميًا يساعد على محاربة أمراض القلب، وجهاز الدوران بشكل عام، مثل تصلب الشرايين، والجلطات.
- تعزيز صحة البشرة: يساعد هذا الفيتامين على حماية خلايا الجلد من أي تلف قد يصيبها بسبب التعرض لأشعة الشمس، وخاصةً عند وضعه بشكل موضعي على الجلد؛ كما تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الفيتامين قد يلعب دورًا هامًا في خفض فرص الإصابة بسرطان الجلد.
بالعودة إلى نقطة الحماية من أمراض القلب، فإنه وعلى ما يبدو أن ارتفاع مستويات النياسين في الجسم عن المستوى الطبيعي، قد يكون له تأثير معاكس سلبي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب عوضًا عن درئها. وقد حدد باحثون من مستشفى كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، مسارًا جديدًايُسهم في الإصابة بأمراض القلب والشرايين، مرتبطٌبالمستويات المرتفعة من النياسين. إليك المزيد من التفاصيل في موضوعنا اليوم..
ارتفاع مستويات النياسين وعلاقتها بأمراض القلب
إذن، اكتشف الفريق الذي يقوده الدكتور ستانلي هيزن،وجود صلةٍ بين مرُكَب 4PY الناتج عن تحلَل النياسين الزائد وأمراض القلب؛ إذ ارتبطت المستويات المرتفعة لمُركَب 4PYفي الدم بتطور النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وغيرها من الأحداث القلبيةفي الدراسة السريرية واسعة النطاق. وبيّن الباحثون في الدراسات ما قبل السريرية أن مُركَب 4PY يتسبب بصورةٍ مباشرة في التهاب الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى الإضرار بها، وقد يؤدي إلى تصلب الشرايين مع مرور الوقت.
الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر ميديسن" (Nature Medicine)، أشارت إلى وجود روابط وراثية بين 4PY والتهاب الأوعية الدموية. وتقدم نتائج الدراسة الأساس اللازم للتدخلات والأساليب العلاجية الجديدة المُحتملة،من أجل خفض هذه الالتهاباتوالوقاية منها.
وقال الدكتور هيزن، رئيس قسم علوم القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي في معهد ليرنر للأبحاث التابع لمستشفى كليفلاندكلينك والرئيس المشارك لقسم أمراض القلب الوقائية في معهد القلب والأوعية الدموية والصدر: "من الأمور المثيرة للاهتمام حول نتائج الدراسةهو أن هذا المسار الجديد،يبدو بأنه لم يتم اكتشافه مسبقًا؛ لكنه يُعتبر من العوامل الرئيسية المُساهمة في تطور أمراض القلب والأوعية الدموية. الإضافة إلى ذلك، فإنه يمكننا قياس هذا المسار، ما يعني وجود احتمالية إجراء اختباراتٍ تشخيصية؛ ولذلك فإن هذه الأفكار والرؤى الجديدة تُمهَد الطريق أمام تطوير توجهاتٍ جديدة لمواجهة آثار هذا المسار المستجد."
وأضاف الدكتور هيزن: "لقد فرضت أكثر من 50 دولةً على مدى عقودٍ من الزمن، تعزيز الأطعمة الأساسية مثل الدقيق والحبوب والشوفان بالنياسين (فيتامين ب3) وذلك للوقاية من الأمراض المرتبطة بنقص التغذية. لكن يبدو بأن واحدًا من بين كل 4 أفراد شملتهم الدراسة كانوا قد تناولوا كميةً كبيرة منه، وكانت لديهم مستوياتٌ مرتفعة من مُركَب 4PY، الأمر الذي يُسهم في تطوَر أمراض القلب والشرايين على ما يبدو."
ووصف الدكتور هيزن استهلاكنا للنياسين بأنه يشبه عدة صنابير ماء مفتوحة على دلو، ما أن يمتلئ الدلو حتى يبدأ الماء بالانسكاب منه؛وعندها سيتوجب على الجسم معالجة هذا الانسكاب الزائد وإنتاج مُستقلباتٍ أخرى ومن ضمنها مُركَب 4PY.
وأضاف: "إن نتائج الدراسة لا تعني بأن نقوم بإيقاف كامل استهلاكنا من النياسين، إذ أن هذا التوجه غير واقعي في حقيقة الأمر؛بل يجب علينا من خلال النظر إلى هذه النتائج،التباحث حول ما إذا كان هناك ما يُبرَر فرض تدعيم الدقيق والحبوب بالنياسين."
استهلاكٌ واعي للنياسين وبإشرافٍ طبي
تابع الدكتور هيزن أن الاستخدام الأوسع للمُكمَلات الغذائية المُباعة دون وصفات من الأنواع المختلفة من النياسين، أصبح أكثر شيوعًا نظرًا للاعتقاد السائد بدوره في إبطاء الشيخوخة؛ مشيرًاإلى أنه يجب على المرضى استشارة طبيبهم قبل تناول أي مُكمَلاتٍ غذائية مُباعة دون وصفات، والتركيز على نظامٍ غذائي غني بالفواكه والخضراوات ،وتجنب تناول كميات ٍزائدة من الكربوهيدرات.
ويمكن للنتائج الجديدة توضيح سبب عدم كون النياسين العلاج المنشود لخفض الكوليسترول،وذلك بعد أن كان أحد الأدوية التي يتم وصفها لخفض مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو ما يُعرف بـ"الكوليسترول الضار". لكن النياسين أظهر في نهاية المطاف أنه أقل فعاليةًمن الأدوية الأخرى في خفض الكوليسترول، إلى جانب ارتباطه بآثارٍ سلبية ومستويات وفياتٍ أعلى بحسب بحث سابق.
وقال الدكتور هيزن: "لطالما كانت تأثيرات النياسين متناقضة إلى حد ما، فعلى الرغم من قدرته على خفض الكوليسترول، إلا أن الفوائد السريرية كانت دائمًا أقل من المتوقع من حيث خفض مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL). وأدى هذا الأمر إلىفكرة أن المستويات الزائدة من النياسين أدت إلى آثارٍ ضارة غير واضحة، قلَلت جزئيًا من منافعه فيما يخص خفض الكوليسترول. وإننا نعتقد بأن نتائج الدراسة سوف تساعد في شرح هذا التناقض، الأمر الذي يُسلط الضوء على أهمية التحقيق في المخاطر المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية، إذ أننا نتعلم أكثر بكثير مما نعتقد بأننا سنتوصل إليه في بادئ الأمر."
هذا وأشار مؤلفو الدراسة إلى الحاجة لإجراء تحقيقاتٍ طويلة المدى، لتقييم أثر الارتفاع المزمن لمستويات 4PY على تصلَب الشرايين والأنماط الظاهرية الأخرى.وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور هيزن يدير كذلك مركز كليفلاند كلينك للميكروبيوم والصحة البشرية، كما يشغل كرسي جان بليكسما في بيولوجيا الخلايا الوعائية وتصلَب الشرايين.
خلاصة القول، أن كل ما يزيد عن حدة ينقص في النهاية؛ وبالتالي فإن الإسراف في تناول النياسين عن طريق المكملات الغذائية لأغراض خفض الكوليسترول الضار، قد تكون له تداعياتٌ سلبية على صحة القلب وزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين وغيره من أمراض القلب. لذا استشيري طبيبكِ الخاص حول كيفية تناول النياسين بالجرعات المطلوبة حسب حالتكِ الصحية، كي تستفيدي من مزاياه الصحية دون أن ينقلب نحو نتائج سلبية على صحة قلبكِ.