دراسة تكشف: بدائل السكر يمكن أن تزيد خطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية

دراسة تكشف: بدائل السكر يمكن أن تزيد خطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية

جمانة الصباغ

يُعدَ السكر من أكثر أصناف الطعام التي يتم استهلاكها حول العالم، بجانب الملح بالطبع؛ ولا نقصد هنا فقط حبيبات السكر الأبيض أو الأسمر الخشنة أو الناعمة التي نُضيفها إلى الشاي أو القهوة أو عند إعداد الحلويات والأكل، وإنما المقصود أيضًا كافة أنواع "السكر المضاف" الموجودة في عبوات المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة وحتى العصائر الجاهزة، الحلويات والأطعمة الجاهزة، وغيرها العديد.

يؤثر استهلاك كميةٍ كبيرة من هذا السكر على صحة الفرد، وقد يجعله في دائرة الخطر للإصابة بداء السكري بأحد نوعيه، الأول أو الثاني. لذا نجد أن العديد من شركات تصنيع الأغذية، مالت نحو استخدام بدائل السكر في منتجاتها، للتخفيف من حدة المخاطر الصحية لاستهلاك السكر بكمياتٍ كبيرة. كذلك، تغيرت ذائقة الناس نحو هذه البدائل، وباتوا يستخدمونها في تحضير أطباقهم ومشروباتهم والعديد من أصناف الطعام التي تدخل ضمن نظامٍ غذائي صحي.

لكن ما كشفته دراسةٌ جديدة قام بها باحثون من مستشفى كليفلاند كلينك، دق ناقوس الخطر حول واحدٍ من بدائل السكر المعروفة، والذي يحمل إسم زايلوتول Xylitol؛ نظرًا لارتباطه بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

الدكتور ستانلي هيزن رئيس قسم علوم القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي في كليفلاند كلينك
الدكتور ستانلي هيزن رئيس قسم علوم القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي في كليفلاند كلينك

فما هي تفاصيل هذه الدراسة؟ هذا ما نتعرف عليه في مقالة اليوم، لذا تابعي القراءة عزيزتي..

بدائل السكر ترتبط بخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية

إذن، توصل باحثون من كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، إلى أن الكميات الأكبر من الكحول السكري زايلوتول (Xylitol) كانت مرتبطةً بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وأكد الفريق الذي قاده الدكتور ستانلي هيزنهذا الترابط، وذلك من خلال إجراء تحليلاتٍ واسعة النطاق لبعض المرضى، ومن خلالنماذج بحوثٍ ما قبل سريرية، ودراسة تدخَلٍ سريري؛ وجرى نشر النتائج في مجلة القلب الأوروبية (European Heart Journal).

يُعتبر زايلوتول (Xylitol) بديلًاللسكر شائع الاستخدام في الحلويات واللبان والمخبوزات ومنتجات الفم مثل معاجين الأسنان الخالية جميعها من السكر. وكان العقد الماضي شهد زيادةً ملموسة في استخدام بدائل السكر، ومن ضمنها الكحول السكري والمُحلّيات الاصطناعية في الأطعمة المُعالجة والتي يتم الترويج لها على أنها بدائل صحية.

وكان نفس الفريق البحثي قد توصل العام الماضي،إلى وجود روابط مماثلة بين إريثريتول (Erythritol) ومخاطر الأمراض القلبية الوعائية. وعلى الرغم من أن زايلوتول ليس واسع الانتشار مثل إريثريتول في منتجات الكيتو أو المنتجات الغذائية الخالية من السكر في الولايات المتحدة، إلا أنه شائع الاستخدام في بلدانٍ أخرى.

وقال الدكتور هيزن، رئيس قسم علوم القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي في معهد ليرنر للأبحاث التابع لمستشفى كليفلاند كلينك والرئيس المشارك لقسم أمراض القلب الوقائية في معهد القلب والأوعية الدموية والصدر: "تُسلط هذه الدراسة الضوء مجددًا على الحاجة الفورية لدراسة الكحوليات السكرية والمُحلّيات الاصطناعية، خاصةً مع استمرار التوصية بها من أجل مكافحة حالاتٍ مثل السُمنة أو مرض السكري. ولا يعني هذا الأمر التخلص من معجون الأسنان الخاص بكِفورًا إذا كان يحتوي على زايلوتول، ولكن يجب إدراك حقيقة أن استهلاك منتج يحتوي على مستوياتٍ عالية من هذه المادة قد يزيد من مخاطر الحوادث المتعلقة بجلطات الدم."

ينبغي استشارة الطبيب حول بدائل السكر الصحية والكمية الواجب تناولها يوميًا
ينبغي استشارة الطبيب حول بدائل السكر الصحية والكمية الواجب تناولها يوميًا

مستوياتٌ مرتفعة لبدائل السكر تتسبب بهذا الخطر

وجد الباحثون في هذه الدراسة الجديدة، أن المستويات المرتفعة من زايلوتول في الدورة الدموية،كانت مرتبطةً بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراضٍ قلبية وعائية لمدة ثلاثة أعوام؛ وذلك بناءً على تحليلاتٍ شملت أكثر من 3,000 مريضًا في الولايات المتحدة وأوروبا.

وكان ثلث المرضى ممن لديهم المستويات الأعلى من زايلوتول في البلازما، أكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ولتأكيد النتائج، قام فريق البحث بإجراء اختباراتٍ ما قبل سريرية، والتي وجدت أن زايلوتول تسبَب في تجلط الصفائح الدموية وزاد من مخاطر الإصابة بتجلَط الدم. كما قام الباحثون أيضًا بتتَبع نشاط الصفائح الدموية لدى الأشخاص الذين تناولوا مشروبًا مُحلى بالزايلوتول،مقارنةً بمشروبٍ مُحلى بالجلوكوز؛ووجدوا أن كل مقاييس التخثر قد زادت بشكلٍ ملحوظ مباشرةًبعد تناول الزايلوتول وليس الجلوكوز.

وأشار مؤلفو الدراسة إلى وجود مبرراتٍ لإجراء المزيد من الدراسات، بهدف تقييم سلامة زايلوتول بالنسبة للقلب والأوعية الدموية على المدى الطويل. واشتمل البحث على عدة قيودٍ،بما في ذلك أن دراسات المراقبة السريرية تثبت الروابط فقط وليس السببية. ولذلك، يُوصي المؤلفون الجمهور بضرورة التحدث مع أطبائهم أو أخصائيي التغذية المعتمدين، للتعرف على المزيد من الخيارات الغذائية الصحية والحصول على توصياتٍمُخصصة مناسبة لحالتهم.

يُعتبر البحث جزءًا من التحقيق المتواصل الذي يجريه الدكتور هيزن حول العوامل التي تُسهم في زيادة المخاطر على القلب والأوعية الدموية. ويقوم فريقه بمتابعة المرضى مع مرور الوقت، ويكشف وجود بصماتٍ كيميائية في الدم يمكنها التنبؤ بتطورأمراض القلب والتمثيل الغذائي مستقبلًا. وكان الدكتور هيزن قد حقق اكتشافاتٍ رائدة في أبحاث تصلب الشرايين والأمراض الالتهابية، بما في ذلك الاكتشاف الذي يربط المسارات الميكروبية المعوية بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض التمثيل الغذائي.

المستويات المرتفعة من بدائل السكر تُشكَل خطرًا على صحة القلب
المستويات المرتفعة من بدائل السكر تُشكَل خطرًا على صحة القلب

خلاصة القول، أن السكر وبدائله، في حال كانت نسبه مرتفعة يمكن أن يزيد العديد من المخاطر الصحية وعلى رأسها السكري وأمراض القلب. وحتى تتضح الصورة نهائيًا حول خطر استخدام بعض بدائل السكر، يمكنكِ عزيزتي استشارة طبيبكِ الخاص حول الخيارات الصحية التي بوسعكِ استخدامها دون ضرر، وتحديد الكميات الواجب عليكِ تناولها من السكر وبدائله كي تنعمي بصحةٍ جيدة ورفاهٍ عالي للحياة بعيدًا عن المرض وتداعياته.