دورها حيوي في عمليات النمو والأيض... إليكِ بعض الهرمونات المهمة لجسمك وكيفية تحسين صحتها
تلعب الهرمونات دورًا حيويًا في عمليات النمو والأيض، وتنظيم المزاج في الجسم، لذا يُعتبر الحفاظ على توازنها وصحتها أمرًا ضروريًا، ويُمكن الحفاظ على صحة هذه الهرمونات من خلال اتباع بعض العادات الصحية، وتجنب سلوكيات أخرى.
وبما أن الهرمونات هي مواد كيميائية تفرزها الغدد الصماء، لتقوم بتنظيم وتنسيق عمليات العديد من الأعضاء في الجسم، إذ تقوم هذه المواد الكيميائية بنقل الإشارات بين أعضاء الجسم المختلفة عن طريق الدم، بما في ذلك الجلد والعضلات والأنسجة الأخرى.
لذا دعينا نُطلعك عبر موقع " هي " على أبرز الهرمونات المهمة لجسمك، و كيفية تحسين صحتها لتحقيق التوازن الطبيعي لها، وذلك من خلال استشارية أمراض الباطنة والجهاز الهضمي الدكتورة راوية خاطر من القاهرة.
الهرمونات أحد وظائف الغدد الصماء
وبحسب دكتورة راوية، الهرمون هي مواد كيميائية يفرزها الجسم لتنظيم أنشطة الجسم المختلفة، وللحفاظ على التوازن في الجسم من خلال إطلاقها في مجرى الدم، أو لتنتشر من خلال أغشية الخلايا بعد إطلاقها من الغدد المفرزة لها. تفرز الهرمونات في الجسم من نظام الغدد الصماء المنتشر في جميع أنحاء الجسم لتتحكم في عمليات النمو، والتكاثر، وأنشطة الجسم المختلفة.
الجدير الذكر، أن جهاز الغدد الصماء يتكون من شبكة معقدة من الغدد تعمل على إنتاج الهرمونات وتخزينها وإطلاقها، ويمكن أن تنتج كل غدة هرمون واحد أو أكثر تستهدف أعضاء وأنسجة معينة في الجسم، كما يُمكن أن يكون لبعض الغدد وظائف أخرى غير إنتاج الهرمونات مثل: "المبيض والخصية التي تنتج الحيوانات المنوية، والبويضات، بالإضافة لإنتاج الهرمونات، وتشمل الغدد الصماء في الجسم التالي:
غدة الوطاء أو تحت المهاد
تنتج تحت المهاد عدة هرمونات تتحكم في الغدة النخامية، إلا أن الكثيرين لا يعتبرون تحت المهاد من الغدد، وتشارك تحت المهاد أيضًا في العديد من وظائف الجسم مثل: "الشهية، وحرارة الجسم، ودورات النوم واليقظة".
غدة البنكرياس
يقع البنكرياس خلف المعدة، وتشمل وظائفه على السيطرة على مستويات السكر في الدم.
الغدة الزعترية
تقع الغدة الزعترية في الصدر، وتبقى نشطة حتى سن البلوغ، ومن ثم تضمر، وتنتج خلال نشاطها هرمونات مهمة تسمى بالخلايا اللمفاوية التائية.
الغدد الكظرية
تقع الغدد الكظرية فوق الكلى، وتنتج هرمونات مهمة لتنظيم ضغط الدم، والاستجابة للتوتر، و تنظيم معدل ضربات القلب.
الغدة النخامية
تؤثر الهرمونات التي تنتجها الغدة النخامية على التكاثر والنمو، وتنظم وظائف الغدد الصماء الأخرى، وتقع أسفل منطقة ما تحت المهاد.
الغدة الدرقية
تقع الغدة الدرقية في العنق، وتنظم عمليات التمثيل الغذائي.
الغدة الصنوبرية
توجد الغدة الصنوبرية في منتصف الدماغ، وتساعد على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ.
الغدد جارات الدرقية
تقع في العنق بجوار الغدة الدرقية، وتساعد في الحفاظ على مستويات الكالسيوم في الدم والعظام.
الهرمونات المهمة لتنظيم عمليات الجسم الحيوية
وأضافت دكتورة راوية، تشمل أنواع الهرمونات المهمة لتنظيم عمليات الجسم الحيوية ما يلي:
هرمون الكورتيزول
هذا الهرمون أحد الهرمونات المهمة لتنظيم عمليات الجسم الحيوية، والذي يعرف أيضًا باسم هرمون التوتر، حيث ترتفع مستويات الكورتيزول في الدم استجابة للتوتر الجسدي والنفسي، فهو يساعد على تنظيم ضغط الدم، ونسبة السكر، كما ينظم دورات النوم والاستيقاظ، ويلعب دورا مهما في تنظيم كيفية استهلاك الجسم للدهنيات والبروتينات والكربوهيدرات.
الجدير بالذكر، أن هرمون الكورتيزول ينتج من قشرة الغدة الكظرية، ويتمثل دوره الرئيسي في السيطرة على التوتر النفسي والإجهاد البدني، ويتسبب ارتفاع مستويات هذا الهرمون الناجم عن حالات الخطر في ارتفاع معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم ، والقلق، وارتفاع مستويات كوليسترول الدم.
هرمون الغدة الدرقية
تنتج الغدة الدرقية هرمون ثلاثي يود الثيرونين، وهرمون الثيروكسين، وتساعد هذه الهرمونات على تنظيم عمليات التمثيل الغذائي، وتحدد مستويات الطاقة في الجسم، ودرجات الحرارة الداخلية، للتحكم في عملية الأيض وتحويل الطعام إلى طاقة، وغيرها من الوظائف.
هرمون غلوكاغون
ينتج هذا الهرمون في البنكرياس، ويساعد على رفع مستوى غلوكوز الدم.
هرمون الإستروجين
هو هرمون جنسي أنثوي يتم إفرازه في المبيضين، ويعد هرمون الأستروجين الهرمون المسؤول عن الحيض، والإنجاب، وانقطاع الطمث، وتتسبب الزيادة في هرمون الأستروجين في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم، وسرطان الثدي، وتقلب المزاج، والاكتئاب، ويؤدي إنخفاضه إلى تطور حب الشباب، وتساقط الشعر، وترقق الجلد وغيرها من الحالات
الهرمون المنشط للحويصلة
ينتج هذا الهرمون في الغدة النخامية، ويتحكم بإنتاج الحيوانات المنوية والبويضات.
هرمون ديهيدرو ايبي اندروستيرون سلفات
ينتج هذا الهرمون في قشرة الغدة الكظرية، ويعمل على إنتاج روائح الجسم، ونمو الشعر خلال مرحلة البلوغ.
هرمون البروجسترون
ينتج هرمون البروجسترون في المبيضين، والمشيمة، والغدد الكظرية، ويلعب هذا الهرمون أدوار كبيرة ومهمة في الجسم مثل الاستعداد للحمل، والحمل، والحفاظ على الحمل، وتنظيم الدورة الشهرية، والرغبة الجنسية.
هرمون البرولاكتين
يفرز هرمون البرولاكتين من الغدة النخامية بعد الولادة استعدادا لرضاعة الطفل، وتبدأ مستويات هذا الهرمون بالارتفاع خلال الحمل، كما أنه يلعب دورًا مهمًا في الخصوبة من خلال تثبيط الهرمون المنبه للجريب ليوقف عملية الإباضة.
هرمون التستوستيرون
يعرف هذا الهرمون بهرمون الذكورة، ويلعب دورًا مهمًا في بناء العضلات، ونمو الأعضاء التناسلية الذكرية، ويعزز الخصائص الجنسية الذكرية الثانوية مثل: "زيادة كتلة العضلات والعظام، ونمو شعر الجسم"، وغيرها من الخصائص، ويؤدي نقص إنتاج هذا الهرمون إلى حدوث تشوهات لدى الرجال مثل: "العقم، وفقدان الكثافة العظمية".
الهرمون المنشط للجسم الأصفر
ينتج هذا الهرمون في الغدة النخامية، ويتحكم في إنتاج الإستروجين، والتستوستيرون، والإباضة.
هرمون السيروتونين
يرتبط هرمون السيروتونين بالعديد من الوظائف مثل: " التعلم والذاكرة، وتنظيم النوم، وتنظيم الحالة المزاجية، والهضم، وبعض الوظائف العضلية"، وتتسبب انخفاض مستويات هذا الهرمون في العديد من المشاكل مثل: "السمنة، والاكتئاب، والصداع النصفي، والأرق"، وغيرها من المشاكل.
هرمون الألدوستيرون
ينتج هذا الهرمون في الغدة الكظرية، ويساعد في المحافظة على اتزان الأملاح والماء في الجسم.
هرمون النمو
يُعرف هرمون النمو بهرمون السوماتوتروبين، ويتم إنتاجه في الغدة النخامية ليحفز النمو، وتجدد الخلايا وتكاثرها، ويعزز عملية التمثيل الغذائي. عمومًايلعب هرمون النمو دورًا مهمًا في عملية النمو بالجسم، التي تظهر بشكل واضح خلال فترة البلوغ، حيث يٌسهمبشكل كبير في تنظيم نمو الأنسجة والأعضاء، وتؤدي الزيادة أو النقصان في مستوياته إلى مشاكل في النمو الطبيعي لجسم الإنسان.
هرمون الأنسولين
يفرز هذا الهرمون المهم من البنكرياس، وينظم نسبة السكر في الدم، كما أنه يسمح للخلايا الموجودة في العضلات والكبد بامتصاص سكر الجلوكوز الموجود في الدم، ما يمنح هذه الخلايا الطاقة، ويؤثر على عمليات الأيض الأخرى مثل كيفية استخدام الجسم للدهون والبروتين.
هرمون الميلاتونين
هو هرمون مهم لعملية النوم، حيث إنه يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، ويزيد التعرض لضوء النهار من كمية الميلاتونين التي يفرزها الجسم. بالمقابل تتناقص كمية إفراز الميلاتونين مع تقدم العمر.
هرمون الأدرينالين
يفرز الأدرينالين من الغدة الكظرية وفي بعض الخلايا العصبية، ويتسبب هذا الهرمون في رد الفعل السريع الذي يحدث كاستجابة سريعة للتوتر أو أي حدث طارئ، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الأيض، وتمدد الأوعية الدموية التي تزود القلب والدماغ بالدم.
هرمون الأوكسيتوسي
ينتج هذا الهرمون في الغدة النخامية، ويساعد في عملية إنتاج الحليب، والولادة، والارتباط بين الأم والطفل.
خلّل الهرمونات مرتبط بهذه الأعراض
أشارت دكتورة راوية، إلى أنهناك مجموعة من العلامات والأعراض التي يُمكن أن تشير إلى وجود خلل هرموني لدى المرأة أو الفتاة؛ وتعتمد هذه العلامات أو الأعراض التي قد تعاني منها على الهرمونات أو الغدد التي لا تعمل بشكل صحيح، منها ما يلي:
- الجوع.
- الإمساك.
- كثرة التبول.
- زيادة العطش
- زيادة الوزن.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- حركة الأمعاء المتكررة.
- زيادة التعرق وجفاف الجلد.
- زيادة الحساسية للبرد أو الحرارة.
- الشعور بالتعب أو الألم في العضلات.
- زيادة أو انخفاض معدل ضربات القلب.
- الشعور بألم أو تصلب أو تورم في المفاصل.
- الشعور بالاكتئاب أو العصبية أو القلق غير المبرر.
واستكمالًا لمشكلات خلل الهرمونات، فقد أوضحت دكتورة راوية، أن المستويات المرتفعة جدًا والمنخفضة جدًا من الهرمونات، قد تسبب العديد من الأمراض، وأبرزها:
مرض السكري
يحدث مرض السكري نتيجة لعدم انتظام مستويات السكر في الدم، ويعاني مرضى السكري من ارتفاع سكر الدم عادةً، ويقسم مرض السكري إلى نوعين وهما النوع الأول من مرض السكري ويسمى سكري الشباب، والنوع الثاني من مرض السكري.
مرض أديسون
يحدث هذا المرض نتيجة لعدم إنتاج الغدة الكظرية لما يكفي من هرمون الكورتيزول أو الألدوستيرون، ويمكن أن يحدث هذا النقص نتيجة لتلف الغدة الكظرية.
فرط نشاط الغدة الدرقية
يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية نتيجة للعديد من الأسباب مثل: " أمراض المناعة الذاتية التي تسبب مهاجمة جهاز المناعة الذاتية للغدة الدرقية بالخطأ"، مما يتسبب في إنتاج الكثير من هرمونات الغدة الدرقية، ويؤدي للعديد من المشاكل في الجسم.
قصور الغدة الدرقية
ينتج قصور الغدة الدرقية عن العديد من الأسباب مثل:" التعرض لجراحة الغدة الدرقية أو التعرض للإشعاع"، مما يتسبب في نقص إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، و أيضًا مشكلات متنوعة بالجسم.
متلازمة كوشينغ
تحدث متلازمة كوشينغ نتيجة لارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم، ويُمكن أن يحدث هذا الفرط في إنتاج الكورتيزول نتيجة للعديد من الأسباب مثل أورام الغدة الكظرية.
وأخيرًا، تنصح دكتورة راوية بضرورة اتباع التعليمات التالية، ضمن العادات اليومية، لتحقيق التوازن الطبيعي للهرمونات والحفاظ على سلامتها، وذلك على النحو التالي:
- خصصّي حصص يومية من البروتينات في الوجبات؛ إذ تعد البروتينات من المواد الضرورية لإنتاج الهرمونات وإصلاح أنسجة الجسم، ولذلك فإن الحرص على توافر بعض الأطعمة التي تعد مصادر للبروتين مثل: "اللحوم الخالية من الدهون، أو الأسماك، أو البيض، أو العدس" في وجباتك اليومية مهم لتحسين صحة الهرمونات في الجسم.
- تناولّي الدهون الصحية، مثل أوميغا 3، لزيادة الحساسية للأنسولين في الخلايا، وتقليل الشهية، ومنع مستويات الكورتيزول من الزيادة أثناء الإجهاد. عمومًا، تتوافر هذه الدهون الصحية في "الأفوكادو، واللوز، والفول السوداني، وجوز المكاديميا، والبندق، والأسماك الدهنية، وزيت الزيتون، وجوز الهند".
- اتبعّي نظاما غذائيا غنيا بالألياف، مثل"الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة"، التي تساعد في عملية الهضم، إذ إنها تحفز على إنتاج الهرمونات التي تجعلك تشعر بالشبع، كما تساعد في زيادة حساسية الخلايا للأنسولين، مما ينظم مستويات السكر في الدم.
- قللّي من استهلاك السكر، حيث إن ذلك يساعد على تحسين وظيفة الهرمونات، فإن الزيادة في استهلاك السكريات تعزز مقاومة الأنسولين في الجسم، كما تزيد اضطرابات الأمعاء، وتجعل الجسم يفشل في إنتاج هرمون الشبع، لذلك فإنه من المهم تقليل استهلاك السكر لتجنب حدوث هذه المشاكل.
- احصلّي على قسط كافٍ من النوم، وذلك لأن قلة النوم تسهم في اختلال توازن العديد من الهرمونات، بما في ذلك "الأنسولين، والكورتيزول، وهرمون النمو" وغيرها.
- قللّي من توترك، إذ إنه يضعف آليات التغذية الراجعة التي تعيد تنظيم هرمونات الجسم بشكل طبيعي، حيث إن الجسم يفرز هرمون الكورتيزول استجابة للتوتر، ثم يعود هذا الهرمون لمستواه الطبيعي بعد انتهاء العامل المسبب للتوتر، إلا أن التوتر المزمن يساهم في إبقاء مستويات الكورتيزول مرتفعة في الدم، مما يزيد الشهية خاصة للأطعمة السكرية والغنية بالدهنيات.
- إلتزمي بممارسة الرياضة، كونها تُحسن عملية الهضم، وتساعد في تنظيم مستويات السكر بالدم، وتزيد من حساسية الخلايا للأنسولين