لتحقيق حلم الأمومة الرائع: حسَني من الخصوبة لديكِ باتباع هذه النصائح الذهبية

العوامل التي تؤثر على أيام التبويض ونصائح لتحسين الخصوبة

جمانة الصباغ

قال الله تعالى في كتابه الكريم: "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا" سورة الكهف؛ وما تلك الآية حسب تفسيرات المُفسرين، سوى تذكرةٌ موعظةٌ وعبرة للمؤمنين، بأن ما فيه المشركون من النعمة من مال وبنين ما هو إلا زينة الحياة الدنيا التي علمتم أنها إلى زوال.

هذه النعمة التي أحبها الإنسان منذ أن خُلق، وحمد الله وشكره عليها لمئات ملايين السنوات، قد لا تكون متاحةً للبعض، وعصيةً على البعض الآخر ممن يعانون من مشاكل جدية في الخصوبة، سواء عند النساء أو الرجال.

يمكن تلخيص مفهوم الخصوبة بقدرة الزوجين على الإنجاب،من خلال النشاط الجنسي الطبيعي. وتنجح حوالي %90 من النساء اللاتي يتمتعن بالخصوبة،في الحمل بغضون سنةٍ واحدة من الزواج في حال قمنَ باتصالٍ جنسي مع أزواجهنَ بشكلٍ منتظم، ومن دون استخدام وسائل منع الحمل.

الدكتور محمد عبدالله آغا اختصاصي أمراض النساء والتوليد في مستشفى فقيه الجامعي
الدكتور محمد عبدالله آغا اختصاصي أمراض النساء والتوليد في مستشفى فقيه الجامعي

الخصوبة الطبيعية تعني القدرة على المعطيات الآتية:

  1. توفَر عددٍ كافٍ من الحيوانات المنوية السليمة عند الرجل، وبويضاتٍ قابلة للتلقيح  عند المرأة.
  2. مرور الحيوانات المنوية بنجاح إلى قنوات فالوب (أو قناة الرحم، وهي عبارة عن أنبوبٍ يصل بين المبيض والرحم؛ يبدأ طرفه الواسع من جهة المبيض، حيث يحتوي هذا الطرف على أهدابٍ تساعد على حركة البويضات إلى داخل القناة، بينما يفتح طرفه الضيق في الرحم من جهته العليا).
  3. اختراق بويضةٍ سليمة وزرع البويضة المُلقحة في بطانة الرحم.

وفي حال وجود مشكلةٍ في أيٍ من هذه الخطوات، فإن الجسم الطبي يشير إلى وجود حالةٍ من العقم لدى الزوجين. مع الإشارة إلى وجود نوعين من العقم:

  1. العقم الأولي؛ وهو العقم الذي لا يسبقه حدوث أي حالة حملٍ ناجحة من قبل، والذي يُطلق عليه أيضًا عدم القدرة على الإنجاب.
  2. العقم الثانوي؛ وهو العقم الذي سبقه حالة حملٍ واحدة على الأقل قبل أن تحدث الإصابة به.

والعقم مشكلةٌ شائعة حول العالم، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى تأثر 1 من كل 6 أشخاص حول العالم من العقم. وبناءً على بيانات تقريرٍ صادر عن المنظمة الأممية في العام 2022؛ فقد قدَر الباحثون أنّ معدل انتشار العقم مدى الحياة، الذي يُمثّل نسبة من عانوا من العقم خلال حياتهم الإنجابيّة، بلغ 17.5% في ذات العام. فيما بلغ انتشار العقم على مدى فترةٍ معيّنة، أي نسبة الأشخاص الذين عانوا من العقم في أي نقطةٍ معيّنة حاليًا أو في الماضي، 12.6% في العام ذاته للتقرير.

هناك العديد من الأمور الحياتية والبيئية التي قد تؤثر على معدلات الخصوبة عند المرأة والرجل، والتي قد تقف حائلًأ وراء استمتاع الزوجين بطفل أول أو أطفالٍ آخرين؛ لكن في المقابل، هناك عوامل إيجابية يمكن أن تُساعد في تحسين الخصوبة، وتحقيق حلم الأمومة والأبوة لمن يرغبون بذلك.

للوقوف أكثر على تلك العوامل والنصائح الواجب اتباعها لتعزيز الخصوبة؛ تحدثنا إلى الدكتور محمد عبدالله آغا، اختصاصي أمراض النساء والتوليد في مستشفى فقيه الجامعة بدبي، والذي أفادنا مشكورًأ بالمعلومات التالية..

تناول أطعمة غنية بحمض الفوليك وأحماض أوميغا 3 تُحسن من الخصوبة
تناول أطعمة غنية بحمض الفوليك وأحماض أوميغا 3 تُحسن من الخصوبة

العوامل التي تؤثر على ايام التبويض

يمكن تحسين احتمالية حدوث الحمل من خلال معرفة موعد الإباضة لديكِ والانتظام في ممارسة الجماع في يوم الإباضة وقبله بخمسة أيام.

والإباضة هي عملية يُطلق فيها المبيض بويضةً ناضجة. وبعد إطلاقها، تتحرك البويضة إلى أسفل قناة فالوب وتظل هناك لمدة تتراوح بين 12 و24 ساعة، حيث يمكن تخصيبها. يمكن أن يعيش الحيوان المنوي داخل الجهاز التناسلي للمرأة لمدة خمسة أيام بعد ممارسة الجماع في الظروف المناسبة، وتزيد فرصة الحمل إلى حدها الأقصى إذا كان الحيوان المنوي الحي موجودًا في قناتي فالوب أثناء الإباضة.

وأثناء دورة الحيض التي تستمر لمدة 28 يومًا في المتوسط، تحدث الإباضة عادةً قبل بدء دورة الحيض التالية بحوالي 14 يومًا. ومع ذلك، فقد تختلف مدة دورة الحيض لكل امرأة، كما قد يختلف الوقت بين الإباضة وبداية دورة الحيض التالية.

وفقًا للدكتور أغا، تؤثرالعديد من العوامل البيئية والحياتية على الخصوبة لدى النساء؛ومن العوامل الحياتية:

  • العمر: حيث تنخفض الخصوبة مع التقدم بالعمر، وخاصةً عند النساء بعد سن 35 عامًا.
  • الوزن: يمكن أن تؤثر السُمنة والوزن الزائد،أو نقص الوزن أو النحافة الشديدة، على معدلات الخصوبة لدى النساء والرجال.
  • تعاطي الكحول والمخدرات والتدخين: يرتبط الإفراط في شرب الكحول والتدخين بزيادة خطر التعرض لمشكلاتٍ في التبويض.
  • تناول الكافيين بكثرة: لا يبدو أن شرب كمية تقل عن 200 ميليغرام يوميًا من الكافيين يؤثر في القدرة على الحمل. لكن زيادة هذه الكمية قد يكون لها مفاعيل سلبية على الخصوبة.
  • ممارسة التمارين الشاقة أو التمرين لفتراتٍ طويلة.

اما بالنسبة للعوامل البيئية التي قد تؤثر سلبًا على الخصوبة،فتتضمن الآتي:

  • التلَوث البيئي: حيث يُظهر البحث العلمي المنتظم أن التلوث يمكن أن يؤثر سلبًا على معدلات الخصوبة.
  • تلَوث الهواء ببعض المواد، مثل الأوزون وأكاسيد النيتروجين والجُسيمات الدقيقة، يُعتبر تهديدًا غازيًا للصحة الإنجابية.
  • الملَوثات المائية مثل المُبيدات والمعادن الثقيلة، قد تؤثر أيضًا على الخصوبة.
  • التغير المناخي، الذي نشهد ذروته خلال السنوات الأخيرة، له تأثيرٌ أيضًا على الخصوبة، وتلَوث الهواء بالمُلوثات البيئية قد يكونان جزءًا من هذا التأثير.
    يحتاج الزوجين لفهم العوامل المؤثرة على الخصوبة والتعامل معها كما ينبغي
    يحتاج الزوجين لفهم العوامل المؤثرة على الخصوبة والتعامل معها كما ينبغي

نصائح لتحسين الخصوبة

يؤكد اختصاصي أمراض النساء والتوليد من مستشفى فقيه الجامعي، أن فهم هذه العوامل المؤثرة واتباع نمط حياةٍ صحي، يمكن أن يُحسَن من فرص النساء في الحمل. كذلك فإن فهم العوامل البيئية الخطيرة، يُعدَ فعالًأ ومساعدًا في تطوير استراتيجياتٍ لحماية الخصوبة من التهديدات البيئية.

كذلك تلعب التغذية دورًا مهمًا في تنظيم الهرمونات وتعزيز الإباضة الصحية وإنتاج الحيوانات المنوية. فسوء التغذية يمكن أن يؤدي إلى اختلالاتٍ هرمونية ودوراتٍ شهرية غير منتظمة وحتى العقم.

وتشمل العناصر الغذائية الرئيسية والضرورية لتحسين الخصوبة كما أفادنا الدكتور آغا:

  • حمض الفوليك: الضروري لنمو الأنبوب العصبي للطفل، ويتواجد بكثرة في الخضروات الورقية والحمضيات والبقوليات والحبوب المدعمة.
  • أحماض أوميغا 3: تساعد في تنظيم الهرمونات وتحسين تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية. وتوجد هذه الأحماض الأساسية في الأسماك الدهنية والمكسرات وبذور الشيا والكتان.
  • مضادات الأكسدة: تحمي الخلايا التناسلية من التلف، وتتواجد في الفواكه والخضروات ذات الألوان الزاهية.
  • الحديد والزنك: ذات أهميةٍ كبيرة للخصوبة عند النساء والرجال،ومصادرها تشمل اللحوم والدواجن والبذور.

في الختام، يجب عليناالإدراك أن الخصوبة هي جزءٌ أساسي من الصحة الإنجابية والعامة. ومن خلال فهم العوامل التي تؤثر على الخصوبة واتباع نمط حياة صحي، يمكننا تحسين فرص الحمل والحفاظ على صحة الجهاز التناسلي. لذا، ينبغي على الجميع (أزواج وأطباء واختصاصيين) العمل معًا على تعزيز الوعي حول هذا الموضوع، وتبنَي عاداتٍ صحية تُعزز الخصوبة وتُحقق الرفاهية الإنجابية التي يحلم بها الكثيرون حول العالم.