لمكافحة اللمفومة: خيارات علاجٍ جديدة تشمل بدائل العلاج الكيميائي
تتعدد أوجه السرطان وتتنوع بين الحميد والخبيث؛ حيث أن هناك أورامًا حميدة يمكن إزالتها بسهولة ولا تُسبَب أي مضاعفات كما قد لا تحتاج إلى علاجاتٍ مثل الكيميائي وغيره، وهناك أورامٌ سرطانية خبيثة ينبغي إزالتها بسرعة وإخضاع المريض بعدها لسلسلةٍ من العلاجات الضرورية وعلى رأسها العلاج الكيميائي.
وعادةً ما تكون المعالجة الكيميائية هي العلاج الأول الذي يحاول الأطباء اتباعه لعلاج اللمفومة (وهي سرطان في الجهاز اللمفاوي، الذي يعد جزءًا من شبكة مكافحة الجراثيم في الجسم.ويشمل الجهاز اللمفاوي العُقد اللمفاوية "الغدد اللمفاوية" والطحال والغدة الزعترية ونخاع العظم). قد تؤثر اللمفومة على تلك الأجزاء جميعها وكذلك الأجهزة الأخرى في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الشكلين الأكثر شيوعًا للمرض وهما:
- اللمفومة اللاهودجكينية.
- اللمفومة الهودجكيني.
لكن بدائل المعالجة الكيميائية آخذةٌ في التطور، مثل علاجات الخط الأول والخيارات الاحتياطية؛هذا ما يوضحه ستيفن أنسيل، دكتور في الطب، دكتوراه الفلسفة،والمعتلي كرسي الدمويات وأخصائي أورام الدمويات فيمركز مايو كلينك الشامل للسرطان.
تُعدَ اللمفومة أحد أمراض سرطان الدم،والذي يبدأ عندما تتطفر إحدى خلايا الدم البيضاء المقاومة للجراثيم، التي تُسمى الخلايا اللمفاوِية، وتتكاثر سريعُا. وقد ظهر ما يقرب من نصف مليون حالة جديدة من اللمفومة اللاهودجكينية و82409 حالة جديدة من اللمفومة الهودجكيني في عام 2022؛ ما يجعلها في المرتبة العاشرة (10) والسادسة والعشرين (26) من أكثر أنواع السرطان المُشخصة الأكثر شيوعًا في ذلك العام، على التوالي، وفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
أعراض اللمفومة
من الممكن أن تتضمن مؤشرات سرطان الغدد اللمفية وأعراضه ما يلي:
- تضخم الغدد اللمفاوية، أو حدوث تورمٍ غير مؤلم في العُقَد اللمفية في العنق أو الإبطين أو المنطقة الأربية.
- الإرهاق المستمر.
- الحمى والتعرق لليلي.
- ضيق التنفس.
- حكة في الجلد.
- فقدان الوزن غير المُبَرر.
علاجاتٌ جديدة ومتطورة للمفومة
تعتمِد علاجات اللمفومة المناسبة على نوع ومرحلة المرض، وصحة المريض العامة، وتفضيلاته. فيما يتمثَّل الهدف الرئيسي من العلاج، في تدمير أكبر قدْر مُمكنٍ من الخلايا السرطانية حتي يُشفى المريض من المرض. وتتضمن طرق العلاج، بجانب الكيميائي، الإشعاعي وزرع نخاع العظم فضلًا عن المراقبة النشطة لنمو اللمفومة وعلاجاتٍ أخرى.
إنَ تطوير علاجاتٍ جديدةلتحسين نتائج اللمفومة لدى المرضى، هو أولويةٌ قصوى بالنسبة للدكتور أنسيل، الذي يقول في هذا الصدد: "يتعلق الأمر بتحسين النتائج مع تقليل الآثار الجانبية - باستخدام العلاجات التي يمكن أن تستهدف السرطان نوعيًا ويكون تأثيرها أقل على خلايا الجسم الطبيعية السليمة". ويضيف: "هناك نسبةٌ عالية من المرضى الذين عولجوا من اللمفومة؛وعند شفاء المرضى، قد يعانون من مضاعفاتٍ طويلة المدى وعليهم التأقلم معها. فكرتنا هي الحصول على أفضل النتائج وتقليل تلك المشاكل طويلة المدى."
تضمنت دراسات الدكتور أنسيل العمل كجزءٍ من مجموعة مايوMayo، وهي مجموعة علاجات السرطان المُبكر. وتقدم مجموعة الأبحاث العلاجية للمرضى الذين لم يستجب السرطان لديهم للمعالجة الكيميائية، الفرصة للانضمام إلى التجارب السريرية في المرحلة المُبكرة للعلاجات الجديدة المحتملة.
ويشرح الدكتور أنسيل إن الأشخاص المصابين باللمفومة، قد يتلقون المعالجة الكيميائية وحدها أو مزيجًا من المعالجة الكيميائية والمعالجة غير الكيميائية. وتشمل خيارات المُعالجة غير الكيميائية؛ المعالجة المناعية، والمعالجة بالخلايا التائية بمستقبلات المُستضد الخيميرية (تُعرف اختصارًا بالمعالجة بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية CAR-T)، والعلاج الاستهدافيّ، وزرع نخاع العظمhttps://www.hiamag.com/%D8%B5%D8%AD%D8%A9/%D8%B5%D8%AD%D8%A9/798976-%D8%A7%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D9%86%D8%AE%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%85، والمعالجة الإشعاعية.
ويوضح أخصائي أورام الدمويات في مركز مايو كلينك الشامل للسرطان هذه العلاجات بالآتي:
- تستخدم المعالجة المناعيةالجهاز المناعي في الجسم لمحاربة السرطان، وذلك بإِحصار قدرة الخلايا السرطانية على الاختباء من محاولات مهاجمة الجسم لها. توجد أنواعٌ عديدة من المعالجة المناعية، وقدساهمت أبحاث الدكتور أنسيل في علاج سرطان اللمفومة عن طريق العلاج بنقاط التفتيش المناعية،بالأدوية التي تساعد الجهاز المناعي على محاربة الخلايا السرطانية دون تدمير الخلايا السليمة.
- في المعالجة بالخلايا التائية بمستقبلات المستضد الخيميرية، تُعزل بعض خلايا الدم البيضاء للمريض، بما فيها الخلايا التائية؛ وتتم معالجتها في المختبر لإنتاج مُستقبلات المستضد الخيميرية، أو اختصارًا CARs، التي تُنشط قدرة الخلايا التائية للتعرف على الخلايا السرطانية وقتلها. تُحقن بعد ذلك الخلايا التائية المُستقبلة للمُستضدات الخيمرية (CAR-T) مرةً أخرى في مجرى دم المريض،ويُعتبر هذا النوع من المعالجة المناعية أحد أكثر المجالات الواعدة لعلاج السرطان. الدكتور أنسيل هو عضوٌ في برنامج العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T) في مايو كلينك.
- تستخدم المعالجة الاستهدافيّةالأدوية أو المواد الأخرى — منفردةً أو مجتمعة — لتحديد الشُذوذات داخل الخلايا السرطانية ومهاجمتها، مع تقليل الضرر على الخلايا الطبيعية. ويبحث الدكتور أنسيل حاليًا عن تجميعاتٍ دوائية جديدة محتملة، كما يدرس آثارها الجانبية.
- في زراعة النخاع العظمي، المعروفة أيضًا بإسم زراعة الخلايا الجذعية؛ تُحقن الخلايا الجذعية السليمة المُكونة للدم في الجسم لتحل محل النخاع العظمي الذي لا ينتج ما يكفي من خلايا الدم السليمة.
- تستخدم المعالجة الإشعاعيةأشعةً عالية الطاقة، مثل الأشعة السينية والبروتونات، لقتل الخلايا السرطانية. بالنسبة لأنواعٍ معينة من اللمفومة اللاهودجكينية، قد تكون المعالجة الإشعاعية هي العلاج الوحيد الذي تحتاجه، خاصةً إذا ما كانت اللمفومة لديكِ بطيئةً في النمو ومحددة في مكانٍ واحد أو مكانين فقط. والأكثر شيوعًا هو استخدام المعالجة الإشعاعية بعد المعالجة الكيميائية، لقتل أي خلايا لمفومة متبقية.
الوقاية من الإصابة باللمفومة
لسوء الحظ، لا توجد طريقةٌ معروفة لمنع اللمفومة، بعكس ما يتمنى الكثيرون. ولكن اتباع نظامٍ غذائي صحي وممارسة الرياضة أمران مهمان، لتعزيز المناعة في الدرجة الأولى؛ حيث أن ضعف الجهاز المناي يُعدَ أحد أبرز عوامل خطر الإصابة باللمفومة. فضلًا عن عوامل أخرى مثل السن (حيث تشيع أنواعٌ معينة من سرطان الغدد الليمفاوية أكثر بين اليافعين، في حين تُشخَّص أنواع أخرى بين من يبلغون أكثر من 55 عامًا)؛ الرجال أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية من الإناث؛ والإصابة ببعض أنواع العدوى، إذ ترتبط بعض أنواع العدوى بزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، ويشمل ذلك عدوى فيروس إيبِشتاين-بار وعدوى الملوِية البوابية.
ويقول الدكتور أنسيل إن بإمكانهم مساعدة المرضى على التعامل بشكلٍ أفضل مع علاجات السرطان والحصول على نتائج أفضل. لذا من الأفضل دومًا مراجعة الطبيب المختص، في حال الشعور بأيٍ من أعراض اللمفومة المذكورة في بداية المقالة، والحرص على تمتين وتعزيز مناعة الجسم ضد العدوى وغيرها، بالإضافة بالطبع لنمط الحياة الصحي، للوقاية قدر الإمكان من هذا المرض الذي يُصاحبه علاجاتٌ متعددة، بعضها مزعجٌ للغاية مثل العلاج الكيميائي.